الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة **
الولاة: هم الذين يتولون أمور المسلمين، سواء كانت الولاية عامة كالرئيس الأعلى في الدولة أو ولاية خاصة على إدارة معينة أو عمل معين، وكل هؤلاء لهم حق يجب القيام به على رعيتهم، ولرعيتهم حق عليهم كذلك. فحقوق الرعية على الولاة: أن يقوموا بالأمانة التي حملها الله إياها وألزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير بها على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة وذلك بإتباع سبيل المؤمنين، وهي الطريق التي كان عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن عليه الصلاة والسلام فيها السعادة لهم ولرعيتهم ومت تحت أيديهم وهي أبلغ شيء يكون به رضا الرعية عن رعاتهم والارتباط بينهم والخضوع لأوامرهم وحفظ الأمانة فيما ولونه إياهم؛ فإن من اتقي الله اتقاه الناس ومن أرضي الله كفاه الله مؤونة الناس وأرضاهم عنه لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. وأما حقوق الولاة على الرعية فهي: النصح لهم فيما يتولاه الإنسان مكن أمورهم، وتذكيرهم إذا غفلوا والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق، وامتثال أمرهم في غير معصية الله، لأن في ذلك قوام الأمر وانتظامه، وفي مخالفتهم وعصيانهم انتشار الفوضى وفساد الأمور ولذلك أمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر فقال تعالى: وقال عبد الله بن عمر: كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفر فنزلنا منزلا فنادى منادى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ومن حقوق الولاة على الرعية: مساعدة الرعية لولاتهم من مهماتهم بحيث يكونون عونا لهم على تنفيذ الأمر الموكول إليهم، وأن يعرف كل واحد دوره ومسئوليته في المجتمع حتى تسير الأمور على الوجه المطلوب، فإن الولاة إذا لم تساعدهم الرعية على مسئولياتهم لم تأت على الوجه المطلوب.
|