فصل: فصل في علامات أن البحران قد يكون من طريق الرحم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في علامات حركة المادة في البحران إلى فوق:

علاَمة ذلك صداع لتصعّد البخار أو لمشاركة فم المعدة أيضاً.

.فصل في دلائل القيء:

وأيضاً من علامات ذلك دوار وثقل في الصدغين وطنين وصمم يحدث ذلك كله دفعة وقد قارنه أو تقدّمه بزمان يسير ضيق نفس ووجع في العنق وتمدد المراق والشراسيف إلى فوق من غير وجع واشتعال الرأس واعلم أنه يشتدّ المرض والأعراض ليلاً لأن الطبيعة تشتغل فيه بإنضاج.

.فصل في علامات تفصيل جميع ذلك:

إن قارن ذلك ظلمة وغشاوة في العين لا تباريق معها ومرارة فم واختلاج الشفة السفلى وتأكد الأمر بوقوع وجع في فم المعدة أو غثيان أو تحلب لعاب وخفقان وانضغاط من النبض وانخفاض وخصوصاً إذا أصاب العليل عقيب هذا نافض وبرد دون الشراسيف حكم أنه واقع بالقيء وخصوصاً إذا كانت المادة صفراوية والحمّى صفراوية ليست من المحرقات وخصوصاً إذا اصفرّ الوجه في هذه الحال وسقط اللون.
وكثيراً ما يجلب القيء الواقع بعد ثقل الرأس ووجع المعدة من الصبيان لضعف عصبهم تشنّجاً وفي النساء لعادة أرحامهن وجع أرحام وفي المشايخ لضعف قواهم أمراضاً مختلفة لانتشار المادة المتحركة فيهم.
وأما إن قارن ذلك تمدد في جهة الكبد أو جهة الطحال من غير وجع فإن الطحال يشارك الأعالي أيضاً بعروق فيه تقارب جهة الأنف وعروقه وإن لم يتصل بها ورأى العليل خيوطاً حمراء ولألاء وتباريق واحمر الوجه جداً أو العين أو الأنف أو جانب منه وسال الدمع دفعة وشهق النبض وماجٍ وأسرع انبساطاً وحك الأنف وكان اشتعال الرأس شديداً جداً والصدع ضربانياً فتوقع رعافاً خصوصاً إذا دل المرض والسن والعادة والمزاج وسائر الدلائل على أن المادة دموية على أن الصفراوية أيضاً قد تُبَحرِنُ بالرعاف وينفر بذلك تباريق وخيالات خيطية ونارية صفر ترى أمام العين وأكثر ذلك في الحمى المحرقة الصفراوية.
وقد تدل جهة لوح الشعاع وحكة الأنف على أن الرعاف يقع من المنخر الأيمن أو الأيسر أو من المنخرين جميعاً وقد يعين هذه الدلائل أيضاً برد يصيبه يوم البحران ويبوسة البطن والجلد وقد يدل السن فإن الرعاف أكثر ما يعرض يعرض لمن سنه دون الثلاثين.
وقد يعين هذه الدلائل أيضاً اشتداد الصداع جداً فوق ما يوجبه وقوع القيء مع آلام أخرى واشتعال وحمى وتكون الإمارات الأخرى جيدة ليست علامات موت وفي مثل ذلك فتوقع الرعاف لا بد منه فعلى الطبيب أن ينعم النظر في جميع ذلك.

.فصل في حكم هذه العلامات المشتركة المذكورة:

والخاصية من العلامات المشتركة المذكورة ما هو أولى بالرعاف مثل: الدموع والطنين والصمم وتمدد الشراسيف في أحد جانبي الكبد والطحال من غير وجع واشتعال الرأس ومنها ما هو أخص بالقيء مثل ضيق النفس وتمدد الشراسيف مطلقاً من قدّام وأكثره مع وجع في المعدة واعلم أن ضيق النفس الداخل في علامات الرعاف إنما يعرض عند استعداد الطبيعة للدفع الرعافي بسبب أن الأجوف يمتلىء ويندفع بمادته إلى فوق فيزحم أعضاء النفس.
ومن العلامات الخاصة بالقيء والرعاف ما الموجود في أحدها مقابل للموجود في الآخر كما أن تخيل شعاعات براقة من علامات الرعاف ويقابل ذلك تخيل الظلمة والغشاوة من علامات القيء وحمرة الوجه من دلائل الرعاف ويقابلها سقوط اللون واصفرار من علامات القيء وربما لم تكن كذلك مثل اختلاج الشفة فإنه من علامات القيء ولا مقابل له من علامات الرعاف ومثل حكة الأنف فإنها من علامات الرعاف ولا مقابل لها من علامات القيء.

.فصل في علامات ميل المادة إلى العرق:

إذا صار النبض شديد الموجية وكان إمساك اليد على الجلد تحصل تحته نداوة وتصبغ حمرة وتجد سخونة الجلد مع ذلك أكثر مما كان وانتفاخه واحمراره أكثر مما كان وكان البول منصبغاً إلى غلظ وخصوصاً إذا انصبغ في الرابع وغلظ فيِ السابع فأحدث عرقاً يكون وكذلك إن عرض في مرض من نافض قوي واشتد بعده الحمى والقوة قوية والعلامات جيدة فتوقع عرقاً ولا سيما إن قل البراز والدرور واستمر عليه.
وبالجملة فإن الحميات المحرقة إذا لم تبحرن بالرعاف بحرنت بالعرق ويتقدمه النافض وأن يرى المريض حماماً وأبزناً واستعداداً له في منامه فهو دليل عرق وانصباغ البول يدل الدلالة الأولى على أن المادة تبحرن من طريق العروق وذلك الطريق إما العرق وإما البول ثم ينفصل بما قلنا ولا يجب أن يتوقع بحران عرق مع استطلاق من الطبيعة غالب ولا بد في الاستفراغ المتوقع بالعرق أِن يكون هناك تزيد من الحرارة انتشار واستظهار قوة قوية.

.فصل في علامات ميل المادة إلى أعضاء البول:

يدل على ذلك ثقل في المثانة واحتباس في البراز وفقدان علامات الإسهال التي سنذكرها وعلامات القيء والرعاف والعرق التي ذكرناها.
واعلم أن حرقة الإحليل مع ثقل المثانة وسائر الدلائل دليل قوي على أن البحران بالإدرار وقد يدل عليه ثوران البول وغلظه في سائر الأيام ووجود الرسوب فيه وَرَبما عرض الإدرار على دلائل البراز وعلى ما ذكرت في باب البراز.
واعلم أنّه إذا كثر اجتماع البول في المثانة مع قلة انطلاق البطن وقلة العرق في ذلك الوقت أو في طبع العليل وهيئة أعضائه وجسو ظاهره فتوقّع البحران بالبول دون الاختلاف والعرق وخصوصاً في الشتاء.

.فصل في علامات ميل المادة إلى طريق البراز:

يدل عليه أوّلاً حبس الفضل إذا علم أنّهُ ليس بدموي وإذا علم أنه مع ذلك كثير ثم يؤكده من علاماته: حصر البول ومغص يجده فيِ جميع البطن وثقل في أسفل البطن وفقد لعلامات القيء بل حدوث قراقر وانتفاخ حالب وكثرة انصباغ البراز من قبل مجيئه أكثر من العادة وعلوّ ما دون الشراسيف ونتوِّه وانتقال قرقرة إلى وجع ظهر.
وربما كان ذلك أيضاً للرياح وربما درّ البول فعارض دلائل البراز خصوصاً في عليل عسر البطن صلبه عادة صغيرة المجسّة لا سيما في الهواء البارد ويكون النبض صغيراً مع قوّة وليس بصلب وصغره للانخفاض.
وقد يدل على البحران الإسهالي العادة في قلة الرعاف والعرق وكثرة الاختلاف وخصوصاً للمعتاد شرب الماء البارد قيل أنه متى كان البول بعد البحران في حمّى غيبيّة أبيض رقيقاً فتوقع اختلافاً يكاد يسحج لأن المرار إذا لم يخرج بالبول وغيره خرج بالاختلاف وقلما يقع بحران باستطلاق مع غلبة عرق أو درور بول.

.فصل في علامات أن البحران قد يكون من طريق الرحم:

إذا لم تجد سائر العلامات ولم يكن استفراغ إسهالي ووجدت ثقلاً في الرحم وفي القطن ووجعاً هناك وتمدّداً فاحكم أنه طمثي.

.فصل في علامات أن البحران يكون من انتفاخ عروق المقعدة:

يدل عليه فقدان سائر الدلائل وعادة هذا النمط من السيلان وثقل في نواحي المقعدة ونبض.

.فصل في علامات كون البحران بالانتقال:

علامات البحران الذي يكون بالانتقال قوة الحمى مع ثبات وجع ومع احتباس الاستفراغات من البول والبراز والنفث والعرق الغزير وتأخر النضج أو عدمه مع صحة من القوة وجودة من النبض ولا سيما في الأمراض السليمة البطيئة العديمة النضج وجهة انتقال يدل عليها الوجع وانتفاخ العروق في المواضع الخالية التي تليه وشدة الالتهاب وأيضاً الجهة التي فيها عضو ضعيف أو وجع المفاصل أو عضو متعب وأما الشراسيف إذا تمددت وأوجعت فليس يمكن أن يستدل عنها على الموضع نفسه ولا على جهة فإن ذلك كالمشترك لجميع الميول.
واعلم أن الانتقالات والخراجات تكون في البرد وفصله في سن الإكتهال أكثر أما في الأول فلأن البرد حابس ممسك وأما في الثاني فلأن القوة تعجز عن الدفع التام.
وقال بعضهم من جاوز الخمسين بل من جاوز الثلاثين قل بحرانه بالخراج والانتقال وليس ذلك بمعتمد بل الانتقال له سببان: أحدهما في المادة: بأن لا تكون قابلة للدفع الكلي بسبب غلظها في الأكثر وكثرتها في الأقل والثاني في القوة: وهو أن لا تكون القوة قوية جسداً شديدة التسلط ولا ضعيفة أيضاً عاجزة لا تمنع البتة عن الأعضاء الرئيسة والاثنان من هذه الأسباب مناسبان لأوائل الشيخوخة وكثيراً ما تقوم علامات الانتقال فيطرأ عليها استفراغ عظيم وخصوصاً ببول.
فصل في علامة أن ذلك الانتقال إلى الأسافل حدوث وجع إلى أسفل مع التهاب وانتفاخ من الحالبين والوركين.
فصل في علامة أن ذلك الانتقال إلى الأعالي يدل عليه ثقل الرأس والحواس خصوصاً السمع حتى ربما أدى إلى الصمم بعد ضيق من النفس وتغيّر من نظامه كان فسكن كل ذلك بغتة وحدث في الرأس ما حدث وكذلك إن حدث سبات وأكثر هذا يكون بخراج في أصل الأذن وكذلك إن دام درور الأوداج وضربان الأصداغ وحمرة في الوجه لابثة.
فصل في علامات الانتقال إلى مرض آخر إذا رأيت المرض الحاد يقوى عند الانحطاط فاعلم أن وجهه إلى المرض المزمن.

.فصل في علامات البحران الخراجي:

إذا كانت القوّة صحيحة والعلامات جيدة ودامت رقة البول زماناً طويلآ فذلك مما ينفر بالخراج وحيث يكون المرض من مادة فيها حرارة وكذلك إذا أقبل العليل من غير بحران ظاهر بل على سبيل انتقال ثم رأيت شرياني الصدغ شديدي الانبساط كثيري الضربان لا يهدآن وترى اللون حائلاً والنفس متزايداً وربما رأيت سعالاً يابساً فمن به ذلك فهو متعرض لخراج في والعضو الذي يختص في المرض بعرق أكثر فهو الذي يتوقّع فيه الخراج أكثر وفصل الشتاء وسنّ الاكتهال على ما ذكرنا من دلائل وقوع البحران بالخراج بل من أسبابه وتكون الخراجات الكائنة حينئذ بطيئة القبول للنضج إلا أن المعاودات منها في الشتاء والشيخوخة أقل لما يوجبه البرد من السكون على أن بعضهم قال بخلاف هذا على ماحكيناه.
وإذا كثر البول المائي عند صعود الحمى دلّ على أن وجعاً يحدث بالأسافل من البدن ومن الدلائل القوية على بحران الخراج تأخّر البحرانات الأخرى وتطاول العلة إلى ما بعد العشرين ومثل هذه العلة المتطاولة إذا عرضت فيها أوجاع دفعة في بعض المواضع يوقع الخراج وفي الحميّات الإعيائية إذا لم يكن إدرار ثخين ولا رعاف ولا إسهال يوقع خراج المفاصل خصوصاً في يوم باحوري.
ومن الدلائل القوية عليه أن لا يكون ذلك البحران للبطيء تاماً مع بطئه ولا معاوداً بعلامات أخرى والحميّات الإعيائية إذا لم تبحرن في الرابع ببول ثخين توقّع رعافاً فإن طال توقّع خراجات المفاصل التي تعبت أو إلى جانب اللحيين كان الإعياء من رياضة أو من تلقاء نفسه لكن الخراج الواقع في اللحيين في التمددي أكثر لأن المفاصل تعبها ليس بشديد فلا يكون فيها من المفاصل جذب ويكون من الحمى تصعيد ومن اللحم الرخو قبول والإعياء إذا كان حركيا كان وكثيراً ما يتوقع الخراج وتدلّ عليه علاماته فيبول صاحبه بولاً فلا كثيراً غليظاً أبيض فيندفع وإن كانت الحمّيات مبتدأة بنافض مقلعة بعرق قلّ فيها الخراج وذلك مثل الغَبّ والربع إلا أن تعكون المادة كثيرة جدّاً.
وبالجملة فإن النافض المعاود يستفرغ بنفضه كل يوم مادّة كثيرة فقلما يفضل فيها للخراج شيء هذا إذا كان نافض وحده فكيف مع عرق والإدرار الغليظ أيضاً يقلّ معه الخراج والخراجات التي في المزمنة المتطاولة تكون في الأكثر في الأعضاء السفلى وفي التي هي أحد في الأعضاء العليا وفي المتوسطة وفي الجانبين وفي ليثارغوس خراجات أصل الأذن وهذه الخراجات كثيراً ما يقع بها بحران تام وذات الرئة كثيراً ما تبحرن بخراجات المفاصل.

.فصل في أحكام أمثال هذه الخراجات:

ما حدث من هذه الخراجات وغاب من غير انتفاخ لم يخل حاله من أمرين: إمّا أن يعود أعظم مما كان أو يعود المرض أو تندفع المادة إلى المفاصل وإلى أعضاء وجعة أو متعبة أو ضعيفة.
وخير هذه الخراجات ما أورث خفّاً وكان بعد النضج وكان شديد الميل إلى خارج وكان بعيداً من الأعضاء الشريفة.
وما كان من هذه الأورام ليناً متطامناً تحت اليد فإنه أقل غائلة من الصلب الحاد إلا أنه أبطأ لأنه أبرد وإنما تقل غائلته لأنه لا يصحبه وجع شديد وأمثال هذا إن بقيت معها الحمّى ولم تتحلل تجمع بعد ستين والتي دونها ما بين ستين وعشرين.
وأقلّ الخراجات غائلة أن يكون العضو الممال إليه سافلاً وأن يكون مع كونه سافلاً خسيساً واسع المكان يسع جميع المادة فإنه إن لم يسعها عرض من رجوعها ثانياً إلى المواضع التي كانت تفسد فيها ما يعرض لها إذا ردعها الطبيب الجاهل بالتبريد فانكفت إلى حيث أتت منه وقد ازدادت شراً بما جرى عليها من العفن والتردد وقتلت.
وشر الخراجات البحرانية ما يكون إلى داخل وفي داخل لكن أولى المواضع بالخراج ما كان ضعيفاً وبه مرض مزمن وخصوصاً في الأسافل والذي يختص بكثرة سيلان العرق منه وأفضل الخراجات وأبعدها من أن يتبعها نكس ما انفتح كما التي تغيّب منها أدلها على النكس.