فصل: فصل في العلامات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في انخلاع الكتف في نفسه:

قد ورد ذكر ذلك وهو مما ليس يتفق وقوعه ويتعجّب منه مثل أبقراط وجالينوس في هذه الواقعة.

.فصل في انخلاع العظم الصغير عند المنكب:

قد يعرض العظم الصغير الذي هو على رأس المنكب أن يزول عن وضعه فيحدث أيضاً تقعيركما في الخلع.

.فصل في العلاج:

لا يجب أن يمدّ مد الكسور لكن يضغط ويشد بالأصابع ويمال إلى مكانه ويشد كما تشدّ الترقوة بالرفائد فإن نفس الربط أيضاَ بما رده إلى موضعه قسراً ولا يبالي بما يكون من شدة ذلك الربط وحفظه كما يبالي به في الترقوة لتعلم ذلك.

.فصل في خلع المرفق:

هذا العضو يعسر خلعه ويعسر رده لشدة الرباطات المحيطة به وقصرها ولمعارضته النقرة وقد يعرض له زوال قليلاً ويعرض له انخلاع تام في بعض الأوقات وإذا انخلع دل على انخلاعه بجذب في جانب وتقصُع في جانب وشرّه ما انخلع إلى خلف فإنه عاص للجبر جدأ وأكثر الخلع إنما يعرض في الزند الأسفل وهو أسمج وأقبح لما يعرض له من التردد.
وأما الزند الأعلى فقلما يعرض له ولا يكون بسماجة خلع الأسفل لأنه أشدّ اتصالاً بالكتف وأبعد من أن يتحرك ولا يمكن أن ينخلع أحد الزندين إلا أن يتباعد عن الثاني جداً.
فصل في العلاج:
ويجب أن تبادر إلى علاجه فانه يسرع إليه الورم الحار المانع عن العلاج فإن مد للتسوية حينئذ أدى إلى العطب وعلى أنه لا يمكن أيضاً أن يسوى وهناك ورم.
والزوال اليسير يتلافاه أدنى غمر بأصل الكف يرده إلى موضعه.
وأما الخلع التام فإن كان إلى قدّام فله تدبير وإن كان إلى خلف فله تدبير آخر والذي إلى قدام فإنه يرد إلى مكانه بضرب كفه انمنكب الذي يحاذيه ضربات وقد هيأ اليد كما ينبغي ويعين باليد الأخرى فيدخل.
وأما الخلع إلى خلف فانه يجب أن يمد مداً شديداً ثم يضربه إلى خلف فإن لم يجب بذلك ضبط العضد والساعد عدة أقوياء ويلطخ المجبّر يده بالدهن ويأخذ في مسح المرفق بشدة حتى يدخل ثم يجب أن تشدّه وتجعل للساعد علاقة تترك المرفق مروى وبقدر ما يحتمله في أول الوقت ثم لا تزال تضيق العلاقة قليلاً قليلاً حتى تضيق الزاوية.

.فصل في خلع مفصل الرسغ:

إن مفصل الرسغ سهل ردّ الخلع صعب الالتزام فإنه إذا مدّ مداً يسيراً وحوذي أحد العضوين بالآخر عاد لكن إلقامه صعب لأن ما يحيط به من الأجساد يتورّم ويمنع جودة الالتئام ووجه مدة أن يمد رجل الزند إلى خلف ويمد المجبّر الكف إلى خلاف تلك الجهة بل إلى قدّام ويمدّ إصبعاً إصبعاً يبتدىء من الأبهام ويستمر إلى الخنصر فإنه يستوي بذلك ويرتدّ ثم يضمّد ويشدّ.

.فصل في خلع الأصابع وعلامته:

إذا انخلعت الأصابع مالت إلى الباطن فأظهرت هناك نتوءاً في الباطن وأظهرت تقعيراً في الظاهر وكذلك عظام الرسغ.
فصل في العلاج:
إن ردّ الأصابع عن انخلاعها فيه عسر ما ولا ينبغي أن يمد مدّاً مستوياً بل يجب أن تقبض عليها وتشيل السبابة من يدك التي يقع تحتها أصلها عندما تقبض عليه إلى فوق كأنك تقلعها.

.فصل في انفكاك عظام الرسغ:

يجب أن يفعل بها الممكن من التسوية ودفع كل ميل ونتوء إلى ضدّ جهته ووضع الجبارة وشدّها عليها ولتترك عليها وليجعل بدلها عليها الأسرب المسوى الحافظ للوضع بثقله ولكن يجب قبل أن توضع عليها الجبارة أو الأسرب اْن يضمد بضمّاد مقوٍ مما تعلم ولا يحرك.

.فصل في انخلاع الخرز وزوالها:

الفقار إذا انخلع الخلع التام قتل لا محالة والغير التام أيضاً إذا زال زوالاً كثيراً وإن كان عون التمام فهو ملك لأنه لا محالة يضغط النخاع ضغطاً قوياً إن سامح ولم يهتك فإن كانت الفقرة الأولى من العنق وما يليها عدم الحيوان النفس ومات في الحال لأن عصب النفس ينضغط فلا يفعل فعله وإن كان من فقر الصلب وانخلع إلى البطن لم يمكن أن يعالج وهو مما يقتل سريعاً وإن أمهل ولم يكن بحيث يمنع التنفس حبس الغائط والبول فقتل.
وإن أمهل فلم يضغط النخاع ضغطاً شديداً أو ضغط فلم يرم أو سكن ما به من ورم لم يكن بد من آفة تدخل النخاع والعصب التي تحت ذلك الموضع فيجعل الفضول تخرج بغير إرادة وإن كان إلى خلف فيكون ضرره بالنخاع أقلّ ولكن لا بدّ من ضرر أيضاً ومن إضعاف العصب التي تحته فتضعف الرجل ويضعف عضل المثانة والمقعدة ويحتاج إلى قوة قوية ودفع شديد وصكة هائلة يكاد تكسر سناسنه حتى يعود إلى موضعه وقبل أن يعود إلى موضعه يكون قد انكسر بذلك سناسنه وقد ينخلع إلى الجانبين وهذا باب قد تكملنا في أقسامه حيث تكملنا في الحدب فليستوف من هناك وعلامة ذلك أن يرى هناك إما نتوء وإما تقصّع كأنما انكسرت السنسنة ولييس في انكسارها كبير بأس وفي انخلاع الفقار خوف الهلاك.
فصل في العلاج:
أما الذي إلى قدّام من الظهر فالرجاء فيه قليل قلما يفلح في علاجه وأما الذي إلى خلف فيحتاج أن يضغط بالركبتين والقوة كفعل الحمَامي ويحمل عليه بقوة أو ينومه على بطنه ويقوم عليه بعقبه أو يدعكه بالجوبق بقوة دعك الخباز الفرزدقة فإن كان الأمر أشدّ من ذلك وكان حديثاً قال بقراط: ينبغي أن تتخذ خشبة طولها وعرضها قيد ما يسع العليل أو يتخذ دكان على هذا القمر قريباً من حائط ممدود إلى جانب الحائط بَالطول ولا يكون بعده من الحائط أكثر من قدم ويلقى عليه فراش وطيء لجسد العليل ثم يحمم العليل ويبسط على الخشبة أو على الدكان على وجهه ثم يلف على صدر العليل قماط مرتين ويخرج أطرافه من تحت الإبطين ويربط فيما بين كتفيه ويربط أطراف القماط إلى خشبة مستطيلة شبيهة بدستجة الهاون وتقام هذه الخشبة على الأرض قائماً عند طرف الخشبة الموضوعة أو الدكان وتدفع إلى خادم واقف عند رأس العليل ليضبطها لكيما يكون الطرف السفلي مستنداً إلى شيء ويمد الفوقاني الذي عند الرأس في الوقت الذي ينبغي أن يكون ذلك المد وتربط أيضاً الرجلان جميعاً بقماط آخر فوق الركب وفوق الكتفين وأيضاً تربط المواضع التي هي أرفع من الموضع الذي تجتمع فيه الفخذان برباط آخر وتجمع أطراف هذه الرباطات وتربط إلى خشبة أخرى تشبه الدستج مثل الخشبة التي تقدّم ذكرها وتقيمها عند طرف الخشبة الموضوعة التي تلي رجل العليل مثل ما أقمنا الخشبة الأولى ثم تأمر الأعوان أن يمدّوا بهذه الخشبة من أعلى الخلاف.
ومن الناس من استعمل لهذا المد آلات وهي سهام على خشبة قائمة عند طرفي هذه الخشبة العظيمة أو الدكان أعني الطرفين اللذين يليان الرأس والرجلين فإذا دارت هذه السهام تلتف بها الرباطات التي تمد وينبغي إذا صار المدّ هكذا أن ندفع نحن الحدبة بأصل الكفين وإن احتجنا إلى الجلوس عليها فعلنا ذلك ولم نتخوف شيئاً.
فإن لم يستو الفقار بهذه الأشياء وكان العليل محتملاً للضغط فينبغي أن تحتفر حفرة في الحائط الذي بالقرب بالطول شبيهاً بميزاب قبالة الحدبة بقدر ما يكون طول الحفرة قدر ذراع ولا يكون أرفع من فقار العليل ولا أسفل منها كثيراً بل ينبغي أن تكون الحفرة قد عملت أولاً وإنما لهذه العلة قلنا في الابتداء أن تكون الخشبة موضوعة قريباً من الحائط ثم نأخذ لوحاً معتدل القدر وتصير أحد طرفيه في الحفرة التي في الحائط ونضع وسطه أو الموضع الذي يحرك منه على الحدبة ثم ندفع طرفه الآخر إلى أسفل حتى نرى أن الفقار قد استوى استواء بيناً.
وقد ذكر بقراط أن المد وحده من غير اللوح يصلح هذا الشيء وقال أيضاً أن الكبس باللوح وحده يفعل ذلك فإن كان ذلك حقاً فليس بمنكر أن يستعمل المدّ الذي ذكرنا في ابتداء النوع الذي يسمى زوال الفقار إلى قدام من غير الكبس وينبغي بعد التسوية أن نستعمل لوحاً من خشب عرضه قمر ثلاث أصابع وطوله قدر ما يحتوي على الحدبة وعلى بعض الخرز الصحيح وتلف عليه خرقة كتان أو مشاقة لئلا يكون جاسياً ويوضع على الخرز ويربط بالرباط الذي ينبغي ويستعمل العليل الغذاء اللطيف.
فإن بقيت بعد ذلك بقية من الحدبة فينبغي استعمال العلاج الذي يكون بالأدوية التي ترخي وتلين مع استعمال اللوح الذي وصفنا زماناً طويلاً.
وقد استعمل بعد الناس صفيحة من رصاص وإن انخلع أحد الجانبين سوّي بالجبارة أو بالجبارتين وشدّ.
وأما الكائن من ذلك في العنق إلى خلف وهو الذي يعالج فيجب أن يستلقي العليل ثم يمد رأسه إلى فوق مدًا برفق ويسوى خرزه بالغمر والمسح فإذا استوى وضع عليه ضماد مقوٍ وعُلِيَ بخرق وشد عليه جبارة بقمر العنق وطوله ثم يربط إلى الرأس والصدر بحيث لا يقع الرباط على الحلق ويحل في عدة أيام ويجعل الخيوط التي يشدّ بها على هيئة العصائب من حواشي الثوب فإن ما استدارآذى.

.فصل في خلح العصعص:

العصعص إذا انخلع فقد تعلم ذلك بالجس وأما عظم الخلع فتعلمه بالجس أيضاً وبأن العليل لا يبسط الرجل لا في موضع الخلع ولا عند الركبة بل تكون ثنية الركبة عليه أشق.
وأما تدبير ذلك فإنك إذا أردت أن تسويه فيجب أن تدخل الأصبع الوسطى في المقعدة حتى تحاذي الموضع ثم تغمر بها إلى فوق بقوة وتراعي بيدك الأخرى موضع العصعص حتى تسويه ثم تضمده وتشده ويقلّل العليل الطعام ليقل البراز ومع ذلك فيتناول ما يلين.

.فصل في خلع الورك:

إنه قد يعرض للفخذ مثل ما يعرض للعضد من خلع إلى أسفل كالمسترخي ولا يمكن إن انخلع القخذ أن تنبسط الرجل لا من قرب الخلع ولا عند الركبة يل يكون ذلك في للركبة أصعب وقد يكون خلعه إلى داخل وإلى خارج لكن كثر انخلاعه إلى خارج ويقل انخلاعه إلىداخل وقد ينخلع أيضاً إلى قدام وإلى خلف وبتلك الأسباب بأعيانها وإذا وقع ذلك في حال الولاد والشق عن الجنين تخلفت تلك الرجل قصيرة ذات ساق دقيقة تعجز عن حمل البدن وتضعف ولا تقوى.

.فصل في العلامات:

يعرض من خلع الورك إلى داخل أن ترى الرجل المخلوعة أطول من الأخرى والركبة أنتأ ولا يقدر أن يثني رجله عند الأربية وترى الأربية منتفخة وارمة لأن رأس الورك قد اندسّ فيها وإن انخلع إلى خارج قصرت الرجل وظهر في الأربية عمق وعرض فيما يحاذيها من خلف نتوء وانتفاخ وتكون الركبة كأنها منقعرة إلى داخل وإن انخلع إلى قذام كانت الرجل أطول وأمكن العليل أن يبسط ساقه ولم يمكنه أن يثنيه إلا بألم ولم يتهيأ له المشي البتة وإن تكلف مشياً انثنى على العقب ويعرض له كسر من ذلك وتتورم أربيته ويحتبس بوله وإن انخلع إلى خلف قصرت رجله وتعذر عليه البسط والقبض معاً إلا أنه ربما ثني الساق بإثناء الأربية ويظهر في أربيته استرخاء ويكون رأس الفخذ إلى الأعفاج.

.فصل في العلاج:

يجب أن يبادر إلى المعالجة فإنه إن لم يردّ سريعاً فربما انصبّت إليه رطوبات وتعفنت وأدت إلى فساد العضو كله وتبع ذلك من الخطر ما تعلمه.
فأما تدبير خلع الفخذ إلى أسفل فهو أن يمد الرجل ثم ترده بعد أن تحركه يمنة ويسرة حتى تحاذي به ما ترده إليه ويؤخذ حزام أو نوار ويجعل كالركاب للرجل ويشدّ على الساق ثم يشد على الفخذ وعلى الردّ شداً يحفظه ثم وأما إذا انخلع إلى داخل فيؤمر بأن يركع ويضبطه إنسان قوي من جانب الحالب ويأخذ المجبر بيديه رأس الفخذ عند الركبة ويجره إلى داخل بحيث يكون دافعاً للطرف الآخر ويدفعه دفعاً إلى فوق وخارج وإن أعانه آخر من الطرف الآخر بخلاف تحركه وقد مكن منه عصابة أو حبلاً كان جيداً ثم يربط ربطاً.
وأما إذا انخلع إلى خارج فيجب أن يتشبث المجبر بطرف الفخذ الذي عند الركبة ويحركه بخلاف الحركة المذكورة ويكون آخر قد تشبت من الطرف الآخر يحركه خلاف حركة الأول وقد مكَن منه عصابة أو حبلاً.
وما كان من ذلك إلى قدام أو إلى خلف فليشدّ المجبر أصل الفخذ بقماط ويؤخذ إلى المنكب على الجهة التي تجب بحسب ميل الخلع ويؤخذ رجل طرفي القماط ثم يمدونه كلهم معاً مدًا يعلقون به العليل في الهواء وبمثل هذا أيضاً يمكن أن تردّ الوجوه المتقدمة إلى الصلاح وقد يعالجونه بالبيرم ومن صفة ذلك على ما عبر عنه بعضهم فأجاد قال ينبغي أن تحفر حفرة مستطيلة في خشبة كلها شبيهة بخنادق ولا يكون عرض لحفرة وعمقها إكثر من قدر ثلاث أصابع ولا يكون بعد بعضها من بعض أكثر من أربع أصابع ليصير طرف البيرم في بعض تلك الحفر ويستند بها ويكون دفعه إلى الناحية التي ينبغي أن يكون دفعه إليها وينبغي أن يوتد في وسط الخشبة العظيمة أو الدكان خشبة أخرى قائمة طولها قدر قدم وغلظها قدر هراوة فاس حتى إذا استلقى العليل على ظهره تكون هذه الخشبة تدور فيما بين الأعفاج ورأس الفخذ فإنها تمنع الجسد من أن يتبع الذين يمدونه من ناحية الرجلين وإن كان ذلك أيضاً وكثيراً ما لا يحتاج إلى المد الذي يكون من فوق ومع هذا فإن الجسد إذا مد إلى أسفل دفعت هذه الخشبة رأس الفخذ إلى خارج وينبغي أن يكون المد إلى أسفل على الصفة التي ذكرناها قبل هذا لا سيما مدّ الرجل.
فإن لم يدخل رأس الفخذ بهذا النوع من العلاج أيضاً فينبغي أن تنزع الخشبة القائمة الموتودة لكل وأن يوتد خشبتان آخريان عن جانبي مكان تلك الخشبة في كل جانب منها خشبة ليكون كعوارض باب ولا يكون طول كل واحدة منهما أقل من قدم ثم تركب عليها خشبة أخرى كتركيب خشب السلم ليكون شكل الثلاث خشبات شبيهاً بشكل الحرف المسمى باليونانية إيطا فإن هذا الشكل يكون إذا ركبت الخشبة الثالثة في الوسط أسفل من الطرفين قليلاً.
ثم ينبغي أن يستلقي العليل على الجنب الصحيح ويمدّ الفخذ الصحيحة فيما بين هاتين العارضتين تحت الخشبة التي تشبه عارض السلم وتصير الفخذ العليلة من فوق هذه العارضة ليكون رأس الفخذ راكباً عليها بعد أن يبسط على العارضة ثوب قد طوي طياً كبيراً لئلا تؤذي العارضة الفخذ ثم تتخذ خشبة أخرى معتدلة العرض ويكون طولها قدر ما يدرك من رأس الفخذ إلى موضع الكعب وتوضع بالطول تحت الساق من داخل لتمسك رأس الفخذ إلى الكعب وتربط معها ثم يستعمل المدّ إما بالخشبة التي تشبه الدستج على ما تستعمله في الحدبة.
وأما على ما قلنا فيما تقدم وينبغي حينئذ أن تمد الساق إلى أسفل مع الخشبة المربوطة معها ليرجع رأس الفخذ إلى موضعه بهذا المد الشديد ويكون أيضاً نوع آخر يدخل به رأس الفخذ من غير أن يمد العليل على الخشبة وهو نوع يحمده بقراط وذلك أنه يزعم أنه ينبغي أن تربط يدا العليل جميعاً بقماط لين وتربط رجلاه كلاهما بقماط قوي لين على الكعبين وعلى الركبتين ويكون بعد كل واحد منهما من صاحبه قدر أربعة أصابع وتكون الساق العليلة ممدودة أكثر من الأخرى قدر أصبعين ويعلق العليل على الرأس ويكون بعيداً من الأرض قدر ذراعين ثم يحتضن غلام ذو تجربة شاب بساعديه الفخذ العليلة في أغلظ موضع منها حيث يكون رأس الفخذ أيضاً ويتعلق بالعليل دفعة فإن المفصل إذا فعل به ذلك دخل إلى موضعه بأهون السعي.
وهذا النوع أسهل من غيره لأنه لا يحتاج إلى عمل كثير لكن أكثر المعالجين لا يحسنون العمل به وأما إن صار الخلع إلى خارج فينبغي أن يبسط العليل على ما قلناه ثم ينبغي للطبيب أن يدفع من خارج إلى داخل بالبيرم بعد أن يصير طرف البيرم في شيء من الحفر التي ذكرنا ليستند عليها وتكون بعض الأعوان من ناحية الفخذ الصحيحة فيدفع أيضاَ ويستقبل الدفع لئلا يندفع كثيراً.
وإذا كان الخلع إلى قدام فينبغي أن يمدّ العليل ثم يضع رجل قوي أصل كف يده اليمنى على الأربية العليلة ويضغطها باليد الأخرى وهو مع هذا يصير الضغط ممدوداً إلى أسفل إلى ناحية الركبة.
وإذا كان الخلع إلى خلف فليس ينبغي أن يمد العليل إلى أسفل وهو مرتفع على الأرض بل ينبغي أن يكون موضوعاَ على شيء صلب كما ينبغي أن يكون أيضاً إذا انفك وركه إلى خارج كما قلنا في الحدبة فينبغي أن يمد العليل على الخشبة أو الدكان على وجهه وتكون الرباطات مشدودة لا على الورك بل على الساق كما قلنا آنفاَ وينبغي أيضا استعمال الكبس باللوح على الأعفاج والموضع الذي خرج المفصل إليه. فهذا قولنا في أنواع الخلع الذي يعرض للورك من علة بينة تتقدم ذلك لكن قد ينخلع الورك لكثرة رطوبة تعرض له كما ينخلع الكتف فينبغي حينئذ أن يستعمل الكي كما قلنا في الموضع الذي ذكرنا فيه هذا الكي.
الركبة سريعة الانخلاع وربما انخلعت بلا سبب فوق مشي حثيث أو زلق يسير كما أن اللحي كثيراً ما ينخلع بلا سبب غير التثاؤب وقد تنخلع الركبة إلى كل جانب إلا إلى قدّام بسبب الفلكة ومعاوقتها.
فصل في علاجه:
يقعد العليل على كرسي قريب من الأرض.
وترفع رجلاه قليلاً ثم يمد رجل قوي يديه من فوق ومن أسفل مدًّا قوياً ويردّ المجبّر المفصل إلى حاله على حكم الخلع الكلي ويربطه.