الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **
أخرج الحاكم من طريق سمرة عن كعب قال: كان إسماعيل نبي الله الذي سماه صادق الوعد، وكان رجلا فيه حدة مجاهدا أعداء الله، ويعطيه الله النصر عليهم، والظفر، وكان شديد الحرب على الكفار، لا يخاف في الله لومة لائم، صغير الرأس، غليظ العنق، طويل اليدين والرجلين، يضرب بيديه ركبتيه وهو قائم، صغير العينين، طويل الأنف، عريض الكتف، طويل الأصابع، بارز الخلق، قوي شديد عنيف على الكفار، وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة، وكانت زكاته القربات إلى الله من أموالهم، وكان لا يعد أحدا شيئا إلا أنجزه، فسماه الله
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري قال: بلغني أن إسماعيل وصاحبا له أتيا قرية، فقال له صاحبه: إما أن أجلس وتدخل فتشتري طعاما زادنا، وإما أن أدخل فأكفيك ذلك، فقال له إسماعيل: بل ادخل أنت وأنا أجلس أنتظرك، فدخل ثم نسي فخرج، فأقام مكانه حتى كان الحول من ذلك اليوم، فمر به الرجل، فقال له: أنت ههنا حتى الساعة؟ قال: قلت لك لا أبرح حتى تجيء، فقال تعالى:
وأخرج ابن جرير، عن سهل بن سعد قال: أن إسماعيل عليه السلام وعد رجلا أن يأتيه، فجاء ونسي الرجل، فظل به إسماعيل، وبات حتى جاء الرجل من الغد، فقال: ما برحت من ههنا؟ قال: لا، قال: إني نسيت، قال: لم أكن لأبرح حتى تأتيني. ولذلك
وأخرج مسلم عن واثلة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة".
وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد الخلائق يوم القيامة في اثني عشر نبيا منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب".
وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال: أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعله كتابا واحدا - مثل بسم الله الرحمن الرحيم - الوصول - حتى فرق بينه ولده إسماعيل.
واخرج ابن سعد، عن عقبة بن بشير، أنه سأل محمد بن علي من أول من تكلم بالعربية؟ قال: إسماعيل بن إبراهيم، وهو ابن ثلاث عشرة سنة. قلت: فما كان كلام الناس قبل ذلك؟ قال العبرانية.
وأخرج ابن سعد، عن الواقدي، عن غير واحد من أهل العلم، أن إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب، وولد إبراهيم أجمعون على لسان إبراهيم.
وأخرج ابن سعد، عن علي بن رباح اللخمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل العرب من ولد إسماعيل".
وأخرج ابن سعد، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: قبر أم إسماعيل تحت الميزاب، بين الركن والبيت.
أخرج الحكم عن سمرة قال: كان إدريس أبيض طويلا ضخم البطن عريض الصدر قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس، وكانت إحدى عينيه أعظم من الأخرى، وكانت في صدره نكتة بيضاء من غير برص، فلما رأى الله من أهل الأرض ما رأى من جورهم وإعتدائهم في أمر الله، رفعه الله إلى السماء السادسة، فهو حيث يقول
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن إدريس أقدم من نوح، بعثه الله إلى قومه، فأمرهم الله أن يقولوا لا إله إلا الله، ويعملوا بما شاء، فأبوا، فأهلكهم الله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس في قوله:
وأخرج الترمذي وصححه وابن المنذر وابن مردويه، عن قتادة في قوله:
وأخرج ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد رضي الله عنه، والربيع مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في الآية قال: رفع إدريس كما رفع عيسى ولم يمت.
وأخرج ابن أبي حاتم بسند حسن، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إدريس هو إلياس.
وأخرج ابن المنذر، عن عمر مولى غفرة يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن إدريس كان نبيا تقيا زكيا، وكان يقسم دهره على نصفين: ثلاثة ايام يعلم الناس الخير، وأربعة أيام يسيح في الأرض، ويعبد الله مجتهدا. وكان يصعد من عمله وحده إلى السماء من الخير مثل ما يصعد من جميع أعمال بني آدم، وإن ملك الموت أحبه في الله، فأتاه حين خرج للسياحة فقال له: يا نبي الله، إني أريد أن تأذن لي في صحبتك. فقال له إدريس - وهو لا يعرفه - : إنك لن تقوى على صحبتي. قال: بلى، إني أرجو أن يقويني الله على ذلك.
فخرج معه يومه ذلك حتى إذا كان من آخر النهار مر براعي غنم، فقال ملك الموت لإدريس: يا نبي الله، إنا لا ندري حيث نمسي، فلو أخذنا جفرة من هذه الغنم فأفطرنا عليها؟ فقال له إدريس: لا تعد إلى مثل هذا، تدعوني إلى أخذ ما ليس لنا، من حيث نمسي يأتي الله برزق!
فلما أمسى أتاه الله بالرزق الذي كان يأتيه، فقال لملك الموت: تقدم فكل. فقال ملك الموت: لا والذي أكرمك بالنبوة ما أشتهي. فأكل إدريس وقاما جميعا إلى الصلاة، ففتر إدريس وكل ومل ونعس، وملك الموت لا يفتر ولا يمل ولا ينعس، فعجب منه وقال: قد كنت أظن أني أقوى الناس على العبادة فهذا أقوى مني! فصغرت عنده عبادته عندما رأى منه.
ثم أصبحا فساحا، فلما كان آخر النهار مرا بحديقة عنب فقال ملك الموت لإدريس: يا نبي الله، لو أخذنا قطفا من هذا العنب لأنا لا ندري حيث نمسي. فقال إدريس: ألم أنهك عن هذا؟ وأنت حيث تمسي يأتينا الله برزق!
فلما أمسى أتاه الله الرزق الذي كان يأتيه فأكل إدريس، فقال لملك الموت هلم فكل. فقال: لا والذي أكرمك بالنبوة يا نبي الله، لا أشتهي. فعجب! ثم قاما إلى الصلاة ففتر إدريس أيضا، وكل ومل، وملك الموت لا يكل ولا يفتر ولا ينعس.
فقال له عند ذلك إدريس: لا والذي نفسي بيده ما أنت من بني آدم! فقال له ملك الموت عنده ذلك: أجل لست من بني آدم. فقال له إدريس: فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت. فقال له إدريس: أمرت في بأمر؟ فقال له: لو أمرت فيك بأمر ما ناظرتك [نظرتك؟؟]، ولكني أحبك في الله، وصحبتك له.
فقال له إدريس: يا ملك الموت، إنك معي ثلاثة أيام بلياليها لم تقبض روح أحد من الخلق؟ قال: بلى والذي أكرمك بالنبوة يا نبي الله، إني معك من حين رأيت، وإني أقبض نفس من أمرت بقبض نفسه في مشارق الأرض ومغاربها، وما الدنيا عندي إلا بمنزلة المائدة بين يدي الرجل، يمد يده ليتناول منها ما شاء.
فقال له إدريس: يا ملك الموت، أسألك بالذي أحببتني له وفيه ألا [إلا؟؟] قضيت لي حاجة أسألكها؟ فقال له ملك الموت: سلني ما أحببت يا نبي الله. فقال: أحب أن تذيقني الموت، وتفرق بين روحي وجسدي حتى أجد طعم الموت، ثم ترد إلي روحي. فقال له ملك الموت - عليه السلام - : ما أقدر على ذلك، إلا أن استأذن فيه ربي. فقال له إدريس عليه السلام: فاستأذنه في ذلك.
فعرج ملك الموت إلى ربه، فأذن له، فقبض نفسه وفرق بين روحه وجسده، فلما سقط إدريس عليه السلام ميتا، رد إليه روحه، وطفق يمسح وجهه وهو يقول: يا نبي الله، ما كنت أريد أن يكون هذا حظك من صحبتي! فلما أفاق، قال له ملك الموت: يا نبي الله، كيف وجدت؟ قال: يا ملك الموت، قد كنت أحدث وأسمع، فإذا هو أعظم مما كنت أحدث وأسمع!
ثم قال: يا ملك الموت، أريد منك حاجة أخرى قال: وما هي؟ قال: تريني النار حتى أنظر إلى لمحة منها. فقال له ملك الموت: وما لك والنار؟ إني لأرجو أن لا تراها، ولا تكون من أهلها! قال: بلى أريد ذلك، ليكون أشد لرهبتني وخوفي منها! فانطلق إلى باب من أبواب جهنم فنادى بعض خزنتها فأجابوه، وقالوا: من هذا؟ قال: أنا ملك الموت. فارتعدت فرائصهم - قالوا: أمرت فينا بأمر؟ فقال: لو أمرت فيكم بأمر ما ناظرتكم، ولكن نبي الله إدريس - عليه السلام - سألني أن تروه لمحة من النار. ففتحوا له قدر ثقب المخيط فأصابه من حرها ولهبها وزفيرها ما صعق! [ه؟؟] فقال ملك الموت: أغلقوا! فأغلقوا، فمسح ملك الموت وجهه وهو يقول: يا نبي الله، ما كنت أحب أن يكون هذا حظك من صحبتي. فلما أفاق قال له ملك الموت: يا نبي الله، كيف رأيت؟ قال: يا ملك الموت، كنت أحدث وأسمع، فإذا هو أعظم مما كنت أحدث وأسمع!
فقال له: يا ملك الموت، قد بقيت لي حاجة أخرى لم يبق غيرها. قال: وما هي؟ قال: تريني لمحة من الجنة. قال له ملك الموت - عليه السلام: يا نبي الله أبشر! فإنك إن شاء الله من خيار أهلها، وإنها إن شاء الله مقيلك ومصيرك. فقال: يا ملك الموت، إني أحب أن أنظر إليها، ولعل ذلك أن يكون أشد لشوقي وحرصي وطلبي! فذهب به إلى باب من أبواب الجنة، فنادى بعض خزنتها فأجابوه، فقالوا: من هذا؟ قال: ملك الموت. فارتعدت فرائصهم وقالوا: أمرت فينا بشيء؟ فقال: لو أمرت فيكم بشيء ما ناظرتكم، ولكن نبي الله إدريس - عليه السلام - سأل أن ينظر إلى لمحة من الجنة فافتحوا. فلما فتح أصابه من بردها وطيبها وريحانها ما أخذ بقلبه فقال: يا ملك الموت، إني أحب أن أدخل الجنة فآكل أكلة من ثمارها، وأشرب شربة من مائها، فلعل ذلك أن يكون أشد لطلبتي ورغبتي وحرصي. فقال: ادخل. فدخل فأكل من ثمارها، وشرب من مائها. فقال له ملك الموت: اخرج يا نبي الله، قد أصبت حاجتك حتى يردك الله مع الأنبياء يوم القيامة.
فاحتضن بساق شجرة من شجر الجنة وقال: ما أنا بخارج منها، وإن شئت أن أخاصمك خاصمتك. فأوحى الله إلى ملك الموت: قاضه الخصومة. فقال له ملك الموت: ما الذي تخاصمني به يا نبي الله؟ فقال إدريس: قال الله تعالى
فأوحى الله إلى ملك الموت: خصمك عبدي إدريس، وعزتي وجلالي: إن في سابق علمي قبل أن أخلقه أنه لا موت عليه إلا الموتة التي ماتها، وإنه لا يرى جهنم غلا [خلا؟؟] الورد الذي وردها، وأنه يدخل الجنة في الساعة التي دخلها، وأنه ليس بخارج منها، فدعه يا ملك الموت، فقد خصمك وإنه احتج عليك بحجة قوية.
فلما قر قرار إدريس في الجنة، وألزمه الله دخولها قبل الخلائق، عجت الملائكة إلى ربهم فقالوا: ربنا خلقت [خلقتنا قبل؟؟] إدريس بكذا وكذا، ألف سنة - ولم نعصك طرفة عين، وإنما خلقت إدريس منذ أيام قلائل، فأدخلته الجنة قبلنا؟ فأوحى الله إليهم: يا ملائكتي، إنما خلقتكم لعبادتي وتسبيحي وذكري، وجعلت فيها لذتكم، ولم أجعل لكم لذة في مطعم ولا مشرب ولا في شيء سواها، وقويتكم عليها، وجعلت في الأرض الزينة والشهوات واللذات والمعاصي والمحارم، وإنه اجتنب ذلك كله من أجلي، وآثر هواي على هواه، ورضاي ومحبتي على رضاه ومحبته، فمن أراد منكم أن يدخل مدخل إدريس فليهبط إلى الأرض، فليعبدني بعبادة إدريس، ويعمل بعمل إدريس، فإن عمل مثل إدريس أدخله مدخل إدريس، وإن غير أو بدل استوجب مدخل الظالمين. فقالت الملائكة: ربنا لا نطلب ثوابا، ولا تصيبنا بعقاب، رضينا بمكاننا منك يا رب، وفضيلتك إيانا.
وانتدب ثلاثة من الملائكة: هاروت وماروت، وملك آخر رضوا به، فأوحى الله إليهم: "أما إذا اجتمعتم على هذا فاحذروا إن نفعكم الحذر، فإني أنذركم، اعلموا أن أكبر الكبائر عندي أربع: - فما عملتم سواها غفرته لكم، وإن عملتموها لم أغفر لكم". قالوا وما هي؟ قال: أن لا تعبدوا صنما ولا تسفكوا دما ولا تشربوا خمرا ولا تطؤوا محرما.
فهبطوا إلى الأرض على ذلك، فكانوا في الأرض على مثل ما كان عليه إدريس: يقيمون أربعة ايام في سياحتهم، وثلاثة أيام يعلمون الناس الخير، ويدعونهم إلى عبادة الله تعالى وطاعته. حتى ابتلاهم الله بالزهرة، وكانت من أجمل النساء، فلما نظروا إليها افتتنوا بها - [لما؟؟] أراد الله ولما سبق عليهم في علمه مع خذلان الله إياهم - فنسوا ما تقدم إليهم، فسألوها نفسها. قالت لهم: نعم، ولكن لي زوج لا أقدر على ما تريدون مني إلا أن تقتلوه، وأكون لكم. فقال بعضهم لبعض: إنا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطأ محرما، ولكن نفعل هذا مع هذا، ثم نتوب من هذا كله. فلما أحس الثالث بالفتنة، عصمه الله من ذلك كله بالسماء فدخلها فنجا، وأقام هاروت وماروت لما كتب عليهما، فنشدا على زوجها فقتلاه. فلما أراداها، قال [قالت؟؟]: لي صنم أعبده، وأنا أكره معصيته وخلافه، فإن أردتما، فاسجدا له سجدة واحدة. فدعتهما الفتنة إلى ذلك، فقال أحدهما لصاحبه: إنا قد أمرنا أن لا نسفك دما ولا نطأ حرما، ولكنا نفعله، ثم نتوب من جميعه، فسجدوا لذلك الصنم. فلما أراداها قالت لهما: قد بقيت لي حاجة أخرى. قالا: وما هي؟ قالت: لي شراب لا يطيب لي من العيش إلا به. قالا: وما هو؟ قالت: الخمر. فدعتهما الفتنة إلى ذلك، فقال أحدهما لصاحبه: إنا قد أمرنا أن لا نشرب خمرا! فقال الآخر: إنا قد أمرنا أن لا نسفك دما، ولا نطأ محرما، ولكنا نفعله، ثم نتوب من جميعه. فشربا الخمر.
فلما أراداها قالت: قد بقيت لي حاجة أخرى. قالا: وما هي؟ قالت: تعلماني الكلام الذي تعرجان به إلى السماء. فعلماها إياه، فلما تكلمت به عرجت إلى السماء، فلما انتهت إلى السماء مسخت نجما، فلما ابتليا بما ابتليا به، عرجا إلى السماء، فغلقت أبواب السماء دونهما، وقيل لهما أن السماء لا يدخلها خطاء! فلما منعا من دخول السماء، وعلما أنهما قد افتتنا وابتليا، عجا إلى الله بالدعاء والتضرع والإبتهال، فأوحى الله إليهما: حل عليكما سخطي، ووجبت فيما تعرضتما، واستوجبتما، وقد كنتما مع ملائكتي في طاعتي وعبادتي، حتى عصيتما فصرتما بذلك إلى ما صرتما إليه من معصيتي وخلاف أمري، فاختارا إن شئتما عذاب الدنيا وإن شئتما عذاب الآخرة. فعلما أن عذاب الدنيا وإن طال فمصيره إلى زوال، وأن عذاب الآخرة ليس له زوال ولا إنقطاع، فاختارا عذاب الدنيا، فهما ببابل معلقين منكوسين مقرنين إلى يوم القيامة.
(يتبع...)
(تابع... 1): الآية 57 - 56... ...
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند، عن بعض أصحابه قال: كان ملك الموت صديقا لإدريس عليه السلام، فقال له إدريس يوما: يا ملك الموت، قال: لبيك. قال: أمتني، فأرني كيف الموت؟ قال له ملك الموت: سبحان الله يا إدريس!، إنما يفر أهل السموات والأرض من الموت، وتسألني أن أريك كيف الموت؟ قال: إني أحب أن أراه، فلما ألح عليه قال له: يا إدريس، أنا عبد مملوك مثلك، وليس إلي من الأمر شيء. قال: فصعد ملك الموت فقال: رب إن عبدك سألني أن أريه الموت كيف هو؟ قال الله له: فأمته. فقال له ملك الموت: يا إدريس، إنما يفر الخلق من الموت، قال: فأرني. فلما مات بقي ملك الموت لا يستطيع أن يرد نفسه إليه، فقال: يا رب، قد ترى ما إدريس فيه؟ فرد الله إليه روحه، فمكث ما شاء حيا، ثم قال يا ملك الموت: أدخلني الجنة فأنظر إليها؟ قال له: يا إدريس، إنما أنا عبد مملوك مثلك ليس إلي من الأمر شيء، فألح عليه فقال ملك الموت: يا رب، إن عبد إدريس قد ألح علي فسألني أن أدخله الجنة فيراها؟ وقد قلت له: إنما أنا عبد مثلك، وليس إلي من الأمر شيء. قال الله: فأدخله الجنة قال: إن الله علم من إدريس ما لا أعلم أنا، فاحتمله ملك الموت فأدخله الجنة، فكان فيها ما شاء الله، فقال له ملك الموت: اخرج بنا. قال: لا. قال الله:
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله:
فتشفع، فأمر به. فحمله تحت جناحيه فصعد به، حتى إذا بلغ السماء السادسة استقبل ملك الموت نازلا من عند الله، فقال: يا ملك الموت، أين تريد؟ قال: أقبض نفس إدريس. قال: وأين أمرت أن تقبض نفسه؟ قال: في السماء السادسة. فذهب الملك ينظر إلى إدريس، فإذا هو برجليه يخفقان قد مات، فوضعه في السماء السادسة.
أخرج ابن أبي حتم، عن السدي في قوله: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين} قال: هذه تسمية الأنبياء الذين ذكرهم. أما من ذرية آدم: فإدريس ونوح، وأما من حمل مع نوح: فإبراهيم - وأما ذرية إبراهيم: فإسماعيل، وإسحق، ويعقوب. وأما بني اسرئيل: فموسى، هارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {واجتبينا} قال خلصنا.
وأخرج عبد بن حميد، عن قيس بن سعد قال: جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقص فقال:
وأخرج ابن أبي الدنيا في البكاء، وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن عمر بن الخطاب: أنه قرأ سورة مريم فسجد، ثم قال: هذا السجود فأين البكاء؟.
|