الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الثعلبي: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتقوا}.وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاء سأل الذين قعدوا على الطرق عنه، فيقولون: شاعر وساحر وكاهن وكاذب ومجنون ويفرّق الأخوان، ويقولون: إنه لو لم تلقه خير لك، فيقول السائل: أنا شرّ داخل إن رجعت إلى قومي دون أن أدخل مكة وأستطلع أمر محمّد أو ألقاه، فيدخل مكة فيرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقه وأنه نبي مبعوث، فذلك قوله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتقوا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا}.فإن قيل: لِمَ ارتفع جواب المشركين في قولهم {أَسَاطِيرُ الأولين} وانتصب في قوله: {خَيْرًا}.فالجواب: أن المشركين لم يؤمنوا بالتنزيل فلما سئلوا قالوا: {أَسَاطِيرُ الأولين} يعني الذي يقوله محمد صلى الله عليه وسلم أساطير الأولين، والمؤمنين إنما كانوا مقرّين بالتنزيل، فإذا قيل لهم: {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا} يعنون أنزل خيرًا.ثمّ ابتدأ فقال: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هذه الدنيا حَسَنَةٌ} كرامة من الله، {وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المتقين} ثمّ فسرّها فقال: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} بدل عن النار، فلذلك ارتفع {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤونَ كَذَلِكَ يَجْزِي الله المتقين الذين تَتَوَفَّاهُمُ الملائكة طَيِّبِينَ} مؤمنين. مجاهد: زاكية أعمالهم وأقوالهم.{يَقُولُونَ} يعني في الآية {سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادخلوا الجنة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.قال القرظي: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت فقال: السلام عليك وليّ الله، الله يقرأ عليك السلام ويبشرك بالجنة.{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الملائكة} يقبضون أرواحهم.{أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} يعني يوم القيامة، وقيل: العذاب {كَذَلِكَ فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ الله} بتعذيبه إياهم {ولكن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ} عقوبات كفرهم وأعمالهم الخبيثة.{وَحَاقَ} نزل {بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.{وَقَالَ الذين أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء الله مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ ولا آبَاؤنَا} قل للذين اقتدينا بهم {وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ} يعني البحيرة والسائبة والوصيلة والحام فلولا أن رضيها لغيّر ذلك ببعض عقوباته أو هدانا إلى غيرها.قال الله: {كذلك فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرسل إِلاَّ البلاغ المبين} يعني إلاّ عليه، فإنّها لم تحرم هذه الأشياء وأنهم ادعوا على الله.{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعبدوا الله} يعني بأن اعبدوا الله {واجتنبوا الطاغوت} وهو كل معبود من دون الله {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله} في دينه {وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ} أي وجبت عليه الضلالة حتّى مات على كفره {فَسِيرُواْ فِي الأرض فانظروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المكذبين} أي خراب منازلهم وديارهم بالعذاب والهلاك {إِن تَحْرِصْ} يا محمّد {على هُدَاهُمْ فَإِنَّ الله لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ}.قرأ أهل الكوفة: {يهدي} بفتح الياء وقسموا ذلك، ولها وجهان: أحدهما: إن معناه فإنّ الله لا يهدي من أضله الله، والآخر: أن يكون يهدي بمعنى يهتدي، بمعنى من أضله الله لا يهتدي يقول العرب: هدى الرجل وهم يريدون اهتدى.وقرأ الباقون: بضم الياء وفتح الدال، واختاره أبو عبيدة وأبو حاتم على معنى من أضله الله فلا هادي له، دليله: {مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186]. {وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ} يمنعونهم من عذاب الله {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ}.الربيع عن أبي العالية قال: كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما تكلّم به: والذي أرجوه بعد الموت أنه لكذا، فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك تُبعث بعد الموت فأقسم بالله {لا يبعث الله من يموت} فأنزل الله هذه الآية.قتادة: ذكر لنا أن رجلًا قال لابن عبّاس: إن ناسًا بالعراق يزعمون أن عليًا مبعوث قبل يوم القيامة ويتأولون هذه الآية.فقال ابن عبّاس: كذب أولئك، إنما هذه الآية عامة للناس، لو كان عليّ مبعوثًا قبل يوم القيامة ما نكحنا نساءه ولا قسمنا ميراثه، قال الله ردًا عليهم: {بلى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ}. في الخبر أن الله تعالى يقول: كذّبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم ولا ينبغي له أن يشتمني، وأمّا تكذيبه إياي فحلفه بي أن لا أبعث الخلق، وأمّا شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدًا وأنا الله الواحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد.{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الذي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} هو مردود إلى قوله: {لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ بلى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} يبين لهؤلاء المنكرين المقتسمين الذين يختلفون {وَلِيَعْلَمَ الذين كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} الآية، يقول الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: إنا إذا أردنا أن نبعث من يموت فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائهم ولا في غير ذلك مما نخلق ونكّون ونُحْدث، لأنا إذا أردنا خلق شيء وإنشاؤه {أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.وفي هذه الآية دليل على أنّ القرآن غير مخلوق، فذكر أن الله عزّ وجلّ أخبر أنه إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، فلو كان قوله كن مخلوقًا لاحتاج إلى قول ثان ولا حتاج ذلك القول إلى قول ثالث إلى ما لا نهاية فلما بطل ذلك ثبت أن الله خلق الخلق بكلام غير مخلوق.{والذين هَاجَرُواْ فِي الله مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ} عُذّبوا وقُتلوا في الله، نزلت في بلال وصهيب وخبّاب وعمار وعابس وجبير وأبي جندل بن سهيل، أخذهم المشركون بمكة فعذّبوهم.وقال قتادة: يعني أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم ظلمهم أهل مكة وأخرجوهم من ديارهم حتّى لحق جماعة منهم بالحبشة ثمّ بوّأهم الله بالمدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار الهجرة وجعل لهم على من ظلمهم أنصارًا من المؤمنين والآية تعم الجميع.{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدنيا حَسَنَةً} أنزلهم المدينة وأطعمهم الغنيمة.ويروى إن عمر بن الخطاب {رضي الله عنه} كان إذا أعطى لرجل من المهاجرين عطاء يقول: خذ بارك الله لك فيه، هذا ما وعدك الله في الدنيا وما ذخر لك في الآخرة أفضل، ثمّ تلا هذه الآية.وقال بعض أهل المعاني: مجاز قوله تعالى: {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدنيا حَسَنَةً} ليحسنّن إليهم في الدنيا. {وَلأَجْرُ الآخرة أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الذين صَبَرُواْ} في الله على ما نابهم {وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نوحي إِلَيْهِمْ} الآية نزلت في مشركي مكة حين أنكروا نبوة محمّد صلى الله عليه وسلم وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا فهّلا بعثت إلينا ملكًا.{فاسألوا أَهْلَ الذكر} يعني هم أهل الكتاب {إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ بالبينات والزبر} فإن قيل: ما الجالب لهذه الباء؟قيل: قد اختلفوا في ذلك: فقال بعضهم: هي من صلة أرسلنا و{إِلاَّ} بمعنى غير، مجازه: وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر غير رجال يوحى إليهم ولم نبعث ملائكة، وهذا كما تقول: ماضرب إلاّ أخوك عمر، وهل كلم إلاّ أخوك زيدًا، بمعنى ماضرب عمر غير أخيك، هل كلم زيدًا غير أخيك.قال أوس بن حجر:يعني غير يده، قال الله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]. أي غير الله.وقال بعضهم: إنما هذا على كلامين، يريد: وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالًا أرسلنا بالبينات والزبر ويشهد على ذلك بقول الأعمش: يقول: لو كان بذلك على كلمة لكان خطأ من سفه القائل، ولكن جاء ذلك على كلامين كقول الآخر: وتأويل الكلام: وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالًا نوحي إليهم أرسلناهم بالبينات والزبر.{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ أَفَأَمِنَ الذين مَكَرُواْ السيئات} يعني نمرود بن كنعان وغيره من الكفار وأهل الأوثان {أَن يَخْسِفَ الله بِهِمُ الأرض أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ} العقاب {فِي تَقَلُّبِهِمْ} تصرفهم في أسفارهم بالليل والنهار {فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ} مسابقي الله {أَوْ يَأْخُذَهُمْ على تَخَوُّفٍ}.قال الضحاك والكلبي: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ على تَخَوُّفٍ} يعني يأخذ طائفة ويدع فتخاف الطائفة الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها.وقال سائر المفسرين: التخوّف: التنقّص، يعني ينقص من أطرافهم ونواصيهم الشيء بهذا الشيء حتّى يهلك جميعهم. يقال: تخوّف مال فلان الإنفاق، إذا انتقصه وأخذه من حافاته وأطرافه.وقال الهيثم بن عدي: هي لغة لازد شنوءة، وأنشد: قال سعيد بن المسيب: بينما عمر بن الخطاب {رضي الله عنه} على المنبر فقال: يا أيها الناس ما تقولون في قول الله: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ على تَخَوُّفٍ} فسكت الناس، فقام شيخ فقال: يا أمير المؤمنين هذه لغتنا في هذيل، التخوّف: التنقص، فقال عمر: وهل تعرف العرب ذلك في أشعارهم قال: نعم، قال شاعرنا أبو كبير الهذلي يصف ناقة تنقص السير سنامها بعد تمكه واكتنازه: فقال عمر: {فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} يعني لم يعجّل العقوبة {أَوَلَمْ يَرَوْاْ} قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى والأعمش: {تروا} بالتاء على الخطاب، وقرأ الآخرون بالياء خبرًا عن الذين مكروا السيئات وهو اختيار الأئمة.{إلى مَا خَلَقَ الله مِن شَيْءٍ} يعني من جسم قائم له ظل {يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ اليمين والشمآئل سُجَّدًا لِلَّهِ}.بالتاء أهل البصرة. الباقون بالياء، ومعنى قوله: {يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ} يميل ويرجع من جانب إلى جانب فهي في أوّل النهار ثمّ تعود إلى حال أخرى في آخر النهار، فميلانها ودورانها من موضع إلى موضع سجودها، ومنه قيل للظل بالعشي: فيء، لأنه فاء من المغرب إلى المشرق، والفي: الرجوع، قال الله: {حتى تفياء إلى أَمْرِ الله} [الحجرات: 9]. يقال: سجدت النخلة إذا حالت، وسجد البعير وأسجد إذا جعل للركوب، ومثله قال في هذه الآية على هذا التأويل.قتادة والضحاك: أمّا اليمين فأول النهار وأمّا الشمال فآخر النهار، تسجد الضلال لله غدوة إلى أن تفيء الظلال ثمّ تسجد أيضًا إلى الليل.وقال مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله.وقال عبد الله بن عمر: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلهن في صلاة السحر وليس من شيء إلاّ وهو يسبح لله تعالى تلك الساعة» ثمّ قرأ: {يَتَفَيَّؤُاْ} الآية.الكلبي: الظل قبل طلوع الشمس عن يمينك وعن شمالك وقدامك وخلفك، ولذلك إذا غابت وإذا طلعت كان قدامك، فإذا إرتفعت كان عن يمينك وإذا كان بعد ذلك كان خلفك، فإذا كان قبل أن تغيب الشمس كان على يسارك فهذا تفيؤه أي تضلله هاهنا وهاهنا، وهو سجوده.وأمّا الوجه في توحيد اليمين وجمع الشمال، فهو أنّ من شأن العرب إذا اجتمعت علامتان في شيء واحد أن يبقى واحدة ويلقى الأخرى، واكتفي بالملقي على الملقى بقوله: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ وعلى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7]. كقوله: {يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظلمات إِلَى النور} [البقرة: 257].وقال بعضهم: اليمين راجع إلى قوله: {مَا خَلَقَ} ولفظة من أحد، والشمائل راجعة إلى المعنى وقيل: هذا في الكلام كثير.قال الشاعر: لم يقل: بأفواه الشامتين.وقال آخر: لم يقل: جلود.{وَهُمْ دَاخِرُونَ} صاغرون {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} وإنما أخبر ب {ما} عن الذي يعقل ولا يعقل على التغلب، كما يغلب الكثير على القليل والمذكر على المؤنث. {مِن دَآبَّةٍ} يدب عليها كل حيوان يموت، كقوله: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا} [هود: 6]، وقوله: {مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ} [هود: 56].{والملائكة} خص الملائكة بالذكر مع كونهم من جملتها في الآية لرفع شأنهم، وقيل: لخروجهم من جملة الموصوفين بالتسبيب إذ جعل الله لهم أجنحة كما قال تعالى: {جَاعِلِ الملائكة رُسُلًا أولي أَجْنِحَةٍ} [فاطر: 1]. فالطيران أغلب عليهم من الدبيب، وقيل: أراد لله يسجد ما في السماوات من الملائكة وما في الأرض من دابة ويسجد ملائكة الأرض.{وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ} يعني: يخافون قدرة ربهم أن يأتيهم بالعذاب من فوقهم، ويدل عليه قوله: {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ما يؤمرون يعني الملائكة، وقيل: معناه يخافون ربهم الذي فوقهم بالقول والقدرة فلا يعجزه شيء ولا يغلبه أحد يدل عليه قوله تعالى: {وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقوله إخبارًا عن فرعون: {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127]. اهـ.
|