الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة: .قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: سورة طه:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ..[سورة طه: الآيات 1- 4]: {طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (4)}..الإعراب: {ما} نافية {عليك} متعلّق ب {أنزلنا}، اللام للتعليل {تشقى} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.والمصدر المؤوّل {أن تشقى} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {أنزلنا}.{إلّا} للاستثناء المنقطع بمعنى لكن {تذكرة} مفعول لأجله عامله مقدّر أي أنزلناه تذكرة، {لمن} متعلّق ب {تذكرة}، {تنزيلا} مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نزّلناه من متعلّق ب {تنزيل} لأنّه نائب عن فعله {العلا} نعت للسموات منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.جملة: {ما أنزلنا} لا محلّ لها ابتدائيّة.وجملة: {تشقى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} المضمر.وجملة: {يخشى} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.وجملة: {خلق} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني..الصرف: {تشقى}، فيه إعلال بالقلب أصله تشقي بالياء، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.{تذكرة}، مصدر سماعيّ لفعل ذكّر الرباعيّ، وقياسه تذكير، استعيض من الياء التاء المربوطة في آخره تخفيفا، وزنه تفعلة.{يخشى}، فيه إعلال بالقلب أصله يخشي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا.{العلا}، جمع عليا مؤنّث أعلى.. هو على صيغة التفضيل أفعل وقصد به الوصف المحض أي العالي، ووزن عليا فعلى بضمّ فسكون، ووزن العلا فعل بضمّ ففتح. هذا ويجوز رسم الألف قصيرة برسم الياء غير المنقوطة {العلى} لأن الثلاثيّ الواوي إذا جاءت فاؤه مضمومة صحّ في كتابة الألف فيه وجهان: الأول برسم الألف الطويلة بحسب القاعدة العامّة، والثاني برسم الألف القصيرة على رأي الكوفيين والمعاجم..الفوائد: 1- لفظ {طه} ليس سوى حرفين من أحرف الهجاء، وقد مرّ معنا عدة آراء حول الأحرف في أول السور، فلا حاجة لتكراره.2- تأمل، يا عزيزي، هذه الموسيقا الصادرة عن أواخر هذه الآيات، وكيف أنها انتهت جميعها بالألف المقصورة، فهي أكثر ليونة من باقي الأحرف، وأدعى للتأثر والامتلاك، وهي {لتشقى} {يخشى} {العلى} {استوى} {الثرى} {أخفى} {الحسنى} والقرآن مليء بهذه الموسيقى التي تسحر وتأسر، وتدعو إلى الإعجاز والإيجاز..!3- الاستثناء المنقطع: هو استثناء الشيء من غير جنسه، فليست إلا للاستثناء على سبيل الأصل، وإنما هي بمعنى لكن. ومنه قوله تعالى: {ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى} فتذكرة مستثنى من المصدر المؤول من تشقى، أي ما أنزلنا القرآن لشقائك..[سورة طه: الآيات 5- 6]: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (6)}..الإعراب: {الرحمن} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، {على العرش} متعلّق ب {استوى}.جملة: {هو} الرحمن... لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {استوى} في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ {هو}.6- {له} متعلّق بخبر مقدّم {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر {في السموات} متعلّق بمحذوف صلة ما {ما} في المواضع الثلاثة معطوفة على الموصول الأول في محلّ رفع {في الأرض} متعلّق بصلة ما الثاني {بينهما} ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الثالث {تحت} ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الرابع {الثرى} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.جملة: {له ما في السموات} في محلّ رفع خبر ثالث..الصرف: {الثرى}، اسم للتراب النديّ وزنه فعل بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله الثري- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا..[سورة طه: آية 7]: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (7)}..الإعراب: الواو استئنافيّة {إن} حرف شرط جازم {بالقول} متعلّق ب {تجهر}، الفاء رابطة لجواب الشرط، وفاعل {يعلم} ضمير على اللّه، {أخفى} معطوف على السرّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، جملة: {تجهر} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {إنّه يعلم} لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تجهر.. فاللّه مستغن عن ذلك فإنّه يعلم السرّ.وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر إنّ..الصرف: {أخفى}، اسم تفضيل من خفي يخفى باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخفي، جاء الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا..[سورة طه: آية 8]: {اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (8)}..الإعراب: {لا} نافية للجنس {إله} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب {إلّا} أداة استثناء {هو} ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف أي لا إله موجود إلّا هو، {له} متعلّق بخبر مقدّم {الأسماء} مبتدأ مؤخّر مرفوع {الحسنى} نعت للأسماء مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.جملة: {اللّه لا إله إلّا هو} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {لا إله إلّا هو} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.وجملة: {له الأسماء} في محلّ رفع خبر ثان..[سورة طه: الآيات 9- 10]: {وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (9) إِذْ رَأى نارًا فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (10)}..الإعراب: الواو استئنافيّة {هل} حرف استفهام لتقرير الخبر.جملة: {أتاك حديث} لا محلّ لها استئنافيّة.10- {إذ} ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب {حديث}، الفاء عاطفة {لأهله} متعلّق ب {قال}، {لعلّي} حرف مشبّه بالفعل للترجّي.. والياء اسم لعلّ في محلّ نصب {آتيكم} خبر لعلّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و{كم} ضمير مضاف إليه، {منها} متعلّق ب {آتيكم}، {بقبس} متعلّق ب {آتيكم}، {على النار} متعلّق ب {أجد}، {هدى} مفعول به منصوب.جملة: {رأى} في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: {قال} في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأى.وجملة: {امكثوا} في محلّ نصب مقول القول.وجملة: {إنّي آنست} لا محلّ لها تعليليّة.وجملة: {آنست نارا} في محلّ رفع خبر إنّ.وجملة: {لعلّي آتيكم} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.وجملة: {أجد} في محلّ رفع معطوفة على خبر لعلّ..الصرف: {قبس}، اسم لجذوة النار، وزنه فعل بفتحتين.{هدى} مصدر هدى يهدي باب ضرب وهو بمعنى الوصف أي هاديا، وزنه فعل بضمّ ففتح.. وفيه إعلال بالقلب أصله هدي تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا..البلاغة: - التشويق والحث على الإصغاء:في قوله تعالى: {وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى}..[سورة طه: الآيات 11- 16]: {فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (16)}..الإعراب: الفاء استئنافيّة {لمّا} ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب {نودي} وهو ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو {موسى} منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.جملة: {أتاها} في محلّ جرّ مضاف إليه.وجملة: {نودي} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.وجملة: النداء: يا موسى... لا محلّ لها استئناف بيانيّ.12- {أنا} ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب توكيدا للياء. {ربّك} خبر إنّ مرفوع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة نصب {نعليك} الياء {بالواد} خبر إنّك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مناسبة لقراءة الوصل بإسقاط الياء لالتقاء الساكنين {طوى} عطف بيان أو بدل من الوادي مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.وجملة: {إنّي ربّك} لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: {اخلع} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيت ذلك فاخلع.جملة: {إنّك بالوادي} لا محلّ لها تعليليّة.13- الواو عاطفة {أنا} ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة اخترتك الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {لما} متعلّق ب {استمع}، {يوحى} مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل هو وهو العائد.وجملة: {أنا اخترتك} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.وجملة: {اخترتك} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أنا}.وجملة: {استمع} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفت قدرك فاستمع.وجملة: {يوحى} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.14- 15- {إنّني أنا اللّه} مثل إنّي أنا ربّك {لا إله إلّا أنا} مثل لا إله إلّا هو، الفاء رابطة المسبّب بالسبب {لذكري} متعلّق ب {أقم}، {أكاد} مضارع ناقص ناسخ مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا واللام في {لتجزى} للتعليل وتجزى مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و{كلّ} نائب الفاعل مرفوع {بما} متعلّق ب {تجزى}، وما حرف مصدريّ.والمصدر المؤوّل {أن تجزى} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {أخفيها}.والمصدر المؤوّل {ما تسعى} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {تجزى}.وجملة: {إنّني أنا اللّه} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.وجملة: {لا إله إلّا أنا} في محلّ رفع خبر ثان لـ إنّ وجملة: {اعبدني} لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي تنبّه فاعبدني.وجملة: {أقم الصلاة} لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدني.وجملة: {إنّ الساعة آتية} لا محلّ لها تعليليّة.وجملة: {أكاد أخفيها} في محلّ رفع خبر ثان ل {إنّ}.وجملة: {أخفيها} في محلّ نصب خبر أكاد وجملة: {تجزى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.وجملة: {تسعى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.16- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر لا ناهية {يصدّنّك} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد.. والكاف ضمير مفعول به {من} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل لا نافية {بها} متعلّق ب {يؤمن} و{عنها} متعلّق ب {يصدّنّك}، الفاء فاء السببيّة تردى مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.والمصدر المؤوّل أن تردى في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق أي لا يكن صدّ من الكافر بالصلاة فرادى منك وجملة: {لا يصدّنّك} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أقمت الصلاة فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها وجملة: {لا يؤمن بها} لا محلّ لها صلة الموصول {من} وجملة: {اتّبع} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: {تردى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن..الصرف: {نودي}، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول أصله {نادى}، قلبت الألف الأولى واوا لضمّ ما قبلها، وقلبت الألف الثانية ياء لانكسار ما قبلها.{نعليك}، الواحد نعل وهو اسم جامد لفردة الحذاء، فيستعمل للحذاء الكامل مثنّى مثل كلمة زوج.{طوى} اسم علم بالضمّ والتنوين- ويقرأ بغير تنوين للعلميّة والتأنيث بمعنى البقعة- وزنه فعل بضمّ ففتح.{اخترتك}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله اختارتك بسكون الألف والراء، التقى ساكنان فحذفت الألف.{تردى} فيه إعلال بالقلب، أصله تردي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا..الفوائد: 1- {طوى} اسم علم لواد في فلسطين من بلاد الشام، وهو ممنوع من الصرف، والمانع له العلمية والتأنيث، باعتباره اسما مخصوصة من الأرض 2- لتجزى كل نفس بما تسعى اللام الجارة اللام هنا للتعليل، وهي واحدة من أقسام اللام الجارة. واللام الجارة لها نحو من ثلاثين معنى، إليك أهم هذه المعاني.أ- الملك: نحو {لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ}.ب- الزائدة: وهي لمجرد التوكيد كقول ابن ميادة:هـ- القسم: نحو لله لا يؤخر الأجل أي تالله.و- التعجب: نحو لله درك.ز- الصيرورة: وتسمى لام العاقبة نحو: ج- البعدية: نحو، {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}.ط- بمعنى على: نحو {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ} أي على الأذقان.ي- لام الجحود، نحو {وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}. ويسميها سيبويه لام النفي، وتسبق بكون منفي.
|