الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة ***
بسم الله الرحمن الرحيم 1 بحمدِ وليِّ الحمد مُسدِى الفضائل *** أُؤَلِّفُ نظماً فائقاً في المسائِلِ 2 مسائلُ عن شيخِ الوجودِ أُولى التقى *** مبيدِ العِدَى من كلِّ غاوٍ وَجَاهِلِ 3 وأَعنِي به الحبرَ بنَ تيميةَ الرِّضَى *** وفي بعضِها جاءت عضالُ الزَّلازِلِ 4 تفرَّدَ عن نعمانَ فيها ومالكٍ *** وعن أَحمد والشافعيِّ الأَماثِلِ 5 وقد جاء بعضُ الصَّحبِ يسأَلُ *** نظمها فأَحببتُ أَنْ أَحْظَى بدعوةِ سَائِلِ 6 وإِنْ لم أَكُنْ ذَا خِبْرَةٍ ودِرَايةٍ *** ولستُ لتحقيقِ العلومِ بآهلِ 7 ولكنَّني أَرجُو من اللهِ رحمةً *** وعلمَاً وتفهيماً بكلِّ المسائِلِ
8 فأَوَّلُها قصرُ الصَّلاةِ لِكُلِّ ما *** به سِفر يُسَمَّى لدى كُلِّ قَائِل 9 وسيَّانَ عندَ الشَّيخِ كانَتْ طويلَة *** مسافَتُه أَو دُونَه في التَّماثُلِ 10 وذَا مذهبٌ للظاهريَّةِ قد أتى *** وعن بعضِ أَصحابِ النَّبِي الأَفَاضِل
11 وتستبرىءُ البكرَ الكبيرةَ عندهُم *** وكان إِلى أَقوالِهم غيرَ ماثِلِ 12 ويختارُ ما اختارَ البُخارِي وقد أَتَى *** بذا أَثرٍ عن نجلِ حُلوِ الشَّمائِلِ 13 وذاكَ هو الفاروقُ والقولُ لابنهِ *** وثالثُها ما قاله في المسائِلِ 14 فيختارُ ما اختارُوا لسَجْدةِ قارئ *** بغير اشتراطٍ للوضُوءِ لفاعلِ
15 ومعتقداً ليلا فبان بضدِّه *** لأكلٍ ومطعومٍ بشهرِ الفَضَائلِ 16 فليسَ القضَا يوماً عليه بواجبٍ *** وما حكمهُ إِلاَّ كناسٍ وجاهِلِ 17 وما أَمر المعصومُ من كانَ مُخطِئاً *** من الصَّحبِ أَن يقضِي الصيامَ فَسائِلِ 18 كذلكَ بعضُ التَّابعينَ وبعضُ مَنْ *** إِلى الفقه منسوبٌ ومَنْ لِلفضائِلِ 19 عنيتُ به نجلَ الخليفةِ ذي التُّقى *** فمذهبهُم أَلاَّ قضاء لفاعِلِ 20 وعمدتُهم ما في الصحيحينِ ذكرُه *** وقد مرَّ منظوماً فكن غير غَافِلِ
21 ومَنْ كانَ في حجَّاتِه متمتعاً *** بفرض وإِلاَّ في جميعِ النَّوافِلِ 22 فيكْفِيه سعىٌ واحدٌ في اختيارِه *** وعن أَحمدٍ يرويه بعضُ الأَفاضِلِ 23 وكانَ ابنُ عبَّاسٍ بذلك قائلاً *** فأَعظمْ به من قُدوةٍ ذي فَضَائِل
24 وقد جَوَّز الشيخُ السبَاقَ بغيرِ *** أَنْ يحلِّله ما ليسَ يوماً بجاعِلِ 25 وإِنْ أَخْرجَا جُعلا وهَذَا اختيارُه *** وكان إِماماً عالِماً بالمسائِلِ
26 وَمَنْ تَفْتَدِى تستبرئنَّ بحَيضِه *** وفي ذَا حديثٌ مرسلٌ في المراسِلِ 27 وموطؤة يا صَاحِ أَعني بشبهةٍ *** وَمَنْ طلقت إِحدى الثلاثِ الكَوامِل
28 كَذا وطئ من حِيزَت بملكِ إِباحةٍ *** من الوثَنيَّاتِ الحِسَانِ الخواذِلِ
29 وجُوِّزَ عَقْدٌ للرِّداءِ لمحرِم *** بإِحرامِه فافهم مقالَ الأَفاضِلِ
30 وجُوِّز يا صاحِ الطَّوافُ لحائضٍ *** وليسَ لما قد أَوجَبُوه بمائِلِ 31 إِذَا كان لم يُمكن طوافُ طهارَةٍ *** ورفقَتُها قد قربُوا للرَّواحِل
32 وجوز بيعاً للعصير بأَصلِه *** كزيتٍ بزيتونٍ فكن غيرَ غافِلِ
33 كذاك الوُضُو يا صاحِ مِن كُلِّ مَا عَسى *** يُسمَّى به أَلما جائز غير حَائِلِ 34 سواءٌ لديه مُطلقاً أَو مقيَّداً *** وعنه رأَينا مُطلقاً في المسائِلِ
35 وجوَّزَ بيعاً للحلِيِّ وغيرِها *** إِذا اتخذت في فضةٍ بالتَّفاضُل 36 بها والَّذي قَدْ زادَ يجعلُ للَّذِي *** لصنعتها في فاضِلٍ في المقابلِ
37 وإِن وقَعتْ في مائعٍ من نجاسَةٍ *** سواء قليلا أَو يكن غَيْر حَامِلِ 38 ولم يتغيَّر ليسَ ينجس عندَه *** وقد كانَ أَحْظَى منهمُو بالدَّلائِل
39 ومن خافَ مِن عيدٍ كذاك وجمعةٍ *** فواتاً وليسَ الماءُ يوماً بحاصِلِ 40 فإِن يتيمَّمْ كان ذلك عندَه *** يجوزُ فقابلْ بالثَّنا كلَّ فاضلِ
41 ومما جَرى منها عليه فوادِحٌ *** عِظامٌ وجاءت نحوه بالزلاَزِلِ 42 بإِفتائِه أَنَّ الطَّلاقَ إِذا أَتى *** ثلاثاً بلفظٍ واحدٍ غيرُ كَامِلِ 43 ولا واقعٌ بل إِن تلك جميعهَا *** لواحدةٌ في قِيله كالأَماثلِ 44 من الصَّحب في عهدِ النَّبيِّ وبعدَه *** إِلى أَنْ أُجيزت في عُقوبةِ عادِل 45 ولو فُرِّقت إِذا هِي لم تكُن *** على سَّنِة المعصومِ أَفضلِ فاضِل
46 ومَنْ بطلاقٍ حالف فيمينُه *** مكفرةٌ لكن هي بالقَلاقِل 47 وعودِى بل أُوذي لإِفتائِه بهَا *** وكم مَرَّةٍ إِلى ذا الآن من مُتَحامِلِ 48 وقد كَتبَ الشَّيخُ الإمامُ مصنَّفاً *** بأَلفٍ من الأَوراقِ دفْعاً لصَائِلِ 49 ولكنَّه مع خصمِه سوفَ يَتلْقَي *** لدى اللهِ والرحمنُ أَعدلُ عادِل 50 وفي بعضِ ما قد مرَّ مما نظمتهُ *** مواقِفُ منهم له في المسَائِلِ 51 وقد قال هذا ما تفرَّد عنهمُو *** به الشَّيخُ هذا رَسْم خطٍّ لناقِلِ 52 وصَلِّ إِلهي كلَّ ما هبَّت الصَّبَا *** وما انْهلَّ صوبُ السَّارِياتِ الهَوامِل 53 على المصطَفى الهادِي الأَمينِ محمَّدٍ *** وأَصحابِه والآلِ أَهْلِ الفَضَائِل
انتهت المنظومة بحمد الله تعالى وأسأل الله الذي أعان عليها أن يعين على غيرها وصلى الله على نبينا محمد
|