الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إنه توضأ مرة مرة، وقال: - "هذا وضوءٌ لا يقبل اللّه الصلاة إلا به" وتوضأ مرتين مرتين، وقال،: "هذا وضوء من يضاعف له الأجر مرتين" وتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي فمن زاد عن هذا أو نقص فقد تعدى وظلم" قلت: غريب بجميع هذا اللفظ، وقد رواه عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ من الصحابة عبد اللّه بن عمر. وأبي بن كعب. وزيد بن ثابت. وأبو هريرة، وليس فيه: "فمن زاد على هذا أو نقص فقد تعدى وظلم" ولكنه مذكور في حديث آخر، سنذكره بعد ذكر هذه الأحاديث. - أما حديث عبد اللّه بن عمر، فله طرق، أمثلها ما رواه الدارقطني [ص 30] من حديث المسيب بن واضح، ثنا حفص بن ميسرة عن عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر. قال: توضأ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرة مرة، وقال: "هذا وضوء لا يقبل اللّه صلاة إلا به" ثم توضأ مرتين مرتين، وقال: "هذا وضوء من يضاعف له الأجر مرتين" ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: "هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي"، انتهى. ورواه البيهقي [ص 80] في "سننه" وقال هو، والدارقطني [ص 30]: تفرد به المسيب بن واضح، وهو ضعيف، وقال في المعرفة: المسيب بن واضح غير محتج به، وقد روي هذا الحديث من أوجه كلها ضعيفة، انتهى. وقال عبد الحق في أحكامه: هذا الطريق من أحسن طرق هذا الحديث، ونقل عن ابن أبي حاتم أنه قال: المسيب صدوق لكنه يخطئ كثيرًا. - طريق آخر رواه ابن ماجه [ص 34، وكذا الدارقطني: ص 29] في "سننه" من حديث عبد الرحيم بن زيد العمِّي عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر، قال: توضأ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ واحدة واحدة فقال: "هذا وضوء لا يقبل اللّه صلاة إلا به". ثم توضأ ثنتين ثنتين، وقال: "هذا وضوء القدر من الوضوء"، وتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: "هذا أسبغ الوضوء وضوئي ووضوء خليل اللّه إبراهيم"، مختصر. ورواه البيهقي [في "باب فضل التكرار في الوضوء" ص 80، والطيالسي في مسنده": ص 260، قال أبو داود: ثنا سلام الطويل عن زيد العمي سواء بسواء] في "سننه"، والطبراني في "معجمه"، ولفظهما قالا: دعا بماء فتوضأ مرة مرة، وقال: "هذا وضوء لا يقبل اللّه الصلاة إلا به" ثم دعا بماء فتوضأ مرتين مرتين، وقال: هذا وضوء من أوتي أجره مرتين" ثم دعا بماء فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي"، انتهى. قال البيهقي: هكذا رواه عبد الرحيم بن زيد العمِّي عن أبيه، وخالفهما غيرهما، وليسا في الرواية بقويين، انتهى. وقال ابن أبي حاتم [ص 45] في عللّه: سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحيم بن زيد العمِّي عن أبيه عن معاوية بن قرة عن ابن عمر عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فذكره بلفظ البيهقي، فقال أبي: عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث، وأبوه زيد ضعيف الحديث، ولا يصح هذا الحديث عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال أبي: وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هو عندي حديث واهٍ، ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر، انتهى. ثم وجدته في "معجم الطبراني الوسط" عن مرحوم بن عبد العزيز عن عبد الرحيم بن زيد العمِّي عن أبيه عن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده، فذكره، وقال: هكذا رواه مرحوم ابن عبد العزيز عن عبد الرحيم بن زيد، ورواه الحجي. وغيره عن عبد الرحيم بن زيد، فقال: فيه عن ابن عمر، ورواه بسند ابن ماجه ابن حبان في "كتاب الضعفاء"، وأعله بعبد الرحيم بن زيد العمِّي وأبيه، وضعفهما، قال في الإمام: وزيد العمِّي مختلف فيه، فضعفه النسائي. وأبو زرعة، وقال الحسن ابن سفيان: هو ثقة، وقال أحمد صالح، وإنما سمي العمِّي لأنه كان إذا سئل قال: حتى أسال عمِّي، انتهى. - وأما حديث أبيِّ بن كعب، فرواه ابن ماجه [ص 34، والدارقطني: ص 30] أيضًا في" سننه" حدثنا جعفر بن مسافر ثنا إسماعيل بن قعنب أبو بشر ثنا عبد اللّه بن عرادة الشيباني عن زيد بن أبي الحواري [ابن الحواري بإسقاط "أبي" كذا في ابن ماجه. والتهذيب. والدارقطني. والميزان، وهو ضعيف، راجع له التهذيب] عن معاوية بن قرة عن عبيد بن عمير عن أبيِّ بن كعب أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ دعا بماء فتوضأ مرة مرة، وقال: "هذا وظيفة الوضوء، وقال: وضوءٌ من لم يتوضأه لم يقبل اللّه له صلاة" ثم توضأ مرتين مرتين، وقال: "هذا وضوءٌ من توضأه أعطاه اللّه كفلين من الأجر" ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: "هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي" انتهى. وهو ضعيف. قال ابن معين في زيد بن أبي الحواري: [وفي نسخة "ابن الحواري] ليس بشيء، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وعبد اللّه بن عرادة قال فيه ابن معين أيضًا: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. - وأما حديث زيد بن ثابت. وأبي هريرة، فرواه الدارقطني في كتابه "غرائب مالك" من حديث علي بن الحسن الشامي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت. وأبي هريرة أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ مرة مرة، وقال: "هذا الذي لايقبل اللّه العمل إلا به" وتوضأ مرتين مرتين، وقال: "هذا يضاعف اللّه به الأجر مرتين". وتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: "هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي"، انتهى. قال الدارقطني: تفرد به علي بن الحسن، وكان ضعيفا، انتهى. والحديث الذي أشرنا إليه أوَّلًا: رواه أبو داود. والنسائي. وابن ماجه [أبو داود في "باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا": ص 20، والنسائي في "باب الاعتداء في الوضوء": ص 13 م مختصرًا، والبيهقي: ص 79، والطحاوي: ص 22، وابن أبي شيبة: ص 7 مختصرًا، وابن جارود: ص 45] من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلًا أتى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فقال: يا رسول اللّه كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثًا، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأدخل [وفي نسخة "فأدخل] إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهامه على ظاهر أذنيه وبالسباحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: "هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم، أو ظلم وأساء". وفي لفظ لابن ماجه: "أو تعدى [هكذا في النسخ الموجودة، ولفظ أبو داود: "فقد أساء وظلم، أو ظلم وأساء" ولفظ ابن ماجه: "فقد أساء، أو تعدى. أو ظلم"] وظلم". وللنسائي: "فقد أساء وتعدى وظلم". قال الشيخ تقي الدين في الإمام: وهذا الحديث صحيح عند من يصحح حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لصحة الإسناد إلى عمرو، انتهى. قوله في الكتاب: "ويستوعب رأسه بالمسح هو السنة" يشير إلى حديث رواه البخاري [ تقدم تخريجه في "أحاديث المضمضة والاستنشاق": ص 10، وذكرت هنا أن ألفاظ المتن من طريق وهيب دون مالك أخرجه في "باب غسل الرجلين إلى الكعبين": ص 31]. ومسلم في صحيحهما" من طريق مالك بن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه: قال: شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد اللّه بن زيد عن وضوء النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فذكر الحديث، وفيه: ثم أدخل يده "يعني في التور" فمسح رأسه. فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، وقد تقدم المسح على الناصية عند مسلم [أخرج مسلم في "باب المسح على الخفين" ص 134 من حديث المغيرة] فظهر أن الاستيعاب سنة، قال في الإمام: قال ابن مندة: روي هذا الحديث عن عمرو بن يحيى جماعة لم يذكر فيه مسح جميع الرأس إلا مالك [في لفظ مالك زيادة على ما تقدم "بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه" والبخاري في "باب مسح الرأس كله" ص 31، ومسلم في "باب صفة الوضوء" ص 123 - ج 1] بن أنس، قال: وقد رواه الطحاوي [في "باب فرض مسح الرأس في الوضوء" ص 17.] من طريق ابن وهب عن يحيى بن عبد اللّه بن سالم، ومالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد اللّه بن زيد بن عاصم المازني عن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وفيه: وأنه أخذ بيديه ماءًا فبدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بيديه إلى مؤخر الرأس. ثم ردهما إلى مقدمه، قال: فقد تابع مالكًا [لكن أخرج البيهقي الحديث في "باب الاختيار في استيعاب الرأس بالمسح" ص 59 - ج 1 من طريق ابن وهب عن يحيى بن عبد اللّه عن مالك الخ، فليحرر] على هذه الرواية يحيى بن عبد اللّه، وقد أخرج له مسلم، انتهى. - الحديث الثاني عشر روي عن أنس رضي اللّه عنه - أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه مرة واحدة، وقال: هذا وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قلت: غريب من حديث أنس، والحديث في "الصحيحين" من رواية عبد اللّه بن زيد أنه مسح رأسه [فيه حديث أبي أمامة عند أحمد: ص 286 - ج 5] فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، وعزا شيخنا "علاء الدين" مقلدًا لغيره إلى كتاب الإمام للشيخ تقي الدين بن دقيق العبد أنه قال: رواه الطبراني في "معجمه الوسط" من حديث أنس برواية راشد أبي محمد الحماني، قال: رأيت أنس بن مالك بالزاوية، فقلت: أخبرني عن وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كيف كان فإنه بلغني أنك كنت توضئه. قال: فدعا بوضوء فأتى بطست وقدح، فوضع بين يديه، فأكفا على يده من الماء وأنعم غسل كفيه، ثم مضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه ثلاثًا، ثم أخرج يده اليمنى فغسلها ثلاثاُ، ثم غسل يده اليسرى ثلاثًا، ثم مسح برأسه مرة واحدة، غير أنه أمرَّهما على أذنيه فمسح عليهما، انتهى. وهذا لم أجده لا في "الإمام ولا في معجم الطبراني [وقول الزيلعي المعزو إلى معجم الطبراني لم أجده فيه سهوًا عنه، أو كان ساقطًا في نسخته، وإلا فقد وجد في الأوسط من مسند إبراهيم البغوي "فتح القدير" ص 22 - ج 1 وفي حاشية "س"، قيل: نعم هو في الطبراني في الأوسط في "باب من اسمه إبراهيم" حدثنا إبراهيم "هو ابن هاشم البغوي" حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي حدثنا بكار بن شفير عن راشد، فذكره بحروفه، وإسناده مقارب اهـ] الوسط" ويضعفه ما رواه ابن أبي شيبة [في "باب من أخذ برأسه ماءًا جديدًا" ص 16] في مصنفه" حدثنا إسحاق الأزرق عن أبي العلاء [هو أيوب بن أبي مسكين، صدوق له أوهام] عن عبادة [الصواب "قتادة" كما في المصنف] عن أنس كان يمسح على الرأس ثلاثًا يأخذ لكل مسحة ماءًا جديدًا. - حديث آخر أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود في "صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم" ص 16، واللفظ له. والنسائي في "باب غسل الوجه" ص 27، والترمذي في "باب وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم كيف كان" ص 53 عن أبي حية عن علي، وكذا ابن ماجه في "باب ما جاء في مسح الرأس" ص 35 مختصرًا، والدارقطني: ص 33 بطوله، وصححه، وابن جارود: ص 42 في "صفة وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم"] عن عبد خير عن عليّ بن أبي طالب أنه أتى بإناء فيه ماء وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثًا، ثم مضمض واستنثر ثلاثًا. ثم غسل وجهه ثلاثًا، وغسل يده اليمنى ثلاثًا، وغسل يده اليسرى ثلاثًا، ثم جعل يده في الإناء فمسح برأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثًا، ورجله الشمال ثلاثًا،، ثم قال: "من سره أن يعلم وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فهو هذا"، انتهى. ورواه ابن أبي شيبة [في "باب مسح الرأس كم مرة هو" ص 12] في مصنفه حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن أبي إسحاق [وفي "س" ابن إسحاق] عن جدته [وفي المصنف "عمن حدثه] عن عليّ أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، إلا المسح فإنه مرة مرة، انتهى. وهذا أصرح في المقصود لأصحابنا، فإنه بلفظ "كان" المقتضية للدوام. إلا أن فيه ضعيفًا [وفي "س" ضعفاء]. - حديث آخر أخرجه أبو داود [في "باب صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم" ص 19] عن عباد بن منصور عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه رأى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ فذكر الحديث كله ثلاثًا ثلاثًا، قال: ومسح برأسه وأذنيه مرة واحدة، انتهى. وعباد بن [صدوق رمي بالقدر، وكان يدلس، وتغير في آخر عمره "تقريب"] منصور فيه مقال. - حديث آخر أخرجه الدارقطني [ص 34، وإسناده صالح ليس فيه مجروح تعليق] في سننه عن زيد بن الحباب عن عمر بن عبد الرحمن بن سعد [مثله في "س"، وفي الدارقطني "ابن سعد] المخزومي حدثني جدي أن عثمان بن عفان [وكذا ابن ماجه في "باب ما جاء في مسح الرأس" ص 35 من حديث عثمان، قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم توضأ فمسح رأسه مرة] خرج في نفر من أصحابه حتى جلس على المقاعد فدعا بوضوء، فغسل يديه ثلاثًا وتمضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه مرة واحدة، وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: هكذا رأيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ، وكنت على وضوء، ولكن أحببت أن أريكم كيف توضأ النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ انتهى. - الحديث الثالث عشر: قال المصنف: - والذي يروى فيه "يعني مسح الرأس من التثليث" محمول عليه بماء واحد، قلت: في تثليث المسح أحاديث: بعضها صريحة، وبعضها بالمفهوم، أمَّا الصريحة فمنها: حديث عامر بن شقيق [رواه أبو داود في "صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم" ص 16 والدارقطني: ص 34 في "دليل تثليث المسح.] بن جمرة "بالجيم والراء" عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثًا ثلاثًا ومسح رأسه ثلاثًا، ثم قال: رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فعل هذا، انتهى. قال أبو داود: ورواه وكيع عن إسرائيل، فقال: توضأ ثلاثًا فقط قال [هذا القول أسنده البيهقي في "سننه": ص 62 - ج 1 عن أبو داود، ولم أجده في السنن، واللّه أعلم]: وأحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على أن مسح الرأس مرة واحدة: فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثاُ ثلاثًا، وقالوا: مسح رأسه لم يذكروا فيه عددًا، انتهى. وعامر بن شقيق تقدم الكلام عليه في "تخليل اللحية"، ورواه الدارقطني في "سننه" من حديث صالح بن عبد الجبار حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن عثمان بن عفان أنه توضأ بالمقاعد، فذكر فيه التثليث في المسح وبقية الأعضاء. قال ابن القطان: في "كتابه": صالح بن عبد الجبار لا إعرفه إلا في هذا الحديث، وهو مجهول الحال، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني قال الترمذي: قال البخاري: منكر الحديث، انتهى. ورواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن المثنى ثنا أبو عامر ثنا عبد الرحمن بن وردان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن حمران عن عثمان به قال البزار [والدارقطني: ص 34 من حديث أبي عاصم عن عبد الرحمن بن وردان إلخ]: ولا نعلم روى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن حمران إلا هذا الحديث، انتهى. ورواه أبو داود [في "باب صفة الوضوء" ص 16] في "سننه" عن عبد الرحمن بن وردان به. وعبد الرحمن بن وردان أبو بكر الغفاري قال فيه ابن معين: صالح. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به. طريق رابع أخرجه البيهقي في "الخلافيات" وأشار إليه في - السنن - [أخرج في السنن: ص 63 - ج 1 حديث عبد اللّه بن جعفر عن عثمان، وقد مسح رأسه ثلاثًا] عن الليث بن سعد عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن عطاء بن أبي رباح: أن عثمان بن عفان أتى بوضوء، فذكر الحديث، قال: ثم مسح برأسه ثلاثاُ حتى قفاه وأذنيه. قال الشيخ تقي الدين في الإمام: وهو منقطع فيما بين عطاء بن أبي رباح وعثمان، انتهى. - وأما حديث عليّ، فله أيضًا طرق: أحدها عند الدارقطني [في "باب صفة وضوء النبي صلى اللّه عليه وسلم" ص 33، والبيهقي من طريق الحماني عن أبي حنيفة: ص 63 - ج 1] عن أبي يوسف القاضي عن أبي حنيفة رضي اللّه عنه عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي بن أبي طالب أنه توضأ فغسل يديه ثلاثًا، وفيه: ومسح رأسه ثلاثًا وغسل رجليه ثلاثًا، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كاملًا فلينظر إلى هذا، وفي رواية: هكذا رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يتوضأ، قال الدارقطني كذا رواه أبو حنيفة عن خالد بن علقمة بن عبد خير عن علي، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثًا، وخالفه جماعة من الحفاظ الثقات، كزائدة بن قدامة. وسفيان الثوري. وشعبة. وأبي عوانة. وشريك. وأبي الأشهب جعفر بن الحارث. وهارون بن سعد. وجعفر بن محمد. وحجاج بن أرطاة. وأبان بن تغلب. وعلي بن صالح. وحازم بن إبراهيم. وحسن بن صالح. وجعفر بن الأحمر [في الدارقطني بدون زيادة "ابن"]، فرووه عن خالد بن علقمة، وكلهم قالوا: ومسح رأسه مرة، ولا نعلم أحدًا قال فيه: ومسح رأسه ثلاثًا غير أبي حنيفة، انتهى. - طريق آخر أخرجه البزار في "مسنده" من طريق أبي داود الطيالسي ثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن أبي حية بن قيس أنه رأى عليًا في الرحبة توضأ فغسل كفيه، ثم مضمض ثلاثًا واستنثر ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا وذراعيه ثلاثًا ومسح رأسه ثلاثًا وغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: إني أحببت أن أريكم كيف كان طهور رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، انتهى. وذكره ابن القطان في كتابه من جهة البزار، ولم يحكم عليه بصحة ولا ضعف. - طريق آخر روى الطبراني في "كتابه مسند الشاميين" حدثنا الحسن بن علي بن خلف الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد اللّه عن عثمان بن سعيد النخعي عن علي أنه قال: ألا أريكم وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ؟ قلنا: بلى، فأتى بطست من ماء فغسل كفيه ووجهه ثلاثًا ويديه إلى المرفقين ثلاثًا ثلاثًا ومسح رأسه ثلاثًا بماء واحد ومضمض واستنشق ثلاثًا بماء واحد وغسل رجليه ثلاثًا انتهى. - وأما حديث عبد اللّه بن زيد، فرواه النسائي [في "باب عدد مسح الرأس" ص 28، والدارقطني: ص 30] في "سننه" من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد اللّه بن زيد "الذي أُري النداء" قال: رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ فغسل وجهه ثلاثًا ويديه مرتين وغسل رجليه مرتين ومسح برأسه مرتين، وأخرجه البيهقي [في "باب التكرار في مسح الرأس" ص 63 - ج 1] في "سننه" ثم قال: خالفه مالك. ووهيب. وسليمان بن بلال. وخالد الواسطي. وغيرهم، فرووه عن عمر بن يحيى، فمسح رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة، وقال ابن عبد البر: لم يذكر فيه أحد مرتين غير ابن عيينة وَوَهَم فيه، وأظنه - واللّه أعلم - تأوَّل قوله: فأقبل بهما وأدبر، فجعلهما مرتين. وما ذكر عن ابن عيينة، فمن رواية مسدد. ومحمد بن منصور. وأبي بكر بن أبي شيبة كلهم ذكروا عنه هذا، وأما الحميدي فإنه [في "س" غير] ميز ذلك فلم يذكره، أو حفظ عنه أنه رجع عنه، فذكر فيه عن ابن عيينة: ومسح رأسه وغسل رجليه، فلم يصف المسح، ولا قال: مرتين. -
|