الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
2016- شَرُّ إِخْوَانِكَ مَنْ لاَ تُعَاتِبُ هذا كقولهم " معاتبة الأخ خيرٌ مِنْ فَقْده" أي لأن تعتبه ليرجع إلى ما تحبُّ خَيْرٌ من أن تقطعه فتفقده، وقوله "مَنْ لا تعاتب" أي لا تعاتبه، ومن روى بالياء أراد من لا يعاتبك. 2017- الشَّمْسُ أَرْحمُ بِناَ يعني أنها دِثَارهم في الشتاء، كما قال الشاعر: إذا حَضَرَ الشِّتَاءُ فأنْت شَمْسٌ * وإنْ حَضَرَ الْمَصِيفُ فأنْتَ ظِلُّ 2018- شِدَّةُ الَحْذَرِ مُتْهمِةٌ أي مُوقِعة في التُّهَمَة 2019- شَنِئْتُهَا فِي أَهْلهَا* مِنْ قَبْلِ أَنْ تُزْأَى إِلَيَّ أي أبغضُتَها من قبل أن تزف إلى يضرب للمَشْنُوء قلت: كذا وَجَدْتُ هذا المثل" من قبل أن تُزْأَى" والصواب "تُزْوَى" أي تضم وتجمع، وإلا فليس لهذا التركيب ذكر في كتب اللغة ويمكن أن يُحْمَل على أن الهمزة بدلٌ من الهاء، أي تُزْهَى، ومعناه ترفع، يقال: زَهَا السرابُ السيء يزهاه إذا رفَعه. 2020- شَغَرَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِرِجْلِهَا شَغَرت: أي رفعت، والباء في "برجلها " زائدة. يضرب لمن ساعدته الدنيا فنال منها حَظَّه. [ص 374] 2021- شَرُّ الأَخِلاَّءِ خَلِيلٌ يَصْرِفُهُ وَاشٍ يضرب للكثير التَّلَوُّنِ في الوداد 2022- اُشْرَب تَشبَعْ وَاُحْذَرْ تَسْلَمْ وَاتَّقِ تُوقَهْ قال أبو عبيد: يضرب في التوقِّي في الأمور، قال: وهو في بعض كتب الحكمة قلت: والهاء في قوله "توقه" يجوز أن تكون للسكت، ويجوز أن تكون كنايةً عن الشر، كأنه قال: اتق الشر تُوقَهْ 2023- شَاوِرْ في امْرِكَ الذَّيِنَ يَخْشَوْنَ اللّه هذا يروى عن عمر رضي اللّه عنه. 2024- شِدَّةُ الحِرْصِ مِنْ سُبُلِ اُلْمُتَأَلِّفِ يضرب في الشَّهْوَان الحريصِ على الطعام وغيره. 2025- شَوَى زَعَمَ ولم يَأْكل يعني زَعَم أنه تولَّى شَيَّةُ ثم لم يأكل . يضرب لمن تولَّى أمراً ثم نَزَعَ نفسه منه. 2026- شَغَلَ اَلْحْليُ أَهْلَهُ أَنْ يُعاَرا أي أهلَ الحلي، احتاجوا أن يُعَلِّقوه على أنفسهم، فلذلك لا يعيرون، وهذا قريب من قولهم "شَغَلَتْ شِعَابِي جَدْوَاىَ "يضربه المسؤل شيئا هو أحْوَجُ إليه من السائل. *3* 2027- أَشَدُّ الرِّجَال اْلأَعْجَفُ اْلأَضْخَمُ . يعني المهزول الكبير الألواح 2028- أَشْأَمُ مِنَ البَسُوسِ هي بَسُوس بنت منقذ التميمية خالَةُ جَسَّاس بن مُرَّة بن ذُهْل الشيباني قاتل كليب، وكان من حديثه أنه كان للبسوس جارٌ من جَرْم يقال له سعد بن شمس، وكانت له ناقة يقال لها سَرَاب، وكان كليب قَدْ حَمَى أرضاً من أرض العالية في أنف الربيع، فلم يكن يرعاه أحدٌ إلا إبل جساس لمصاهرة بينهما، وذلك أن جليلة بنت مرة أختَ جَسَّاس كانت تحت كليب، فخرجت سَرَابُ ناقةُ الجرمي في إبل جَسِّاسٍ ترعى في حمى كليب، ونظر إليها كليبٌ فأنكرها فرماها بسَهْم فاختلَّ ضَرْعها فولَّت حتى بركَتْ بفناءِ صاحبها [ص 375] وضَرْعُها يَشْخُب دماً ولبناً، فلما نظر إليها صرخ بالذل، فخرجت جارية البَسُوس ونظرت إلى الناقة فلما رأت ما بها ضَرَبَتْ يدها على رأسها ونادت: وَا ذُلاَّه، ثم أنشأت تقول: لعمرك لو أصْبَحْتَ في دار مُنْقِذٍ * لما ضِيمَ سعدٌ وهو جارٌ لأبْيَاتِي ولَكِنَّنيِ أصْبَحْتُ في دار غُرْبَةٍ * مَتَى يَعْدُ فيها الذئبُ يَعْدُ على شَاتِي فيا سعدُ لا تُغْرَرْ بنفسكَ وَارْتَحلْ * فإنَّك في قومٍ عن الجارِ أمْوَاتِ ودُونَكَ أذْوَادِي فإنيَ عنهمُ * لَرَاحِلةٌ لا يُفْقِدني بُنَيَّاتِي فلما سمع جساس قولها سكنها وقال: أيَّتُهَا المرأة ليقتلَنَّ غداً جملٌ هو أعظم عَقْراً من ناقة جارك، ولم يزل جساس يتوقَّع غِرَّةَ كليب حتى خَرَجَ كليبٌ لا يخاف شيئا، وكان إذا خرج تباعَدَ عن الحي، فبلغ جساسا خروجُه، فخرج على فرسه وأخذ رمحه واتبعه عمرو بن الحارث فلم يدركه حتى طعن كليبا ودَقَّ صُلْبه، ثم وقف عليه فقال: يا جساس اغثني بشَرْبَة ماء.فقال جساس: تركْتَ الماء وراءك، وانصرف عنه، ولحقه عمرو فقال: يا عمرو أغثني بشربة، فنزل إليه فأجْهَزَ عليه، فضرب به المثل فقيل: المستجِيرُ بَعْمرٍو عند كربيه * كالمستجير من الرَّمْضَاء بالنار قال: وأقبل جساس يركُضُ حتى هَجَم على قومه، فنظر إليه أبوه وركبته بادية فقال لمن حوله: لقد أتاكم جساس بداهية، قالوا: ومن أين تَعْرف ذلك؟ قال: لظهور ركبتيه فإني لا أعلم أنها بَدَتْ قبل يومها، ثم قال: ما وراءك يا جساس؟ فقال: واللّه لقد طَعَنْتُ طعنةً لتجمعن منها عجائز وائل رقصا، قال: وما هي ثكلتك أمك؟ قال: قتلت كليبا، قال أبوه: بئس لعمر اللّه ما جَنَيْتَ هلى قومك! فقال جساس: تأهَّبْ عنكَ أهْبَةَ ذي امتناعٍ *فإن الأمْرَ جَلَّ عن التَّلاَحِي فإني قد جَنَيْتُ عليك حَرْباً * تُغصُّ الشيخَ بالماءِ القَرَاحِ فأجابه أبوه فإن تَكُ قَدْ جَنَيْتَ علي حَرْباً * فَلاَ وَانٍ وَلا رَثُّ السِّلاَح سألبسُ ثَوْبَهَا وأذبّ عَنِّي * بها يَوْمَ الَمَذَّلةِ والفضاح قال: ثم قَوَّضُوا الأبنية، وجمعوا النَّعَم والخيول، وأزمعوا للرحيل، وكان همام بن مرة أخو جساس نديماً لمهلهل بن ربيعة أخي كليب، فبعثوا جاريةً لهم إلى همام لتعلمه [ص 376] لخبر، وأمروها أن تسره من مهلهل، فأتتهما الجارية وهما على شَرَابهما، فسارَّت هماما بالذي كان من الأمر، فلما رأى ذلك مهلهل سأل هماما عما قالت الجارية، وكان بينهما عهد أن لا يكتم أحدهما صاحبه شيئاً، فقال له: أخبرتني أن أخي قتل أخاك، قال مهلهل: أخوك أضْيَقُ اسْتاً من ذلك، وسكت همام، وأقبلا على شَرَابهما، فجعل مهلهل يشرب شُرْبَ الآمِنِ، وهمام يشرب شرب الخائف، فلم تلبث الخمرُ مهلهلا أن صَرَعَتْه، فانْسَلَّ همام فرأى قومه وقد تحملوا فتحمل معهم، وظهر أمرُ كليبٍ، فقال مهلهل لنسوته: ما دها كن ؟ قلن: العظيم من الأمر، قَتَلَ جساسٌ كليبا، ونَشِبَ الشر بين تغلب وبكر أربعين سنة كلها يَكون لتغلب على بكر، وكان الحارث بن عُبَاد البكري قد اعْتَزَل القومَ، فلما استحَرَّ القتلُ في بكر اجتمعوا إليه وقالوا: قد فَنِيَ قومُك، فأرسَلَ إلى مهلهل بجيراً ابْنَه وقال: قل له أبو بُجَيْر يقرئك السلام، ويقول لك: قد علمتَ أني اعتزلْتُ قومي، لأنهم ظَلَموك وخَلَّيتك وإياهم وقد أدركت وِتْرَكَ فأنشدك اللّه في قومك، فأتى بجيرٌ مهلهلاً وهو في قومه، فأبلغه الرسالَةَ فقال: من أنت ياغلام؟قال: بجير بن الحارث بن عُبَاد، فقتله، ثم قال: بُؤْبِشِسْعِ كليب، فلما بلغ الحارثَ فعلُه قال: نعم القتيلُ بجير إن أصْلَح بين هذين الغارين قتلُه وسكنت الحرب به، وكان الحارثُ من أحلم الناسِ في زمانه فقيل له: إن مهلهلا قال له حين قتله بُؤْبِشِسْعِ كليب فلما سمع هذا خرجَ مع بني بكر مقاتلا مهلهلا وبني تغلب ثائراً ببجير وأنشأ يقول: قَرِّباَ مَرْبِطَ النَّعَامَةِ منِّي * إنّ بَيْعَ الكريمِ بالشِّسْعِ غَالِي قَرِّباَ مَرْبِطَ النعامة مِنِّي * لَقِحَتْ حَرْبُ وائِلٍ عن حِيَالِ لم أكن من جُنَاتِهَا عَلِمَ الَّل * هُ َوإنِّي بِشَرِّها الْيَوْمَ صَالِي ويروى" بِحَرِّهَا" والنعامة: فرسُ الحارث، وكان يقال للحارث: فارس النَّعَامة، ثم جمع قومه والتقى وبنو تغلب على جبل يقال له قضة فهزمَهم وقتلهم ولم يقوموا لبكر بعدها. 2029- أَشْغَلُ مِنْ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ . هي امرأة من بني تَيْم اللّه بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خَوَّات بن جُبَير الأنصاري يبتاع منها سَمْنا، فلم يَرَ عندها أحدا، وساوَمَها فحَلَّت نِحْياً، فنظر إليه ثم [ص 377] قال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، فقالت: حُلَّ نِحْياً آخر، ففعل، فنظر إليه فقال: أريد غير عذا فأمسكيه، ففعلت، فلما شَغَلَ يديها ساوَرَها فلم تقدر على دَفْعه حتى قضي ما أراد وهرب، فقال: وَذَاتِ عِيَالٍ وَاثِقينَ بِعقْلهَا * خَلَجْتُ لهَا جَارَاسْتِهَا خَلَجَاتِ شَغَلْتُ يَدَيْهَا إذْا أرَدْتُ خِلاَطَهَا * بِنِحْيَيْنِ مِنْ سَمْنٍ ذَوَيْ عجَرَاتِ فأخْرَجُتُه رَيَّانَ ينطف رَأسه *مِنَ الرامك المدموم بالمقرات ويروى "بالتفرات"جمع ثفرة.والرامك: شيء تُضَيق به المرأة قبلها .والمدموم: المخلوط، والمقرة: الصبر. فكان لها الويلات من ترك سمنها * ورَجْعَتها صِفْراً بغير بَتَاتِ فَشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفّاً شَحِيحَةً * على سَمْنِهَا والْفَتْكُ من فَعَلاَتِي ثم أسلم خَوَّات رضي اللّه عنه، وشهد بَدْراً، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: يا خَوَّات كيف شِرَادُك؟ ويروى كيف شراؤك، وتَبَسَّم صلوات اللّه عليه، فقال: يا رسول اللّه قد رَزَقَ اللّه خيرا، وعوذ باللّه من الحور بعد الكور، وفي رواية حمزة فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: ما فَعَلَ بعيرُك؟ أيشرد عليك؟ فقال: أما منذ أسلمت - أو منذ قَيَّده الإسلام - فلا، ويَدَّعِى الأنصار أنه عليه السلام دعا بأن تسكن غُلْمته، فسكنت بدعائه، وهجا رجل بني تيم اللّه فقال: أنَاسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ منهم * فَعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ وزعموا أن أم الورد العَجْلاَنية مَرَّتْ في سوق من أسواق العرب، فإذا رجل ييبع السمن، ففعلت به كما فَعَل خَوَّاتٌ بذات النحيين من شَغْل يديها ثم كشفت ثيابه وأقبلت تضربُ شقَّ استه بيديها، وتقول: يا ثارات ذاتِ النِّحْيَيْنِ. 2030- أشْأمُ مِنْ خَوْتَعَة . وهو أحد بني غُفَيلة بن قاسط بن هِنْب بن أفْصَى بن دُعْمِىِّ بن جَدِيلة . ومن حديثه أنه دلَّ كُثَيْفَ بن عمرو التَّغْلَبي [وأصحابَه] على بني الزَّبَّان الذُّهْلي لِتِرَةٍ (الترة - بوزن عدة وصفة - الثأر، وأصل تائها واو) كانت له عند عمرو بن الزَّبَّان، وكان سبب ذلك أن مالك بن كومة الشيباني لقي كُثَيِّفَ بن عمرو في بعض حروبهم، وكان مالك نحيفا قليل اللحم، وكان كُثَيف ضَخْما، فلما أراد مالك أسْرَ كُثَيف اقتحم [ص 378] كثيف عن فرسه لينزل إليه مالك، فأوْجَرَه مالك السِّنَانَ، وقال: لتسأسِرَنَّ أو لأقتلنك، فاحْتَقَّ فيه هو وعمرو بن الزَّبَّان، وكلاهما أدركه، فقالا: قد حكمنا كُثَيفا، يا كثيف مَنْ أسَرَك؟ فقال: لولا مالك بن كومة كنت في أهلي، فلطَمه عمرو بن الزَّبَّان، فغضب مالك، وقال: تَلْطم أسيري ؟ إن فداءك يا كثيف مائة بعير، وقد جعلتُهَا لك بلَطْمة عمرو وَجْهَك، وجَزَّ ناصيته وأطلقه، فلم يزل كُثَيف يطلب عمرا باللَّطْمة حتى دلَّ عليه رجل من غُفَيلة يقال له خَوْتَعة، وقد بَدَّتْ لهم إبل، فخرج عمرو وإخوته في طَلَبها فأدركوها فذبَحُوا حُوَارا فاشْتَوَوْهُ وجلسوا يَتَغَدَّون، فأتاهم كُثَيف بضِعْف عددهم، وأمرهم إذا جلسوا معهم على الغدَاء أن يكتنف كلَّ رجلٍ منهم رجلان، فمروا بهم مجتازين، فدُعُوا فأجابهم، فجلسوا كما ائتمروا فلما حَسَر كُثَيف عن وجهه العمامةَ عرفه عمرو، فقال: ياكثيف إن في خَدِّي وَفَاء من خدك، وما في بكر بن وائل خد أكْرَمُ منه، فلا تشبَّ الحربَ بيننا وبينك، فقال: كلا بل أقتلك وأقتل إخْوَتَكَ، قال: فإن كنت فاعلا فأطلق هؤلاء الفتية الذين لم يتلبسوا بالحروب، فإن وراءهم طالباً أطْلَبَ مني، يعني أباهم، فقتلهم وجعل رؤوسهم في مِخْلاَة وعلَّقها في عنق ناقة لهم يقال لها الدُّهَيْم، فجاءت الناقة والزبَّان جالسٌ أمام بيته حتى بركت، فقال: يا جارية هذه ناقة عمرو، وقد أبطأ هو وإخوتُه، فقامت الجارية فجَسَّت المخلاة، فقالت: قد أصاب بَنُوكَ بَيْضَ نعام، فجاءت بها إليه، وأدخلت يدها فأخرجت رأس عمرو أولَ ما أخرجت، ثم رؤوسَ إخوته، فَغَسلها ووضَعها على تُرْسٍ وقال: آخِرُ البَزِّ على القَلُوص، وقال أبو الندى: معناه هذا آخر عهدي بهم، لا أراهم بعده، فأرسلها مثلا، وضرب الناس بحمل الدُّهَيْم المثلَ، فقالوا: أثْقَلُ من حمل الدهيم، فلما أصبح نادى: يا صَبَاحاه، فأتاه قومه، فقال: واللّه لأحَوِّلَنَّ بيتي ثم لا أردُّه إلى حاله الأول حتى أدرك ثاري، وأطفى ناري فمكث بذلك حيناً لا يدري مَنْ أصاب ولده ومَنْ دَلَّ عليهم، حتى خُبِّر بذلك، فحلف لا يحرِّمُ دم غُفَلِىٍّ حتى يدلُّوه كما دلُّوا عليه، فجعل يغزو بني غُفَيلة حتى أثْخَن فيهم، فبينما هو جالس عند ناره إذ سمع رُغَاء بعير، فإذا رجل قد نزل عنه حتى أتاه فقال: من أنت ؟ فقال: رجل من بني غُفَيلة، فقال: أنت وقد آن لك، فأرسلها مثلا، فقال: هذه خمسة وأربعون بيتاً من بني تَغْلب بالإقطانتين، يعني موضعا بناحية الرقة، فسار إليهم الزَّبَّان [ص 379] ومعه مالك بن كومة، قال مالك: فَنَعِسْتُ على فرسي وكان ذريعا فتقدم بي، فما شَعَرْتُ إلا وقد كرع في مقراة القوم، فجذبته فمشى على عقبيه فسمعت جارية تقول: ياأبت هل تمشي الخيل على أعقابها؟ فقال لها أبوها: وما ذاك يا بنية ؟ قالت: رأيت الساعة فرسا كَرَعَ في المقراة ثم رجع على عقبيه، فقال لها: ارْقُدِي فإني أبغض الجاريةَ الكَلُوء العينِ، فلما أصبحوا أتتهم الخيل دَوَاسَّ، أي يتبع بعضُها بعضا فقتلوهم جميعا. قوله " دَوَاسَّ" كذا أورده حمزة في كتابه، والصواب" دوائس" يقال: داستهم الخيلُ بحَوَافرها، وأتتهم الخيل دَوَائِسَ، أي يتبع بعضُها بعضا، ووجدت في بعض النسخ يقال: دَسَّتِ الخيلُ تدسُّ دَسّاً إذا تبع بعضها بعضا، وأنشد: خَيْلاً تًدسُّ إليهمُ عجلا * وَبَنُو رَحَائِلهَا ذّوُو بَصَرِ أي ذوو حزم 2031- أشْأَمُ مِنْ أحْمَرِ عاد . هو قُدَار بن سالف، عاقر الناقة، ويقال له أيضاً: قُدَار بن قُدَيرة، وهي أمه، وهو الذي عَقَر ناقة صالح عليه السلام، فأهلك اللّه بفعله ثمودَ. 2032- أشْهَرُ مِنَ الَفَرسِ الأْبلَقِ. ويقال أيضاً" أشهر من فارس الأبلق" 2033- أشأمُ مِنْ دَاحِسٍ. وهو فرس لقَيْس بن زُهَير العَبْسِي، وهو داحس بن ذي العُقَّال، وكان ذو العُقَّال فرساً لحَوْطِ بن جابر (في القاموس "حوط بن أبي جابر") بن حُمَيْرَي بن رياح بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة، وكانت أم داحس فرسا لِقِرْوَاش بن عَوْف بن عاصم بن عبيد بن يربوع يقال لها جَلْوَى، وإنما سمي داحسا لأن بني يربوع احتملوا سائرين في نُجْعَةٍ لهم، وكان ذو العُقَّال مع ابنتي حَوْط بن جابر (في القاموس "حوط بن أبي جابر") يَجْنُبانه، فمرَّتْ به جَلْوى، فلما رآها ذو العُقَّال وَدَى، فضحك شابٌّ منهم، فاسْتَحْيَتِ الفتاتان، فأرسَلَتَاهُ فنَزَا على جَلْوَى فوافق قبولها فأقصت ثم أخذه لهما بعض رجال القوم، فلحق بهم حوط - وكان رجلا سيء الخلق - فلما نظر إلى عين فرسه قال: واللّه لقد نزا فَرَسِي فأخْبِرَاني ما شأنه، فأخبرتاه بما كان، فنادى: يال رياح، واللّه لا أرضى حتى آخذ ماء فرسي، قال بنو ثعلبة: واللّه ما استكرهْنَا فرسَك وما كان إلا منفلتا، قال: فلم يزل الشر بينهم حتى عَظُم، فلما رأوا ذلك قالوا: ما تريدون يابني رياح؟ قالوا: فدونكم الفرس، فسطا عليها [ص 380] حَوْط وجعل يَدَه في ماء وملح ثم أدخلها في رحمها ودَحَسَ بها حتى ظن أنه فَتَحَ الرحم وأخرج الماء، واشتملت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرْوَاش بن عوف داحساً، فسمي داحساً لذلك، والدَّحْس: إدخال اليد بين جلد الشاة ولحمها حين يسلخها، ثم رآه حَوْط فقال: هذا ابن فرسي، فكرهوا الشر، فبعثوا به إليه مع لَقُوحَيْن ورواية من لبن، فاستحيا فردَّه إليهم وهو الذي ذكره جرير حيث يقول: إن الجِيَادَ يَبِتْنِ حول قِبَابِنَا * من آل أَعْوَجَ أو لذي العُقّالِ 2034- أَشأَمُ مِنْ قَاشِرٍ.. هو فحل لبني عوافة بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم، وكان لقوم إبل تذكر، فاستطرقوه رجاء أن يؤنث إبلهم، فماتت الأمهات والنَّسْل، ويقال: قاشر اسم رجل وهو قاشر بن مرة أخو زَرْقَاء اليمامة، وهو الذي جَلَبَ الخيل إلى جَوٍّ حتى استأصلهم. 2035- َشْجَعُ مِنْ لَيْثِ عِفِرِّينَ. زعم الأصمعي أنه دابة مثل الحِرْباء، تتعرض للراكب وتضرب بذنبها، وقالوا: هو منسوب إلى عِفِرِّينَ اسم بلد، ويقال: ليث عفرين دزيبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان، تدور ثم تندسّ في جوفها، فإذا هيجت رَمَتْ بالتراب صُعُداً . وقال الجاحظ: إنه ضرب من العَنَاكب يصيد الذباب صَيْدَ الفُهُود، وهو الذي يسمى الليث، وله ست عيون، فإذا رأى الذباب لطىء بالأرض وسكن أطرافه، فمتى وثب لم يخطىء، ويقولون في سن الرجل: ابن العشر سنين لَعَّاب بالْقُلِينَ، وابن العشرين باغي نِسِين، أي طالب نِسَاء، وابن الثلاثين أسعى الساعين، وابن الأربعين أبطش الباطشين، وابن الخمسين ليث عِفِرِّينَ، وابن الستين مؤنس الجليسين، وابن السبعين أحكم الحاكمين، وابن الثمانين أسرع الحاسبين، وابن التسعين أحد الأرذلين، وابن المائة لا حاء ولا ساء، أي لا رجل ولا امرأة. 2036- أَشَدُّ حُمْرَةً مِنْ بِنْتِ المَطَر . وهي دويبة حمراء تظهر غِبَّ المطر. 2037- أَشْأَمُ مِن حُمَيْرَةَ . هي فرس شَيْطان بن مُدْلج الْجُشَمي ثم أحد بني إنسان. وكان من حديثه أن بني جُشَمَ بن معاوية أسهلوا قبل رجب بأيام يطلبون المرعى فأفلت حميرة، فجاء صاحبها يُرِيفها عامة [ص 381] نهاره حتى أخذها، وخرجت بنو أسد وبنو ذبيان غارّين، فرأوا آثار حميرة فقالوا: إن هؤلاء لَقَرِيبٌ منكم، فاتبعوا آثارها حتى هجموا على الحي فغنموا، وذلك يوم يَسْيَان فقال شيطان يذكر شؤمها: جاءَتْ بما تَزْبِي الدُّهَيْمُ لأهلها * حُمَيْرةُ، أو مَسْرَى حُمَيْرةَ أَشْأَمُ فلا ضير إن عرضتها ووقَفْتُهَا * لِوَقْعِ القنا كيما يُضَرِّجَهَا الدَّمُ وعرَّضْتُها في صَدْر أظْمى يَزِينُهُ * سنِاَن كَنِبْرَاسِ التهامى لَهْذَمُ وكنتُ لها دُونَ الرماح دَرِيئَةً * فتَنْجُو وَضَاحِي جِلْدِهَا ليس يُكْلَم وبينا أُرَجِّى أنْ أوفى غَنِيمَةً * أَتَتنِي بأْلَفْي دَارِعٍ يَتَعَمَّمُ 2038- أشأَمُ مِن مَنْشِمَ. ويقال "أشأم من عِطْرِ َمنْشَمَ". وقد اختلف الرواة في لفظ هذا الاسم، ومعناه، وفي اشتقاقه، وفي سبب المثل. فاما اختلاف لفظه فإنه يقال: مَنْشِم، ومَنْشَم، ومَشْأَم. وأما اختلاف معناه فإن أبا عمرو بن العَلاَء زعم أن المَنْشِمَ الشرُّ بعينه، وزعم آخرون أنه شيء يكون في سُنْبُل العطر، يسميه العطارون قرون السنبل، وهو سم ساعة، قالوا: وهو البيش، وقال بعضهم: إن المنشم ثمرة سوداء منتنة، وزعم قوم أن منشم اسم امرأة . وأما اختلاف اشتقاقه فقالوا: إن مَنْشِم اسمٌ موضوع كسائر الأسماء الأعلام، وقال آخرون: مَنْشَم اسم وفعل جعلا اسماً واحداً وكان الأصل مَنْ شَمَّ فحذفوا الميم الثانية من شَمَّ، وجعلوا الأولى حرف إعراب، وقال آخرون: هو من نشم إذا بدأ، يقال "نشم في كذا" إذا أخذ فيه، يقال ذلك في الشر دون الخير، وفي الحديث "لما نشم الناسُ في عثمان" أي طعنوا فيه، فأما مَنْ رواه مَشْأم فإنه يجعله اسماً مشتقاً من الشؤم. وأما اختلاف سبب المثل فإنما هو في قول مَنْ زعم أن منشم اسم امرأة، وهو أن بعضَهم يقول: كانت مَنْشِم عطارةً تبيع الطيب، فكانوا إذا قَصَدُوا الحربَ غَمَسُوا أيديَهم في طيبها وتحالفوا عليه بأن يستميتوا في تلك الحرب ولا يُوَلُّوا أو يُقْتَلُوا، فكانوا إذا دخلوا الحربَ بطيب تلك المرأة يقول الناس: قد دَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمَ، فلما كثر منهم هذا القول سار مثلا، فمن تمثل به زهير بن أبي سلمى حيث يقول: [ص 382] تَدَاركْتُما عَبْساً وذُبْيَانَ بَعْدَمَا * تَفَاَنْوا ودَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِم وزعم بعضهم أن مَنْشِم كانت امرأة تبيع الْحَنُوطَ، وإنما سموا حنوطها عطراً في قولهم " قد دقوا بينهم عطر منشم" لأنهم أرادوا طيبَ الموتى. وزعم الذين قالوا: إن اشتقاق هذا الاسم إنما هو عطر مَنْ شَمَّ، أنها كانت امرأة يقال لها "خفرة" تبيع الطيب، فورد بعضُ أحياء العرب عليها، فأخذوا طيبها وفَضَحُوها، فلحقها قومُها، ووضعوا السيفَ في أولئك وقالوا: اقتلوا مَنْ شَمَّ، أي من شَمَّ من طيبها. وزعم آخرون أنه سار هذا المثلُ في حَلِيمة أعني قولهم: "قد دَقُّوا بينهم عطر منشم" قالوا: ويومُ حليمة هو اليوم الذي سار به المثل فقيل: "ما يَوْمُ حَليمة بِسِرٍّ" لأن فيه كانت الحرب بين الحارث بن أبي شمر ملك الشام، وبين المنذر بن المنذر بن امرىء القيس ملك العراق، وإنما أضيف هذا اليوم إلى حليمة لأنها أخرجت إلى المعركة مَرَاكِنَ من الطيب، فكانت تُطَيِّبُ به الداخلين في الحربِ، فقاتلوا من أجل ذلك حتى تفانوا، وزعم آخرون أن منشم امرأة كان دخل بها زوجُها، فنافرته، فدقَّ أنفها بفِهْرٍ، فخرجت إلى مُدَمَّاة، فقيل لها: بئس ما عَطَّرك به زوجُك، فذهبت مثلا. وقال ابن السكيت العربُ تكنى عن الحرب بثلاثة أشياء: أحده عِطْرُ مَنْشِم، والثاني: ثَوْبُ محارب، والثالث: برد فاخر، ثم حكى في تفسير عطر منشم قولَ الأصمعي، وقال في " ثوب محارب" إنه كان رجلا من قيس عَيْلاَن يتخذ الدروع، والدرعُ ثوبُ الحربِ، وكان مَنْ أراد أن يشهد حرباً اشترى درعاً، وأما " برد فاخر" فإنه كان رجلا من تميم، وهو أول من لبس البرد المَوْشِيَّ فيهم، وهو أيضاً كناية عن الدرع، فصار جميعُ ذلك كنايةً عن الحرب. 2039- أَشْأَمُ مِنْ رَغَيِفِ اَلْحوْلاءِ. قالوا: إنها كانت خَبَّازة، ومن حديثها - فيما ذكر ابن أخي عمارة بن عقيل ابن بلال بن جرير - أن هذه الخبازة كانت في بني سَعْد بن زيد مَنَاة بن تميم، فمرت بخبزها على رأسها، فتناول رجل منهم من رأسها رغيفاً، فقالت له: واللّه ما لك على حق، ولا اسْتَطْعَمْتَنِي، فَبِمَ أَخَذْتَ رغيفي ؟ أما إنك ما أردت بما فعلتَ إلا أَبْسَ فلان، رجلٍ كانت في جواره، فثار القوم، فقُتِل بينهم ألف إنسان. [ص 383] 2040- أَشأَمُ مِنْ طَيْرِ العَرَاقِيبِ. هو طير الشؤم عند العرب، وكل طائر يتطير منه للإبل فهو طير عرقوب، لأنه يعرقبها. 2041- أشأَمُ مِنَ اْلأَخْيَلِ. هو الشِّقِرَّاق، وذلك أنه لا يقع على ظهر بعير دَبِر إلا خَزَل ظهره، قال الفرزدق يخاطب ناقته: إذ قَطَناً بَلَّغْتِنيهِ ابْنَ مُدْرِك * فَلُقّيتِ مِنْ طَيْرِ العراقيب أَخْيَلاَ ويروى من "طير الأشائم " ويقال: "بعير مَخْيول"إذا وقَع الأخيل على عجزه فقطعه، ويسمونه مُقَطِّع الظهور، وإذا لقي الأخيلَ منهم مسافرٌ تَطَيَّر وأيقن بالعَقْر في الظهر إن لم يكن موت، وإذا عاين أحدُهم شيئاً من طير العَرَاقيب قالوا: أتِيحَ له ابنا عِيَان، كأنه قد عَايَنَ القتل أو العَقْر، وإذا تكهن كاهنهم أو زَجَر زاجر طيرهم، أو خطَّ خاطُّهم فرأى في ذلك ما يكره قال: ابْنَا عِيان، أَظْهَرَا البيان، ويروى "أسْرَعَا البَيَان" وهما خَطَّان يخطهما الزاجر ويقول هذا اللفظ، كأنه بهما ينظر إلى ما يريد أن يعلمه، ويروى "ابنَيْ عيان، أظهِرَا البيان"على النداء، أي يا ابني عيان أظهر البيان. 2042- أشأَمُ مِنْ غُرَابِ الْبَيْنِ. إنما لزِمه هذا الاسم لأن الغراب إذا بان أهلُ الدَّار للنُّجْعة وقَع في موضع بيوتهم يتلمس ويتقمم، فتشاءموا به، وتطيروا منه، إذ كان لا يعترى منازلهم إلا إذا بانوا، فسموه غراب البين، ثم كرهوا إطلاق ذلك الاسم مخافة الزجر والطيرة، وعلموا أنه نافذ البصر صافي العين، حتى قالوا: أصفى من عين الغراب، كما قالوا: أصفى من عين الديك، وسموه "الأعور" كنايةً، كما كنوا طيرةً عن الأعمى فكنوه " أبا بصير" وكما سموا الملدوغ والمنهوس " السليم" وكما قالوا للمَهَالك من الفيافي "المَفَاوز" وهذا كثير، ومن أجل تشاؤمهم بالغراب، اشتقوا من اسمه الغُرْبَة والاغتراب والغَرِيب، وليس في الأرض بَاوِح، ولا نَطِيح، ولا قَعِيد، ولا أَعْضَب، ولا شيء مما يتشاءمون به إلا والغُرَابُ عندهم أنكَدُ منه، ويرون أن صياحه أكثر أخباراً، وأن الزجر فيه أعمُّ، قال عنترة: خَرق الْجَنَاح، كأنَّ لَحْيَيْ رَأْسِهِ * جَلمَاَنِ، بالأخْبَارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال غيره: وصَاحَ غُرَابٌ فَوْقَ أَعْوَادِ بَانَةٍ * بأَخْبَارِ أَحْبَابِي فقسَّمَنِي الفِكْرُ [ص 384] فَقُلْتُ غُرَابٌ باغْتِرابٍ وَبَانَة * تبينُ النَّوَى، تِلْكَ العِيَافَةُ وَالزَّجْرُ وَهَبَّتْ جَنُوبٌ باجْتِنَابِيَ مِنْهُمُ * وَهَاجَتْ صَباً قُلْتُ: الصَّبَابَةُ وَالْهَجْرُ وقال آخر: تَغَنَّى الطَّاِئرَان بِبَيْنِ سَلْمَى * عَلَى غُصْنَيْنِ مِنْ غَرَبٍ وَباَنِ فكَانَ الْبَانُ أَنْ بَانَتْ سُلَيْمَى * وَفِي الغَرَب اغْتِرَابٌ غَيرُ دَانِ وقال آخر: أقُولُ يَوْمَ تَلاَقَيْنَا وَقَدْ سَجَعَتْ * حَمَامَتَانِ عَلَى غُصْنَيْنِ مِنْ باَنِ الآن أعلم أن الْغُصْنَ لِي غَصَصٌ * وأنما الْبَانُ بَيْنٌ عَاجِلٌ دَانِ فَقُمْتُ تَخْفِضُنِي أَرْضٌ وَتَرْفَعُنِي *حَتَّى ونيت وَهَدَّ السَّيْرُ أرْكَانِي فهذا نَمَطُ شعرهم في الغُرَاب لا يتغير، بل قد يزجرون من الطير غيرَ الغُرَاب على طريقين: أحدهما على طريق الغراب في التشاؤم، والآخر على طريق التفاؤل به، قال الشاعر: وقَاُلوا: تَغَنَّى هُدْهُدٌ فوق بَانَةٍ * فقلْتُ: هُدًى يَغْدُو به ويَرُوحُ وقال آخر: وقالوا: عُقَاب، قُلْتُ: عُقْبَى مِنَ النَّوَى دَنَتْ بَعْدَ هَجْرٍ منهمُ ونُزُوحِ وقال آخر: وقالوا: حَمَامٌ، قُلْتُ: حُمَّ لِقَاؤُهَا * وَعَادَ لَنَا رِيحُ الْوِصَالِ يَفُوحُ فهذا إلى الشاعر، لأنه إن شاء جعل العُقَاب عُقْبى خير، وإن شاء جعلها عُقْبَى شر، وإن شاء جعل الْحَمَام حِمَاما، وإن شاء قال: حُمَّ اللقاء، والهدهد هُدًى وهِدَاية، والْحُبَارى حُبُورا وحبرة، والبان بَيَانا يلوح، والدَّوْم دَوَام العهد، كما صارت الصَّبا عنده صبابة، والجنوب اجتنابا، والصُّرَد تَصْريدا، إلا أن أحداً منهم لم يزجر في الغراب شيئاً من الخير، هذا قول أهل اللغة. وذكر بعضُ أهل المعاني أن نَعِيبَ الغُرَاب يُتَطير منه، ونَغِيقه يتفاءل به، وأنشد قول جرير: إن الغُرَاب بِمَا كَرِهْت لمَوُلَعٌ * بِنَوَى الأحِبَّةِ دَائِمُ التّشْحَاِج لَيْتَ الْغُرَابَ غَدَاة يَنْعَبُ دَائِباً * كان الغُرَابُ مُقَطَّعَ الأوْدَاج وقول ابن أبي ربيعة: نَعَبَ الْغُرَابُ بِبَيْنِ ذَاتِ الدُّمْلُجِ *لَيْتَ الْغُرَابَ بِبيَنْهِا لَمْ يَشحَجِ [ص 385] ثم أنشدوا في النغيق: تَرَكْتُ الطَّيْرَ عَاكِفَةً عَلَيْهِمْ * وَلِلْغِرْبَانِ من شبع نَغِيقُ قال: ويقال " نَغَقَ الغرابُ نَغِيقا" إذا قال: غيق غيق، فيقال عندها "نغق بخير" ويقال " نَعَبَ نَعيبا" إذا قال: غاق [غاق]، فقال عندها " نَعَبَ بشر" قال: ومنهم من يقول "نغق ببين" وزهير منهم وأنشد له: ألقَى فِرَاقُهُمُ فِي الْمُقْلَتَيْنِ قَذًى * أمْسَى بِذَاكَ غُرَابُ الْبَيْنِ قَدْ نَغَقَا وقال من احتج للغراب: العربُ قد تتيمن بالغراب فتقول: هم في خير لا يَطيرُ غُرابه، أي يقع الغراب فلا يُنَفَّر لكثرة ما عندهم، فلولا تَيَمُّنُهُمْ به لكانوا ينفرونه، فقال الدافعون لهذا القول: الغرابُ في هذا المثل السَّوَاد، واحتجوا بقول النابغة: ولرهْطِ حَرَّابٍ وَقَدّ سَوْرَةُ * في الْمَجْدِ لَيْسَ غُرَابُهَا بِمُطَارِ أي مَنْ عرض لهم لم يمكنه أن ينفر سوادهم لعزهم وكثرتهم . 2043- أَشْأَمُ مِنْ وَرْقَاءَ. يعنون الناق، وهي مشئومة، وذلك أنها ربما نَفَرت فذهبت في الأرض. وهذا المثل ذكره أبو عُبيد القاسم بن سَلاَّم ولم يعتلَّ فيه بأكثر من هذا، قاله حمزة. قلت: روى لأبو الندى "أشأم من زَرْقَاء "وقال: هي اسم ناقة نفرت براكيها فذهبت في الأرض. 2044- أشَمُّ مِنْ نَعَامَةٍ، وَمِنْ ذِئْبٍ، وَمِنْ ذَرَّةٍ. قالوا: إن الرأل يَشَمُّ ريحَ أبيه وأمه وريح الضبع والإنسان من مكان بعيد، وزعم أبو عمرو الشيباني أنه سأل الأعراب عن الظَّلِيم: هل يسمع ؟ فقالوا: لا، ولكن يعرف بأنفه ما لا يحتاج معه إلى سَمْع، قال: وإنما لقب بَيْهَس بنَعَامة لأنه كان شديدَ الصمم. والذئب يشم ويستروح من ميل وأكثر من ميل. والذَّرة تَشَمُّ ماليس له ريح مما لو وضَعْتَه على أنفك لما وجدت له رائحة، ولو اسقصيْتَ الشَّمَّ، كرجل الجرادة تنبذها من يَدِك في موضع لم تَرَ فيه ذرة قط ثم لا تلبث أن ترى الذر إليها كالخيط الممدود. 2045- أَشْهَرُ مِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ، وَمِنْ فَرَقِ الصُّبْحِ. والأصلُ اللامُ، قال اللّه تعالى حَتَّى إذا ما انْجَلَى عن وَجْهِهِ فَلَقٌ * هاديه في أخْرَيَاتِ اللَّيْلِ مُنْتَصِبُ فإنما أضافه في المثل لاختلاف اللفظين. 2046- أَشْبَهُ بِهِ مِنَ التَّمْرَةِ بالتَّمْرَةِ. في هذا حديث وذلك أن عُبَيد اللّه ابن زياد بن ظبيان أحَدَ بني تَيْم اللات بن ثَعْلبة دخل على عبد الملك بن مروان، وكان أحدَ فُتَّاك العرب في الإسلام، وهو الذي احْتَزَّ رأسَ مُصْعَب بن الزبير، فدخل به على عبد الملك بن مروان، وألقاه بين يديه، فسَجَد عبدُ الملك، وكان عبيد اللّه هذا يقول بعد ذلك: ما رأيت أعْجَزَ مني أن لا أكون قتلتُ عبدَ الملك فأكونَ قد جمعتُ بين قتلي ملك العراق وملك الشام في يوم واحد، وكان يجلس مع عبد الملك على سريره بعد قتله مُصْعَبَ بن الزبير، فَبَرِمَ به. فجعل له كرسياً يجلس عليه، فدخل يوماً وسُوَيْدُ بن مَنْجُوف السَّدُوسي جالسٌ على السرير مع عبد الملك، فجلس على الكرسي مُغْضَبا، فقال له عبد الملك: يا عبيدَ اللّه بلَغني أنك لا تشبه أباك، فقال: لأَنَا أشبه بأبي من التمرة بالتمرة، والبيضة بالبيضة، والماء بالماء، ولكني أخبرك يا أمير المؤمنين عَمَّنْ لم تنضجه الأرحام، ولا وُلِدَ لتَمَام، ولا أشبه الأخوال والأعمام، قال: ومن ذلك؟ قال: سُوَيْد بن مَنْجُوف، فقال عبد الملك: سُوَيْدُ أكذلك أنت؟ فقال: إنه ليقال ذلك، وإنما عَرَّضَ بعبد الملك لأنه وُلد لسبعة أشهر، فلما خرجا قال له عبيد اللّه: واللّه يا ابن عمي ما يَسُرُّني بِحلْمِكَ عليَّ حمر النعم، فقال له سويد: وأنا واللّه ما يسرني بجَوَابك إياه سُودُ النَّعَم. 2047- أَشْرَهُ مِنَ الأسَدِ. وذلك أنه يبتلع البَضْعَة العظيمة من غير مَضْغ، وكذلك الحية، لأنهما واثقان بسهولة المَدْخَل وسَعَة المَجْرَى. 2048- أَشْهَى مِنْ كَلْبَةِ حَوْمَل. قلت: أشْهى من قولهم "شَهِيتُ الطعام أشْهَى شَهْوَة" أي اشتهيته، ويقال: رجل شَهْوَان وامرأة شَهْوَى، ورجال ونساء شَهَاوَى، وأشهى: أشدُّ شهوةً، وذلك أنها رأت القمر طالعا فعَوَتْ إليه تظنه لاستدارته رغيفا، وحومل: امرأة من العرب [ص 387] كانت تُجِيعُ كلبة لها، وقد ذكرت قصتها في حرف الجيم. 2049- أَشْبَقُ مِنْ حُبَّى. هي امرأة مَدَنية، كانت مِزْوَاجاً، فتزوجت على كبر سنها فَتًى يقال له ابن أم كلاب، فقام ابن لها كهل فمشى إلى مروان ابن الحكَمِ وهو والي المدينة، وقال: إن أمي السفيهة على كبر سنها وسِنِّي تزوجت شابّاً مُقْتَبِلَ السِّنِّ فصيرتني ونفسَهَا حديثاً، فاستحضرها مروان وابنها، فلم تكترث لقوله، ولكنها التفتت إلى ابنها وقالت: يا برذعة الحمار، أما رأيت ذلك الشاب المَقْدُود العَنَطْنَطَ، فليشفيَنَّ غَليلَهَا ولتخرجَنَّ نفسُها دونه، ولودِدْتُ أنه ضَبٌّ وأني ضُبَيْبَتُه، وقد وجدنا خَلاَء، فانتشر هذا الكلام عنها، فضُربت بها الأمثال، فمن ضرب في الشعر المثل بها هُدْبَة بن الْخَشْرَم العذري قال: فَمَا وَجَدَتْ وَجْدِي بها أمُّ وَاحِدٍ * وَلا وَجْدُ حُبَّى بابن أمِّ كِلاَبِ رَأَتْهُ طَوِيلَ الساعِدَيْنِ عَنَطْنَطاً * كَمَا انْبَعَثَتْ مِنْ قُوَّةٍ وَشَبَابِ وكانت نساء المدينة تسمين حبى "حواء أم البشر" لأنها علمتهنَّ ضروبا من هيآت الجماع، ولقبت كل هيئة منها بلقب، منها القبع والغربلة والنَّخير والرَّهْز، فذكر الهيثم ابن عدي أنه زَوَّجَتْ بنتاً لها من رجل، ثم زارتها وقالت: كيف تَرَيْنَ زوجَكِ؟ قالت خير زوج، أحسن الناس خُلُقا، وخَلْقا، وأوسَعُهم رَحْلا وصَدْراً، يملأ بيتي خيراً وحِرِى أيرا، إلا أنه يكلفني أمراً صعباً، قد ضِقْتُ به ذَرْعاً، قالت: وما هو ؟ قالت: يقول عند نزول شهوته وشهوتي انخري تحتي، فقالت حُبَّى: وهل يطيب نيك بغير رهز ونخير؟ جاريتي حرة إن لم يكن أبوك قدم من سفر وأنا على سطح مُشْرِفة على مِرْبَد إبل الصدقة، وكلُّ بعير هناك قد عُقل بعِقَالين، فصرعني أبوك ورفع رجلي وطعنني طعنة نَخَرْتُ لها نخرة نفرت منها إبل الصدقة نفرة قطعت عُقُلَها وتفرقت فما أخذ منها بعيران في طريق، فصار ذلك أول شيء نقم على عثمان، وما له في ذلك ذنب، الزوجُ طعَنَ، والزوجة نخرت، والإبل نَفَرت، فما ذنبه؟ 2050- أَشْبَقُ مِنْ جُمَالَةَ. هو رجل من بني قَيْس بن ثَعْلبة، دخل على ناقة له في العَطَن باركة تجتَرُّ، فجعل ينيكها، فقامت الناقة، وتشبث ذيله [ص 388] بمؤخر كُورها، فأتت به كذلك وسَطَ الحي والقومُ جلوس، فجرَت فيه هذه الأمثال، فقالوا: أشْبَقُ من جُمَالة، وأخْزَى من جمُاَلة، وأفضح من جمالة، وأرفع مناكا من جمالة، 2051- أَشْرَدُ مِنْ خَفَيْدَدٍ. هو الظَّليم الخفيف السريع، من خَفَدَ إذا أسرع، وقال: وهم تَرَكُوكَ أسْلَحَ من حُبَارى * وَهُمْ تَرَكُوكَ أشْرَدَ مِنْ ظَلِيمِ ويقال: أشرد من نعامة. 2052- أَشْرَدُ مِنْ وَرَلٍ. هو دابة تشبه الضبَّ، ويقال أيضاً "أشرد من وَرَل الحضيض"وذلك أنه إذا رأى الإنسان مَرَّ في الأرض لا يَرُدُّه شيء. 2053- أَشْكرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ. هي شجرة تخضَرُّ من غير مطر، بل نبت بالسحاب إذا نشأ فيما يقال. 2054- أَشْكَرُ مِنْ كَلْبٍ. قال محمد بن حرب: دخلتُ على العتَّابي بالمخرَّم، فرأيته على حصير، وبين يديه شراب في إناء، وكلبٌ رابِضٌ بالفِناء يشرب كأسا ويُولِغه أخرى، قال: فقلت له: ما أردت بما اخترت؟ فقال: اسمع، إنه يكفّ عني أذاه، ويكفيني أذى سواه، ويشكر قليلي، ويحفظ مَبيتي ومَقيلي، فهو من بين الحيوان خليلي، قال ابن حرب: فتمنيت واللّه أن أكون كلبا له لأحُوزَ هذا النعت منه. وقولهم: 2055- أَشْرَهُ مِنْ وَافِدِ البَرَاجِمِ. قد ذكرتُ قضته في أول الكتاب عند قولهم" إن الشقي وافدُ البَرَاجِمِ" 2056- أَشْقَى مِنْ رَاعِي بَهْمٍ ثمَانِينَ. قد مر ذكره في باب الحاء في قولهم "أحمق من راعي ضأن ثمانين" 2057- أَشْعَثُ مِنْ قتَاَدةٍ هي شجرة شديدة الشوك، وهذا أفعل من شَعِثَ أمره يَشْعَثُ شَعَثاً فهو شَعِث، إذا انتشر. يقال: لَمّ اللّه شَعَثَكَ، أي ما انتشر من أمرك. 2058- أشَحُّ مِنْ ذَاتِ النَّحْيَيْنِ. قد ذكرتُ قصتها في هذا الباب عند قولهم" أشغل من ذات النِّحْيَيْن" 2059- أَشَدُّ مِنْ لُقْمَانَ الْعَادِي. قالوا: إنه كان يَحْفِر لإبله بظفره حيث بَدَا له إلا الصَّمَّان والدَّهْناء فإنهما غَلَبتاه بصلابتهما. [ص 389] 2060- أَشَدُّ مِن فِيلٍ. قال حمزة: إن الهند تخبر عنه أن شدته وقوته مجتمعان في نابه وخرطومه، ثم زعموا أن قرنه نابه، وأن خُرْطومه أنفه، وأوردوا من الحجة على ذلك أن نابيه خَرَجَا مستطيلين حتى خَرَقَا الحَنَكَ وخرجا أعْقَفَيْن، قالوا: ودليلُنا على ذلك أنه لا يَعَضُّ بهما كما يعض الأسد بنابه، بل يستعملهما كما يستعمل الثور قرنه عند القتال والغضب، وأما خرطومه فهو وإن كان أنفه فإنه سلاحٌ من أسلحته، ومَقْتَل من مقاتله أيضاً. 2061- أَشَدُّ مِنْ فَرسٍ. هذا يجوز أن يكون من الشدة ومن الشَّدِّ أيضاً وهو العَدْو. 2062- أَشْأَى مِنْ فَرَسِ. هذا من الشأو، وهو السَّبْق يقال: شَأوْتُ وشَأيْتُ. 2063- أَشَدُّ قُوَيْسٍ سَهْمَا. يقال هذا في موضع التفضيل، ومثله هو "أعْلاهم ذا فُوقٍ "أي سهما. 2064- أَشْرَبُ مِنَ الهِيمِ. وهي الإبل العِطَاش، قال اللّه تعالى ويأكل أكْلَ الفِيلِ من بَعْد شبْعِهِ * ويَشْرَبُ شُرْبَ الهِيمِ من بعد أن يَرْوَى 2065- أشْرَبُ مِنْ رَمْلٍ. قال أعرابي ووصف حفظه: كنتُ كالرملة لا يُصَبُّ عليها ماء إلا نشفته، قال الشاعر: فيا آكَلَ من نار* ويا أشْرَبَ من رَمْلِ ويا أَبْعَدَ خَلْقِ اللـّ * ـه (الله) إنْ قَالَ مِنَ الْفِعْلِ 2066- أشْهَى مِنَ الخَمْرِ. هذا من المثل الآخر "كالخمر يُشْتَهى شربها ويكره صُدَاعها" وأشهى: أفعل من المَفْعُول، يقال: طعام شَهِيٌّ، أي مُشْتَهى من قولك: شَهيتُ الطعامَ أي اشتهيته. 2067- أشأمُ مِنْ شَوْلَةَ النَّاصِحَةِ. يقال: إنها كانت أمَةً لعَدْوَان رعْناء، [ص 390] وكانت تَنْصَح مواليها فتعودُ نصيحتُها وَبَالا عليهم لحمقها. 2068- أَشْهَى مِنْ كَلْبَةِ بَنِي أَفْصى. قال المفضل: بلغنا أن كلبة كانت لبني أفْصَى بن تدمر من بَجيلة، وأنها أتت قِدْراً لهم قد نَضِجَ ما فيها فصار كالقِطْرِ (القطر - بكسر القاف - النحاس الذائب) حرارة، فأدخلت رأسَها في القدر، فنشب رأسُها فيها واحترقت، فضربت برأسها الأرض، فكسرت الفخارة وقد تَشَيَّطَ رأسُها ووجْهُها، فصارت آيةً، فضرب الناس بها المثلَ في شدة شهوة الطعام. 2069- أَشْبَهُ مِنَ الماءِ بِالماءِ. قالوا: إن أول من قال ذلك أعرابي وذكر رجلا فقال: واللّه لولا شَوَار به المُحِيطة بفمه ما دَعَتْه أمهُ باسمه، ولهو أشْبَه بالنساء من الماء بالماء، فذهبت مثلا. 2070- أشأمُ مِنَ الزُّمَّاحِ. هذا مثل من أمثال أهل المدينة، والزمَّاح: طائر عظيم، زعموا أنه كان يقع على دور بني خَطْمة من الأوس ثم في بني معاوية كل عام أيام التمر والثمر، فيصيب طعما من مَرَابدهم، ولا يتعرض أحد له، فإذا استوفى حاجَتَه طار ولم يَعْدُ إلى العام المقبل، وقيل: إنه كان يقع على آطام يثرب، ويقول: خرّب خرّب، فجاء كعادته عاما فرماه رجل منهم بسهم فقتله ثم قسم لحمه في الجيران، فما امتنع أحدٌ من أخذه إلا رفاعة بن مرار، فإنه قبض يده ويدَ أهله عنه فلم يَحِلُ الحولُ على أحد ممن أصاب من ذلك اللحم حتى مات، وأما بنو معاويةُ فهلكوا جميعاً حتى لم يبق منهم دَيَّار، قال قيس بن الخَطيم الأوسي: أعَلَى العَهْدِ أصْبَحَتْ أمُّ عَمْرٍو* لَيْتَ شِعْرِي أمْ عَاقَهَا الزُّمَّاحُ 2071- أشأمُ مِنْ سَرَابِ. قالوا: هو اسمُ ناقةِ البَسُوس، وقد تقدم ذكرها في هذا الباب. 2072- أشأمُ مِنْ طُوَيْسٍ. قد مَرَّ ذكره في باب الخاء عند قولهم "أخنث من طَوَيْس" 2073- أَشْهَرُ مِمَّنْ قَادَ الجَمَلَ، وَ"مِنَ الشَّمْسِ" وَ "مِنَ القَمَرِ" وَ "مِنَ الْبَدْرِ" وَ "مِنَ الصبْحِ" وَ "مِنْ رَايَةِ الْبَيْطَارِ" وَ "مِنَ الْعَلَمِ" يعنون الجبل وَ "مِنْ قَوْسِ قُزَحَ" وَ "مِنْ عَلاَئِقِ الشَّعَرِ". [ص 391] ويروى الشجر. 2074- أشْجَى مِنْ حَمَامَةٍ. يجوز أن يكون من شَجِىَ يَشْجَى شَجًى، أي حَزِنَ، ومن شَجَا يَشْجُو إذا أحْزَنَ. 2075- أشْجَعُ مِنْ دِيكٍ، وَ "مِنْ صَبِّيٍ" وَ "مِنْ أُسَامَةَ" وَ "مِنْ لَيْثِ عِرِّيسَةٍ" وَ "مِنْ هُنَىٍّ". وهو رجل. 2076- أشَدُّ مِنْ نَابِ جائِع، وَ "مِنْ وَخْزِ الأَشَافِي" وَ "مِنَ الحَجَرِ" وَ "مِنْ أسَدٍ". 2077- أشْرَبُ مِنَ الرَّمْلِ، وَ "مِنَ الْقِمَعِ" وَ "مِنْ عَقْدِ الرَّمْلِ" وهو ما تعقَّد وتَلَبّدَ منه. 2078- أشَدُّ مِنَ عَائِشَةَ بْنِ عَثْم. زعموا أنه كان يحمل الجَزُورَ. 2079\ - أشَدُّ مِنْ دَلَمٍ. قالوا: الدَّلَم شيء يُشْبه الحية وليس بالحية، يكون بناحية الحجاز، والجمع أدْلاَم مثل زلَم وأزْلاَم وصَنَم وأصْنَام. يضرب في الأمر العظيم. 2080- أشْعَثُ مِنْ وَتِدٍ. 2081- أشْغَلُ مِنْ مُرضِعِ بَهْم ثمَانِينَ. 2082- أشَمُّ مِنْ هِقْلٍ. مثل قولهم"أشم من نعامة". شَرُّ السَّمَكِ يُكَدِّرُ المَاءَ. أي لا تَحْقِرْ خَصْماً صغيراً. شِبْرٌ فِي ألْيَةٍ، خَيْرٌ مِنْ ذِرَاعٍ في رِيَّة. يضرب في صرف ما بين الجيد والرديء شَرْطُهُ أهْلُ الجَنَّةِ. لمن يقول بالمُرْدِ شَهْرٌ لَيْسَ لَكَ فِيهِ رِزْق لاَ تَعُدَّ أَيَّامَهُ. شَغَلَنِي الشَّعِيرُ عَنِ الشِّعْر، والبُرُّ عَنِ البِرِّ. شَفِيعُ المُذْنِبِ إِقْرَارُهُ وَتَوبَتُهُ اعْتِذَارُهُ. شَرًّ الناسِ مَنْ لا يُبالي أَنْ يَراهُ النَّاسُ مُسِيئاً. شَهَاداتُ الفِعَالِ، أعْدَلُ مِنْ شَهَاداتِ الرِّجَالِ. [ص 392] الشَّبَابُ جُنُونٌ بُرؤُهُ الكِبَرُ. الشَّرُّ قَدِيمُ. الشَّاةُ المَذْبُوحَةُ لاَ تألَمُ السَّلْخ. الشَّيْطَانُ لا يُخَرِّبُ كَرْمَهُ. شَهَادَةُ العقُولِ أصَحُّ مِنْ شَهَادَةِ الْعُدُول.
|