الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
4436- أَوْفَى مِنْ أبِي حَنْبَلٍ هو أبو حَنْبل الطائي ومن حديثه أن امرأ القَيْس نزل به ومعه أهلُه وماله وسلاَحُه، ولأبي حنبل امرأتان: جَدَلِيَّة، وتَغْلَبيَّة، فَقَالَت الجدلية، رزقٌ أتاك الله به، ولاَ ذِمَّةَ له عليك، ولاَ عقْد، ولاَ جِوَار، فأرى لك أن تأكله وتطعمه قومك، وقَالَت التغلبية: رجل تَحَرَّمَ بك واستجارك واختارك، فأرى لك أن تحفظه وتَفِىَ له، فقام أبو حنبل إلى جَذَعَة من الغنم فاحتَلَبَها وشرب لبنها ثم مسح بطنه وحجَل، ثم قَالَ: لَقَدْ آليْتُ أعذر فِي جِذَاعٍ * وَإن مُنِّيتُ أمَّاتِ الرِّبَاعِ لأنَّ الغَدْرَ فِي الأقْوَامِ عَارٌ * وَإنَّ الحرَّ يَجْزِى بِالكُرَاعِ فَقَالَت الجَدَلية وقد رأت ساقيه حَمِشَتَيْنِ: تالله ما رأيت كاليوم سَاقِي وَافٍ، فَقَالَ أبو حنبل: هما سَاقَا غادِرِ شر، فذهبت مثلاً. [ص 378] 4437- أَوْفَى مِنَ الحَارِثِ بنْ عُبَادٍ (ضبط ؟؟ في أصول هذا الكتاب بفتح العين وتشديد الباء كشداد، والصواب أنه كغراب، قَالَت امرأة من بني مرة: جاءوا بحارشة الضباب كأنهم * جاءوا ببنت الحارث بن عباد) يُقَال: إنه كان أسَرَ عديَّ بن ربيعة في يوم قِضَّةَ، ولم يعرفه، فَقَالَ له: دُلَّنِي على عَدِيِّ بن ربيعة، فَقَالَ له: إن أنا دَلَلْتُكَ على عَديٍّ أتؤمنني؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فليضمن ذلك عليك عَوْفُ بن مُحلم، فأمره الحارث بن عباد فضمن له عوف أن يؤمنه الحارث إذا دَلَّه على عَدِيٍّ، فَقَالَ عدي: أنا عدي، فخَّلاَه، وقَالَ الحارث في ذلك: لَهْفَ نَفْسِي عَلَى عَدٍِّ وقَدْ أشْـ * عَبَ للموتِ وَاحْتَوْتْهُ اليَدَانِ 4438- أَوْفَى مَنْ خُمَاعَةَ (انظر المثل رقم 4433) هي خُمَاعة بنت عَوْف بن محلم التي أجارت مَرْوَانَ القَرَظِ، وقد مر ذكرها عند ذكر أبيها. 4439- أَوْفَى مِنْ فُكَيْهَةَ هي امرأة من بني قَيْس بن ثعلبة قَالَ حمزة: هي فُكَيهة بنت قَتَادة بن مَشْنوء خالة طَرَفَةَ؛ لأَن أم طرفة وَرْدَة بنت قَتَادة. وكان من وفائها أن السُّلَيك بن سُلَكة غزا بَكْر بن وائل، فأبطأ ولم يجد غَفْلة يلتمسها، فرأي القوم أثَرَ قَدم على الماء لم يعرفوها، فكمَنُوا له وأمهلوه حتى وَرَدَ وشرب فامتلأَ، فهاجوا به، فعدا، فأثقله بطنه، فولَجَ قُبَّةَ فكيهة، فاستجارها فأدخلته تحت درعها، فجاؤا في أثره فوجدوه تحت ثوبها، فانتزعوا خَمَارَهَا، فنادت إخْوتها وولدها، فجاؤا عشرة، فمنعتهم عنه، وكان سُلَيْك يقول بعد ذلك؛ كأني أجِدُ خشونة استها على ظهري حين أدخلتني تحت دِرْعها، وفيها قَالَ سُلَيك: لَعَمْرُ أبِيكَ وَالأَنبَاء تَنْمِى * لَنِعْمَ الجَارُ أخْتُ بَنِي عوارا عَنَيْتُ بِهَا فُكَيْهَةَ حينَ قَامَتْ * كَنَصْلِ السَّيْفِ فَانْتَزَعُوا الخِمَارَا مِنَ الخَفِرَاتِ لَمْ تَفْضَحْ أخَاهَا * وَلَمْ تَرْفَعْ لِوَالِدِهَا شَنَارَا 4440- أَوْفَدُ مِنَ المُجْبِرِينَ قَالَوا: هم أولاَد عَبْدِ مَنَاف بن قُصي، كانوا أكثر العرب وِفَادة على الملوك، وقد مرت قصتهم مستوفاة مستقصاة قبل هذا الباب في باب القاف عند قولهم "أقْرَشُ من المجبرين" (انظر المثل رقم 2961) [ص 379] 4441- أَوْفَقُ لِلشَّيء مِنْ شَنٍّ لِطَبَقَةَ قد مر جميع ما ذكره حمزة ههنا في قولهم "وافق شن (انظر المثل رقم 4340) طَبَقة" قَالَ: وخالف ابن الكلبي الشرقي بن القطامي في الروايةِ والتفسير فرواه "أوفَقُ من طَبَق لَشٍّ" ويروى "لشنة" وزعم أن طبقا بطن من إياد، وشن من ربيعة، وهو شن بن أفصى بن عَبْد القَيْسل، فأوقعت طبق بشن وقعة انتصفت بها منها، فقيل: وافق شن طبقة، وأنشد: لَقَيَتْ شَنٌّ إياداً بالقَنَا * وَلَقدْ وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ 4442- أَوْلَمُ مِنَ الأَشعث هو الأَشعث بن قيس بن مَعْدِ يَكَرِبَ الكِنْدِي. وكان من حديثه أنه ارتَدَّ في جملة أهل الردة، فأتى به أبو بكر رضي اللَه عنه أسيراً، فأطلقه وزَوّجه أخته فَرْوَة بنت أبي قُحافة رغبةً منه في شَرَفه، فخرج من عند أبى بكر ودخل السوق فاخترطَ سَيْفَه ثم لم تَلْقَه ذاتُ أربع إلاَ عَرْقَبَها من بعير وفرس وبقر، ومضى فدخل داراً من دور الأَنصار، فصار الناسُ حَشْداً إلى أبى بكر رضي الله عنه، فَقَالَوا: هذا الأَشعث قد ارتَدَّ ثانية، فبعث أبو بكر رضي الله عنه إليه، فأشرف من السطح وقَالَ: يا أهل المدينة إنِّي غريبٌ ببلدكم، وقد أَوْلَمت بما عَرْقَبْتُ فليأكل كل إنسان ما وجَد وليَغْدُ على من كان له قبلي حق، فلم تَبْقَ دار من دور المدينة إلاَ دَخَلها من ذلك اللحم، ولاَ رؤى يوم أشبه يوم الأَضحَى من ذلك اليوم، فضرب أهلُ المدينة به المثل فَقَالَوا: أوْلَمُ من الأَشعث، وقَالَ فيه الشاعر: لَقَدْ أوْلَمَ الكِنْدِيُّ يَوْمَ مِلاَكِهِ * وَليمَةَ حَمَّالٍ لِثْقْلِ العِظَائِمِ لَقَدْ سَلَّ سَيْفَاً مِنْهُ قَدْ كَانَ مُغْمَداً * لَدَى الحَرْبِ مِنْهُ فِي الطُّلاَ والجَمَاجِمِ فأغْمَدَهُ فِي كُلِّ بَكْرٍ وَسَابِحٍ * وَعَيْرٍ وَثوْرٍ فِي يَوْم الحَشَا وَالقَوَائِمِ فَقُلْ لِلْفَتَى الكِنْدِىِّ يَوْمَ لِقَائِهِ * ذَهَبْتَ بأسْنَى ذِكْرِ أوْلاَدِ دَارِمِ وقَالَ الأصبغ بن حَرْمَلَة الليثي متسخطا لهذه المُصَاهرة: أتَيْتَ بِكِنْدِيٍّ قَدْ ارْتَدَّ وانْتَهَى * إلى غَايَةٍ مِنْ نَكْثِ مِيثَاقِهِ كُفْرَا فَكَانَ ثواب النَّكْثِ إحياءَ نَفْسِهِ * وَكَانَ ثَوَاب الكُفْرِ تَزْوِيجَهُ البِكْرَا [ص 380] وَلَوْ لأنه يَأبي عَلَيْكَ نِكَاحَهَا * وَتَزْوِيجَها مِنْهُ لأمهَرْتهُ مَهْرَا وَلَوْ أنهُ رَامَ الزِّيادَةَ مِثْلَهَا * لأَنكَحْتَهُ عَشْراً واتْبَعْتَهُ عَشْراَ فَقُلْ لأبِي بَكْرٍ: لَقَدْ شِنْتَ بَعْدَهَا * قُرَيَشاً وأخْمَلْتَ النَّبَاهَةَ والذِّكْرَا أما كانَ فِي تَيْمٍ بن مُرَّة وَاحدٌ * تُزَوِّجْهُ لَوْلاَ أرْدَتَ بِهِ الفَخْرا وَلَوْ كُنْت لمَّا أنْ أتَاكَ قَتَلْتَهُ * لأَحْرَزْتَهَا ذِكْرَاً وَقَدَّمْتَهَا ذُخْرَا فَأَضْحَى يَرَى مَا قَدْ فَعَلْتَ فَرِيضةً * عَلَيْكَ؛ فَلاَ حَمْدَاً حَوْيْتَ ولاَأجْرَا 4443- أَوْفَرُ فِدَاءً مِنَ الأَشْعَثِ وذلك أن مَذْحِجَاً أسَرَتْهُ فَفَدَى نفسه بما لم يفد به عربي قط، لاَ مَلِك ولاَ سُوقة، بثلاَث آلاَف بعير، وإنما كان فداء الملك ألفَ بعير، وفي ذلك يقول عمرو بن معد يكرب: أتَانَا ثَائِراً بأبِيْهِ قَيْسٌ * فأهْلَكَ جَيْشَ ذلِكُمُ السَمَغْدِ وكانَ فِدَاؤُهُ ألَفَى قَلُوصٍ * وَألْفاً مِنْ طَريفَاتٍ وَتُلْدِ 4444- أوْحَى مِنْ عُقُوبَةٍ الفُجَاءَةِ أوْحَى: أي أسْرَعُ وأعْجَل، من قولهم: الوَحَى الوَحَى، أي العَجَلَ العَجَلَ، والفُجَاءة: رجل من بنى سُلَيم كان يقطع الطريقَ في زمن أبى بكر رضي الله عنه، فأتىَ به أبو بكر رضي الله عنه مع رجل من بنى أسد يُقَال له شُجَاع بن زَرْقَاء كان يُنْكَح في دبره نكاح المرأة، فتقدَّم أبو بكر في أن تُؤَجَّجَ لهما نار عظيمة، ثم زُجَّ الفُجَاءة فيها مَشْدُودا، فكلما مَسَّته النار سال فيها وصار فحمة، ثم زجّ شجاع فيها غير مشدود، فكلما اشتعلت النار في بدنه خَرَجَ منها، واحترق بعد زمان، فقال الناس بالمدينة: أوحى من عُقُوبة الفُجَاءة، فذهبت مثلاً 4445- أَوْغَلُ مِنْ طُفِيلٍ زعم أبو عبيدة أنه كان رجلاً من أهل الكوفة يُقَال له طُفيل بن زَلاَّل من بني عبد الله بن غَطَفان، وكان يأتي الولاَئم من غير أن يُدْعَى إليها، وكان يُقَال له "طُفَيْلُ الأعراِسِ" و "طُفَيْلُ العرائِسِ" وكان أول رجل لاَبَسَ هذا العملَ في الأمصار، فصار مثلاً ينسب إليه كل مَنْ يقتدي به فيُقَال: طُفَيلي، فأما العربُ بالبادية فإنها كانت تقول لمن يذهب إلى طعامٍ لم يُدع إليه: وَارِش، وتقول لمن فعل ذلك على الشراب: وَاغِل، وأهل الأمصار يسمون [ص 381] مَنْ فعل ذلك على الطعام واغلاَ، قَالَ شاعرهم: أَوْغَلُ فِي التَّطْفِيلِ مِنْ ذُبَابِ * عَلَى طَعَامٍ وَعَلَى شَرَابِ لَوْ أبْصَرَ الرُّغْفَانَ في السَّحَابِ * لَطَارَ في الجَوِّ بِلاَ حِجَابِ وقَالَ آخر: أوْغَلُ في التَّطفِيلِ مِنْ مثمود * ألْزَمُ لِلْشِّوَاءَ مِنْ سَفُّودِ يَعْمَلُ فِي الشِّوَاءَ وَالقَدِيدِ * أصَابِعاً أمْضَى مِنَ الحَدِيدِ وزعم الأَصمعي أن الطُفَيلي هو الذي يدخل على القوم من غير أن يُدْعَى، قَالَ: وهو مشتق من الطَّفَلِ، وهو إقبال الليل على النهار بظُلْمته، وقَالَ أبو عمرو: الطَّفَلُ الظلمة بعينها، وقَالَ ابن الأَعرَبي: يُقَال للطفيلي: اللَّعْمَظِيُّ، والجمع اللَعَامِظَة، وأنشد: لَعَامِظَةٌ بَيْنَ العَصَا وَلِحَائَهَا * أدْقَّاء أكَّالُونَ مِنْ سَقَطِ السفْرِ 4446- أَوْلَغُ مِنْ كَلْبٍ هذا من الوُلُوغ في الإناء وأما قولهم: 4447- أَوْلَغُ مِنْ قِرْدٍ فهذا بالعين غير معجمة من الوَلوع؛ لأنه يُولَعُ بحكاية كل ما يراه وأما قولُهم: 4448- أَوْضَحُ مِنْ مِرْآةِ الغَرِيبَةِ (انظر المثل رقم 4304 "أنقى متن مرآة الغريبة) فلاَن المرأة إذا كانت هَديَّا في غير أهلها تكون مِرْآتُها أبدا جِلِيَّةً تتعهد بها أمر وجهها. 4449- أوْطَأَ مِنْ الرِّيَاءِ هذا مثل حكاه وفسره المبرد، وزعم أن أهل كل صناعة ومَقَالَةٍ أحْذَقُ بها من غيرهم، ومن ذلك ما يروى عن محمد بن واسع أنه قَالَ: الاتقَّاء على العمل أشَدُّ من العمل، أَي يُتَّقَى عليه من أن يَشُوبه حُبُّ الرياء والسُّمْعة، ومنه ما يحكى عن أبي قُرَّةَ الجائع أنه قَالَ: الحمية أشدُّ من العلة، وذلك أنه يتعجَّلُ الأَذى في ترك الشَّهْوَة لما يرجو من تعقب العافية. 4450- أَوْحَى مِنْ صَدىً، ومِنْ طَرَفِ البُوقِ 4451- أَوْضَعُ مِنَ ابنِ قَوْضَعٍ 4452- أَوْلَجُ مِنْ رِيحٍ، ومِنْ زُجٍّ 4453- أَوْقَلُ مِنْ وَعِلٍ، ومِنْ غُفْرٍ 4454- أَوْثَبُ مِنْ فَهْدٍ [ص 382] 4455- أوْقَحُ مِنْ ذِئْبٍ 4456- أَوْقَى لِدِمِهِ مِنْ عَيْرٍ 4457- أَوْفَى مِنْ كَيْلِ الزَّيْتِ 4458- أوْجَدُ مِنَ المَاءِ وَمِنْ التُّرَابِ 4459- أوْفَرُ مِنَ الرُّمَانَةِ 4460- أوْسَعُ مِنَ الدَّهْنَاءِ، ومِنَ اللّوحِ 4461- أوْثَقُ مِنَ الأَرض، وَأوْطَأ مِنَ الأَرض 4462- أَوْهَنُ مِنْ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ 4463- أوْهَى مِنَ الأَعْرَج وَعَظْتَ لَوْ اتَّعَظْتَ وَقِّرْ نَفْسَكَ تُهَبْ وَضِيعَةٌ عاجِلَةٌ خَيْرٌ مِنْ ربحٍ بَطِيء وَقَعَ اللّصُّ على اللِّصِّ وَجْهُهُ يَرُدُّ الرِّزْقَ وَقَعَ نَقْبُهُ على كَنِيفٍ وَجْهٌ مَدْهُونٌ وَبَطْنٌ جَائِعٌ وَاحِدُ أمِّه يضرب ذلك للشيء العزيز وَقعَتْ آجُرَّةٌ وَ لَبِنَةٌ في الماءِ فَقَالَتِ الآجُرَةَ: وابْتِلاَلاَهُ، فَقَالَتِ اللِّبِنَةُ: فَمَاذَا أقُولُ أنَا؟ وَعْدُ الكَرِيمِ ألْزَمُ مِنْ دَيْنِ الغَرِيم الوَلَدُ ثَمَرَةُ الفُؤَادِ الوَجْهُ الطَّرِىُّ سَفْتَجَةٌ (السفتجة: أن تعطى في بلدك مالاَ لآخر، وتكون مسافرا إلى بلد، ويكون لمن أعطيته المال عميل في تلك البلد، فتسوفي مالك من ذلك العميل؛ فتستفيد أمن الطريق) الوَثْبَةُ على قَدْرِ الإمكَانِ الوَثْيقَةُ في نَصِّ الحديثِ على أهْلِهِ.
|