الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
982- أَجْبَنُ مِنْ كَرْوَانٍ. هو أيضا من خَشَاش الطير، قال الشاعر: مِنَ آل أبي مُوسي تَرَى القومَ حَوْلَه * كأنَّهُمُ الكَرْوَانُ أَبْصَرْن بازيا 983- أَجْبَنُ مِنْ لَيْلٍ الليل: اسمُ فرخِ الكروان. ويقال أيضا: 984- أَجْبَنُ مِنْ نَهَارٍ. النهار: اسم لفرخ الْحُبَاري. 985- أَجَبَنُ مِنْ ثُرْمُلَةٍ. هي اسم للثَّعْلبة. 986- أَجْبَنُ مِنَ الرُّبَّاحِ. وهو القِرْدُ. 987- أَجْبَنُ مِنْ هِجْرِسٍ. زعم محمد بن حبيب أنه الثعلب، قال: ويقال: إنه ولد الثعلب، قال: ويراد به ههنا القِرْدُ، وذلك أنه لا ينام إل وفي يده حَجَر مخافَةَ الذئب أن يأكله، قال: وتحدَّثَ رجلٌ من أهل مكة أنه إذا كان الليل رأيتَ القرود تجتمع في موضع واحد، ثم تبيت مستطيلة الواحدُ منها في أثر الآخر، وفي يد كل واحد حجر، لئلا ينام فيأكله الذئب فإن نام واحدٌ سقط من يده الحجَرُ ففزعَتْ كلها، فيتحول الآخر فيصير قُدَّامها فيكون ذلك دأبَهَا طولَ الليل، فتصبح من الموضع الذي باتت فيه على أَمْيَالٍ جُبْنا منها وخَوَرا في طباعها. 988- أَجْرَأُ مِنْ قَسْوَرَة. هو الأسد، فَعْولة من القَسْر، وقولهم: 989- أَجْرَأُ مِنْ ذِي لِبَدٍ. هو الأسد أيضا، ولِبْدَتُه: ما تلبد على منكبيه من الشعر. 990- أَجْوَلُ مِنْ قُطْرُبٍ. قالوا: هو دُوَيْبَة تَجُول الليلَ كلَّه لا تنام، ويقال فيه أيضا: أَسْهَر من قطرب، وفي الحديث "لا أعرفن أحدكم جِيفَةَ ليل قُطْرُبَ نهارٍ". [ص 186] 991- أَجْوَعُ مِنْ كَلْبَةِ حَوْمَلَ. هذه امرأة من العرب، كانت تُجِيعُ كلبةً لها وهي تحرسها، فكانت تَرْبطها بالليل للحراسة وتطردها بالنهار، وتقول: الْتَمِسِي لنفسك لا مُلْتَمَسَ لك، فلما طال ذلك عليها أكلت ذَنَبها من الجوع، قال الشاعر، وهو الكميت، يذكر بني أمية ويذكر أن رِعايتهم للأمة كرعاية حَوْمَل لكلبتها: كما رضيَتْ جُوعاً وسوءَ رِعاية * لكَلْبتها في سالِفِ الدهر حَوْمَلُ نُبَاحاً إذا ما الليلُ أَظْلَمَ دونَهَا * وغنما وتَجْوِيعاً، ضلاَلٌ مضلل 992- أَجْوَعُ مِنْ زُرْعَةَ. هي كلبة كلنت لبني ربيعة الجوع، أماتوها جوعا ونُوعاً (النوع - بضم النون - العطش). 993- أَجْوَعُ مِنْ لَعْوَةٍ. قالوا: هي الكلبة الحريصة، والجمع لِعَاء، ويقال: نعوذ بالله من لَعْوَة الجوع ولَوْعَته، أي حِدَّته، واللَّعْوُ: الحريص الجشِع. 994- أَجْوَعُ مِنْ ذِئْبٍ. لأنه دهرَه جائع، ويقولون في الدعاء على العدو "رماه اللّه بداء الذئب" أي بالجوع، هذا قول محمد بن حبيب، وقال غيره: معناه بالموت، وذلك أن الذئب لا يُصِيبه من العلل إلا علة الموت، ولذلك يقولون في مثل آخر "أَصَحُّ من الذئب" والأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه، لأن الأسد شديدُ النَّهَم رغيبٌ حريصٌ وهو مع ذلك يتحمل أن يبقى أياما فلا يأكل شيئا. والذئب وإن كان أَقْفَرَ منزلا وأقل خِصْبا وأكثر كدًّا وإخفاقا فلا بد له من شيء يُلْقيه في جَوْفه، فإن لم يجد شيئا استعان بإدخال النسيم في جوفه، وجَوْفُ الذئب يذيبُ العظم، وكذلك جوف الكلب، ولا يذيبان نَوَى التمر وهو أضعف من العظم. 995- أَجْوَعُ مِنْ قُرَادٍ. لأنه يُلْزِق ظهره بالأرض سنةً وبطنه سنة لا يأكل شيئا حتى يجد إبلا. 996- أَجَلُّ مِنَ الْحَرْشِ. يضرب مثلا لمن يخاف شئيا، فيبتلى بأشد منه. وأصله أن ضبا قال لحسله: يا بني اتَّقِ الحرش، فقال: يا أبتِ وما الحرش؟ قال: أن يأتي الرجل فيمسح يده على جُحْرِكَ، ويفعل ويفعل، ثم إن جحره هُدِم بالمِرْدَاة فقال الحِسْل: يا أبت أهذا الحِرْش؟ فقال: [ص 187] يا بني هذا أَجلُّ من الحرش. وفي كلام بعضهم "رُبَّ ثدي منكم قد افترشه، ونَهْب قد احْتَوَشه، وضبٍّ قد احْتَرَشَه". 997- أَجَنُّ مِنْ دُقَّةَ. هو دُقَّة بن عَباية بن أسماء بن خارجة، ذكر هذا المثل محمد بن حبيب، ولم يذكر له شيئا. 998- أَجْبَنُ مِنْ نَعَامَة. وذلك أنها إذا خافت من شيء لا ترجع إليه بعد ذلك الخوف. 999- أَجْشَعُ مِنْ أَسْرَى الدُّخَان. ذكر أبو عبيدة أنهم الذين كانوا قَطَعوا على لَطِيمة كسرى، وكانوا من تميم، وذكر ابن الأعرابي أنهم كانوا من بني حَنْظلة خاصة وأن كسرى كَتَب إلى المُكَعْبر مرْدان به عامله على البحرين: أَنِ ادْعُهم إلى المُشَقَّر وأظهر أنك تدعوهم إلى الطعام، فتقدم المُكَعْبَر في اتخاذ طعام على ظهر الحِصْن بحَطَب رَطْب، فارتفع منه دخان عظيم، وبعث إليهم يَعْرِض الطعام عليهم، فاغتروا بالدخان، وجاءوا فدخلوا الحصن، فأصفق البابَ عليهم، فغبروا هناك يُستعملون في مِهَن البناء وغيره، فجاء الإسلام وقد بقي البعض منهم، فأخرجهم العَلاَء بن الحَضْرَمي في أيام أبي بكر رضي اللّه عنه، فسار بهم المثل فقيل فيمن قتل منهم: ليس بأول من قتله الدخان، وأَجْشَع من أسرى الدخان، وأجشع من الوافدين على الدخان، وأجشع من وَفْدِ تميم، وقال الشاعر في ذلك: إذا ما مات مَيْتٌ من تميم * فَسَرَّكَ أن يعيشَ فجِيء بزاد بِخُبْزٍ أو بسَمْن أو بِتَمْر * أو الشيء المُلَفَّفِ في البِجَاد تَرَاهُ يطوف في الآفاق حِرْصاً * ليأكل رأسَ لقمانَ بن عاد ومازح معاوية الأحنف فما رُئي مازحان أوقَرَ منهما، فقال له: يا أَحْنَفُ ما الشيء المُلَفَّفُ في البِجاد؟ فقال الأحنف: السَّخِينة يا أمير المؤمنين، أراد معاوية قول الشاعر: أو الشيء المُلَفَّفُ في البِجاد* وهو الوَطْب من اللبن، وأراد الأحْنَفُ بقوله "السخينة" قولَ عبد الله بن الزِّبَعْرَي: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أن سَتَغْلِب رَبَّهَا * ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ وذلك أن قريشاً كانت تُعَيَّر بأكل السخينة، وهي حِساء من دقيق يُتَّخذ عند غلاء السعر. [ص 188] 1000- أَجْهَلُ مِنْ فَرَاشَةٍ. لأنها تطلب النار فتُلْقِي نفسها فيها. 1001- أَجْمَعُ مِنْ نَمْلَةٍ. ويقال: أجمع من ذَرَّة، قال الشاعر في الذرة وجَمْعها: تجمع للوارث جَمْعاً كما * تجمَعُ في قَرْيَتِهَا الذَّرَّهْ 1002- أَجْرَدُ من صَخْرَةٍ، وَمِنْ صَلْعَةٍ. ويروى من صُلَّعَة، وهي الصخرة الملساء، والصلعة: ما يبرق من رأس الأصلع وقيل: دخلت امرأة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان حاسِرَ الرأسِ، وكان أصلع، فدُهِشت المرأة، فقالت: أبا غفر حفص الله لك، وأرادت أن تقول: أبا حَفْصٍ غَفَر الله لك، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: ما تقولين؟ فقالت: صلعت من فرقتك، وأرادت أن تقول: فَرِقْتُ من صَلْعتك. قال الشيباني: قولهم "أجرد من جراد" أرادوا به رَمْلة من رمال نجد لا تنبت شيئا، وأجرد: معناه أملس، قال أبو الندى: سميت جراداً لانجرادها. 1003- أَجْمَلُ مِنْ ذِي العِمَامَةِ. هذا مثل من أمثال أهل مكة، وذو العِمامةَ: سعيد بن العاص بن أمية، وكان في الجاهلية إذا لبس عمامةً لا يلبس قرشيٌّ عمامة على لَوْنها، وإذا خرج لم تبق امرأة إلا بَرَزَتْ للنظر إليه من جماله، ولما أفْضَتِ الخلافة إلى عبد الملك بن مروان خطب بنتَ سعيد هذا إلى أخيها عَمْرو بن سعيد الأشدق، فأجابه عمرو بقوله: فَتَاةٌ أبوها ذو العِمَامة، وابنُهُ * أخوها، فما أكْفَاُؤها بكثير وزعم بعض أصحاب المعاني أن هذا اللقب إنما لزم سعيدَ بن العاص كنايةً عن السيادة، قال: وذلك لأن العرب تقول "فلان مُعَمَّم" يريدون أن كل جناية يجنيها من تلك القبيلة والعشيرة فهي مَعْصُوبة برأسه، فإلى مثل هذا المعنى ذهبوا في تسميتهم سعيد بن العاص ذا العصابة وذا العمامة. 1004- أَجْوَدُ مِنْ هَرِمٍ. هو هَرِمُ بن سِنان بن أبي حارثة المُرِّئُ وقد سار بذكر جوده المثل، قال زُهَيْر بن أبي سُلْمى فيه: إنَّ البَخيلَ مَلُومٌ حيث كان ولـ * ـكِنَّ (ولكن) الجوادَ على عِلاَّتِهِ هَرِم هُوَ الجواد الَّذِي يُعْطيكَ نائلَه * عَفْواً، ويُظْلَم أحْيَانا فَيَظَّلِمُ [ص 189] ووفَدَت ابنةُ هرم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لها: ما كان الذي أعطى أبوك زهيرا حتى قابله من المديح بما قد سار فيه؟ فقالت: قد أعطاه خَيْلاً تنضى، وإبلا تَتْوَى، وثيابا تَبْلَى، ومالاً يفنى، فقال عمر رضي اللّه تعالى عنه: لكن ما أعطاكم زُهَير لا يُبْلِيه الدهر، ولا يفنيه العصر، ويروى أنها قالت: ما أعطى هَرِمٌ زهيراً قد نسى، قال: لكن ما أعطاكم زهير لا يُنْسَى. 1005- أَجْوَدُ مِنَ الْجَوَادِ الْمُبِرِّ. هذا مثل يضربونه في الخيل، لا في الناس. 1006- أَجْرَأُ مِنْ أُسَامَةَ. هو اسم الأسد، معرفة لا تدخله الألف واللام، وقال: (هو زهير بن أبي سلمى المزني) وَلأَنْتَ أشْجَعُ مِنْ أسَامَةَ إذ * دُعِيَتْ نَزَالِ وَلج في الذُّعْرِ 1007- أَجْرَأُ مِنْ لَيْثٍ بِخَفَّانَ. خَفّان: مأسَدَة معروفة، وكذلك خَفِيَّة وحَلْية، وقال: فَتًى هو أحْيى من فَتَاةٍ حَيِيَّةٍ * وأشْجَعُ من لَيْثٍ بخَفَّانَ خَادِرِ 1008- أجْهَلُ مِنْ حِمَارٍ. يعني حمار بن سويلك (كذا، وفي القاموس "بن مالك") الذي يقال له: أكْفَر من حمار. 1009- أَجْهَلُ مِنْ عَقْرَبٍ. لأنها تمشي بين أرجل الناس ولا تكاد تبصر. 1010- أَجْهَلُ مِنْ رَاعِي ضَأْنٍ. وحديثه في باب الحاء مذكور. 1011- أَجْفَى مِنَ الدَّهْرِ. 1012- أَجْدَى مِنَ الغَيْثِ فِي أَوَانِهِ. معناه أنفع، يقال: ما يُجْدِي عنك هذا، أي ما ينفع وما يُغْنِي. والْجَدَاء ممدودا: النفعُ، وبناء أفعل من الأفعال شاذ، حقه أشَدُّ جَدَاء. 1013- أَجْرَدُ مِنَ الْجَرَادِ. لم يُورِد حمزة في هذا شيئاً. قلت: يجوز أن يراد به آكَلُ من الجراد، يقال: أرض مَجْرُودة، إذا أكل نَبْتها، ويجوز أن يراد أشأم من الجراد، من قولهم: رجل جارود، أي مَشْؤم، والجارود: رجل سمى به لأنه فَرَّ بإبله إلى أخواله بني شيبان، وبإبله داء، ففَشَا ذلك [ص 190] الداء في إبل أخواله فأهلكها، وفيه قال الشاعر: كما جَرَدَ الجارودُ بكْرَ بن وَائِلٍ* وهو الجارود العبدي، يُعَد من الصحابة واسمه بشر بن عمرو من عبد القيس، ووَجْهٌ ثالث، وهو أن يراد أقْشَر من الجراد، يقال: جَرَدْتُ الشيء قشرته، وكلُّ مقشورٍ مجرودٌ، والجراد يَقْشر ما يقع عليه من النبات، والأصلُ في الكل الجراد المعروف. 1014- أَجْهَلُ مِنْ قَاضِي جُبَّلَ. يقال: إن جُبَّل مدينة من طسوج كسكر، وهذا القاضي قَضَى لخَصْم جاءه وَحْده، ثم نقَضَ حكمه لما جاءه الخصم الآخر، وفيه يقول محمد بن عبد الملك الزيات: قَضَى لمخَاصِم يوما، فَلَمَّا * أتاه خَصْمُه نَقَصَ القَضَاءَ دَنَا منك العَدُو وغِبْتَ عنه * فَقَال بحُكْمِهِ ما كان شَاءَ 1015- أَجْوَرُ مِنْ قَاضِي سَدُومَ. قالوا: سَدُوم - بفتح السين - مدينة من مدائن قوم لوط عليه الصلاة والسلام، قال الأزهري: قال أبو حاتم في كتابه الذي صنفه في المفسد والمذال: إنما هو سذوم بالذال المعجمة، والدال خطأ، قال الأزهري: وهذا عندي هو الصحيح. قال الطبري: هو ملك من بَقَايا اليونانية غَشُوم، كان بمدينة سرمين من أرض قنسرين. جَعَلَ بَطْنَهُ طبْلاً وقَفاهُ اصْطَبْلا. جَزَاءُ مُقَبِّلِ الأسْتِ الضُّرَاطُ. جَنَّةٌ تَرْعاها خَنَازِيرُ. جَهْل يَعُولِني خَيْرٌ مِنْ عَقْلٍ أَعُولُهُ. جاءَ بالدُّنْيا يَسُوقُها. جاهُهُ جاهُ كَلْبٍ مَمْطُورٍ في مَقْصُورَةِ الجَامِعِ. جَدَّةٌ تَقْضِي العِدَّةَ. يضرب للشيخ يتصابى. جَوَاهِرُ الأخْلاقِ يَتَصَفَّحُها المُعاشِرُ. جاء العِيَانُ فَأَلوى بِالأسانِيدِ. جهْلُكَ أَشَدُّ لَكَ مِنْ فَقْرِكَ. الجَمَلُ فِي شْيءٍ والجمَّالُ فِي شْيءٍ. الجُل خَيْرٌ مِنَ الفَرَسِ. الجَالِبُ مَرْزُوقٌ والمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ. الجَدِيَةُ رِبْحٌ بِلاَ رَأْسِ مَالٍ. [ص 191] الْجَهُل مَوْتُ الأحْيَاء. الجِرَارُ لاَ تُشْتَرى أَوْ تُلْطَمَ. واجْلِسْ حَيْثُ يُؤْخَذُ بِيَدِكَ وَتُبَرُّ لاَ حَيْثُ يُؤْخَذُ بِرِجْلِكَ وتُجَر. اجلِسْ حَيْثُ تُجْلَسُ. أُجلِسْتَ عِنْدِي فاتَّكِئْ. أَجْرَأُ النَّاسِ عَلَى الأسَدِ أَكْثَرُهُمْ لَهُ رُؤْيَة. جاء عَلَى نَاقَةِ الحذَّاء. يعنون النعل التي تُلْبَسُ.
|