الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
*2* - 4340- وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ قَالَ الشرقي بن القطامي: كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ، فَقَالَ: والله لأَطُوفَنَّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها، فبينما هو في بعض مَسِيرَه إذ وافقه رَجُلٌ في الطريق، فسأله شَنٌّ: أين تريد؟ فَقَالَ: موضعَ، كذا، يريد القربة التي يَقْصِدها شَنٌّ، فوافقه، حتى [إذا] أخذا في مسيرهما قَالَ له شَنٌّ: أتحْملُنِي أم أحْمِلُكَ؟ فَقَالَ له الرجل: ياجاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني؟ فسكتَ وعنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَرُبا من القرية إذا بزَرع قد استَحْصَد، فَقَالَ شَنٌّ: أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ؟ فَقَالَ له الرجل: يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ ؟ فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقَيَتْهما جِنَازة فَقَالَ شن: أترى صاحبَ هذا النّعْشِ حياً أو ميتاً؟ فَقَالَ له الرجل: ما رأيتُ أجْهَلَ منك، ترى جِنَازة تسأل عنها أمَيْتٌ صاحبُها أم حى؟ فسكت عنه شَن، لاَاراد مُفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه، فكان للرجل بنت يُقَال لها طَبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه، فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جَهْلَه، وحدثها بحديثه، فَقَالَت: ياأبت، ما هذا بجاهل، أما قوله "أتحملنى أم أحملك" فأراد أتحدثُنى أم أحَدِّثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله "أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ" فأراد هَلْ باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ، وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يَحْيا بهم ذكرهُ أم لاَ، فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة، ثم قَالَ أتحبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألتنى عنه؟ قَالَ: نعم فَسَّرَهُ، ففَسَّرْهُ، قَالَ شن: ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه، قَالَ: ابنة لى، فَخَطَبها إليه، فزوَّجه إياها، وحملها إلى أهله، فلما رأَوْها قَالَوا: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ، فذهبت مثلاً. يضرب للمتوافقين. وقَالَ الأَصمعي: هم قوم كان لهم وعاء من أدَمٍ فَتَشَنَّنَ، فجعلوا له طَبَقاً، فوافقه، فقيل: وافق شن طَبَقَهُ، وهكذا رواه أبو عبيد في كتابه، وفسره.[ص 360] وقَالَ ابن الكلبي: طَبَقَةُ قبيلة من إياد كانت لاَ تطاق، فوقع بها شَنُّ بن أقْصَي بن عبد القيس بن أفصَى بن دُعْمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار، فانتصف منها، وأصابت منه، فصار مثلاً للمتفقين في الشدة وغيرها، قَالَ الشاعر: لَقَيَتْ شَنُّ إيَاداً بِالَنَا * طَبْقاً وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ وزاد المتأخرون فيه: وافقه فاعتنقه 4341- وَقَعَ القَومُ في سَلَى جَملٍ السَّلَى: ما تُلْقِيه الناقةُ إذا وضعت، وهي جُليدَةٌ رقيقة يكون فيها الولد من المواشي، وإن نزعت عن وجه الفصيل ساعةً يولدُ وإلاَ قتلته، وكذلك إذا انقطع السَّلَى في البطن، فإذا خرج السَّلَى سلمت الناقة، وسلم الولد، وإذا انقطع في بطنها هلكت وهلك الولد. يضرب في بلوغ الشدة منتهى غايتها. وذلك أن الجمل لاَ يكون له سَلىً، فأرادوا أنهم وقعُوا في شر لاَ مِثْلَ له 4342- وَقَعُوا في أمِّ جُنْدُبٍ قَالَ أبو عبيد: كأنه اسمٌ من أسماء الإساءة. يضرب لمن وقع في ظلم وشر وروى غيره "وقعوا بأم جندب" إذا ظَلَموا وقَتَلوا غيرَ قاتل صاحبهم، وأنشد: قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الَّذينَ اصْطَلَوا بِهِ * نَهَاراً، ولم نَظْلمِ بِهِ أمِّ جُنْدُبْ أي لم نقتل غير القاتل وقيل: جندب اسمٌ للجراد، وأمه الرَّمْل، لأنه يُرَبِّي بَيْضَة فيه، والماشي في الرمل واقع في الشدة، وقيل: هو فُنْعل من الجَدب أي واقعوا في القَحْط. 4343- وَقَعُوا فِي وَادي جَدَبَاتٍ قد كثرت الرواية في هذا المثل، فبعضهم قَالَ"جدبات" جمع جَدْبة، وبعضهم روى بالذال المعجمة من قولهم "جذب الصبي" إذا فَطَمه وذلك يصعب عليه ويشتد، وربما يكون فيه هلاَكه، والصواب ما أورده الأَزهَري رحمه الله في التهذيب عن الأصمعي جَدَبَات جمع جَدَبة وهي فَعْلَة من الجَدْب، يُقَال: جَدَبته الحية إذا نَهَشَته (ويروى أيضاً "خدبات" بالخاء المعجمة والدال المهملة من الخدب، وهو الضرب بالسيف، والمراد _ على كل حال_ وقعوا في شدائد منكرة) يضرب لمن وقع في هلكة، ولمن جَار عن القَصْدِ أيضاً. 4344- وَقَعُوا في تَحُوطٍ أي سَنة جدبة، قَالَ أوْسٌ:[ص 361] والحَافِظُ الناَّسَ في تَحُوطَ إذا * لَمْ يُرْسِلُوا تَحْتَ عائِذٍ رُبْعاً وقَالَ الفراء: يُقَال وقع و في تَحُوطَ وتُحيط وتِحيط - بكسر التاء إتباعا لكسرة الحاء - قَالَ: أخذت من "أحاط به الأمر" 4345- وَقَعُوا في دُوكَةٍ وبُوخ يروى بضم الدال وفتحها وبوخ بالخاء والحاء، وهما الاَختلاَط، ومنه الحديث "فباتُوا يدُوكُونَ" أي باتوا في اختلاَط ودوران يضرب لمن وقع في شر وخصومة 4346- وَقَعُوا في وَادِي تًضُلِّل وَتَخُيُّبَ وكذلك "تُهْلِّك" كلها على وزن تُفْعِلُ - بضم التاء والفاء وكسر العين غير مصروف - ومعنى كلها الباطل، قَالَه الكِسَائي ومنع كلها من الصرف لشبه الفعل والتعريف ويروى"تَضَلِّل" بفتح الضاد، وكذلك أخواته، والصحيح الضم، كذلك أورده الجوهري في كتابه. 4347- وَقَعُوا في الاَهْيَعَيْنِ يُقَال: عامٌ أهْيَع؛ إذا كان مُخْصِباً كثير العشب. يضرب لمن حَسُنت حاله قَالَوا: ومعنى التثنية الأكل والشرب وقَالَ الأَزهَري الأَكل والنكاح. 4348- وَقَعَ فُلاَنٌ في سِيِّ رَأْسِهِ، وفي سَوَاءٍ رَأْسِهِ إذا وقع في النعمة. قَالَ أبو عبيدة: وقد يفسر سِيُّ رأسه عدد شعر رأسه من الخير، وقَالَ ابن الأَعرَبي أي غمرته النعمة حتى ساوت برأسه وكثرت عليه يضرب لمن وقع في خِضْبٍ. ويروى "في سن رأسه" وهو تصحيف 4349- وَقَعُوا في أمِّ حَبَو كِرٍ، وأمِّ حَبَو كَرَى، وأم حَبَوْ كَرَانَ وتحذف "أم" فيُقَال: وقعوا في حَبَوْ كَرٍ وأصل الحَبَو كر الرمل يضلُّ فيه. يضرب لمن وقع فيه داهية عظيمة. 4350- وَقَعَتْ عَلَيْهِ رَخْمَتُهُ الرَّخْمَة: قريب من الرحمة، يُقَال: رخمة ورحمة قَالَ: مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ (هذا عجز بيت لذي الرمة، وصدوه: كأنه أم ساج الطرف أخدرها قَالَ الأَصمعي مرخوم أي ألقيت عليه رخمة أمه، أي حبها له والفته إياه وزعم أبو زيد الأَنصاري أن من أهل اليمن من يقول: رخمته رخمة، بمعنى رحمته. ويُقَال: ألقى الله عليه رخمة فلاَن، أي عطفه ورقته.) [ص 362] يضرب لمن يُحَبُّ ويؤلف. 4351- وَدَقَ العَيْرُ إلى المَاء يُقَال ودَقَ يدِقُ ودَقَا، أَي قرب ودَنَى يضرب لمن خضَع بعد الأَباء 4352- وَجِّهِ الحَجَرَ وجْهَةً مالَهُ "وِجْهَةً مَّاله" و "وَجْهَاً ما له" ويروى وِجْهَة وجْهةٌ ووَجْهٌ بالرفع، و "ما" صِلَة في الوجهين، والنصب على معنى وَجِّه الحَجْرَ جهته، والرفع على معنى وَجِّه الحجر فَلَهُ وِجْهَةٌ وجِهَةٌ، يعنى أن للحجر وِجْهَة ما، فإن لم يقع موقعا ملاَئماً فأدره إلى جهة أخرى فإنا له على حال وجهةً ملائمة ، إلاَ لاَ أنك تخطئها. يضرب في حسن التدبير. أي لكل أمرٍ وجه، لكن الإنسان ربما عجز ولم يهتد إليه. 4353- وَاهاً مَا أبْرَدَهَا عَلَى الفُؤَادِ "وَاهاً" كلمة يقولها المسرور. يحكى أن معاوية لما بلغه موتُ الأشتر قَالَ: واهاً ما أبْرَدَها على الفؤاد؟ وروى: وَاهاً لها من نَغَيَةٍ؟ أي صوت. وزعموا أنه لما أتاه قتلُ تَوبَةَ بن الحُمَيِّرِ العقيلى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمَ قَالَ: يا أهل الشام، إن الله تعالى قَتَلَ الحمار بن الحمير، وكفى المسلمين دَرأه، فاحمدوا الله فإنها نَغَية كالشَّهد، بل هي أَنقع لذى الغليل من الشهد، إنه كان خارجيَّا تُخْشَى بَوَاثقه، فَقَالَ همام بن قبيصة: يا أمير المسلمين، إنه كفاك عمله، ولم يُودِ حتى استكمل رزقه وأجله، كان والله لزَازَ حُرُوبٍ يكره القوم درأه كما قالت ليلى الأَخيلية: لِزَاز حُرُوب يَكْرَهُ القَوْمُ دَرْأه * وَيَمْشِي إلى الأقرانِ بِالسَّيْفِ يَخْطِرُ مُطِلٌّ عَلَى أعْدَائِهِ يَحْذَرُونَهُ * كَمَا يَحْذَرُ اللّيثُ الهِزَبْرُ الغَضَنْفَرُ فَقَالَ معاوية: اسكت يا ابن قبيصة، وأنشأ أو أنشد فَلاَ رَقَأَتْ عَيْنٌ بكَتْهُ، ولاَ رَأَتْ * سُرُوراً، ولاَ زَالَتْ تُهَانُ وَتَحْقَرُ 4354- وَجَدَ تَمْرَةَ الغُرَابِ يضرب لمن وَجَدَ أفضلَ ما يريد. وذلك أن الغراب يطلب من التَّمْر أجَوَدَه وأطْيَبه. 4355- وَجَدَتِ الدَّابَّةُ ظِلْفَهَا يضرب لمن وجد أداةً وآلة لتحصيل طلبته. ويروى "وجدت الدابة طَلْقَها" أي شَوْطَها أو حُضْرها[ص 363] 4356- وُلْدُكِ مِنْ دَمِّي عَقِبَيْكِ الوُلْد: لغة في الوَلَد. حكى المفضل أن امرأة الطُّفَيل بن مالك ابن جَعْفر بن كِلاَب، وهي امرأة من بَلْقِين ولدت له عَقِيل بن الطُّفيل، فَتبنته كَبْشَة بنت عُرْوَة بن جعفر بن كلاَب، فقدم عقيلٌ على أمه يوماً فضربته، فجاءتها كبشة حتى منعتها وقَالَت: ابنى ابنى، فَقَالَت القينية: وُلْدُك - ويروى ابْنُك - مَنْ دَمَّي عِقَبَيْك، يعني الذي نُفِسْتِ به فأدمى النفاسُ عقيبك، أي من ولدته فهو ابنك، لاَ هذا، فرجعت كَبْشَة وقد ساءها ما سمعت، ثم ولدت بعد ذلك عامر بن الطفيل. 4357- وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلُهُ ويجوز "وجدتُ الناسُ" بالرفع على وَجْه الحكاية للجملة، كقول ذى الرمة: سَمِعْتُ الناسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً * فَقُلْتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعي بِلاَلاَ أي سمعت هذا القول، ومن نصب الناسَ نصبه بالأمر، أي اخْبُرِ الناسَ تَقْلُ، وجعل وجدت بمعنى عرفت هذا المثل، والهاء في "تقلُهْ" للسكت بعد حذف العائد، أعنى أن أصله أخْبُرِ الناسَ تَقْلُهُمْ، ثم حذف الهاء والميم، ثم أدخَلَ هاء الوقف، وتكون الجملة في موضع النصب بوجدت، أي وجدتُ الأمر كذلك. قَالَ أبو عبيد: جاءنا الحديثُ عن أبى الدرداء الأَنصارى رضي الله عنه، قَالَ: أخرج الكلام على لفظ الأمر ومعناه الخبر، يريد أنك إذا خَبَرْتَهُمْ قَلَيْتهم. يضرب في ذم الناس وسُوء مُعاشرتهم 4358- وَحْمَى وَلاَ حَبَلَ أي أنه لاَ يذكر له شيء إلاَ اشْتَهَاه يضرب للشَّرِه والحريص على الطعام، وللذي مالاَ حاجة به إليه 4359- وَجْهُ المُحَرِّشِ أقْبَحُ يضرب للرجل يأتيك من غَيْرِك بما تكره من شَتْم، أي وَجْهُ المبلغ أقبح 4360- أوْسَعْتُهُمْ سَبّاً وَأَوْدَوْا بالإبل يُقَال: "وَسِعَه الشيء" أي حاط به، وأوسَعْتُهُ الشيء، إذا جعلته يَسَعُه، والمعنى كَثَّرْتُه حتى وَسِعه، فهو يقول: كثرت سَبَّهُم فلم أدَعْ منه شيئاً. وحديثه أن رَجُلاً من العرب أغيرَ على إبله فأخِذَتْ، فلما توارَوا صَعدَ أكَمَة وجعل يشتمهم، فلما رجع إلى قومه سألوه عن ماله، فَقَالَ: أوْ سَعْتُهُ سَبّاً وأودوا بالإبل، قَالَ الشاعر:[ص 364] وَصِرْت كَرَاعِي الإبل؛ قَالَ: تَقَسَّمَتْ فأوْدَى بِهَا غيري، وَأوْسَعْتُهُ سَبّاً ويُقَال: إن أول من قَالَ ذلك كعب بن زهير بن أبي سُلْمى، وذلك أن الحارث بن وَرْقاء الصَّيْدَاوى أغار على بنى عبد الله بن غَطَفان، واستاق إبلَ زهير وراعيه، فَقَالَ زهير في ذلك قصيدته التي أولها: بَانَ الخَلِيطُ ولَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا * وَزَوَّدُوكَ اشتيِاقَاً، أيةً سَلَكُوا؟ وبعث بها إلى الحارث، فلم يردَّ الإبل عليه، فهجَاه، فَقَالَ كعب: أوْسَعْتُهم سَبّاً وأوْدَوْا بالإبل، فذهبت مثلاً. يضرب لمن لم يكن عنده إلا الكلام. 4361- أودى العَيْرُ إلاَ ضَرِطاً يضرب للذليل، أي لم توثق من قربه إلاَ هذا، ويضرب للشيخ أيضاً، ونصب "ضَرِطاً" على الاستثناء من غير الجنس. 4362- أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسْعْدٌ مُشْتَمِلٌ هذا سَعْد بن زيد مَنَاة أخو مالك بن زيد مَنَاة الذي يُقَال له: آبل من مالك، ومالك هذا هو سبط تميم بن مرة، وكان يُحمَق إلاَ أنه كان آبل زمانه، ثم إنه تزوج وَبَنَى بامرأته، فأورد الإبل أخوه سَعْد، ولم يحسن القيام عليها والرفق بها، فَقَالَ مالك: أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ * مَاهكَذَا يا سعدُ تُورَدُ الإبل ويروى: يا سَعْدُ لاَ تروى بهذَاكَ الإبل فَقَالَ سعد مجيبا له: يَظَلُّ يَوْمَ وْرْدِهَا مُزَعْفَراً * وَهْيَ حَنَاظِيلُ تَجُوسُ الخَضِرَا قَالَوا: يضرب لمن أراد المراد بلاَ تَعَب، والصواب أن يُقَال: يضرب لمن قَصَّر في الأمر. وهذا ضد قولهم "بَيْدَيْنِ ما أوْرَدَهَا زائدة" 4363- وَقَعَا كَعِكْمَى عَيْرٍ العير يقع على الحمار الوَحْشِي والأهلي؛ لأنهما يَعِيرَان، أي يَسِيران، وأراد يا لوقوع الحصول، يعني أنهما حصلا في التوازنِ والتعادُلِ سواء، ويجوز أن يكون بمعنى السقوط؛ لأن العِكْمَيْن في الأَكثر إذا حّلا سقَطَا معا، والعِكْمُ: العدل، ويُقَال أيضاً هما عِكْما عَيرٍ، وكلاَهما يضرب للمتساوين 4364- وَقِيَةٌ كَوَاقبةِ الكِلاَبِ الواقية: مصدر كالعاقبة والكاذبة، أي وقاية كوقاية الكلاَب على ولدها، وهي أشدُّ الحيوانات وقاية لأَولاَدها، وفي الحديث "اللهم وَاقية كواقية الوليد" قَالَوا: عنى به صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام.[ص 365] 4365- وَعِيدُ الحُبَارَى الصَّقْرَ وذلك أن الحُبَارى تقف للصَّقْر وتحاربه ولاَ سلاَح لها، وربما ذَرَقَتْه، ولذلك قيل: سِلاَحُه سُلاَحُه، قَالَ الكلبي: أقَلُّ غَنَاء عنك إبعادُ بَارِقٍ * وَعِيدَ الحُبَارَى الصَّقْرَ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْب (وقع صدر هذا البيت في أصول هذا الكتاب "لقد غنى عنك إبعاد بارق" وهو تحريف وغير مستقيم الوزن، وعثرت على البيت بعد طول البحث في ثمار القلوب للثعالبي 382 ووقع فيه "أقل عناء" تحريف ما أثبتناه) 4366- أَوْرَدَهُم حِيَاضَ عَطِيشٍ ويروى "مياه عطيش" أي هلكوا والسَّرَابُ يسمى مياه عطيش، وأنشد: وَهَلْ أنَا إلاَ كالقَطَامِّي فيكُمُ * أجلى كما جلى وأغضى كما يغضى قفوا حمرات الجهل لاَ يوردنَّكُمْ * مِيَاهَ عَطِيشٍ غِبَّ ثَالِثَةٍ يُفْضِي ويحكى هذا من قول الحجاج للشعبي حين خرج فيمن كان خرج من الفقهاء عليه فلما ظفر به عاتبه عتاباً طويلاً، فصدقه الشعبي عن نفسه، وأغلظ له في القول، فَقَالَ الحجاج: واصدقاه، وعفا عنه وأطلقه. 4367- الوَلَدُ لِلفِرَاشِ وَاللْعاهِرِ الحَجَرُ اسمُ الفراش يستعار لكل واحد من الزوجين، والعاهر: الزاني، والمرأة عاهرة، والحَجَر: كناية عن الخيبة، كما يُقَال: بِفِيهِ الإثِلِبُ، وبِفِيهِ البَرَى، ويجوز أن يكون كناية عن الرَّجْم يعنى أن الولَدَ للوالد، وللعاهر أن يخيب عن النسب أو يُرْجَم. يضرب لمن يرجع خائباً باستحقاق 4368- أَوْدَتْ بِهِم عُقَابُ مَلاَعٍ قَالَ أبو عبيد: يُقَال ذلك في الواحد والجمع، قَالَ ابن دريد: عُقَاب مَلاَع سريعة وأنشد عُقَاب مَلاَع لاَ عُقَابُ القَوَاعِل والمَليع والمَلاَع: المَفَازة التي لاَ نَبَات بها، ويجوز أن تكون منسوبة إليها لسكونها المفازة، ويجوز أن يقال: نسبت إلى السرعة لأنها أسرع الطير اختطافا، والمَلْع: السير السريع الخفيف، يقال: ملوع ومَلِيع، وقَالَ ثعلب: يُقَال أنت أخَفُّ من عُقَيِّب ملاَع، وهي عقيب تأخذ العصافير والجُرْذَانَ، ولاَ تأخذ أكثر من ذلك. يضرب في هلاَك القوم بالحوادث. 4369- وَقَعَ القَوْمُ في وَرْطَةٍ قَالَ أبو عبيد: أصل الوَرْطَة الأَرض التي تطمئن لاَ طريق فيها، وَوَرَّطَه وأوْرَطَه، إذا أوقَعه في الورطة.[ص 366] يضرب في وقوع القوم في الهلكة.
|