الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
*2* 1241- خُذْ منْ جِذْعٍ مَا أعْطَاكَ. جِذْعٌ: اسم رجل يقال له جِذْع بن عَمْرو الغَسَّاني، وكانت غَسَّانُ تؤدِّي كلَّ سنة إلى ملك سَليح دينارين من كل رجل، وكان الذي يَلِي ذلك سَبْطَة بن المنذر السَّليحي، فجاء سَبْطة إلى جِذْع يسأله الدينارين، فدخل جذع منزلَه ثم خرج مشتملا على سيفه، فضرب به سَبْطة حتى بَرَد، ثم قال: خُذْ من جِذْع ما أعطاك، وامتنعت غَسَّان من هذه الإتاوة بعد ذلك. يضرب في اغتنام ما يجود به البخيل. 1242- خُذْ مِنَ الرَّضْفَةِ مَا علَيْهَا. الرَّضْفُ: الحجارة المُحْمَاة يْوغَر بها اللبن، واحدتها رَضْفَة، وهي إذا ألقيت في اللبن لَزِقَ بها منه شيء، فيقال: خُذْ ما عليها، فإن تركَكَ إيَّاهُ لا ينفع. يضرب في اغتنام الشيء من البخيل وإن كان نَزْرا. 1243- خُذْهُ وَلَوْ بِقُرْطَيْ مَارِيَة. هي مارية بنت ظالم بن وَهْب، وأختُها هِنْد الهُنُود امرأة حُجْرٍ آكِلِ المُرَار الكندي، قال أبو عبيد: هي أم ولد جَفْنَة، قال حسان: أولاَدُ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أبيهمُ * قَبْرِ ابن مارِيَةَ الْكْرِيمِ الْمُفْضِلِ يقال: إنها أهدت إلى الكعبة قُرْطَيْها وعليهما دُرَّتان كبيضَتَي حمام لم ير الناسُ مثلهما، ولم يدروا ما قيمتهما. يضرب في الشيء الثّمين، أي لا يفوتَنَّكَ بأي ثمن يكون. 1244- خُذْ مِنْهَا مَا قَطَعَ البَطْحَاءَ. و قوله "منها" أي من الإبل، والبطحاء: تأنيث الأبْطَح، وهو مَسِيل فيه دُقَاق الحصى والجمع بِطَاح، على غير قياس، أي خذ منها ما كان قويا. يضرب في الاستعانة بأولِي القوة. 1245- خُذِ الأَمْر بِقَوابِلِهِ. أي بمُقَدِّماته، يعني دَبِّرْه قبل أن يفوتك تدبيرُه، والباء بمعنى في، أي فيما يستقبلك منه، يقال: قَبَلَ الشيءُ، وأقبل. يضرب في الأمر باستقبال الأمور. [ص 232] 1246- خُذْ مَا طَفَّ لكَ واسْتَطَفَّ. وأطَفُّ أيضاً، يقال طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ طُفُوفاً، إذا ارتفع وقَلّ. ويقال أيضاً: 1247- خُذْ مَا دَفَّ واسْتَدَفَّ. قال أبو زيد: أي ما تَهَيَّأ. يضرب في قَنَاعة الرجل ببعض حاجته. 1248- خَشِّ ذُؤالَةَ بِالحِبَالَةِ. ذُؤَالة: اسمٌ للذئب، اشتُقَّ من الذَّأَلاَن، وهو مَشْي خفيف. يضرب لمن لا يبالي تهدده: أي توعَّدْ غيري فإني أعرفك. وقال أبو عبيدة: إنما يقول هذا مَنْ يأمر بالتبريق والإيعاد، قال الشاعر: (هو أسماء بن خارجة، والضغث - بكسر الضاد - أصله قبضة من الحشيش مختلطة الرطب باليابس، والإبالة: الحزمة من الحطب، وأصل بائها مشددة، وقد خففها الشاعر، وأحشأنك: أدخل في حشاك، والمشقص - بزنة منبر - ما طال وعرض من النصال، وأوسا: أي عوضا وبدلا، وأويس: مصغر أوس، وهو منادى، والهبالة: اسم ناقة الشاعر التي كان الذئب يريد أكلها.) لي كُلَّ يَوْمٍ من ذُؤَالَهْ * ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إبَالَهْ فَلأَحْشَأنَّكَ مِشْقَصاً * أوْساً أوَيْسُ مِنَ الهَبَالَهْ. 1249- خَالِفْ تذْكَرْ. قال المفضل بن سلمة: أول من قال ذلك الحُطَيئة، وكان ورَد الكوفة فلقي رجلا فقال: دُلَّني على أفتى المصر نائلا، قال: عليك بعُتَيْبَةَ بن النَّهَاس العِجْلي، فمضى نحو داره. فصادفه، فقال: أنت عتيبة؟ قال: لا، قال: فأنت عَتَّاب؟ قال: لا، قال: إن اسمك لشَبِيه بذلك، قال: أنا عتيبة فمن أنت؟ قال: أنا جَرْوَل، قال: ومن جَرْوَل؟ قال: أبو مُلَيكة، قال: والله ما ازْدَدْت إلا عَمًى، قال: أنا الحُطَيئة، قال: مرحَباً بك، قال الحطيئة: فحدِّثْنِي عن أشعر الناس مَنْ هو، قال: أنت، قال الحطيئة: خالِفْ تُذْكَرْ، بل أشعر مني الذي يقول: ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ من دون عِرْضِهِ * يَفِرْهُ، ومَنْ لا يَتَّقِ الشتمَ يُشْتَمِ ومن يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بفَضْلِهِ * على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنه ويُذْمَمِ قال: صدقت، فما حاجتك؟ قال: ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني، وكان عليه مُطْرَف خزوجبة خز وعمامة خز. فدعا بثيابٍ فلبسها ودفع ثيابه إليه، ثم قال له: ما حاجتك أيضاً؟ قال: مِيرَةُ أهلي من حَبٍّ [ص 233] وتمر وكسوة، فدعا عَوْناً له فأمره أن يَمِيرَهم وأن يكسو أهله، فقال الحطيئة: العَوْدُ أَحْمَدُ ثم خرج من عنده وهو يقول: سُئِلْتَ فلم تَبْخَلْ ولَمْ تُعْطِ طَائِلاً * فسِيَّانِ لا ذَمٌّ عَلَيْكَ ولا حَمْدُ. 1250- خَطْبٌ يَسِيرٌ في خَطْب كَبِيرٍ. قاله قَصير بن سَعْد اللَّخْمي لِجَذِيمة بن مالك بن نَصْر الذي يقال له: جَذِيمة الأبرش وجذيمة الوَضَّاح، والعرب تقول للذي به البَرَصُ: به وَضَح، تفادياً من ذكر البرص. وكان جذيمة مَلِكَ ما على شاطئ الفرات، وكانت الزبَّاء ملكةَ الجزيرة، وكانت من أهل باجرمى (في هامش الأصل "هكذا في النسخ، ولم أعثر بها في القاموس ولا كتاب تقويم البلدان، وإنما الذي وجدته فيهما جاجرم، وهي بلدة من خراسان بين نيسابور وجرجان، وليحرر") وتتكلم بالعربية وكان جَذِيمة قد وتَرها بقتل أبيها، فلما استجمع أمرُها، وانتظم شمل ملكها، أحَبَّتْ أن تغزو جَذيمة، ثم رأت أن تكتب إليه أنها لم تجد مُلْكَ النساء إلا قُبْحاً في السَّمَاع، وضَعْفا في السلطان، وأنها لم تجد لملكها موضعا، ولا لنفسها كفؤا غيرك، فأقْبِلْ إليَّ لأجْمَعَ ملكي إلى ملكك وأصِلَ بلادي ببلادك، وتقلد أمري مع أمرك، تريد بذلك الغَدْر. فلما أتى كتابُهَا جذيمةَ وقدم عليه رسُلُها استخفَه ما دَعَتْه إليه، ورَغِبَ فيما أطمعته فيه، فجمع أهلَ الحِجا والرأي من ثقاته، وهو يومئذ ببَقَّةَ من شاطئ الفرات، فعرض عليهم ما دعته إليه، وعرضت عليه، فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها، وكان فيهم قَصير، وكان أرِيبا حازما أثيراً عند جَذيمة، فخالفهم فيما أشاروا به، وقال: رأي فاتر، وغَدْر حاضر، فذهبت كلمته مثلا، ثم قال لجذيمة: الرأيُ أن تكتب إليها، فإن كانت صادقةً في قولها فَلْتُقْبِل إليك، وإلاَّ لم تمكنها من نفسك، ولم تَقَعْ في حِبالتها وقد وَتَرْتَها وقتلتَ أباها، فلم يوافق جذيمة ما أشار به، فقال قَصير: إني امْرُؤ لا يُمِيلُ العَجْزُ تَرْوِيَتِي * إذا أتَتْ دُونَ شَيْءٍ مرة الوذمِ فقال جذيمة: لا، ولكنك امرؤ رأيُكَ في الكِنِّ لا في الضِّحِّ، فذهبت كلمته مثلا، ودعا جَذيمة عمرو بن عَدِيٍّ ابنَ أخته فاستشاره فشجَّعه على المسير، وقال: إن قومي مع الزباء، ولو قد رَأَوْكَ صاروا معك، فأحَبَّ جذيمةُ ما قاله، وعصى قصيرا، فقال قصير: لا يُطَاع لقَصِير أمرٌ، فذهبت مثلا، [ص 234] واستخلف جذيمةُ عمرَو بن عديٍّ على ملكه وسلطانه، وجعل عمرو بن عبد الجن معه على جنوده وخيوله، وسار جذيمةُ في وُجُوه أصحابه، فأخذ على شاطئ الفُرَات من الجانب الغربي، فلما نزل دعا قصيرا فقال: ما الرأيُ يا قصير؟ فقال قصير: " ببقَّةَ خَلَّفْتُ الرأي، فذهبت مثلا، قال: وما ظَنُّكَ بالزباء؟ قال: القول رادف، والحزم عثَرَاتُه تُخَاف، فذهبت مثلا، واستقبله رسُلُ الزباء بالهَدَايا والألطاف، فقال: يا قصير كيف ترى؟ قال: خَطْبٌ يسير في خَطْب كبير، فذهبت مثلا، وسَتَلْقَاكَ الجيوشُ، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقة، وإن أخَذَتْ جنبتيك وأحاطت بك من خلفك فالقومُ غادرون بك، فارْكَبِ العصا فإنه لا يُشَقُّ غُبَاره، فذهبت مثلا، وكانت العصا فَرَساً لجذيمة لا تُجَارى، وإني راكبُها ومُسَايرك عليها، فلقيته الخيولُ والكتائب، فحالت بينَهُ وبين العصا، فركبها قصير، ونظر إليه جذيمة على مَتْن العصا مُوَلِّيا فقال: وَيْلُ امه حَزْماً على متن الْعَصَا، فذهبت مثلا، وجرت به إلى غروب الشمس، ثم نَفَقَتْ، وقد قطعت أرضا بعيدة، فبنى عليها بُرْجاً يقال له: بُرْجُ العصا، وقالت العرب: خَيْرٌ ما جاءت به العصا، فذهبت مثلا، وسار جَذيمة وقد أحاطت به الخيلُ حتى دخل على الزباء، فلما رأته تكشفت فإذا هي مَضْفُورة الاسب، فقالت: يا جذيمة أدأب عروس ترى؟ فذهبت مثلا، فقال جذيمة: بَلَغ المَدَى، وجفَّ الثَّرَى، وأمْرَ غَدْرٍ أرى، فذهبت مثلا. ودعت بالسيف والنِّطْع ثم قالت: إن دماء الملوك شِفَاء من الكَلَب، فأمرت بطَسْت من ذهب قد أعَدَّته له وسَقَتْه الخمر حتى سَكِر وأخذت الخمر منه مأخذها، فأمرت بِرَاهِشَيْهَ فقُطِعا، وقَدَّمت إليه الطستَ، وقد قيل لها: إنْ قَطَر من دمه شيء في غير الطَّسْت طُلِب بدمه، وكانت الملوك لا تُقْتَل بضرب الأعناق إلا في القتال تَكْرِمةً للملك، فلما ضعفت يَدَاه سقطَتَا فقَطَر من دَمه في غير الطست، فقالت: لا تضيعوا دم الملك، فقال جذيمة: دَعُوا دَماً ضيعه أهله، فذهبت مثلا، فهلَكَ جَذيمة، وجعلت الزباء دمه في ربعة لها، وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم حتى قدم على عمرو بن عَدِيٍّ وهو بالحِيرَة، فقال له قصير: أثائر أنت؟ قال: بل ثائر سائر، فذهبت مثلا، ووافق قصير الناس وقد اختلفوا، فصارت طائفة مع عمرو بن عدي اللَّخْمي، وجماعة منهم مع عمرو بن عبد الجن الجَرْمي، فاختلف بينهما قصير [ص 235] حتى اصطلحا وانْقَاد عمرو بن عبد الجن لعمرو ابن عدي، فقال قصير لعمرو بن عدي: تَهَيَّأْ واستعدَّ ولا تُطِلَّنَّ دم خالك، قال: وكيف لي بها وهي أمْنَعُ من عُقَاب الجو؟ فذهبت مثلا، وكانت الزباء سألت كاهنةً لها عن هلاكها، فقالت: أرى هلاكك بسبب غلام مَهِين، غير أمينٍ، وهو عمرو بن عدي، ولن تموتي بيده، ولكن حَتْفك بيدك، ومن قِبَله ما يكون ذلك، فحذِرَتْ عمرا، واتخذت لها نَفَقاً من مجلسها الذي كلنت تجلس فيه إلى حصن لها في داخل مدينتها، وقالت: إن فَجَأني أمرٌ دخلت النفق إلى حصني، ودعت رجلا مُصَوِّرا من أجْوَد أهل بلاده تصويراً وأحسنهم عملا، فجَهّزَتْه وأحسنت إليه، وقالت: سِرْ حتى تُقْدم على عمرو بن عدي متنطرا فتخلوا بحَشَمه وتنضمّ إليهم وتُخَالطهم وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور، ثم أثبِتْ لي عمرَو بن عدي معرفة، فصَوِّرْهُ جالساً وقائما وراكبا ومتفضلا ومتسلحاً بهيئته ولبسته ولونه، فإذا أحكمت ذلك فأقبِلْ إلي، فانطَلَقَ المصور حتى قدم على عمرو بن عدي وصنع الذي أمرته به الزباء، وبلغ من ذلك ما أوْصَتْه به، ثم رجع إلى الزباء بِعلم ما وجَّهته له من الصورة على ما وصفت، وأرادت أن تعرف عمرو بن عدي فلا تراه على حال إلا عرفته وحذرته وعلمت علمه، فقال قصير لعمرو بن عدي: اجْدَعْ أنْفِي، واضرب ظَهْرِي، ودعني وإياها، فقال عمرو: ما أنا بفاعلٍ، وما أنت لذلك مُسْتَحِقا عندي، فقال قصير: خَلِّ عني إذن وخَلاَك ذم، فذهبت مثلا، فقال له عمرو: فأنت أبْصَرُ، فجَدَع قصير أنفه، وأثر آثارا بظهره، فقالت العرب: لِمَكْرٍ ما جَدَع قصير أنفه، وفي ذلك يقول المتلمس: وفِي طَلَبِ الأوْتَارِ ما حَزَّ أنْفَهُ * قَصِير، ورَام الموتَ بالسيف بَيْهَسُ ثم خرج قصير كأنه هارب، وأظهر أن عمراً فعل ذلك به، وأنه زعَم أنه مَكَر بخاله جَذيمة وغَرَّه من الزباء، فسار قصير حتى قدم على الزباء، فقيل لها: إنَّ قصيراً بالباب، فأمرت به فأدخل عليها، فإذا أنفُه قد جُدِع وظهره قد ضرب، فقالت: ما الذي أرى بك يا قصير؟ قال: زعم عمرو أني قد غررت خاله، وزينت له المَصِيرَ إليك، وغَشَشته، ومالأتُكِ ففعل بي ما تَرَيْن، فأقبلت إليك وعرفْتُ أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك، فأكرمَتْه وأصابَتْ عنده من الحزم والرأي ما أرادت، فلما عرف أنها استرسلت إليه ووثِقْت به قال: إن لي بالعراق أموالا كثيرة وطَرَائِفَ وثياباً وعِطْراً [ص 236] فابعثيني إلى العراق لأحملَ مالي وأحملَ إليك من بُزُوزها وطَرَائفها وثيابها وطِيبها، وتُصِيبِينَ في ذلك أرباحا عِظاما. وبعضَ ما لا غنى بالملوك عنه، وكان اكثر ما يطرفها من التمر الصَّرَفان، وكان يُعْجبها، فلم يزل يُزَيِّنُ ذلك حتى أذنت له، ودفعت إليه أموالا وجَهَّزتْ معه عَبيدا، فسار قصير بما دفعت إليه حتى قَدِمَ العراق وأتى الحِيرَة متنكرا، فدخل على عمرو فأخبره الخبَرَ، وقال: جهزني بصنوف البز والأمتعة لعل اللّه يمكن من الزباء فتصيبَ ثأرك وتقتلَ عدوك، فأعطاه حاجته، فرجع بذلك إلى الزباء، فأعجبها ما رأت وسَرَّها، وازدادت به ثِقَةً، وجَهّزته ثانية فسار حتى قدم على عمرو فجَهّزه وعاد إليها، ثم عاد الثالثة وقال لعمرو: اجْمَعْ لي ثقات أصحابك وهِّيئْ الغَرَائر والمُسُوح واحْمِلْ كلَّ رجلين على بعير في غرارتين، فإذا دخلوا مدينة الزباء أقَمْتُكَ على باب نَفَقِها وخرجَتِ الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة، فمن قاتلهم قتلوه، وإن أقبلت الزباء تُرِيدُ النفَق جَلَّلْتهَا بالسيف، ففعل عمرو ذلك، وحمل الرجالَ في الغرائر بالسلاح وسار يَكْمُنُ النهارَ ويسير الليل، فلما صار قريباً من مدينتها تقدَّمَ قصير فبشَّرَها وأعلمها بما جاء من المتاع والطرائف، وقال لها: آخِرُ البَزِّ على القَلُوص، فأرسلها مثلا، وسألها أن تخرج فتنظر إلى ما جاء به، وقال لها: جئْتُ بما صَاءَ وصَمَت، فذهبت مثلا، ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبلَ تكاد قوائمُهَا تَسُوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت: يا قصير ما لِلُجِمَالِ مَشْيُهَا وَئيدَا * أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَمْ حَدِيدا أَمْ صَرَفَاناً تَارِزاً شَديدا* فقال قصير في نفسه: بل الرِّجَالَ قُبَّضاً قُعُودا* فدخلت الإبلُ المدينةَ حتى كان آخرها بعيراً مَرَّ على بواب المدينة وكان بيده مِنْخَسَة فنَخَس بها الغَرَارة فأصابت خاصِرَةَ الرجل الذي فيها، فَضَرَط، فقال البواب بالرومية بشنب ساقاً، يقول: شَرٌّ في الْجُوالِق فأرسلها مثلا، فلما توسَّطت الإبل المدينة أَنِيخَتْ ودل قصير عمرا على باب النفق الذي كانت الزباء تدخله، وأرته إياه قَبْلَ ذلك، وخرجت الرجالُ من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة ووضعوا فيهم السلاح، وقام عمرو على باب النفَق، وأقبلت الزباء تريد النفق، فأبصرت عمراً فعرفته بالصورة التي صُوِّرت لها، فمصَّتْ خاتمها وكان فيه السم وقالت: بِيَدِي لا بِيَدِ ابنِ عَدِيٍّ، فذهبت كلمتها [ص 237] مثلا، وتلقاها عمرو فجلَّلها بالسيف وقتلها، وأصاب ما أصاب من المدينة وأهلها، وانكفأ راجعاً إلى العراق. وفي بعض الروايات مكان قولها أدأب عروس ترى "أَشِوَارَ عَرُوسٍ ترى؟" فقال جذيمة "أرى دأب فاجرة غَدُور بظَرْاء تَفِلة" قالت: لا مِنْ عَدَم مَوَاس، ولا من قلة أوَاس، ولكن شيمة من أناس. فذهبت مثلا. 1251- خَرْقَاءُ وَجَدَتْ صُوفاً. ويقال: وجدت ثُلَّة، وهي الصوف أيضاً. يضرب مثلا للذي يُفْسِد ماله. 1252- خُذِي وَلاَ تَنَاثِرِي. هذا المثل من قول دُغَة، وذلك أن أمها قالت لها حين رَحَلوا بها إلى بني العَنْبر: يُوشِك أن تزورينا مُحْتَضِنة اثنين، فلما ولدت في بني العنبر استأذنت في زيارة أمها، فجهزت مع ولدها، فلما كانت قريبة من الحي أَخَذَتْ وَلَدَهَا فشقَّته باثنين، فلما جاءت الأم قالت لها: أين ولدك؟ فقالت: دُونَك، وأومأت إليه، ثم قالت: يا أمّه، خُذِي ولا تُنَاثِرِي، إنهما اثنان بحمد اللّه. يضرب في سَتْرِ العيوب وترك الكَشْف عنها. 1253- خَرْقَاءُ ذَات نِيقَةٍ. النِّيقَة: فِعْلَة من التَّنَوُّقِ، يقال: تَنَوَّق في الأمر، أي تأنق فيه، وبعضُهم ينكر تَنَوّق ويقول: إنما هو تأنق. يضرب للجاهل بالأمر، ومع ذلك يَدَّعي المعرفة. 1254- خَرْقَاءُ عَيَّابَةٌ. أي أنه أحمق، ومع ذلك يعيب غيره. 1255- أخْبِرْهَا بِعَابِهَا تَخْفَرْ. العَابُ: العيب. يضرب للمرأة الجريئة. أي أخبرها بعَيْبها لتكسر من جَرَاءتها. 1256- اخْتَلَفَتْ رُؤُسُهَا فَرَتَعَتْ. الهاء راجعة إلى الإبل، وإنما تختلف رؤوسها عند الرُّتُوع. يضرب في اختلاف القوم في الشيء. 1257- خَرَجَ نَازِعاً يَدَهُ. يضرب لمن نَزَع يَدَه عن طاعة سلطانه. 1258- أَخْبَرْتُهُ بِعُجَرِي وَبُجرِي. قال أبو عبيد: أصل العُجَر العروقُ المتعقدة، والبُجَر: أن تكون تلك العروق في البطن خاصة. يضرب لمن تخبره بجميع عيوبك ثقةً بهِ. [ص 238] قال الشعبي: وقف عليٌّ رضي اللّه عنه يوم الجمل على طَلْحة وهو صَريع قتيل، فقال: عَزَّ على أبا محمدٍ أن أراك مُجَدَّلاً تحت نجوم السماء تحشر من أفواه السباع وبُطُون الأودية، إلى اللّه أشكو عُجَرِي وبُجَرِي. 1259- الْخَيْلُ تَجْرِي عَلَى مَسَاوِيهَا. قال اللَّحْياني: لا واحد للمساوي، ومثلها المحاسن والمَقَاليد، يقول: إن كان بها - يعني بالخيل - أوْصَابٌ أو عُيُوب، فإن كَرَمَها يحملها على الجري، فكذلك الحر الكريم يحتمل المُؤَنَ ويحمي الذِّمار وإن كان ضعيفاً، ويستعملُ الكَرَمَ على كل حال. 1260- الْخَيْلُ أَعْلَمُ بِفرْسَانِهَا. قال أبو عبيد: يعني أنها قد اخْتَبَرَتْ ركابها فهي تعرف الكفل من غيره. ومعنى المثل اسْتَغْنِ بمن يعرف الأمر. 1261- الْخَيْلُ أَعْلَمُ مَنْ فُرْسَانُهَا. يضرب لمن ظَنَنْتَ به أمراً فوجَدْته كذلك أو بخلافه. 1262- اخْتَلَطَ الْمَرْعِىُّ بالْهَمَلِ. يقال: إبل هَمَل وهَوَامِل وهُمَّال، واحدُها هامل. والمرعِيُّ: التي فيها رعاؤها، والهمَلُ ضدها. يضرب للقوم وقَعُوا في تخليط. 1263- خَيْرَ حَالِبَيْكِ تَنْطَحِينَ. قال أبو عبيد: أصله أن شاة أو بقرة كان لها حالبان، وكان أحدهما أَرْفَقَ بها من الآخر فكانت تنطحه وتَدَعُ الآخر. يضرب لمن يكافئ المحسنَ بالإساءة. ويروى "هَيْلَ هَيْلَ خيرَ حَالِبَيْكِ تنطحين" يقال: هَيْلَة اسم عَنْز، وهَيْلَ مرخَّم منها. 1264- الْخَرُوفُ يَتَقَلَّبُ عَلَى الصُّوِف. يضرب للرجل المكفيِّ المُؤَن. 1265- خَاِمِري أُمَّ عَامِرٍ. خامِرِي: أي استتري، أم عامر وأم عمرو وأم عويمر: الضبع، يُشَبَّه بها الأحمق. ويروى عن علي رضي اللَه عنه، أنه قال: لا أكونُ مثلَ الضبع تسمَعُ اللَّدْمَ فتبرز طمعاً في الحية حتى تصاد. وهي كما زعموا من أحمق الدواب، لأنهم إذا أرادوا صَيْدها رَمَوْا في جُحْرها بحَجَر، فتحسبه شيئاً تصيده، فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك. ويقال لها: أَبْشِرِي بجَرَادٍ عظال، وكَمرِ رجال، فلا يزال يقال لها حتى يَدْخُل عليها رجلٌ فيربط يديها ورجليها [ص 239] ثم يجرها، والجراد العظال: الذي ركبَ بعضُها بعضا كثرةً، وأصل العظال سِفَاد السباع، وقوله "وكَمرِ رجال" يزعمون أن الضبع إذا وجَدَت قتيلا قد انتفخ جُرْدَانه ألقته على قفاه ثم ركبته، قال العباس بن مِرْدَاسٍ السُّلَمي: ولو مات منهم مَنْ جَرَحْنا لأصبحت * ضباعٌ بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ عرائسا ومثلُه: 1266- خَامِرِي حَضَاجِرُ، أَتَاكَ مَا تُحَاذِرُ. (كان من حق العربية أن يقال "خامر حضاجر، أتاك ما تحاذر" إن أريد ذكر، أو يقال "خامري حضاجر، أتاك ما تحاذرين" إن أريد أنثي) حضاجر: اسم للذكر والأنثى من الضباع، ومن أسجاعهم في مثل هذا: لم تُرَعْ يا حَضَاجر، كفاك ما تحاذر، ضبارم مخاطر، ترهبه القساور، يعني الأسود، ويقال: يا أم عمروٍ أبْشِرِي بالبُشْرَى * مَوْت ذَرِيع وجَرَادٌ عَظْلى وكلا المثلين يضرب للذي يرتاع من كل شيء جبناً. وقيل: جعلا مثلا لمن عرف الدنيا في نقضها عقود الأمور بإيراد البلاء عقيب الرخاء ثم يسكن إليها مع ما علم من عادتها، كما تغترُّ الضبعُ بقول القائل: خامري أم عامر. 1267- خَفَّتْ نَعَامَتُهُمْ. وكذلك "شالت نعامتهم" إذا ارتحلوا عن مَنْهَلهم وتفرقوا. 1268- خَلاَ لَكِ الْجَوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي. أول من قال ذلك: طَرَفَة بن العبد الشاعر، وذلك أنه كان مع عمه في سَفَر وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طَرَفة بفُخَيخ له فنصبه للقَنَابر، وبقي عامةَ يومه فلم يَصِدْ شيئاً ثم حمل فخه ورجع إلى عمه وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يَلْقطْنَ ما نثر لهن من الحبِّ، فقال: يا لك من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ * خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي * قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي وَرُفِعَ الفَخُّ فمَاذَا تَحْذَرِي * لا بُدَّ من صيدك يوماُ فاصْبِرِي [ص 240] وحذف النون من قوله "تحذري" لوفاق القافية أو لالتقاء الساكنين. قال أبو عبيد: يروى عن ابن عباس رضي اللَه تعالى عنهما أنه قال لابن الزبير حين خرج الحسين رضي اللَه عنه إلى العراق: خَلاَ لك الجو فبِيضِي واصفري. يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها. 1269- خَيْرُ لَيْلَةٍ بالأَبَدِ، لَيْلَةٌ بَيْنَ الزُّبانَي وَالأَسَدِ. وذلك عند طلوع الشَّرَطين وسقوط الغَفْر، وما كان فيه من مَطَر فهو من الربيع، وكانت العرب تراها من ليالي السعود إذا نزل بها القمر، وقوله "بالأبد" الباء بمعنى في، والأبَدُ: الدهر. 1270- أَخْلَفَ رُوَيْعِياً مَظِنَّه. أصله أن راعياً كان اعتاد مكاناً يرعاه فجاءه يوماً وقد حَالَ عما عَهِدَه، أي أتاه الخلف من حيث كان لا يأتيه، ومَظِنُّ كلِّ شيء: حيث يُظَنُّ به ذلك الشيء. يضرب في الحاجة يعوق دونها عائق. 1271- خَلْعُ الدِّرْعِ بِيَدِ الزَّوْجِ. كان المفضل يحكي أن المثل لرَقَاشِ بنت عمرو بن تَغْلب بن وائل، وكان تزوجها كَعْبَ بن مالك بن تَيْم الله بن ثَعْلبة فقال لها: اخْلَعِي درعك، فقالت: خَلْع الدرع بيد الزوج، فقال: اخْلَعِيه لأنظر إليك، فقالت: التَّجَرُّدُ لغير النكاح مُثْلَة، فذهبت كلمتاها مثلين. يضربان في وضع الشيء غير موضعه. 1272- خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهَي سِقَاؤُهُ وَمَنْ هُرِيقِ بالْفَلاَةِ مَاؤُه. يضرب لمن كره صحبتك وزهد فيك، قال الشاعر: صَادِقْ خليلَكَ ما بَدَا لك نُصْحُه * فإذا بَدَا لك غِشُّهُ فَتَبدَّلِ 1273- اخْتَلَطَ الْخَاثِرُ بالزُّبَّادِ. الخاثر: ما خَثَر من اللبن، والزُّبَّاد: الزبد . يضرب للقوم يَقَعُون في التخليط من أمرهم، عن الأصمعي. 1274- اخْتَلَطَ اللَّيْلُ بالتُّرَابِ. مثل ما تقدم من المعنى. 1275- خيْرَ إِنَاءَيْكِ تَكْفَئِينَ. يقال: كَفَأْتُ الإناء، قَلَبْته وكَبَبْتُه وزعم ابن الأعرابي أن "أكْفَأْتُ" لغة، قال الكسائي: كَفَأْته كببته، وأكْفَأْته أملته، واكْتَفَأته مثل كفأته، ومنه قوله صلى اللَه عليه وسلم "ولا تَسْألِ المرأةُ الطلاقَ أختها لتكتفئ ما في صَحْفتها". [ص 241] قال أبو عبيد: قد علم أنه لم يرد الصحفة خاصة، إنما جعلها مثلا لحظِّها من زوجها، يقول: إنه إذا طَلَّقها لقول هذه كانت قد أمالت نصيبَ صاحبتها إلى نفسها. قالوا: يضرب هذا المثلُ في موضع حرمان أهل الحرمة، وإعطاء مَنْ ليس كذلك. 1276- خَيْرُ مَالِكَ مَا نَفَعَكَ. قال أبو عبيد: العامةُ تذهب بهذا المثل إلى أن خير المالِ ما أنْفَقَه صاحبُه في حياته ولم يخلفه بعده. وكان أبو عبيدة يتأوله في المال يَضِيعُ للرجل فيكسِبُ به عَقْلا يتأدب به في حفظ ماله فيما يستقبل، كما قالوا: لم يَضِعْ من مالك ما وَعَظَك. 1277- خَيْرُ مَا رُدَّ فِي أَهْلٍ وَمَالٍ. يقال هذا للقادم من سفره، أي جعل الله ما جئت به خيرَ ما رجعَ به الغائبُ، ويروى خَيْرَ بالنصب: أي جَعَلَ الله رَدَّكَ خَيْرَ رد في أهل ومال، وبالرفع على تقدير رَدُّكَ خير رَدٍّ، وفي بمعنى مع. 1278- الخَلَّةُ تَدْعُو إِلىَ السلَّةِ. الخَلَّة: الفَقْر والسَّلة: السَّرِقة، يعني أن الفقير يدعو إلى دَنَاءة المكسب، ويجوز أن يراد بالسَّلَّة سَلُّ السيوف. 1279- خَيْرُ الْفِقْهِ مَا حَاضَرْتَ بِهِ. أي أنفَعُ علمِك ما حَضَرك في وقت الحاجة إليه. 1280- خَلاَؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائكَ. أقْنَى: أي ألزم، والمعنى أنك إذا خَلَوْتَ في منزلك كان أحْرَى أن تقني الحياء وتسلم من الناس، لأن الرجل إنما يَحْذَر ذهاب الحياء إذا واجَهَ خصما أو عارض شكلا، وإذا خلا في منزلِهِ لم يحتج إلى ذلك. يضرب في ذم مخالطة الناس. 1281- خَيْرٌ قَلِيلٌ وَفَضَحْتُ نَفْسِي . ويروى "نَفْعٌ قليل". قالوا: إن أول من قال ذلك فاقرة امرأة مُرَّة الأسدي، وكانت من أجمل النساء في زمانها، وإن زوجها غاب عنها أعواماً فهوِيَتْ عبداً لها حامياً كان يَرْعَى ماشِيَتَهَا، فلما هَمَّتْ به أقبلت على نفسها، فقالت: يا نفسُ لا خير في الشِّرَّة، فإنها تَفْضَح الحُرَّة، وتحدث العَرَّة، ثم أعرضت عنه حينا ثم هَمَّت به فقالت: يا نفس مَوْتة مُرِيحة، خير من الفَضيحة، وركوبِ القبيحة، وإياك والعار، ولَبُوس الشَّنار، وسوء الشِّعار، ولؤم الدِّثَار، ثم هَمَّت به وقالت: إن كانت مرة واحدة، فقد تصلح [ص 242] الفاسدة، وتكرم العائدة، ثم جَسَرَت على أمرها فقالت للعبد: احْضَر مَبيتي الليلة، فأتاها فواقَعَها، وكان زوجُها عائفا ماردا، وكان قد غاب دهرا ثم أقبل آئبا، فبينا هو يَطْعم إذ نَعَبَ غراب فأخبره إن امرأته لم تَفْجُر قط، ولا تفجر إلا تلك الليلة، فركب مُرَّة فرسَه وسار مسرعا رجاء إن هو أحسها أمنها أبدا، فانتهى إليها وقد قام العبد عنها، وقد ندمت وهي تقول: خَيْرٌ قليلٌ وفضحت نفسي، فسمعها مرة فدخل عليها وهو يُرْعَد لما به من الغيظ، فقالت له: ما يرعدك؟ قال مرة ليعلم أنه قد علم: خيرٌ قليل وفضحت نفسي، فشهقت شهقة وماتت، فقال مرة: لحا اللَه ربُّ الناسِ فاقر ميتة * وأهْوِنْ بها مَفْقُودَةً حين تُفْقَدُ لَعَمْرُكِ ما تَعْتَادُنِي مِنْكِ لَوْعَةٌ * ولا أنا من وجدٍ عَلَيْكِ مُسَهَّدُ ثم قام إلى العبد فقتله. 1282- الْخَنِقُ يُخْرِجُ الْوَرِقَ. يضرب للغريم المُلِحِّ يَستخرج دَيْنَه بملازمته. 1283- خَيْرُ الْخِلاَلِ حِفْظُ اللِّسَان. يضرب في الحثِّ على الصَّمْتِ. 1284- خَلِّهِ دَرْجَ الضَّبِّ. يضرب لمن شُوهد منه أمارات الصَّرْم، أي دَعْه يَدْرُج دَرْجَ الضب، أي دُرُوجَه ويذهب ذهابه، والهاء في "خَلِّه" ترجع إلى الرجل. قال أبو سعيد الضرير: معناه خَلِّه ودَعْه في جُحْره، وذلك أنه يحفر حجره دَرَجاً بعضُه تحت بعض، فإذا دخل فيه لم يدرك فهذا دَرَجُ الضب. قلت: فعلى ما قال الهاءُ في "خَلِّه" للسكت، إلا أنه أجراه مجرى الوصل، أي خَلِّ دَرَجَ الضب فلا تبحث عنه، فإنك لا تجده، كذلك هذا الرجل فخَلِّه ودَعْه فإنه لا سبيل لك إلى وداده. وقال غيره: يجوز أن يراد به التأييد، أي خَلِّه ما دَرَجَ الضبُّ، أي أبدا، ويجوز انتصابه على الظرف أيضا، أي خَلِّه في طريق الضب، ويقال أيضاً: خل دَرَجَ الضب، أي خَلِّ طريقه لئلا يسلك بين قدميك فتنتفخ. يضرب في طلب السلامة من الشر. 1285- خُبَأَةُ صِدْقٍ خَيْرٌ مِنْ يَفَعَةِ سَوْءٍ. الْخُبَأة: المرأة التي تَطْلُع ثم تختبئ، ويقال: غلام يَافِع ويَفَعة، وغِلْمان يَفَعَة أيضاً في الجَمْعِ، أي جاريةٌ خَفِرة خيرٌ من غلام سوء. [ص 243] يضرب للرجل يكون خاملَ الذكر فيقال: لأنْ يكون كذا خير من أن يكون مشهوراً مرتفعا في الشر. 1286- خُيِّرَ بَيْنَ جَدْعٍ وخِصَاءٍ. يضرب لمن وقع في خَصْلتين مكروهتين. 1287- خُذْ حَظَّ عَبْدٍ أبَاه. الهاء ترجع إلى الحظ، أي إن ترك رِزْقَه وسَخِطه فخذه أنت. 1288- الْخَمْرُ تُعْطِى مِنَ الْبَخِيلِ. أي أنه يكون بخيلا فيَجْود، وحليما فيَجْهَل، ومالكا للسانه فيًضِيع سرَّه. 1289- أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدٍ. أخنى: أي أهلك، ولُبَد: آخر نُسُور لقمان، قال لبيد: ولَقَدْ جَرَى لُبَد فأدْرَكَ رَكْضَه * رَيْبُ الزمان وكان غيرَ مُثَقَّلِ لما رأى لُبَدُ النسورَ تَطَايَرَتْ * رَفَعَ القوادمَ كالفقير الأعْزَلِ 1290- خَيْرُ الْعَفْوِ مَا كانَ عَنِ الْقُدْرَةِ. قال الشاعر: اعْفُ عَنِّي فقد قَدَرْتَ، وخَيْرُ الْـ * ـعَفْوِ (العفو) عَفْوٌ يكون بَعْدَ اقْتِدَارِ 1291- خَاصِمِ الْمَرْءَ فِي تُرَاثِ أَبِيه أَوْلَمْ تَبْكِهِ. أي إن نلتَ شيئاً فهو الذي أردتَ وإلا لم تَغْرم شيئاً. 1292- خَفْ رُمَاةَ الغِيَلِ وَالْكِفَف. الغِيَلُ: جمع غِيلَة، وهي اسمٌ من الاغتيال، والكِفَف: جمع كِفَّة، وهي حِبالة الصائد، أي خَفْ الاغتيال وهو القتل مُغَافصة وخَفْ كِفَّة الحابل. يضرب في التحذير، والأمر بالحزم. 1293- خَالِطُوا النَّاسَ وَزَايِلُوهُم. أي عاشروهم في الأفعال الصالحة وزَايِلُوهم في الأخلاق المذمومة. 1294- خَيْرُ الأُمُورِ أوْسَاطُها. يضرب في التمسك بالاقتصاد. قال أعرابي للحَسَن البصري: عَلِّمني دينا وَسُوطا، لا ذاهبا فَرُوطا، ولا ساقطا سَقُوطا، فقال: أحسنت يا أعرابي، خيرُ الأمور أوساطها. 1295- خَيْرُ الأُمُورِ أحْمَدُهَا مَغَبَّةً. أي عاقبةً، هذا مثلُ قولهم "الأعمالُ بخواتيمها". [ص 244] 1296- خَيْرُ حَظِّكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَالَم تَنَلْ. لأنها شُرور وغُرور. 1297- خَيْرُ الغِنَى القُنُوعُ، وَشَرُّ الفَقْرِ الْخُضُوعُ. قاله أوس بن حارثة لابنه مالك، قالوا: يراد بالقُنُوع القَنَاعة، والصحيح أن القُنُوع السؤال والتذلل للمسألة، يقال: قَنَعَ - بالفتح - يَقْنَعُ قُنُوعا، قال الشماخ: لَمَالُ الْمَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِى * مَفَاقِره أعَفُّ مِنَ الْقُنُوعِ يعني من مسألة الناس، وقال بعض أهل العلم: القُنُوعُ يكون بمعنى الرضا، وأنشد وقَالُوا قد زُهِيتَ فقلْتُ كَلاَ * ولكنِّي أعَزَّنيَ القُنُوعُ والقانع: الراضي، قال لبيد: فمنهم سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبه * ومنْهُمْ شَقِيٌّ بالمعيشة قَانِعُ قال: ويجوز أن يكون السائلُ سمى قانعاً لأنه يرضى بما يُعْطَى قل أو كثر، فيكون معنى القناعة والقنوع راجعا إلى الرضا. 1298- خَبَّرَهُ بِأمْرِهِ بَلاًّ بَلاًّ . قال أبو عمرو: معناه بابا بابا، لم يكتمه من أمره شيئاً. 1299- الخَطَأُ زَادُ العَجُولِ. يعني قَلَّ مَنْ عجل في أمر إلا أخطأ قَصْدَ السبيل. 1300- الخُطَبُ مِشْوَارٌ كَثِيرُ العِثَارِ. الْمِشْوار: المكانُ الذي تعرض فيه الدَّوَابُّ. 1301- خيْرُ الغَدَاءَ بَوَاكِرُهُ، وَخيرُ العَشَاءَ بَوَاصرُهُ. يعني ما يبصر فيه الطعام قبل هجوم الظلام. 1302- خيْرُ المَالِ عَيْن سَاهِرَةٌ لِعَيْنٍ نَائِمةٍ. يجوز أن يكون هذا مثل قولهم "خَيْرُ المال عينٌ خَرّارة، في أرض خَوّارة" ويجوز أن يكون معناه عَيْنُ من يعمل لك - كالعَبيد والإمَاءِ وأصحاب الضَّرَائب - وأنت نائم. 1303- خيْرُ النَّاسِ هَذَا النَّمَطُ الأَوْسَطُ. يعني بين المقصر والغالي. 1304- خَلِّ مَنْ قَلَّ خَيْرُهُ، لَكَ فِي النّاسِ غَيْرُهُ. 1305- اخلُ إِلَيْكَ ذِئْبٌ أَزَلُّ. [ص 245] يقال للرجل "اخْلُ إليك" أي الزم شأنَكَ، قال الجعدي: وذَلِكَ من وَقَعَاتِ المَنُو * نِ فاخْلِي إلَيْكِ وَلاَ تَعْجَبِي وتقدير المثل: الزم شأنك فهذا ذئب أزلّ. يضرب في التحذير للرجل. ويروى "أخْلِ إليك" أي كن خاليا يقال: أخْلَيْتُ أي خَلَوْتُ، وأخْلَيْتُ غيري، يتعدى ولا يتعدى، قال غمى بن مالك العقيلي: أتَيْتُ مع الحدَّاثِ لَيْلي فلم أبن * فأخْلَيْتُ فَاسْتَعْجَمْتُ عند خَلاَئي أي خَلَوت، وقوله "إليك" يريد "اخْلُ ضامّاً إليك أمرك وشأنك، فإن هذا ذئبٌ أزلُّ" والأزلُّ: الذي لا لَحْمَ على فخذيه ولا وركيه، وذلك أسرع له في المشي. 1306- خبَرْتُهُ خُبُورِي وَشُقُورِي وَفُقُورِي. قال الفراء: كله مضموم الأول، وقال أبو الجراح: بالفتح، وبخط أبي الهيثم: شقورى (كذا، ولعله "خبورى بفتح الخاء" بدليل تفسيره، ولأنه أجل بيان الشقور والفقور) بفتح الشين، والمعنى أخبرته خبري، وسيرد الكلام في شقوري وفقوري من بعدُ إن شاء الله تعالى. 1307- خَيْرُسِلاَحِ الْمَرءِ مَا وَقَاهُ. يعني خيرُ ولد الرجل وأهله ما كفاه ما يحتاج إليه. 1308- الْخُنْفَساءُ إِذَا مُسَّتْ نَتَّنَتْ. أي جاءت بالنتن الكثير. يضرب لمن يَنْطَوِي على خبث، فيقال: لا تُفَتِّشُوا عما عنده فإنه يؤذيكم بنتن معايبِه، والخنفَساء بفتح الفاء ممدود هذه الدويبة، والأنثى خنفساة، وقال الأصمعي: لا يقال خنفساة بالهاء، والخنفس لغة في الخنفساء، والأنثى خنفسة. 1309- خُذْ أخَاكَ بِحَمِّ اسْتِهِ. الحَمُّ: ما أذيب من الألية، أي خُذْه بأول ما سقط به من الكلام. 1310- خَوَاطِئاً كأنَّها نَوَاقِرُ. النواقر: السهام النوافذ في الغرض. يضرب للرجل يخطئ فيكون خطؤه أقربَ إلى الصواب من صواب غيره. ونصب "خواطئا" على تقدير رَمْيَ خواطئ. 1311- أَخْطَأَتْ اسْتُهُ الْحُفْرَةِ. يضرب لمن رام شيئاً فلم يَنَلْه. يروى أن المختار بن عُبَيد قال وهو بالكوفة: واللَه لأدْخُلَّنَ البصرة لا أرْمى [ص 246] بكُتَّاب (الكتاب - بوزن رمان أو شداد، وبالتاء المثناة أو بالثاء المثلثة - السهم لا نصل له ولا ريش) ثم لأملكن السِّنْدَ والهندَ والبند، أنا واللَه صاحبُ الخضراء والبيضاء، والمسجد الذي ينبع منه الماء، فلما بلغ هذا القولُ الحجاجَ بن يوسف قال: أخطأتِ اسْتُ ابنِ عبيد الحُفْرَة، أنا والله صاحبُ ذاك. 1312- خُضُلَّةٌ تَعِيبُهَا رَصُوف. الخُضُلّة: المرأة الناعمة التارَّة، والرَّصُوف: المرأة الصغيرة الفَرْج، ويقال: الضيقة الفرج حتى لا يكون للذكر فيه مسلك وهي مثل الرَّتْقَاء، والرَّصْف، ضمُّ الشيئ بعضِه إلى بعض، يعني أن هذه الرَّصُوف المعيوبة تعيب الناعمة. يضرب لمن يَعيب الناس وبه عَيْب. 1313- خَوْقٌ مِنَ السَّامِ بِجيدٍ أوْقَصَ. الْخَوْق: الحَلْقة من الذهب أو الفضة، والسام: جمع سامة، وهي عروق الذهب، والجيد الأوقص: القصير. يضرب للشريف الآباء الدنيء في نفسه. 1314- خَمْرُ أبِي الرَّوْقَاءِ ليْسَتْ تُسْكِرُ. يضرب للغنيّ الذي لا فضل له على أحد ولا إحسان إلى إنسان. 1315- أخْلَفَكَ الوَزْنُ وَسَهْلٌ لاَ يُرَى. الوَزْن: نجمٌ يطلع من مطلع سُهَيل يشبه سهيلا في الضوء، وكذلك حَضَارِ مثل قطام يقال: حَضَارِ والوزن مُحْلِفان، وذلك أن كل واحدٍ منهما يظن أنه سُهَيل فيحمل كل من رآه على الحلف أنه هو بعينه، وسَهْل تكبير سهيل. يضرب لمن عَلَّق رجاءه برجلين ثم لا يَفِيانِ بما أمَّلَ. 1316- خبْرَاءُ وَادٍ لَيْسَ فِيهَا مَهْلَك. الخَبْرَاء: مكان فيه شجر السِّدْر، وهي مناقع للماء يبقى فيها الصَّيْفَ. يضرب للكريم يأمن جيرانُه سوء الحال وضفف العيش. 1317- خَطِيطَةٌ فِيهَا كِلاَبٌ شُغَّرُ. الْخَطِيطة: الأرض التي لم يُصِبها مطر بين أَرْضَيْنِ ممطورتين، وشَغَرَ الكلبُ: رفع إحدى رجليه من الأرض ليبول. يضرب لقوم وقَعُوا في بؤس وهو مع ذلك يستطيلون على الناس. 1318- خَلَّةُ أَعْرَابٍ، وَدَيْنٌ فَادِحٌ. الخَلَّة: المحبة والمحب أيضاً، والدَّيْن الفادح: المُثْقِل، يقال: فَدَحَه الدينُ، إذا [ص 247] أثقله، وخَصَّ الأعراب لأنها لقيت الشدة، فتكلفك ما لا طاقة لك به. يضربه مَن يلزمه ما يكره ولا بُدَّ له من تَحَمُّله. 1319- خِرْباَنُ أَرْضٍ صَقْرُهَا مُلِتُّ. الخَرَبُ: ذكر الْحُبَاري، والجمع: خِرْبَان، وأَلَتَّ الصقر: إذا أدخل رأسه تحت ريشه. يضرب لقوم يَعِيُثون في أرضٍ غَفَلَ صاحبها عنهم. 1320- خَابَرْتُ سَعْداً فِي مَلِيطٍ مُخْدَجٍ. المُخَابرة: المشاركة في المزارعة، ثم تستعار في غيرها، والمَلِيط: ولد الناقة تملطه أي تسقطه، والمُخْدَج: الذي ولد لغير تمام. يضرب للرجلين تنازعا فيما لا يتنازع فيه ولا خير عنده. 1321- أَخْلِفْ بِقَوْمٍ سَادَهُمْ حِقَابٌ. يقال: خَلَف الشيء يَخْلُف خُلُوفا، إذا فسد وتغير، ومنه خلُوف فَمِ الصائم، والْحِقَاب: شيء محلَّى تلبسه المرأة، وأراد ذات حقاب، يعني امرأة، وتقديره ما أَفْسَدَ أمرَ قومٍ ملكتهم امرأة. يضرب للوضيع يملك الشريف. 1322- أَخْطَأَ نَوْءُكَ. النَّوْء: النجم يطلُع أو يسقط فيمطر، يقال: مُطِرْنَا بِنَوْء كذا. يضرب لمن طلب حاجةً فلم يقدر عليها. 1323- الخَيْلُ مَيَاَمِينُ. قالوا: إن جرير بن عبد اللَه حين نافَرَه القضاعي أتى بفَرَسٍ فركبه من قِبَلِ وَحْشِيِّه، فقال له القضاعي: اسْتٌ لم تُعَوّد المِجْمَرَ، فقال جرير: الخيلُ ميامين، فذهبت مثلا. 1324- خذْهَا مِنْ ذِي قَبَلٍ وَمِنْ ذِي عَوْضٍ. أي فيما يستقبل، وعَوْض: اسم للدهر المستقبل، والهاء للخطة. يضرب عند التوعُّد والتهدُّد. 1325- الخَيْرُ عَادَة وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ. جعل الخير عادة لعَوْدِ النفس إليه، وحرصها عليه إذا أَلِفَتْه لطيب ثمره وحسن أثره، وجعل الشر لَجَاجة لما فيه من الاعوجاج ولاجْتِوَاء العقل إياه. 1326- اخْمَعِي وَتِيِسي. الْخَمَع: الظَّلَع، والخامعة: الضِّبُع لأنها تَخْمَع في مشيتها، والخطابُ في هذا المثل لها، [ص 248] وتيسي: معناه كذبت، وقد مر شرحه في باب التاء. يضرب للمهذار. 1327- الْخَازِبازِ أَخْصَبُ. هذا ذُبَاب يظهر في الربيع فيدل على خِصْب السنة، قال ابن أحمر يصف رَوْضَة: تَكَسَّرُ فَوْقَهَا القَلعُ السَّوَارِي * وَجُنَّ الخَازِبَازِ بِهَا جُنُونَا ويروى "تفقأ" والمجنون من الشجر والعُشْب: ما طال طولا شديداً، فإذا صار كذلك قيل: جُنَّ جُنُوناً، قال المرقش: حتَّى إذا ما الأرْضُ زَيَّنَهَا النـ * ـبتُ (النبت) وَجُنَّ رَوْضُهَا وأكم والخازبازِ: مبني على الكسر. 1328- خيْرُ المَالِ عَيْنٌ خَرَّارَةٍ فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ. الخَرَّارة: التي لها خَرِير، وهو صوت الماء، والْخَوّارة: الأرض التي فيها لِينٌ وسهولة، يَعْنُون فضل الدَّهْقَنة (الدهقنة: التجارة) على سائر المعاملات. 1329- خيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِي. 1330- خُذْ حَقَّكَ فِي عَفَافٍ، وَافِياً أَوْ غَيْرَ وَافٍ. يضرب في القَنَاعة باليسير. 1331- خَالِصِ المُؤْمِنَ وَخَالِقِ الفَاجِرَ. أي لتخلص مودتك للمؤمن، فأما المنافق والفاجر فجامِلْهما ولا تَهْضِمْ دينَكَ، وهذا قريب مما قاله صعصعة بن صوحان لأخيه زيد بن صوحان: إذا لقيتَ المؤمن فخالصه، وقد مر في الباب الأول. 1332- خيْرُهُ فِي جَوْفِهِ. أي إنك تَحْقِرُه في المَنْظَر، وتأتيك أنباؤه بغير ذلك. يضرب لمن تَزْدَريه وهو يُجاذبك. 1333- خَشْيَةٌ خيْرُ مِنْ وَادٍ حُبّاً. نصب "حُبّاً" على التمييز، أي لأَن تخشى خيرٌ من أن تحب، وهذا مثل قولهم: "رُهْبَاكَ خَيْرٌ من رُغْبَاك" ومثل قولهم: "فَرَقاً أَنْفَعُ من حُبٍّ". 1334- خِيَارُكُمْ خيْرُكمُ ْلأَهْلِهِ. يروى هذا في حديث مرفوع. 1335- خُذْ مِنْ فُلاَنٍ الْعَفْوَ. أي ما أمْكَن وجاء من غير كَدٍّ فاقبله. وما تَعَذَّر عليك فدَعْه. [ص 249]
|