الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
*2* - 4189- نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَاماً قيل: إنه عصام بن شهبر حاجبُ النعمان بن المنذر الذي قَالَ له النابغة الذبياني حين حَجَبَهُ عن عيادة النعمان من قصيدة له فإنِّي لاَ ألُومُكَ في دُخُول * وَلَكِنْ مَا وَرَاءَكَ يا عِصَامُ؟ يضرب في نَبَاهة الرجل من غير قديم، وهو الذي تسميه العرب "الخارجي" يعنى أنه خرج بنفسه من غير أولية كانت له قَالَ كثير: أبَا مَرْوَانَ لَسْتَ بِخَارِجِيٍّ * وَلَيْسَ قَدِيمُ مَجْدِكَ بِانْتِحَالِ وفي المثل "كن عصامياً، ولاَ تكن عظامياً" وقيل: نَفَسُ عِصَامٍ سَوْدَتْ عَصَامَا * وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإقْدَامَا وَصَيَّرَتْهُ مَلِكاً هُمَامَا* يُقَال: إنه وُصف عند الحجاج رجلٌ بالجهل، وكانت له إليه حاجة، فَقَالَ في نفسه: لأخْتَبِرَنَّهُ، ثم قَالَ له حين دخل عليه: أعصامياً أنت أم عِظَامياً؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عظاما؟ فَقَالَ الرجل: أنا عصامي وعظامي، فَقَالَ الحجاج: هذا أفضل الناس، وقضى حاجته، وزاده، ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ، فَقَالَ له: تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له: قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ: كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك؟ قَالَ له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ، فقلت: أقول كليهما، فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر، [ص 332] وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج عند ذلك: المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً، فذهبت مثلاً. 4190- نَفْسِي تَعْلَمُ أنِّي خَاسِرٌ يضرب للمَلُوم يَعْلَم من نفسه ما يُلام عليه، ويَعْرِفُ من صفته مالاَ يعرفه الناس 4191- نَفْسُكَ بِمَا تُحَجْحِجُ أعْلَمُ أي أنت بما فيه في قلبك أعلم من غيرك، يُقَال: حجحج الرجل، إذا أراد أن يقول ما في نفسه ثم أمسك، وهو مثل المَجْمَجَةِ 4192- نَظْرَةٌ مِنْ ذِي عُلْقَةٍ أي من ذي هَوَىً قد عَلِقَ قلبه بمن يهواه. يضرب لمن ينظر بًودٍّ 4193- نَعِمَ عَوْفُكَ العَوفُ: البال والشان، قَالَه الشيباني، وقيل: العَوْفُ الذكر، قَالَ الراجز: جَارِيَةٌ ذاتُ حِرٍ كَالنَّوفِ * مُلَمْلَم تَسْتُرُهُ بِحَوْفِ (النواف: سنام البعير، وجمعه أنواف كثوب وأثواب، والحوف: جلد يشق كهيئة الأزار يلبسه الصبيان والحيض من النساء، أو هو أديم أحمر يقد سيورا ثم يجعل على السيور شذر وتلبسه الجارية فوق ثيابها) يَشْفِي غَلِيلَ العَزَبِ الهِلَّوْفِ * يا ليتني قَرْمَشْتُ فِيها عَوْفِي (الهلوف - بزنة جردحل - الثقيل الجافي، أو العظيم البطين لاَ غناء عنده، وقرمشته: أفسدته.) يضرب للباني بأهله. 4194- أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَدَ يُقَال: نَجَزَ الوَعْدُ ينجز، وقَالَ الأزهري: نَجَزَ الوَعْدُ وأنْجَزْتُهُ أنا، وكذلك نَجَزَت به، وإنما قَالَ حُرٌّ ولم يقل الحرُّ لأنه حذر أن يسمى نفسه حراً فكان ذلك تمدحا. قَالَ المفضل: أولُ من قَالَ ذلك الحارث بن عمرو آكل المُرَار الكِنْدِي لصَخْر بن نَهَشْل بن دَارِم، وذلك أن الحارثَ قَالَ لصخر: هل أدلُّكَ على غَنِيمَة على أن لي خُمُسَها؟ فقال صخر: نَعَمْ، فدلَّه على ناسٍ من اليمن، فأغار عليهم بقومه، فَظَفِرُوا وغنموا، فلما انصرفوا قَالَ له الحارث: أنجَز حُرٌّ ما وعد، فأرسلها مثلاً، فراوَدَ صخرٌ قومَه على أن يُعْطُوا الحارثَ ما كان ضمن له، فأبَوا عليه، وكان في طريقهم ثَنِية متضايقة يُقَال لها شَجَعَات، فلما دنا القومُ منها سار صخر حتى سبقَهم إليها، ووقف على رأس الثنية وقَالَ: أزِمْتْ شَجَعَاتٌ بما [ص 333] فيهن، فَقَالَ جَعْفَر بن ثَعْلَبة بن جَعْفَر بن ثعلبة ابن يَرْبُوع: والله لاَ نعطيه شيئاً من غنيمتنا، ثم مضى في الثنية فَحَمَلَ عليه صخر فَطَعَنَه فقتله، فلما رأى ذلك الجيش أعطوه الخمس، فدفعه إلى الحارث، فَقَالَ في ذلك نَهْشَل بن حَرِّيٍّ: وَنَحْنُ مَنَعْنَا الجِيشَ أن يتأوَّبُوا * على شَجَعَاتٍ وَالجيَادُ بنا تَجْرِي حَبَسْنَاهُمُ حَتَى أقَرُّوا بحُكْمِنَا * وَأَدَّيّ أَنْفَالُ الخَمِيسُ إلى صَخْرِ 4195- النَّفْسُ أَعْلَمُ مَنْ أخُوهَا النَّافِعُ يضرب فيمن تحمدُه أو تذُمُّه عند الحاجة. 4196- النَّفْسُ مُولعةٌ بِحُبِّ العَاجِلِ هذا المثل لجرير بن الخطفَي حيث يقول إني لأرْجُو مِنْكَ شَيئاً عَاجِلاً * وَالنَّفْسُ مُوَلَعَةٌ بِحُبِّ العَاجِلِ (كذا في جميع أصول هذا الكتاب، والمحفوظ "لأرجو منك سيبا عاجلاً" والسيب: العطا". 4197- النَّفْسُ عَرُوفٌ أي صَبُور، إذا أصابها ما تكره فيئست من خير اعتبرت فصبرت، والعارف: الصابر، قَالَ عنترة يذكر حربا: فصُبِرْتِ عَارِفَةً لِذَلِكَ حُرةً * تَرْسُو إذَا نَفْسُ الجَبَانِ تَطَلَّعُ صبرت: أي حُبِسْتِ 4198- نَظَرْتُ إليهِ عَرْضَ عَيْنٍ أي اعترضته عيُنه من غير تعمد، ونصب "عَرْضَ" على المصدر، أي نظر إليه نظراً بعين. 4199- نَزَتْ بِهِ البِطْنَةُ يضرب لمن لاَ يحتمل النعمة ويبْطَر، وينشد: فَلاَ تَكُونِينَ كَالنَّازي بِبِطْنِهِ * بَيْنَ القَرْيَتَيْنِ حَتَّى ظَلَّ مَقْرُوناً
|