الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تدريب الرَّاوي في شَرْح تَقْريب النَّواوى ***
هُو فَنٌّ جَليلٌ, يقبحُ جَهْلهُ بأهلِ العِلْم, لا سِيَّما أهل الحَدِيث, ومَنْ لم يعرفهُ يَكْثُر خَطؤه, وَهُوَ ما يَتَّفقُ في الخَطِّ دُونَ اللَّفظ, وفِيهِ مُصنَّفاتٌ أحسَنُهَا وأكْمَلُهَا «الإكمال» لابن مَاكُولا, وأتَمَّه ابنُ نُقْطة. النَّوع الثَّالث والخَمْسُون: المُؤتلف والمُختلف من الأسماء والألقاب والأنساب ونحوها. هو فنُّ جليل, يقبح جهله بأهل العلم, لا سيَّما أهل الحديث, ومن لم يعرفه يكثر خطؤه ويُفْتضح بين أهله. وهو ما يَتَّفق في الخطِّ دون اللَّفظ, وفيه مُصنفات لجماعة من الحُفَّاظ, وأول من صنَّف فيه: عبد الغني بن سعيد, ثمَّ شيخه الدَّارقُطْني, وتلاهما النَّاس, ولكن أحسنها وأكملها «الإكمال» لابن ماكولا قال ابن الصَّلاح: على إعْوَاز فيه. قال المُصنِّف: وأتمه الحافظ أبو بكر ابن نقطة بذيل مُفيد, ثمَّ ذيَّل على ابن نُقطة الحافظ جمال الدِّين بن الصَّابوني, والحافظ منصور بن سليم, ثمَّ ذيَّل عليهما الحافظ علاء الدِّين بن مغلطاي بذيل كبير, وجمع فيه الحافظ أبو عبد الله الذَّهَبي مُجلدًا سمَّاه «مُشتبه النِّسبة» فأجحف في الاختصار, واعتمد على ضبط القلم, فجاء شيخ الإسْلام أبو الفضل ابن حَجَر, فألَّف «تبصير المُنتبه بتحرير المشتبه» فضمَّنهُ وحرَّرهُ, وضبطه بالحرف, واستدرك ما فاتهُ في مُجلَّد ضخم, وهو أجل كتب هذا النَّوع وأتمها. وهُو مُنْتشرٌ لا ضَابطَ في أكْثَرهِ, وما ضُبطَ قِسْمان: أحدهُمَا: على العُمُوم, كسَلاَّم, كُله مُشَدَّد إلاَّ خمسة: والدُ عبد الله بن سَلام, ومحمَّد بن سَلام شَيْخ البُخَاري, الصَّحيح تَخْفيفه, وقِيلَ: مُشدَّد, وسَلام بن مُحمَّد بن ناهضٍ, وسَمَّاه الطَّبراني: سَلامةَ. وهو أي: هذا النَّوع منتشر لا ضابط في أكثره وإنَّما يُضبط بالحفظ تفصيلاً وما ضُبط منه قسمان : أحدهما: على العموم من غير اختصاص بكتاب كسلام, كُله مُشدَّد إلاَّ خمسة: والد عبد لله بن سلام الإسرائيلي الصَّحابي. ومحمَّد بن سلام بن الفرج البيكندي شيخ البُخَاري, الصَّحيح تخفيفه كما رُوي عنه, ولم يحك الخَطِيب وابن ماكولا والدَّارقطني وغنجار غيره وقِيلَ : هو مُشدَّد حكاه صاحب «المطالع» وجزمَ به ابن أبي حاتم, وأبو الجِيَاني. قال ابن الصَّلاح: والأوَّل أثبت. قال العِرَاقي: وكأنَّ من شدَّد التبسَ عليه بشخص آخر يُسمَّى مُحمَّد بن سلام بن السَّكن البيكندي الصَّغير, فإنَّه بالتشديد. وسَلام بن مُحمَّد بن ناهض المَقْدسي وسمَّاه الطَّبراني سلامة بزيادة هاء. وجد مُحمَّد بن عبد الوهَّاب بن سَلام المُعْتزلي الجبَّائي, قال المُبَرِّد: ليسَ في كلام العرب سَلاَم مُخفَّف إلاَّ والد عبد الله بن سَلاَم الصَّحَابي, وسَلاَم بن أبي الحُقَيق, قال: وزادَ آخَرُون: سَلاَم بن مِشْكم خَمَّارٌ في الجَاهلية, والمَعْروف تَشْديدهُ. عُمَارةُ, ليس فيهم بِكَسْر العين إلاَّ أُبَي بن عِمَارة الصَّحَابي, ومنهم من ضمَّه, ومن عَدَاه جمهُورهم بالضَّمِّ, وفيهم جَمَاعة بالفتح وتَشْديد الميم. وجد مُحمَّد بن عبد الوهاب بن سَلام المُعتزلي الجبائي, قال المُبرِّد في «كامله»: ليس في كلام العرب سَلام مُخفَّف إلاَّ والد عبد الله بن سلام الصَّحَابي, وسَلام بن أبي الحُقَيق. قال: وزاد آخرون: سَلام بن مِشْكم بتثليث الميم فيما حُكي خمَّار كان في الجاهلية, والمعروف تشديده قال شيخ الإسلام: ويُؤيد التَّخفيف قول أبي سُفْيان بن حرب يمدحه: سَقَاني فرواني كميتًا مدامة على ظمأ مِنِّي سلام بن مشكم قال العِرَاقي: وبقي أيضًا: سَلام ابن أخت عبد الله بن سلام, صَحَابي عَدَّه ابن فَتْحُون. وسعد بن جعفر بن سلام السِّيدي, روى عن ابن البطي ذكرهُ ابن نقطة. ومحمد يعقوب بن إسْحَاق بن مُحمَّد بن سلام النَّسفي, روى عن زاهر بن أحمد, ذكره الذَّهَبي. وأمَّا سلمة بن سلام, أخو عبد الله بن سلام, فلا يُعد رابعًا, لأنَّ أباهما ذكر. عُمارة, ليس فيهم بكسر العين إلاَّ أُبَي بن عِمَارة الصَّحابي مِمَّن صلَّى للقبلتين, حديثهُ عند أبي داود والحاكم. ومنهم من ضمَّه ومنهم من قال فيه: ابن عُبَادة, وقال أبو حاتم: صوابه أبو أُبَي. ومن عَداهُ جمهورهم بالضمِّ ذِكْرُ الجمهور زيادة من المُصنِّف على ابن الصَّلاح, لأنَّه عمَّم الضم. فاعْتُرض عليه بما زاده المُصنِّف أيضًا في قوله: وفيهم جماعة بالفتح وتشديد الميم. فمن الرِّجَال: عَمَّارة, أحد أجداد ثعلبة, والد يزيد وعبد الله وبحاث. وأحد أجداد عبد الله بن زياد البلوي. وجد عبد الله بن مُدرك بن القمقام وغيرهم. ومن النِّساء: عَمَّارة بنت عبد الوهَّاب الحمصية. وعَمَّارة بنت نافع بن عُمر الجُمحي, وغيرهما. كَرِيزٌ, بالفتح في خُزَاعة, وبالضمِّ في عَبْدِ شَمسٍ وغيرهم, حِزَام بالزَّاي في قُرَيش, وبالرَّاء في الأنْصَار, العَيْشيُّون, بالمُعْجمة بَصْريون, وبالمُهْملة مع المُوحَّدة كُوفيُّون, ومع النُّون شَاميُّون غالبًا. كَريزٌ بالفتح وكسر الرَّاء مُكبَّرا في خُزاعة, وبالضمِّ مُصغَّرًا في عبد شمس وغيرهم خلافًا لما حَكَاهُ الجِياني عن مُحمَّد بن وضَّاح من تخصيصه بهم. قال ابن الصَّلاح: ولا يُسْتدرك في المفتوح بأيوب بن كريز, الرَّاوي عن عبد الله بن غنم, لكون عبد الغني ذكره بالفتح, لأنَّه بالضم, كذا ذكره الدَّارقُطْني وغيره. حزام بالزَّاي والحاء المُهملة المكسورة في قريش, وبالرَّاء وفتح الحاء في الأنصار. قال العِرَاقي: قد يتوهم من هذا أنَّه لا يقع الأوَّل إلاَّ في قريش, ولا الثَّاني إلاَّ في الأنصار, وليس مُرادًا, بل المُراد أنَّ ما وقع من ذلك في قريش يكون بالزَّاي, وفي الأنصار يَكُون بالرَّاء, وقد ورد الأمران في عِدَّة قبائل غيرهما, فوقع بالزَّاي في خُزاعة, وبني عامر بن صَعْصعة وغيرهما, وبالرَّاء في بلى, وخَثْعم, وجُذَام, وتَميم بن مر, وفي خُزاعة أيضًا, وفي عُذْرة, وبني فَزَارة, وهُذَيل, وغيرهم كما بَيَّنه ابن مَاكُولا وغيره. العَيْشيون, بالمُعجمة قبلها تحتية, وأوله عين مهملة بَصْريون منهم عبد الرَّحمن بن المُبارك وبالمُهملة مع الموحَّدة كُوفيون منهم: عُبيد الله بن مُوسى و بالمهملة مع النون شاميون منهم: عُمير بن هانئ, وبلال بن سعد التابعيان, قال ذلك الخَطِيب والحاكم, وزاد: وبالقاف أوَّله وبالمهملة بطن من تميم. وقال المُصنِّف كابن الصَّلاح: غالبا فإنَّ عمَّار بن ياسر عَنْسي, مع أنَّه مَعْدود في أهل الكوفة. وعبارةُ ابن مَاكولا والسَّمعاني: وعُظْم عنس في الشَّام, وعامة العَيْش في البَصْرة. أبو عُبيدة كُله بالضمِّ, السَّفَر, بفتح الفَاء كُنيةٌ, وبإسْكَانها في البَاقي, عِسْلٌ, بِكَسر ثمَّ إسْكَانٌ, إلاَّ عَسَلَ بن ذَكْوان الأخْبَاريِّ بفَتْحهما, غَنَّام كُلُّه بالمُعْجمة والنُّون, إلاَّ والد عليِّ بن عَثَّام, فبالمُهملة والمُثَلَّثة, قُمَيرٌ, كُلُّه مَضْمومٌ إلاَّ امرأة مَسْروق, فبالفتح, مِسْوَرٌ, كُلُّه مَكْسورٌ مُخفَّف الواو, إلاَّ ابن يزيد الصَّحَابي, وابن عبد المَلكِ اليَرْبوعي, فبالضَّمِّ والتَّشْديد. أبو عُبيدة بالهاء كلهم بالضَّم قال الدَّارقُطْني: لا نعلم أحدًا يُكنى أبا عَبيدة بالفتح. السَّفَر بفتح الفاء, كُنْيةٌ, وبإسْكانها في البَاقي أي: الأسماء. قال ابن الصَّلاح: ومن المَغَاربة من سكَّن الفاء من أبي السفر سعيد بن يُحمد, وذلك خلاف ما يقوله أهل الحديث. قال العِرَاقي: ولهم في الأسْمَاء والكُنَى سقر بسكُون القاف, وقد يرد ذلك على إطلاقه, ولهم أيضًا شقر بفتح المعجمة والقاف. ولم يظهر لي وجه الإيراد. عِسْل كله بكسر العين ثمَّ إسْكَان السين المهملة إلاَّ عَسَل بن ذكوان الأخباري البَصْري بفتحهما ذكره الدَّارقُطْني وغيره. قال ابن الصَّلاح: ووجدته بخط أبي منصُور الأزهري بالكسر والإسكان, ولا أراه ضبطه. غَنَّام كلُّه بالمُعْجمة المفتوحة والنُّون المُشدَّدة إلاَّ والد عليِّ بن عَثَّام بن علي العامري الكُوفي فبالمُهملة والمُثلثة وحفيده أيضًا. قُمير كلُّه مَضْمومٌ مُصغَّر إلاَّ امرأة مَسْروق بن الأجْدع فبالفتح وكسر الميم بنت عَمرو. مِسْور كلُّه مَكْسُور الميم ساكن السِّين مُخفَّف الواو المفتوحة إلاَّ ابن يزيد الصَّحابي وابن عبد الملك اليَرْبوعي, فبالضم والتَّشْديد للواو المفتوحة. قال العِرَاقي: لم يذكُر ابن ماكولا بالتَّشْديد إلاَّ ابن يزيد فقط, ولم يَسْتدركه ابن نُقطة, ولا من ذيَّل عليه, وذكر البُخَاري في «التاريخ الكبير» ابن عبد الملك في باب مسور بن مخرمة, وهذا يدل على أنَّه عنده مخفَّف, وذكر مع ابن يزيد مسور بن مرزوق, وهو يدل على أنَّه عنده بالتشديد. الجَمالُ كلُّهُ بالجيم في الصِّفات, إلاَّ هارون بن عبد الله الحَمَّال, فبالحَاء, وجاء في الأسْمَاء: أبيضُ بن حَمَّال, وحَمال بن مالك بالحَاء وغَيْرهما, الهَمْداني بالإسْكَان, والمُهْملة في المُتقدِّمين أكثر, وبالفَتْح والمُعْجمة في المُتأخِّرين أكثرُ. الجَمال كله بالجيم في الصِّفات منهم مُحمَّد بن مَهْران الجمال شيخ الشَّيخين إلاَّ هارون بن عبد الله الحَمَّال فبالحاء المهملة كان بزَّاز فلمَّا تزهَّد حمل. وحكى ابن الجارود عن ابنه مُوسى الحافظ: أنَّه كان حَمَّالا, فتحوَّل إلى البز. وقال الخليلي وابن الفلكي: لُقِّب به لكثرة ما حمل من العلم. قال ابن الصَّلاح: ولا أراه يصح. واستدرك العِرَاقي على هذا الحصر: بنان ابن مُحمَّد الحمَّال الزَّاهد, سمع من يُونس بن عبد الأعلى وغيره, ورافع بن نصر الحَمَّال, سمع من أبي عُمر بن مُحمَّد وأحمد بن مُحمَّد الحَمَّال أحد شُيوخ أُبي النَّرسي. قال المُصنِّف زيادة على ابن الصَّلاح لبيان ما احترز عنه بقوله في الصفات: وجاء في الأسماء أبيض بن حمال المَازني السبائي, صحابي عداده في أهل اليمن, حديثه في «السُّنن». وحمال بن مالك الأسدي, شهد القَادسية بالحاء وغيرهما. الهَمْداني بالإسْكَان في الميم والمُهْملة بعدها, نسبة إلى قبيلة همدان في المُتقدِّمين أكثر منه في المتأخِّرين منهُ, فيهم أبو العبَّاس بن عُقْدة, وجعفر بن علي الهَمَداني, من أصحاب السَّلفي. وبالفتح والمُعْجمة نسبة إلى البلد في المُتأخِّرين أكثر منه في المُتقدِّمين. قال الذَّهَبي: الصَّحَابة والتَّابعون وتابعوهم من القَبيلة, وأكثر المتأخِّرين من المدينة, ولا يمكن استيعاب هؤلاء ولا هؤلاء. وسيأتي أنَّه لم يقع في «الصَّحيحين» و«الموطأ» من الثَّاني شيء. عِيسَى بن أبي عِيسَى الحَنَّاط, بالمُهْملة والنُّون, وبالمُعْجمة مع المُوحَّدة, ومع المُثنَّاة من تحت كُلها جَائزة, وأوَّلها أشهر, ومثلهُ مُسْلم الخَيَّاط فيه الثَّلاثة. القِسْمُ الثَّاني: ما وقعَ في «الصَّحيحين» أو «المُوطأ»: يَسَارٌ كُلهُ بالمُثنَّاة, ثمَّ المُهْملة, إلاَّ مُحمَّد بن بَشَّار, فبالمُوحَّدة والمُعْجمة, وفيها سَيَّار بن سَلامة, وابن أبي سَيَّار بتقديم السِّين. عيسَى بن أبي عيسَى مَيْسرة الغِفَاري أبو مُوسى الحنَّاط بالمُهملة والنُّون نسبة إلى بيع الحنطة. وبالمُعجمة مع الموحَّدة نسبة إلى بيع الخبط الَّذي تأكله الإبل. و بالمُعجمة مع المُثناة من تحت نسبة إلى الخياطة كلها جائزة فيه لأنَّه باشر الثلاثة. قال ابن سعد: كان يقول: أنا حنَّاطٌ وخَيَّاط وخَبَّاط, كلا قد عالجته. وأوَّلها أشهر, ومثلهُ مسلم بن أبي مسلم الحنَّاط, وفيه الثَّلاثة ولكن الثَّاني أشهر فيه, ومثل هذا يُؤمن فيه الغلط ويَكُون اللافظ فيه مُصيبًا كيف نطق. القسم الثَّاني : ضبط ما وقع في «الصَّحيحين» فقط أو فيهما مع «الموطأ» أو في أحد الثَّلاثة: يَسَارٌ, كُله بالمُثناة التحتية ثمَّ المُهملة, إلاَّ مُحمَّد بن بشَّار بُنْدار فبالمُوحَّدة والمُعْجمة. قال الذَّهَبي: وهو نادرٌ في التَّابعين معدومٌ في الصَّحَابة. وفيهما: سيَّار بن سَلامة, وابن أبي سيَّار, بتقديم السِّين على الياء المُشددة. بِشْرٌ, كلُّهُ بكَسْرِ المُوحَّدة وإسْكَان المُعْجمة, إلاَّ أرْبعةً فبضَمِّها وإهْمَالهَا: عبد الله بن بُسْر الصَّحَابي, وبُسْر بن سَعيد, وابن عُبيد الله, وابن مِحْجَن الدَّيْلمي, وقِيلَ: هذا بالمُعْجمة, بَشِيرٌ كلُّه بفتح المُوحَّدة وكَسْرِ المُعْجمة, إلاَّ اثْنَين فبالضَّمِّ, ثمَّ الفتح: بُشَير بن كَعْب, وبُشَير بن يَسَار, وثالثًا بضمِّ المُثناة من تَحْت وفَتْحِ المُهْملة: يُسَير بن عَمرو, ويُقال: أُسَيرٌ, ورَابعًا بِضَمِّ النُّون وفَتْح المُهْملة: قَطَن بن نُسَير. بِشْر كله بكسر الباء الموحَّدة وإسكان المُعْجمة, إلاَّ أربعة فبضمِّها أي: المُوحَّدة وإهمالها أي: السِّين عبد الله بن بُسْر المَازني, صحابي ابن صحابي. وبُسْر بن سعيد. و بُسْر بن عُبيد الله الحضرمي. و بُسْر بن محجن الدَّيلمي, وقِيلَ: هذا بالمعجمة قاله سُفْيان الثَّوري, وحكى الدَّارقُطْني أنَّه رجع عنه, وحديثه في «الموطأ» فقط. قال العِرَاقي في «شرح الألفية»: ولم يذكر ابن الصَّلاح بُسرًا المازني, فحديثه في «صحيح» مسلم على ما ذكرهُ المِزِّي في «التهذيب» إنَّما ذكر ابنه عبد الله. وقال في «نُكته»: قلدت في ذلك المِزِّي, ثمَّ تبيَّن لي أنَّه وهمٌ, فلم يُخرِّج مسلم لبُسْر, ولا له ذِكْر فيه باسمه, إلاَّ في نسب ابنه. قال: نعم يرد عليه أبو اليَسَر كعب بن عَمرو, فهو بفتح التحتية والمُهْملة, وحديثه في «الصَّحيح» ولكنَّه مُلازم لأداة التَّعريف غالبًا, فلا يشتبه, بخلاف الأولين. بَشِير كله بفتح الموحَّدة وكسر المُعْجمة, إلاَّ اثنين فبالضمِّ ثمَّ الفتح: بُشَير بن كعب العَدوي, وحديثهُ عند البُخَاري. و بُشَير بن يسار الحارثي المدني. وثالثًا بضمِّ المثناة من تحت وفتح المهملة: يُسَير بن عَمرو وقِيلَ: ابن جابر ويقال فيه أسير بالهمزة. ورابعًا بضمِّ النُّون وفتح المُهْملة: قَطَن بن نُسَير. يَزِيد, كُلُّه بالزَّاي إلاَّ ثَلاثة: بُرَيد بن عبد الله بن أبي بُرْدة, بضمِّ المُوحَّدة, وبالرَّاء, ومُحمَّد بن عَرْعَرة بن البِرنْدِ, بالمُوحَّدة, والرَّاء المَكْسُورتين, وقِيلَ: بفتحهما, ثمَّ بالنُّون, وعليِّ بن هَاشم بن البَرِيد, بفتح المُوحَّدة وكسر الرَّاء ومُثناة من تَحْت. البَرَاء كُلُّه بالتَّخْفيف, إلاَّ أبَا مَعْشر البَرَّاء, وأبَا العَالية فبالتَّشْديد. يزيد كُله بالزَّاي المكسُورة والتَّحتية المَفْتُوحة أوَّله إلاَّ ثلاثة: بُريد بن عبد الله بن أبي بُرْدة بن أبي مُوسَى الأشْعَري بضمِّ الموحَّدة وبالراء المفتوحة. ووقع عند البُخَاري في حديث مالك بن الحُويرث: كصَّلاة شيخنا أبي بُريد عَمرو بن سلمة, فذكر الهروي, عن الحموي, عن الفربري, عن البُخَاري: أنَّه بضمِّ المُوحَّدة وفتح الرَّاء. وكذا ذكر مسلم والنَّسائي في «الكنى». وبه جزمَ الدَّارقُطْني وابن مَاكولا. والَّذي عند عَامة رُواة البُخَاري: بالتَّحتية والزَّاي, كالجَادة, وقال عبد الغَني: لم أسمعهُ من أحد بالزَّاي, ومسلم أعلم, وبه جزم الذَّهَبي. ومحمَّد بن عرعرة بن البِرِند الشَّامي بالموحدة والرَّاء المكسورتين, وقِيلَ: بفتحهما ثمَّ بالنُّون السَّاكنة. وعليِّ بن هاشم بن البَرِيد, بفتح الموحَّدة وكسر الرَّاء ومُثنَّاة من تحت. البَرَاء كله بالتخفيف, إلاَّ أبا معشر يوسف بن يزيد البَرَّاء. وأبا العالية زِيَاد بن فيروز البرَّاء فبالتَّشديد. حَارثةُ, كلُّه بالحَاء, إلاَّ جَاريةَ بن قُدَامة, ويزيد بن جَارية, وعَمرو بن أبي سُفْيان بن أسيد بن جَارية, والأسْود بن العَلاء بن جَارية بن قُدَامة, ويَزِيد بن جَارية, فبالجيم. جَرِير بالجيم والرَّاء, إلاَّ حَرِيز بن عُثْمان, وأبَا حَرِيز عبد الله بن الحُسَين الرَّاوي عن عِكْرمة فبالحَاء والزَّاي آخِرًا, ويُقَاربُهُ: حَدِير بالحَاء والدَّال, والد عِمْران, ووالدُ زَيْد وزِيَاد. خِرَاش كُلَّه بالخاء المُعْجمة, إلاَّ والد رِبْعي فبالمُهْملة. حَارثة, كلهُ بالحاء المهملة والمثلثة إلاَّ جَارية بن قُدَامة, ويزيد بن جَارية, وعَمرو بن أبي سُفْيان بن أسيد بن جارية, والأسود بن العلاء بن جارية بن قُدَامة, ويَزيد بن جَارية فبالجيم. جَرير, بالجيم والرَّاء, إلاَّ حَريز بن عُثْمان, وأبا حَريز عبد الله بن الحسين فبالجيم. قال العِرَاقي: والأسود بن العلاء بن جارية الثَّقفي, وعَمرو بن أبي سُفْيان بن أسيد بن جارية الثَّقفي أيضًا, وروى مسلم للأوَّل حديث: «البئرُ جُبَار...». في الحُدود, وللثَّاني حديث: «لكلِّ نبي دَعْوة...». وروى له البُخَاري قِصَّة قتل خُبيب. جَرير كلهُ بالجيم المَفْتوحة والرَّاء المَكْسُورة المُكررة إلاَّ حَريز بن عُثْمان الرَّحبي الحِمْصي. وأبا حَريز عبد الله بن الحُسين الأزْدي الرَّاوي عن عِكْرمة فبالحاء المفتوحة والزاي أخيرًا. ويُقَاربه حَدِير بالحَاء المُهْملة المَضْمُومة والدَّال المُهملة المَفْتُوحة, آخره راء والد عِمْران روى له مُسلم. ووالد زيد وزياد لهُمَا ذكر في المَغَازي من «صحيح» البُخَاري بلا رِوَاية. خِرَاش كلهُ بالخَاء المُعجمة المكسُورة والرَّاء, وآخره مُعجمة إلاَّ والد رِبْعي فبالمُهْملة أوَّله. وأدخلَ ابن ماكُولا هنا: خِدَاشًا بالدَّال, فقد رَوَى مسلم عن خالد بن خِدَاش, قال الذَّهَبي: ولا يَلْتبس, قال العِرَاقي: فلذا لم أسْتدركهُ. قلت: هو من نمط حدير ونحوه. حُصَينٌ, كلهُ بالضَّم والصَّاد المُهملة, إلاَّ أبا حَصِين عُثْمان بن عَاصم, فبالفتح, وأبا سَاسَان حُضَّين بن المُنْذر, فبالضمِّ والضَّاد المُعْجمة. حَازمٌ بالمُهْملة, إلاَّ أبا مُعَاوية مُحمَّد بن خَازم بالمُعْجمة. حيَّان كُلهُ بالمُثناة إلاَّ حِبَّان بن مُنقذ, والد واسع بن حبَّان, وجد مُحمَّد بن يحيى بن حِبَّان, وجد حِبَّان واسع بن حِبَّان. حُصَين كلهُ بالضمِّ للمُهملة والصَّاد المُهْملة, إلاَّ أبا حَصين عُثْمان بن عاصم فبالفتح. وأبا سَاسَان حُضَين بن المُنْذر, فبالضمِّ والضَّاد المُعجمة مفتوحة, ولا نعرف في رُواة الحديث من اسمهُ حضين سِواهُ, وهو تابعي جليل, قاله الحاكم, وتبعه المِزِّي. قال العِرَاقي: لكن في «الصَّحيحين» في قِصَّة عُتْبان بن مالك من طريق ابن شهاب: سألتُ الحُصَين بن مُحمَّد الأنصاري عن حديث محمود بن الرَّبيع فصدَّقه, فزعم الأصيلي والقابسي أنَّهُ بالمُعجمة. قال المِزِّي: وهو وهم فاحش, وصوابه بالمُهملة. وأدخل في هذا القسم: حُضَير, بالرَّاء, وهو والد أُسيد الأشْهَلي, أحد النُّقباء ليلة العقبة. حازم كلهُ بالمُهملة والزَّاي إلاَّ أبا مُعاوية مُحمَّد بن خازم الضَّرير, فإنَّه بالمُعجمة. حيَّان كُله بالمثناة من تحت مع المهملة إلاَّ حبَّان بن مُنْقذ والد واسع بن حبَّان, وجد مُحمَّد بن يحيى بن حبَّان, وجد حبَّان بن واسع بن حبَّان. وحَبَّان بن هلال مَنْسوبًا وغير منسوب, عن شُعْبة ووُهَيبٍ وهمَّام وغيرهم, فبالمُوحَّدة وفتح الحَاء, وحبَّان بن عطية, وابن مُوسَى منسوبًا وغير مَنْسُوب, عن عبد الله هو ابن المُبَارك, وحِبَّان بن العَرقة فبالكسر والموحَّدة. حَبيبٌ كُلهُ بفتح المُهْملة, إلاَّ خُبَيب بن عَدي, وخُبَيب بن عبد الرَّحمن بن خُبَيب غير مَنْسُوب, عن حَفْص بن عَاصم, وأبَا خُبَيبٍ, كُنية ابن الزُّبَير, فبضمِّ المُعجمة. وحَبَّان بن هلال الباهلي منسوبا إلى أبيه وغير منسوب إليه, فيتميز بشيوخه, كقولهم حبَّان عن شُعْبة, و حبَّان عن وُهَيب, و حبَّان عن همَّام وغيرهم كحبَّان عن أبان, وحبَّان عن سُليمان بن المغيرة فبالموحَّدة وفتح الحاء المُهْملة. و إلاَّ حبَّان بن عطية السلمي. و حبَّان بن مُوسى السلمي المروزي منسوبًا إلى أبيه وغير منسوب فيتميَّز بشيوخه, كحبَّان عن عبد الله هو ابن المُبَارك. وحبان بن العرقة فبالكسر للحاء والموحَّدة. وقِيلَ: إنَّ ابن عَطية بفتح الحاء. وقِيلَ: إنَّ ابن العرقة بالجيم, والأوَّل فيهما أصح وأشهر, والعرقة أُمه فيما قالهُ القاسم بن سلام, والمشهور أنَّها بفتح العين, وكسر الرَّاء ثمَّ قاف. وقال الوَاقدي: بفتح الرَّاء, وقِيلَ: لها ذلك لطيب ريحها, واسمها قِلابة, بكسر القاف, بنت شُعْبة بضم الشِّين ابن سهم, وتُكْنى أُم فاطمة, واسم أبيه حبَّان بن أبي قيس. ويدخل في هذه المادة: جَبار, بفتح الجيم والموحَّدة ابن صخر. وعَدي ابن الخِيَار, بكسر المُعْجمة وتحتية مُخفَّفة. حَبيب كلهُ بفتح المُهْملة, إلاَّ خُبيب بن عدي, وخُبيب بن عبد الرَّحمن بن خُبيب الأنْصَاري, وهو خُبيب غير مَنْسوب الرَّاوي عن حَفْص بن عاصم في «الصَّحيحين» وعن عبد الله بن مُحمَّد بن معين في «صحيح» مُسْلم وجده كذلك إلاَّ أنَّه لا رواية له في «الصَّحيحين» ولا في «الموطأ». وأبا خُبيب, كنية عبد الله ابن الزُّبَير كُني بابنه خُبيب ولا ذكر له في شيء من الكتب الثَّلاثة فبضم المُعْجمة. حَكيمٌ, كُلهُ بفتح الحَاء, إلاَّ حُكَيم بن عبد الله, ورزيق بن حُكيم فبالضمِّ. رَبَاح, كُلهُ بالمُوحَّدة, إلاَّ زِيَاد بن رِيَاح عن أبي هُرَيرة في أشْرَاط السَّاعة, فبالمُثنَّاة عِندَ الأكْثرين, وقال البُخَاري بالوَجْهين. زُبَيدٌ, لَيْسَ فيهمَا إلاَّ زُبَيْد بن الحَارث بالمَوحَّدة, ثمَّ بالمُثنَّاة, ولا في «الموطأ» إلاَّ زُبيد بن الصَّلت بمُثناتين بكسر أوَّله ويُضم. حَكيم, كله بفتح الحاء, إلاَّ حُكيم بن عبد الله بن قيس بن مَخْرمة القُرَشي المِصْري, ويُسمَّى أيضًا الحكيم, بالألف واللام. ورزيق بتقديم الرَّاء مُصغَّرًا ابن حكيم ويُكنى أيضًا أبا حكيم, كأبيه فبالضمِّ وقِيلَ: الثَّاني بالفتح. رَبَاح كله بالمُوحَّدة وفتح الرَّاء إلاَّ زياد بن رياح القَيْسي المصري, يُكنى أيضًا أبا رياح كأبيه, وقِيلَ: أبا قيس, وهو الصواب, الرَّاوي عن أبي هُرَيرة حديثا في أشراط الساعة وهو: «بَادرُوا بالأعْمَال سِتًّا...» الحديث. وحديث: «مَنْ خرجَ من الطَّاعة, وفَارقَ الجَمَاعة...» الحديث, وكلاهما في «صحيح» مسلم. فبالمُثناة من تحت وكَسْر الرَّاء عند الأكثرين وقال ابن الجَارُود: بالموحَّدة وقال البُخَاري بالوجهين حكاه عنه صاحب «المشارق». قال العِرَاقي: وهم في ذلك, فلم يحك البُخَاري في «التاريخ» فيه الموحَّدة أصلاً, إنَّما حكى الاختلاف في وروده بالاسم أو الكُنْية, وفي اسم أبيه, ولا ذكر له في «صحيحه». زُبيد ليسَ فيهما أي: «الصحيحين» إلاَّ زُبيد بن الحارث اليَامي بالموحَّده, ثمَّ بالمُثناة ولا في «المُوطأ» إلاَّ زُبيد بن الصَّلت بن مَعْدي كرب الكِنْدي بمثناتين تحتيتين بكسر أوَّله ويضم. سُلَيم, كُلهُ بالضَّم, إلاَّ ابن حيَّان فبالفَتْح. شُرَيح, كُلهُ بالمُعْجمة والحَاء, إلاَّ ابن يُونس, وابن النُّعْمان, وأحمد بن أبي سُرَيج فبالمُهْملة وبالجيم. سَالم كُلهُ بالألف, إلاَّ سَلْم بن زَرَير, وابن قُتَيبة, وابن أبي الذَّيَّال, وابن عبد الرَّحمن فبحذفها. سُليمان, كُلهُ بالياء, إلاَّ سَلْمان الفَارسي, وابن عَامر, والأغَر, وعبد الرَّحمن بن سَلْمان فبحذفها. سُليم كله بالضم وفتح اللام إلاَّ سَليم ابن حيَّان فبالفتح للسين وكسر اللام. شُريح كُلهُ بالمُعْجمة والحَاء إلاَّ سُرَيج بن يُونس شيخ مسلم, وروى عنهُ البُخَاري بواسطة. و سُريج بن النُّعْمان. وأحمد بن أبي سُرَيج الصبَّاح, كلاهما سمع منه البُخَاري فبالمُهملة والجيم. وسالم كُله بالألف, إلاَّ سَلْم بن زَرَير بوزن كبير. و سَلْم بن قتيبة. و سَلْم بن أبي سَلْم الذَّيَّال. و سَلْم بن عبد الرَّحمن فبحذفها. قال العِرَاقي: وبَقِي عليه حَكَّام بن سَلْم الرَّازي, روى له مُسلم حديث: قُبضَ النَّبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثَلاثٍ وستين, وذكرهُ البُخَاري عند حديث النَّهى عن بَيْع الثِّمار, غير مَنْسُوب. قال: ثمَّ إنَّ أصْحَاب المُؤتلف والمُخْتلف لم يَذْكُروا هذه الترجمة في كتبهم, لأنَّها لا تأتلف خطًّا لزيادة الألف في سالم, وإنَّما ذكرها صاحب «المَشَارق» فتبعهُ ابن الصَّلاح. قلتُ: قوله: لا تأتلف خطًّا ممنوع, لأنَّ القاعدة في علم الخط أنَّ كل علم زاد على ثلاثة يُحذف ألفه خطًّا, كما ذكره ابن مالك في آخر «التسهيل» وغيره, فصالح, ومالك, ونحوهما, كل ذلك يُكتب بلا ألف, وسالم من هذا القَبِيل. سُليمان, كله بالياء, إلاَّ سَلْمان الفَارسي. و سَلْمان بن عامر. و سَلْمان الأغر. وعبد الرَّحمن بن سَلْمان, فبحذفها. قال ابن الصَّلاح: وأبو حازم الأشْجَعي الرَّاوي عن أبي هُرَيرة,’ وأبو رَجَاء مولى أبي قِلابة, كل منهما اسمه سَلْمان, لكن ذُكرا بالكُنْية. وقال العِرَاقي في هذه التَّرجمة: لم يُوردها أصْحَاب المُؤتلف والمُختلف لعدم اشْتبَاهها بزيادة اليَاء, إلاَّ أنَّ صاحب «المشارق» ذكرها, فتبعه ابن الصَّلاح. قال: وبقي سَلْمان بن ربيعة البَاهلي, حديثه عند مسلم. سَلَمة بفتح اللام, إلاَّ عَمرو بن سَلِمة إمَام قَوْمه, وبني سَلِمة من الأنْصَار فبالكَسْر, وفي عبد الخالق بن سلمة الوَجْهان. شَيْبَان, كُله بالمُعْجمة, وفيهما سِنَان بن أبي سِنَان, وابن رَبِيعة, وابن سَلَمة, وأحمد بن سِنَان, وأبو سِنَان ضِرَار بن مُرَّة, وأم سِنَان فبالمُهْملة والنُّون. سَلَمة كُلهُ بفتح اللام, إلاَّ عَمرو بن سَلَمة الجَرْمي إمام قومه, وبني سَلِمة القبيلة من الأنْصَار فبالكسر. وفي عبد الخالق بن سلمة الَّذي روى له مسلم حديث قُدوم وفد عبد القيس الوجهان قال يزيد بن هارون: بالفتح, وابن عُلية: بالكسر. شَيْبَان كُله بالمُعجمة والفتح والتَّحتية, بعدها موحدة. وفيهما سِنَان بن أبي سِنَان الدؤلي و سِنَان بن ربيعة أبو ربيعة و سِنَان بن سلمة, وأحمد بن سنان, وأبو سنان ضِرَار بن مُرَّة الشَّيباني وأم سِنَان فبالمُهْملة والنُّون. قال العِرَاقي: وكذا الهيثم بن سِنَان, ومحمد بن سِنَان العَوَقي في «صحيح» البُخَاري, وسعيد بن سِنَان أبو سِنَان عند مسلم. قال: وليس لأُمِّ سنان رواية في الكتب الثلاثة, إنَّما لها ذكر في حديث الحج. قال: وهذه التَّرجمة لم يُوردها أصحاب المؤتلف والمختلف لزيادة الياء في شَيْبان, إنَّما أوردوا سِنَان, ويَسَار, وشُبان. عُبَيْدة بالضمِّ, إلاَّ السَّلْماني وابن سُفْيان, وابن حُمَيد, وعَامر بن عَبِيدة فبالفَتْح. عُبَيد, كُله بالضَّمِّ. عُبَادة بالضَّمِّ إلاَّ مُحمَّد بن عَبَادة شيخ البُخَاري فبالفتح. عَبْدة بإسْكَان المُوحَّدة, إلاَّ عاَمر بن عَبَدة, وبجَالة بن عَبَدة فبالفتح والإسْكَان. عَبَّاد, كُلهُ بالفَتْح والتَّشْديد, إلاَّ قَيْس بن عُبَاد, فبالضَّم والتَّخْفيف. عَقِيلٌ بالفتح, إلاَّ ابن خَالد, وهو عن الزُّهْري غير مَنْسُوب, ويَحْيى بن عُقَيل وبَنِي عُقَيل فبالضم. وَاقِد, كله بالقاف. عُبيدة كله بالضَّمِّ, إلاَّ عَبِيدة السَّلماني و عَبِيدة بن سُفْيان الحَضْرمي و عَبِيدة بن حُميد, وعامر بن عَبِيدة البَاهلي فبالفتح. وقِيلَ: في عبيدة بن سعيد بن العاص أنَّه بالفتح, والمعروف فيه الضَّم. عُبَيد بغير هاء كُله بالضَّم وأمَّا بالفتح فجماعة من الشُّعراء منهم عَبيد بن الأبْرص. عُبَادة كله بالضَّم وتخفيف المُوحدة إلاَّ مُحمَّد بن عَبَادة الواسطي شيخ البُخَاري فبالفتح. عَبْدة كلهُ بإسْكَان المُوحَّدة إلاَّ عامر بن عبدة البَجَلي الكوفي وبَجَالة ابن عبدة التميمي البَصْري التَّابعي فبالفتح والإسْكَان أي: قيل فيهما الأمران, وقِيلَ: فيهما عبد بغير هاء أيضًا, وعلى الفتح فيهما الدَّارقُطْني وابن ماكولا. عَبَّاد كُله بالفتح والتَّشْديد, إلاَّ قيس بن عُبَاد القَيْسي الضَّبعي البَصْري فبالضم للعين والتَّخفيف للموحَّدة. وحكى صاحب «المَشَارق» أنَّه وقع عند أبي عبد الله مُحمَّد بن مطرف بن المرابط في «الموطأ» عباد بن الوليد, قال: وهو خطأ, والصَّواب: عبادة. عَقِيل كله بالفتح للعين وكسر القاف إلاَّ عُقيل بن خالد الأيلي وهو الرَّاوي عن الزُّهْري غير مَنْسوب. و إلاَّ يحيى بن عُقيل الخُزَاعي البَصْري و إلاَّ بني عُقيل القبيلة المَعْروفة, يُنْسب إليها العُقَيلي صاحب «الضعفاء» فبالضم وفتح القاف. واقد كُله بالقاف وأمَّا بالفاء, ففي غير الكُتب الثلاثة: وافد بن سلامة, ووافد بن مُوسى الذارع. الأنْسَاب: الأيْليُّ, كُله بفتح الهمزة وإسْكَان المُثناة. البَزَّاز, بِزَايين, إلاَّ خَلَف بن هِشَام البَزَّار, والحَسَن بن الصَّباح فآخِرُهما رَاءٌ. البَصْريُّ بالبَاء مفتوحة ومَكْسُورة, نِسْبة إلى البَصْرة, إلاَّ مالك بن أوْسِ بن الحَدَثان النَّصري, وعبد الواحدِ النَّصري, وسَالمًا مَوْلَى النَّصْريين, فبالنُّون. الأنساب من هذا النَّوع: الأيْليُّ, كُله بفتح الهَمْزة, وإسْكَان المُثناة من تحت, نِسْبة إلى أيْلة, قرية على بحر القلزم. قال القاضي عِيَاض: وليسَ في الكُتب الثَّلاثة الأبلي بالموحَّدة. وتعقَّبه ابن الصَّلاح بأن شيبان بن فَرُّوخ أُبلي, وقد روى له مسلم الكثير, قال: ولكن إذا لم يكن في شيء من ذلك منسوبًا, فلا يلحق عياضًا منه تخطئة. قال العِرَاقي: وقد تتبَّعتُ كتاب مسلم, فلم أجد فيه منسوبًا, فلا تخطئة حينئذ. البزَّاز كُله بزايين, إلاَّ خلف بن هِشَام البزَّار شيخ مسلم. والحسن بن الصَّباح البزار شيخ البُخَاري فآخرهما راء. قال العِرَاقي: وقد اعترض ذلكَ بأنَّ أبا علي الجِيَاني ذكر في «تَقْييد المُهْمل» في هذه التَّرجمة: يحيى بن مُحمَّد بن السَّكن البزَّار, وبشر بن ثابت البزَّار, وكلاهما في «صحيح» البُخَاري. قال: والجَوَاب أنَّهُما وقَعَا غير منسوبين, فلا يُردان. البَصْري, بالباء مفتوحة ومَكْسورة والكسر أفصح نسبة إلى البصرة البلد المعروفة إلاَّ مالك بن أوس بن الحدثان النَّصْري مُخَضْرم مُختلف في صُحبته. وعبد الواحد بن عُبيد الله النَّصري. وسالمًا مولى النَّصريين فبالنُّون. الثَّوْريُّ, كُلُّه بالمُثلثة, إلاَّ أبا يَعْلى, مُحمَّد بن الصَّلت التَّوَّزي, فبالمُثناة فوق, وتَشْديد الواو المَفْتُوحة, وبالزَّاي. الجُرَيريُّ, كُلُّه بضمِّ الجيم, وفتح الرَّاء, إلاَّ يَحْيى بن بِشْر شَيْخهما فبالحاء المَفْتوحة. الحَارثيُّ بالحَاء والمُثَلثة, وفيهمَا سَعْدٌ الجَاريُّ, بالجيم. الحَرَاميُّ, كُلُّه بالرَّاء, وقولُهُ في مُسْلم في حديث أبي اليَسَر: كانَ لي على فُلان الحَرَامي, قيل بالرَّاء, وقِيلَ: الجُذَامي بالجيم والذَّال. الثَّوري, كُله بالمُثلثة, إلاَّ أبا يعلى مُحمَّد بن الصَّلت التوَّزي فبالمثناة فوق مفتوحة وتشديد الواو المفتوحة وبالزَّاي نسبة إلى تَوَّز, من بلاد فارس. الجُريري, كله بضم الجيم وفتح الرَّاء وسُكون التحتية ثمَّ راء, نسبة إلى جُرير مصغرًا. قال ابن الصَّلاح فيهما من ذلك: سعيد الجُرَيري, وعبَّاس الجُرَيري, والجُريري غير مُسمَّى عن أبي نَضْرة. واسقط ذلك المُصنِّف ليعم ما فيهما غير مَنْسوب. إلاَّ أبا يحيى بن بشر شيخهما أي: الشَّيخين فبالحاء المُهملة المفتوحة. قال العِرَاقي: وقول ابن الصَّلاح: أنَّه شيخهما, تبع فيه صاحب «المشارق» وصاحب «تقييد المُهْمل» والحاكم والكلاباذي, ولم يصنعوا شيئا, إنَّما أخرج له مسلم وحده, وأمَّا شيخ البُخَاري فهو يَحْيى بن بِشْر البَلْخي, وهُمَا رَجُلان مُختلفا البَلْدة والوَفَاة, وفرَّق بينهما ابن أبي حاتم والخطيب, وجزم به المِزِّي. وزادَ الجياني في هذه التَّرجمة: الجَريري بالجيم مُكبرًا, وهو يحيى بن أيُّوب, من ولد جرير البجلي عند البُخَاري في «الأدب» إلاَّ أنَّه فيه غير منسوب. الحَارثيُّ, كله بالحاء والمثلثة, وفيهما: سعدٌ الجَاري بالجيم وبعد الرَّاء ياء النِّسْبة, مولى عُمر بن الخَطَّاب, نِسْبة إلى الجار, موضع بالمدينة. الحَرَامي, كله بالرَّاء المهملة. قال المُصنِّف زيادة على ابن الصَّلاح: وقوله في «صحيح» مسلم في حديث أبي اليَسَر: كان لي على فُلان بن فُلان الحَرَامي مال, فأتيت أهله... الحديث. مختلف فيه وقِيلَ: هو بالراء وجزم به عياض, وقِيلَ: بالزَّاي, وعليه الطَّبري. وقِيلَ: الجُذَامي بالجيم والذَّال المُعْجمة, قاله ابن مَاهَان. وقد قال ابن الصَّلاح في حاشية أملاها على كِتَابه: لا يُرد هذا, لأنَّ المُرَاد بكلامنا المذكور ما وقعَ من ذلك في أنْسَاب الرُّواة, وتبعه المُصنِّف في «الإرشاد». قال العِرَاقي: وهذا ليسَ بجيد, لأنَّهما ذكرا في هذا القسم غير واحد ليس لهم في «الصَّحيح» ولا في «الموطأ» رواية, بل مُجرد ذكر, منهم بَنُو عقيل, وبنو سلمة, وخُبيب بن عدي, وحبان ابن العرقة, وأم سنان, فما صنعه في «التقريب» أحسن. السَّلَميُّ, في الأنْصَار بفتحهما, ويَجُوز في لُغَيَّة كَسْرُ اللام وبضمِّ السِّين في بَنِي سُلَيم. الهَمْدانيُّ, كُلُّه بالإسْكَان والمُهْملة. السَّلَمي في الأنصار بفتحهما أي اللام كالسين, نسبة إلى سَلِمة بالكسر, كما قيل في نَمِرة: نَمري, هذا مقتضى العربية ويَجُوز في لُغيه كسر اللام. قال السَّمعاني: وعليها أصحاب الحديث, وذكر ابن الصَّلاح أنَّه لحن. وبضم السِّين وفتح اللام في النسبة إلى بني سُليم وفي هذه الترجمة قال العِرَاقي: الأولى ذكرها في القسم العام, إذ لا يختص «بالصَّحيحين» و«الموطأ». الهَمْداني كُله بالإسْكَان والمُهملة وليس فيهما بالفتح والمُعْجمة, قال صاحب «المشارق»: لكن فيهما من هو من مدينة همذان, إلاَّ أنَّه غير منسوب. قال: إلاَّ أنَّ في البُخَاري: مسلم بن سالم الهمداني, ضبطهُ الأصيلي بالسكون, وهو الصَّحيح, وفي بعض نسخ النَّسفي بالفتح والإعجام, وهو وهم. قال العِرَاقي: هذا اللفظ وقع في البُخَاري على الوهم, والصَّواب النَّهدي الجُهني, وهذا آخر ما ذكره المُصنِّف كابن الصَّلاح من الأمثلة. قال ابن الصَّلاح: هذه جُملة, لو رحل الطَّالب فيها لكانت رحلة رابحة, ويحق على الحَدِيثي إيداعها في سُويداء قلبه.
هُو مُتَّفقٌ خطًّا ولفظًا, وللخَطِيبِ فيه كتابٌ نَفِيسٌ, وهُو أقْسامٌ: الأوَّل: من اتَّفقت أسْمَاؤهم وأسْمَاء آبَائهم, كالخَليلِ بن أحمد سِتَّة: أوَّلهم شيخ سيبَويْه, ولَمْ يُسمَّ أحدٌ أحمد بعد نَبِينا صلى الله عليه وسلم قبل أبي الخَليل هَذَا. النَّوع الرَّابع والخَمْسُون: المُتفق والمُفترق من الأسماء والأنساب ونحوها: وهُو مُتفق خطًّا ولفظًا وافترقت مُسمياته وللخطيب فيه كتابٌ نفيس على إعْوَاز فيه. وإنَّما يحسن إيراد ذلك فيما إذا اشتبه الرَّاويان المُتفقان في الاسم, لكونهما مُتعاصرين واشْتركَا في بعض شُيوخهما, أو في الرُّوَاة عنهما, وقد زلق بسببه غير واحد من الأكابر وهو أقسام : الأوَّل: من اتَّفقت أسْمَاؤهم وأسماء آبائهم, كالخليل بن أحمد ستَّة : أوَّلهم شيخ سيبويه صاحب النحو والعَرُوض بَصْري, روى عن عاصم الأحول وآخرين, ولد سَنَة مئة, ومات سَنَة سبعين, وقِيلَ: بضع وستين. ولم يُسم أحد أحمد بعد نَبينا صلى الله عليه وسلم قبل أبي الخليل هذا قاله أبو بكر بن أبي خيثمة. وقال المُبرِّد: فَتَّش المفتشون فما وجدوا بعد نَبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل. قال ابن الصَّلاح: واعترض ذلك بأبي السَّفر سعيد بن أحمد, فقد سَمَّاه بذلك ابن معين, وهو أقدم. وأُجيب بأنَّ أكثر أهل العلم قالوا فيه يحمد بالياء. وذكر الواقدي: أنَّ لجعفر بن أبي طالب ولدًا اسمه أحمد, ولدته له أسماء بأرض الحبشة. قال الذَّهَبي: وقد تفرد به. وذكر النَّسَائي: أنَّ أبا عَمرو بن حفص بن المُغيرة الصَّحَابي زوج فاطمة بنت قيس اسمه أحمد, لكن ذكره البُخَاري فيمن لا يُعرف اسمه, ومن الأقوال في سفينة: أنَّ اسمه أحمد. الثَّاني: أبو بِشْر المُزَني البَصْري. الثَّالثُ: أصْبَهاني. الثَّاني أبو بِشْر المُزني البصري حدَّث عن المُستنير بن أخضر, وعنه العبَّاس العَنْبري. قال الخَطِيب: ورأيتُ شيخًا من شُيوخ أصْحَاب الحديث, يُشَار إليه بالفَهْم والمَعْرفة, جمع أخبار الخليل العَرُوضي وما رُوي عنه, فأدخل في جمعه أخبار الخليل هذا, ولو أمعنَ النَّظر لعلم أنَّ ابن أبي شيبة والمُسْندي وعباسًا العَنْبري يَصْغرون عن إدراك الخليل العَرُوضي. الثَّالث: أصبهاني قال ابن الصَّلاح: روى عن روح بن عُبَادة. قال العِرَاقي: سبق إلى ذكر هذا ابن الجَوْزي, وأبو الفَضْل الهَرَوي, وهو وهمٌ, إنَّما هو الخليل بن مُحمَّد العجلي, يُكنى أبا العبَّاس, وقِيلَ: أبو مُحمَّد, هكذا سمَّاه أبو الشَّيْخ ابن حيَّان في «طبقات الأصبهانيين» وأبو نُعَيم في «تاريخ أصبهان» وروى في ترجمته أحاديث عن روح وغيره. قال: ولم أر أحدًا من الأصبهانيين يُسمَّى الخليل بن أحمد, بل لم يذكر أبو نُعيم من اسمه الخليل غير العجلي هذا. قال: فيُجعل مكان هذا الخليل بن أحمد البَصْري, الذي يروى عن عكرمة, ذكره أبو الفضل الهروي, إن لم يكن هو العروضي, فإن كان فالخليل بن أحمد البَغْدادي الرَّاوي عن سيَّار بن حاتم, أو الخليل بن أحمد أبو القاسم المِصْري, روى عنه الحافظ أبو القاسم بن الطحَّان, أو أبو طاهر الخليل بن أحمد بن علي الجَوْسقي, سمع من شهده, وروى عنه ابن النجَّار. الرَّابعُ: أبو سَعيد السِّجْزي القَاضي الحَنَفي. الخَّامسُ: أبو سَعيد البُسْتي القَاضي, روى عنه البَيْهقي. السَّادس: أبو سَعيد البُسْتي الشَّافعي, روى عنهُ أبو العبَّاس العُذْري. الرَّابع: أبو سعيد السِّجْزي القاضي بسمرقند الحَنَفي حدَّث عن ابن خُزيمة, وابن صاعد, والبَغَوي, وعنهُ الحاكم, مات سَنَة سبع وثمانين وثلاث مئة. الخَّامس: أبو سَعيد البُسْتي القَاضي المُهَلبي, سمعَ من الخليل السِّجْزي المَذْكُور قبله, وأحمد ابن المُظفَّر البكري روى عنه البَيْهقي. السَّادس: أبو سَعيد البُسْتي الشَّافعي فاضلٌ مُتصرِّف في عُلوم, دخل الأندلس, وحدَّث عن أبي حامد الإسفرايني روى عنه أبو العبَّاس أحمد بن عُمر العُذْري. قال العِرَاقي: وأخْشَى أن يَكُون هذا هو الَّذي قبله, فيُحرَّر من فرَّق بينهما غير ابن الصَّلاح, فإن كانا واحدًا فيُعوَّض واحدًا مِمَّا تقدَّم. ومِمَّن يُسمَّى بذلك: الخليل بن أحمد بن إسْمَاعيل القاضي أبو سعيد السِّجْزي الحنفي, روى عنه أبو عبد الله الفارسي. قال: وهذا غير السِّجْزي السَّابق, فإنَّ ذلك اسم جده الخليل, ذكره الحاكم في «تاريخ نيسابور» وهذا اسم جده إسماعيل, ذكره عبد الغافر في ذيله عليه. والخليل بن أحمد أبو سليمان بن أبي جعفر الخالدي, سمع خلائق, ومات سَنَة ثلاث وخمس مئة, ذكره عبد الغافر. فائدتان: الأولى: وقع في النَّوع التاسع والمئة, من القسم الثَّاني من «صحيح» ابن حبَّان, أخبرنا الخليل بن أحمد بواسط, حدَّثنا جابر بن الكردي, فذكر حديثا. قال العِرَاقي: الظَّاهر أنَّ هذا تغيير من بعض الرُّواة, وإنَّما هو الخليل بن مُحمَّد, فإنَّه سمع عدَّة أحاديث بواسط, متفرقة في أنواع الكتاب. الثَّانية: من أمثلة هذا القسم: أنس بن مالك عشرة, روى منهم الحديث خمسة: الأوَّل: خادم النَّبي صلى الله عليه وسلم، أنْصَاري نَجَّاري, يُكنى أبا حمزة, نزل البصرة. والثاني: كَعْبي قُشَيري, يُكنى أبا أُمية, نزل البَصْرة أيضًا, ليس له عن النَّبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ حديث: «إنَّ الله وضَعَ عن المُسَافر الصِّيام وشِطْر الصَّلاة». أخرجه أصحاب «السُّنن» الأربعة. والثَّالث: أبو مالك الفقيه. والرَّابع: حمصي. والخامس: كُوفي. الثَّاني: من اتَّفقت أسْمَاؤهم وأسْمَاء آبائهم وأجْدَادهم, كأحْمَد بن جَعْفر بن حَمْدان أربعةٌ, كُلُّهم يَروون عمَّن يُسَمَّى عبد الله وفي عَصْرٍ واحد, أحدهم: القَطِيعي أبو بَكْر, عن عبد الله بن أحْمَد بن حَنْبل. الثَّاني: السَّقَطي أبو بَكْر, عن عبد الله بن أحمد الدَّورقي. الثَّالث: دينوري, عن عبد الله بن مُحمَّد بن سِنَان. الرَّابع: طَرَسُوسي, عن عبد الله بن جَابر الطَّرَسُوسي. الثَّاني من الأقسام: من اتَّفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم قال ابن الصَّلاحوأكثر من ذلك. كأحمد بن جعفر بن حمدان أربعةٌ, كلهم يروون عمَّن يُسمَّى عبد الله, و كلهم في عصر واحد. أحدهم: القَطِيعي أبو بكر البَغْدادي, يروي عن عبد الله بن أحمد بن حَنْبل «المسند» وغيره, وعنه أبو نُعيم الأصبهاني, مات سَنَة ثمان وثلاث مئة. الثَّاني: السَّقطي أبو بَكْر البَصْري يروي عن عبد الله بن أحمد الدَّوْرقي وعنه أبو نُعيم أيضًا, مات سَنَة أربع وثلاث مئة. الثَّالث: دنيوري يروي عن عبد الله بن مُحمَّد سِنَان صاحب مُحمَّد بن كثير, صاحب سُفْيان الثَّوري, وعنه علي بن القاسم بن شاذان الرَّازي. الرَّابع: طَرَسوسي يُكنى أبا الحسن, يروي عن عبد الله بن جابر الطَّرَسوسي وعنه القاضي أبو الحسن الخضيب بن عبد الله الخضيبي. مُحمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسف النَيْسابوري اثْنَان في عَصْرٍ, روى عنهُما الحاكم, أحدهما: أبو العبَّاس الأصم, والثَّاني: أبو عبد الله الأخرم الحَافظ. ومن ذلك: مُحمَّد بن يعقوب بن يوسف النَيْسابوري, اثنان في عصرٍ, روى عنهما أبو عبد الله الحاكم, أحدهما: أبو العبَّاس الأصم. والثَّاني: أبو عبد الله بن الأخرمٍ. قال ابن الصَّلاح: ويُعرف بـ الحافظ دون الأوَّل. قال العِرَاقي: ومن غرائب الاتِّفاق في ذلك: مُحمَّد بن جعفر بن مُحمَّد, ثلاثة مُتعاصِرون, ماتوا في سَنَة واحدة, وكلهم في عصر المئة, وهُم: أبو بكر مُحمَّد بن جعفر بن مُحمَّد بن الهيثم الأنْبَاري. والحافظ أبو عَمرو مُحمَّد بن جعفر بن مُحمَّد بن مطر النَيْسابوري. وأبو بكر مُحمَّد بن جعفر بن مُحمَّد بن كِنَانة البَغْدادي, ماتُوا سَنَة ستين وثلاث مئة. والثَّالث: ما اتَّفقَ في الكُنْية والنِّسْبة, كأبِي عِمْران الجَوْني, اثْنَان: عبد المَلك التَّابعي, ومُوسَى بن سَهْل البَصْري. وأبو بَكْر بن عَيَّاش, ثلاثة: القَارئ, والحِمْصي, عن جَعْفر بن عبد الواحد, والسُّلَمي البَاجدَّائي. والثَّالث من الأقسام: ما اتَّفق في الكُنْية والنِّسبة معًا كأبي عِمْران الجَوْني اثنان: أحدهما: عبد الملك بن حَبِيب الجوَنْي التَّابعي وسمَّاه الفَلاَّس: عبد الرَّحمن, ولم يُتابع عليه, مات سَنَة تسع وعشرين ومئة. و الآخر: مُوسَى بن سهل بن عبد الحميد البَصْري متأخِّر الطَّبقة, روى عن الرَّبيع بن سُليمان, وعنه الإسماعيلي والطَّبراني. و من ذلك أبو بكر بن عيَّاش, ثلاثة : أحدهم: القَارئ. و الثَّاني الحِمْصي الَّذي روى عن جعفر بن عبد الواحد الهَاشمي, قال ابن الصَّلاح: وهو مَجْهول, وجعفر غير ثقة. و الثَّالث السُّلمي الباجدَّائي صاحب «غريب الحديث» واسمه حسين مات سَنَة أربع ومئتين. وأفرد العِرَاقي هذا المثال بقسم, وهو ما اتَّفق فيه الكُنية واسم الأب. الرَّابعُ: عَكسُهُ, كَصَالح بن أبي صَالح أرْبَعةٌ: مولى التَّوْأمة, والَّذي أبوهُ أبو صَالحٍ السَّمَّان, والسَّدُوسي, عن علي وعَائشةَ, ومَوْلَى عَمرو بن حُرَيث. الخَامِسُ: من اتَّفقت أسْمَاؤهم وأسْمَاء آبائهم وأنْسَابُهم, كمُحمَّد بن عبد الله الأنصاري القَاضي المَشْهُور عنه البُخَاري, والثَّاني أبو سَلَمة ضعيفٌ. الرَّابعُ من الأقْسَام: عكسه بأن اتَّفق فيه الاسم, وكنى الأب كصالح بن أبي صالح, أربعةٌ تابعيون: أحدهم: مولى التوأمة واسم أبيه نَبْهان, وكُنيته أبو مُحمَّد, مدني, روى عن أبي هُرَيرة, وابن عبَّاس, وأنس, وغيرهم, مُختلف في الاحتجاج به, والتوأمة بنت أُمية بن خلف الجُمَحي. و الثَّاني: الَّذي أبوه أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان مَدَني, يُكنى أبا عبد الرَّحمن, روى عن أنس, وأخرج له مسلم. و الثَّالث: السَّدوسي روى عن علي وعائشة وعنه خلاَّد بن عمر, وذكره البُخَاري في «التاريخ»، وابن حبَّان في «الثقات». و الرَّابع: مولى عَمرو بن حُرَيث واسم أبيه مهران, روى عن أبي هُرَيرة, وعنه أبو بكر بن عيَّاش, ذكره البُخَاري في «التاريخ», وضعَّفه ابن مَعِين وجهَّله. ولهم خامس أسدي, روى عن الشَّعبي, وعنه زكريا بن أبي زائدة, وأخرج له النَّسَائي. الخَّامس من الأقسام: من اتَّفقت أسماؤهم وأسْمَاء آبائهم وأنْسَابهم, كمُحمَّد بن عبد الله الأنصاري اثنان مُتقاربان في الطَّبقة. أحدهما: القاضي المشهور البَصْري الَّذي روى عنه البُخَاري والنَّاس, وجده المُثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك, مات سَنَة خمس عشرة ومئتين. والثَّاني: أبو سلمة, ضعيفٌ واسم جده زياد, وهو بصري أيضًا. ولهم ثالثٌ, جدهُ حفص بن هِشَام بن زيد بن أنس بن مالك, روى عنه ابن ماجه, ووثَّقه ابن حبَّان. ورابعٌ, جده زيد بن عبد ربه الأنصاري, ذكره ابن حبَّان في ثقات التَّابعين. السَّادسُ: في الاسْمٍ أو الكُنْية, كحمَّاد. السَّادس من الأقسام: أن يتفقا في الاسم فقط أو الكنية فقط, ويقع ذكره في السَّند من غير ذكر أبيه, أو نِسْبة تميزه كحمَّاد لا يُدري هل هو ابن زيد, أو ابن سَلَمة! ويُعرف بحسب من رَوَى عنه, فإن كان سُليمان بن حرب, أو عارمًا, فالمُراد ابن زيد, قاله مُحمَّد بن يحيى الذُّهْلي, والرَّامهُرْمزى, والمِزِّى. أو مُوسَى بن إسماعيل التَّبُوذكى, فابن سلمة, قاله الرَّامهرمزي, لكن قال ابن الجوزى: إنَّه لا يروي إلاَّ عنه, فلا إشكال حينئذ. وروى الذُّهْلى عن عفَّان قال: إذا قلتُ لكُم: حدَّثنا حمَّاد ولم أنسبهُ, فهو ابن سلمة, وكذا إذا أطلقهُ حجَّاج بن مِنْهال, أو هُدْبة بن خالد, ذكرهُ المِزِّي. ومِمَّن انفرد بالرِّواية عن ابن زيد: أحمد بن إبْرَاهيم الموصلي, وأحمد بن عبد الملك الحرَّاني, وأحمد بن عبدة الضَّبي, وأحمد بن المِقْدام العِجْلي, وأزْهَر بن مروان الرَّقاشي, وإسحاق بن أبي إسرائيل, وإسحاق بن عيسى الطَّباع, والأشعث بن إسْحَاق, وبشر بن معاذ, وجُبَارة بن المُغلِّس, وحامد بن عمرو البَكْراوي, والحسن بن الربيع, والحسين بن الوليد وحفص بن عمر الحَوْضي, وحمَّاد بن أسامة, وحُميد بن مَسْعدة, وحَوْثرة بن مُحمَّد المنقري, وخالد بن خِدَاش, وخلف بن هِشَام البزَّار, وداود بن عَمرو, وداود بن معاذ, وزكريا بن عدي, وسعيد بن عَمرو الأشْعَثي, وسعيد بن منصور, وسعيد بن يعقوب الطَّالقاني, وسُفْيان بن عُيَينة, وسُليمان بن داود الزَّهْراني, وصالح بن عبد الله التِّرمذي, والصَّلت بن مُحمَّد الخاركي, والضحَّاك بن مَخْلد النبيل, وعبد الله بن الجراح القُهْستاني, وعبد الله بن داود التمَّار الواسطي, وعبد الله بن عبد الوهاب الحَجبي, وعبد الله بن وهب, وعبد الرَّحمن بن المُبَارك العَيْشي, وعبد العزيز بن المُغيرة, وعبد الله بن سعيد السَّرْخسي, وعُبيد الله بن عُمر القَوَاريري, وعلي بن المَدِيني, وعُمر بن زيد السياري, وعمر بن عوف الواسطي, وعمران بن موسى القزَّاز, وغسَّان بن الفضل السِّجستاني, وفضل بن عبد الوهَّاب القنَّاد, وفِطْر بن حمَّاد, وقُتيبة بن سعيد, وليث بن حمَّاد الصفَّار, وليث بن خالد البَجَلي, ومحمَّد بن إسماعيل السُّكري, ومحمَّد بن أبي بكر المُقدَّمي, ومحمَّد بن زُنبور المَكِّي, ومحمَّد بن زياد الزيادي, ومحمَّد بن سليمان لُوين, ومحمَّد بن عبد الله الرَّقَاشي, ومحمَّد بن عُبيد بن حِسَاب, ومحمَّد بن عيسى بن الطَّباع, ومحمَّد بن مُوسى الحَرَشي, ومحمَّد بن النَّضر بن مُساور المروزي, ومحمَّد بن أبي نُعيم الواسطي, ومَخْلد بن الحسن البَصْري, ومَخْلد ابن خِدَاش البَصْري, ومُسدَّد بن مُسَرهد, ومُعلَّى بن منصُور الرازي, ومهدي بن حفص, وهلال بن بشر, والهيثم بن سهل التُّسْتري- وهو آخر من روى عنه- ووهب بن جرير بن حازم, ويحيى بن بحر الكِرْماني, ويحيى بن حبيب بن عربي, ويحيى بن درست البَصْري, ويحيى بن عبد الله بن بُكَير المصري, ويحيى بن يحيى النَيْسابوري, ويوسف بن حمَّاد المعني. ومِمَّن انفرد بالرِّواية عن ابن سلمة: إبْرَاهيم بن الحجَّاج الشَّامي, وإبراهيم بن أبي سُويد الذَّارع, وأحمد بن إسْحَاق الحَضْرمي, وآدم بن أبي إياس, وإسْحَاق بن أبي عُمر بن سُليط, وإسْحَاق بن منصور السَّلولي, وأسد بن مُوسى, وبِشْر بن السَّري, وبِشْر بن عُمر الزَّهْراني, وبَهْز بن أسد, وحبَّان بن هلال, والحسن بن بلال, والحسن بن موسى الأشْيَب, والحسين بن عُروة, وخَليفة بن خيَّاط, وداود بن شَبيب, وزيد بن الحُبَاب, وزيد بن أبي الزرقاء, وسُريج بن النُّعْمان, وسعيد بن عبد الجبار البَصْري, وسعيد بن يحيى اللخمي, وأبو داود الطَّيالسي, وشعبة, وشهاب بن مَعْمر البلخي, وطالوت بن عباد, والعبَّاس بن بكَّار الضَّبي, وعبد الله بن صالح العجلي, وعبد الرَّحمن بن سلام الجُمحي, وعبد الصمد بن حسَّان, وعبد الصَّمد بن عبد الوارث, وعبد الغفَّار بن داود الحراني, وعبد الملك بن جُرَيج, وهو من شُيوخه, وعبد الملك بن عبد العزيز, وأبو نصر التمَّار, وعبد الواحد بن غِيَاث, وعُبيد الله بن مُحمَّد العَبْسي, وعَمرو بن خالد الحراني, وعَمرو بن عاصم الكلابي, والعلاء بن عبد الجبار, وغسَّان بن الرَّبيع, وأبو نُعيم الفَضْل بن دُكَين, والفضل بن عَنْبسة الواسطي, وقَبِيصة بن عُقْبة, وقُريش بن أنس, وكامل بن طلحة الجَحْدري, ومالك بن أنس- وهو من أقْرَانه- ومحمَّد بن إسْحَاق- وهو من شُيوخه- ومحمَّد بن بكر البُرْساني, ومحمَّد بن عبد الله الخُزَاعي, ومحمَّد بن كثير المِصِّيصي, ومسلم بن أبي عاصم النَّبيل, وأبو كامل مظفَّر بن مُدْرك, ومعاذ بن خالد بن شقيق, ومعاذ بن معاذ, ومهنأ بن عبد الحميد, وموسى بن داود الضَّبي, والنَّضر بن شُميل, والنَّضر بن مُحمَّد الجَرَشي, والنُّعمان بن عبد السَّلام, وهشام بن عبد الملك الطَّيالسي, والهيثم بن جميل, ويحيى بن إسْحَاق السَّيْلحيني, ويحيى بن حمَّاد الشَّيباني, ويحيى بن الضُّرَيس الرَّازي, ويعقوب بن إسْحَاق الحضرمي, وأبو سعيد مولى بني هاشم. ذكر ذلك المِزِّي في «تهذيبه». وعبدُ الله, وشَبههُ, قال سَلَمة بن سُليمان: إذَا قيل: بمكَّة عبدُ الله, فهو ابن الزُّبَير, أو بالمَدِينة فابنُ عُمر, وبالكُوفة ابنُ مَسْعُود, وبالبَصْرة ابنُ عبَّاس, وبخُرَاسان ابن المُبَارك, وقال الخَلِيلي: إذا قالهُ المِصْري فابنُ عَمْرو, والمَكِّي فابنُ عبَّاس. و من ذلك إذا أطلقَ عبدُ الله, وشبههُ. قال سلمة بن سُليمان: إذا قيل بمكَّة عبد الله فهو ابن الزُّبَير, أو إذا قيل بالمَدِينة فابنُ عُمر, و إذا قيلَ بالكوفة فهو ابن مسعود, و إذا قيلَ بالبَصْرة فهو ابن عبَّاس, و إذا قيل بخُرَاسان فهو ابن المُبَارك. وقال الخَليلي في «الإرْشَاد»: إذا قالهُ المِصْري فابنُ عَمرو بن العاص أو المَكِّي فابن عبَّاس أو الكُوفي فابن مسعُود, أو المَدَني فابن عُمر. وقال النَّضر بن شُمَيل: إذا قال الشَّامي: عبد الله فابنُ عَمرو بن العاص, أو المَدَني فابنُ عُمر. قال الخَطِيب: وهذا القول صحيح, وكذا يفعل بعض البَصْريين في ابن عُمر. وقال بعضُ الحُفَّاظ: إنَّ شُعْبة يَرْوي عن سَبْعةٍ عن ابن عبَّاس, كلُّهم أبو حَمْزة بالحَاء والزَّاي, إلاَّ أبا جَمْرة بالجِيم والرَّاء, نَصْر بن عِمْران الضُّبَعي, فإنَّه إذا أطْلَقهُ فهو بالجيم. وقال بعضُ الحُفَّاظ: إن شُعْبة يروي عن سبعة عن ابن عبَّاس كلهم يقال له: أبو حَمْزة بالحاء المُهملة والزَّاى, إلاَّ أبا جَمْرة, بالجيم والرَّاء, نَصْر بن عِمْران الضَُّبعي, فإنَّه إذا أطلقهُ فهو بالجيم وإذا روى عن غيره ذكرهُ باسمه ونسبه. قال العِرَاقي: وربَّما أطلق غيره أيضًا, مثالهُ: ما روى أحمد في «مسنده» حدَّثنا مُحمَّد بن جعفر, حدَّثنا شُعْبة, عن أبي حمزة, سمعتُ ابن عبَّاس يقول: مرَّ بي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغِلْمان, فاخْتَبأتُ منهُ خلف بَابٍ... الحديث. فهذا شُعْبة قد أطلق الرِّواية عن أبي حَمْزة, وليسَ هو نَصْر بن عِمْران, إنَّما هو بالحاء والزَّاي القَصَّاب, واسمهُ عِمْران بن أبي عَطَاء, كما بيَّنه مُسْلم في روايته. قلت: والخمسة الباقون: أبو حمزة عبد الرَّحمن بن كيسان.
فائدة: صنَّف الخَطِيب في هذا القِسْم كتابًا مُفيدًا سَمَّاه «المكمل في بيان المهمل» وأفرد النَّاس التصنيف فيما وقع في «صحيح» البُخَاري من ذلك. السَّابع: في النِّسْبة كالآمُلِيُّ, قال السَّمعاني: أكثر عُلماء طَبَرسْتَان من آمُلها, وشُهِرَ بالنِّسْبة إلى آمُل جَيْجُون, عبدُ الله بن حمَّاد شيخ البُخَاري, وخُطِّئ أبو علي الغَسَّاني, ثمَّ القاضي عِيَاض في قَوْلهما: إنَّه إلى آمُل طَبَرستان. ومن ذلكَ الحَنَفيُّ, إلى بَنِي حَنِيفة, وإلى المَذْهب, وكثير من المُحدِّثين يُنْسبُون إلى المَذْهب حَنِيفي, بِزيادة يَاء, وَوَافقهُم من النَّحْويِّين ابنُ الأنْبَاري وحْدهُ. السَّابع من الأقسام: أن يتَّفقا في النِّسبة من حيث اللفظ, ويفترقا في المَنْسوب إليه, ولابن طاهر فيه تأليف حسن. كالآمُلي, قال أبو سَعْد السَّمعاني: أكثر عُلماء طَبَرستان من آمُلها, وشُهر بالنِّسْبة إلى آمُل جَيْجُون عبد الله بن حمَّاد الآمُلي شيخ البُخَاري, وخُطِّئ أبو علي الغَسَّاني, ثمَّ القاضي عِيَاض في قولهما: إنَّه مَنْسُوب إلى آمُل طَبَرستان. ومن ذلك الحَنَفي نِسْبة إلى بني حنيفة قبيلة وإلى المَذْهب لأبي حنيفة, ومن الأوَّل أبو بَكْر عبد الكبير بن عبد المَجِيد الحَنَفي, وأخُوه عُبيد الله, أخرج لهما الشَّيْخان. وكثير من المُحدِّثين يُنسبون إلى المَذْهب الحَنَفي بزيادة ياء للفرق, وأكثر النُّحَاة يأبُون ذلك. ووافقهم من النَّحويين : الكَمَال أبو البَرَكات ابن الأنْبَاري وحده. قلتُ: والصَّواب معه, وقد اخترتهُ في كتاب «جمع الجوامع» في العربية, فقد قال صلى الله عليه وسلم: «بُعثتُ بالحَنِيفية السَّمحة». فأثبت الياء في اللفظة المنسُوبة إلى الحنفية, فلا مانع من ذلك. ثمَّ مَا وُجدَ من هَذَا البَاب غَيرَ مُبين, فيُعرف بالرَّاوي, أو المَرْوي عنهُ, أو بِبَيانه في طَريقٍ آخَرَ. ثمَّ ما وُجدَ من هذا الباب في الأقسام كلها غير مُبين, فيعرف بالرَّاوي عنه أو المروي عنه, أو بيانه في طريق آخر كما تقدَّم, فإن لم يُبين, واشْتركت الرُّواة, فمُشكل جدًّا يرجع فيه إلى غالب الظُّنون والقَرَائن, أو يتوقَّف. قال ابن الصَّلاح: وربَّما قيل في ذلك بظن لا يقوى, كما حدَّث القاسم بن زكريا المُطَرز يومًا بحديث عن أبي همَّام عن الوليد بن مسلم عن سُفْيان, فقال له أبو طالب بن نصر الحافظ: مَنْ سُفْيان هذا؟ فقال: هذا الثَّوري, فقال له أبو طالب: بل هو ابن عُيَينة, فقال المُطَرز: من أين؟ قال: لأنَّ الوليد قد روى عن الثَّوري أحاديث معدودة محفُوظة, وهو مليء بابن عُيَينة. قال العِرَاقي: وفيه نظر, لأنَّه لا يلزم من كونه مليًّا به أن يَكُون هذا من حديثه عنه إذا أطلقه, بل يَجُوز أن يكون من تلك الأحاديث المعدودة. قال: على أنِّي لم أر في شيء من كتب التواريخ وأسماء الرِّجال, رواية الوليد عن ابن عُيَينة ألبته, وإنَّما ذكروا روايته عن الثَّوري, ويُرَّجح ذلك وفاة الوليد قبل ابن عُيَينة بزمن.
|