الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تدريب الرَّاوي في شَرْح تَقْريب النَّواوى ***
لمُسْلم فيه كِتَاب, مِثَالُه: وَهْبُ بن خَنْبَش. النَّوع السَّابع والأرْبَعُون : معرفةُ الوحدان وهو من لم يرو عنه إلاَّ واحد. ومن فوائده: مَعْرفة المَجْهُول إذا لم يكن صَحَابيًا, فلا يُقبل كما تقدَّم في النَّوع السَّابع والعشرين. لمُسْلم فيه كتاب, مثاله في الصَّحَابة: وهب بن خَنْبش بفتح المعجمة والموحدة, بينهما نونٌ سَاكنة, الطَّائي الكُوفي. قال ابن الصَّلاح: وسمَّاه الحاكم وأبو نُعيم: هرمًا, وذلك خطأ, وكذا وقع عند ابن ماجه. قال المِزِّي: ومن قال وهب أكثر وأحفظ. وعَامرُ بن شَهْر, وعُروةُ بن مُضَرِّس, ومُحمَّد بن صَفْوان, ومُحمَّد بن صَيْفي, صَحَابيُّون لم يرو عنهُم غير الشَّعبي, وانفردَ قَيْس بن أبي حازم بالرِّواية عن أبيه, ودُكَين, والصُّنَابح بن الأعْسَر, ومِرْدَاس من الصَّحَابة. وعامر بن شهر, وعُروة بن مُضرِّس, ومُحمَّد بن صفوان الأنصاري ومُحمَّد بن صيفي الأنصاري, وليس بالذي قبله على الصَّحيح, هؤلاء صَحَابيون لم يرو عنهم غير الشَّعبي. قال العِرَاقي: ما ذكره في عامر قاله مسلم وغيره, وفيه نظر, فإنَّ ابن عبَّاس روى عنه قِصَّة رواها سيف بن عُمر في الرِّدة, قال: حدَّثنا طلحة الأعلم, عن عِكْرمة عن ابن عبَّاس قال: أوَّل من اعترض على الأسود العَنْسي وكابره عامر بن شهر الهمداني, إلى آخر كلامه. وما قالهُ في عُروة, قاله أيضًا ابن المَدِيني والحاكم, وليس كذلك, فقد روى عنه أيضًا ابن عمِّه حُميد الطَّائي, ذكره المِزِّي في «التهذيب». وانفرد قَيْس بن أبي حازم بالرِّواية عن أبيه, و عن دُكين بالكاف مُصغرًا ابن سعيد ويقال: سعد الخثعمي, ويقال: المُزَني و عن الصنابح بن الأعسر, ومرداس بن مالك الأسلمي من الصَّحَابة. قال العِرَاقي: لم يَنْفرد عن الصُّنَابح, بل روى عنه أيضًا الحارث بن وَهْب, ذكره الطَّبراني. قُلتُ: لكن قال شيخ الإسلام: إنَّه وهمٌ, والصَّواب أنَّ الَّذي روى عنه الحارث الصُّنَابحي التَّابعي, وسيأتي. وقال المِزِّي: روى عن مِرْداس أيضًا زياد بن عِلاقة. قال العِرَاقي: والصَّواب خلافهُ, فإنَّما روى زياد عن مِرْداس بن عُروة صَحَابي آخر. ومِمَّن لم يرو عنهُ من الصَّحَابة إلاَّ ابنه: المُسيبُ والدُ سَعيدٍ, ومُعاويةُ والدُ حكيم, وقُرَّة بن إياس والد مُعَاوية, وأبو لَيْلَى والد عبد الرَّحمن, قال الحاكم: لم يُخْرجا في «الصَّحيحين» عن أحَدٍ من هَذَا القَبِيل, وغَلَّطُوه بإخراجهما حديث المُسيب أبي سعيد في وفَاةِ أبي طَالب, وبإخْراج البُخَاري حديث الحَسَن عن عَمرو بن تَغْلب, وقَيْس عن مِرْداس. ومِمَّن لم يرو عنه من الصَّحَابة إلاَّ ابنه المُسيب بن حَزْن القُرشي والد سعيد, ومعاوية بن حَيْدة والد حكيم. قال العِرَاقي: بل روى عن مُعاوية أيضًا عُروة بن رُوَيم اللخمي, وحُميد المزني, ذكرهما المِزِّي. وقُرَّة بن إياس والد معاوية. وأبو ليلى الأنصاري والد عبد الرَّحمن وإن كان عدي بن ثابت أيضًا روى عنه, فلم يُدْركه كما قاله المِزِّي. قال أبو عبد الله الحاكم في «المدخل»: لم يخرجا أي: الشَّيخان في «الصَّحيحين» عن أحد من هذا القَبِيل من الصَّحَابة. وتبعهُ على ذلك البَيْهقي, فقال في «سننه» عند ذكر بَهْز بن حَكيم عن أبيه عن جدِّه: «ومن كتمها فإنَّا آخذُوها وشطر ماله...» الحديث ما نصه: فأمَّا البُخَاري ومسلم فإنَّهما لم يُخرجاهُ جريا على عادتهما, في أنَّ الصَّحابي, أو التَّابعي إذا لم يَكُن له إلاَّ راو واحد لم يُخرجَا حديثه في «الصَّحيحين». وغلَّطُوه في ذلك ونُقض بإخراجهما حديث المسيب أبي سعيد في وفاة أبي طالب مع أنَّه لا راوي له غير ابنه. وبإخراج البُخَاري حديث الحسن البصري عن عَمرو بن تَغْلب مرفوعًا: «إنَّي لأُعطي الرَّجُل والَّذي أدع أحب إليَّ...» ولم يرو عنه غير الحسن, كما قاله مسلم في «الوحدان» وغيره, وإن قال ابن عبد البر وابن أبي حاتم: روى عنه الحكم بن الأعرج. فقد قال العِرَاقي: لم أر لهُ رواية عنه في شيء من طُرقِ الحديث. و بإخراجه أيضًا حديث قيس بن أبي حازم عن مَرْداس الأسْلمي: «يَذْهب الصَّالحُون الأوَّل فالأوَّل...» ولا راوي له غير قيس كما تقدَّم تحريره. وبإخْرَاج مُسْلم حديث عبد الله بن الصَّامت عن رَافع بن عَمرو, ونَظَائره في «الصَّحيحين» كثيرة, وقد تَقدَّم في النَّوعُ الثَّالث والعِشْرين, وفي التَّابعين: أبو العُشَراء لَمْ يرو عنهُ غير حمَّاد بن سَلَمة, وتفرَّد الزُّهْري عن نَيِّف وعِشْرين من التَّابعين. وبإخراج مُسْلم حديث عبد الله بن الصَّامت عن رافع بن عَمرو الغِفَاري, ولا راوي له غيره. وقال العِرَاقي: بل روى عنه ابنه عِمْران, كما قال المِزِّي وأبو جسر مولى أخيه, كما في «جامع» التِّرمذي. ونظائره في «الصَّحيحين» كثيرة قال ابن الصَّلاح: كإخراجه حديث أبي رِفَاعة العَدِوي, ولم يرو عنه غير حُميد بن هِلال العَدوي. وحديث الأغر المُزَني, ولم يرو عنه غير أبي بُرْدة. وقال العِرَاقي: بل روى عن أبي رِفَاعة أيضًا صِلة بن أشيم العدوي, وعن الأغر عبد الله بن عَمرو, ومعاوية بن قُرَّة. وقد تقدَّم في النَّوع الثَّالث والعشرين شيء من هذا النَّوع. و مثاله في التَّابعين: أبو العُشَراء الدَّرامي لم يرو عنه غير حمَّاد بن سلمة. قال العِرَاقي: بل روى عنه يزيد بن أبي زياد, وعبد الله بن محرر, كلاهما روى عنه حديث الزَّكاة, متابعين لحماد بن سلمة. وتفرد الزُّهْري عن نيف وعِشْرين من التَّابعين لم يرو عنهم غيره, منهم فيما ذكره الحاكم محمَّد بن أبي سُفْيان بن حارثة الثَّقفي, وعَمرو بن أبي سُفْيان بن العلاء الثَّقفي. وعَمرو بن دِينَار عن جَمَاعة, وكذا يَحْيَى بن سعيد الأنْصَاري, وأبو إسْحَاق السَّبيعي, وهِشَام بن عُرْوة, ومَالك, وغيرهم رَضِي الله عنهم. و تفرد عَمرو بن دينار عن جَمَاعة, وكذا يَحْيَى بن سعيد الأنصاري, وأبو إسْحَاق السَّبيعي, وهِشَام بن عُروة, ومالك وغيرهم تفرَّد كل منهم بالرِّواية عن جَمَاعة لم يرو عنهم غيره. قال الحاكم: والَّذين تفرَّد عنهم مالك نحو عشرة من شُيوخ المدينة, منهم المِسْور بن رِفَاعة القُرَظي. قال: وتفرَّد سُفْيان عن بِضْعة عشر شيخًا, منهم عبد الله بن شدَّاد اللَّيثي, وتفرَّد شُعْبة عن نحو ثلاثين شيخًا, منهم المُفضَّل بن فَضَالة.
هُو فُنٌّ عَويصٌ تمسُّ الحَاجة إليهِ, لمَعْرفة التَّدْليس, وصنَّف فيه عبد الغَني بن سعيد وغيرُه. النَّوع الثَّامن والأرْبَعُون: معرفة من ذُكر بأسماء أو صفات مُختلفة من كُنَى, أو ألْقَاب, أو أنْسَاب, إمَّا من جَمَاعة من الرُّواة عنه, يعرفه كل واحد بغير ما عرفه الآخر, أو من راو واحد عنه, يعرفه مرَّة بهذا, ومرَّة بذاك, فيلتبس على من لا معرفة عنده, بل على كثير من أهل المعرفة والحفظ. و هو فنٌّ عويص بمُهملة أوَّله وآخره, أي: صعب تمسُّ الحاجة إليه, لمعرفة التدليس. وصنَّف فيه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتابًا نافعًا سمَّاه «إيضاح الإشكال» وقفتُ عليه, وسَأُلخص هُنا منهُ أمثلة و صنَّف غيره أيضًا كالخطيب. مِثَالهُ: مُحمَّد بن السَّائب الكَلْبي المُفَسِّر, وهُو أبو النَّضْر المَرْوي عنهُ حديث تَميمٍ الدَّاري وعَدي, وهو حمَّاد بن السَّائب رَاوي: «ذَكَاةُ كُل مَسْكٍ دِبَاغه». وهُو أبو سَعِيد الَّذي يَرْوي عَنهُ عَطيَّةُ التَّفْسير. مثالهُ: محمَّد بن السَّائب الكَلْبي المُفسِّر العَلاَّمة في الأنساب, أحد الضعفاء وهو أبو النَّضر المَرْوي عنه حديث تميم الدَّاري وعَدي بن بَدَّاء, في قِصَّتهما النازل فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} [المائدة: 106] الآية, رواها عنه عن باذان عن ابن عبَّاس, ابن إسْحَاق, وهي كنيته. وهو حمَّاد بن السَّائب راوي حديث: «ذَكَاة كل مَسْك بفتح الميم, أي: جِلْد دباغه» رواه عنه ابن إسْحَاق, عن عبد الله بن الحارث, عن ابن عبَّاس, أبو أُسَامة حمَّاد بن أُسَامة, وسمَّاه حمَّادا, أخذا من مُحمَّد, وقد غلط فيه حمزة بن مُحمَّد الكِنَاني الحافظ والنَّسائي. وهو أبو سعيد الَّذي روى عنه عطية العَوْفي التَّفسير وكنَّاهُ بذلك ليُوهم النَّاس أنَّه إنَّما يروي عن أبي سعيد الخُدْري. وهو أبو هِشَام الَّذي روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني, عن أبي صالح, عن ابن عبَّاس حديث: لما نزلت: {قُلْ هُوَ القَادِرُ} [الأنعام: 65] الحديث. كنَّاه بابنه هِشَام. وهو مُحمَّد بن السائب بن بشر, الَّذي روى عنه ابن إسْحَاق أيضًا. ومثلُهُ سَالم الرَّاوي عن أبي هُرَيرة وأبي سَعِيد وعَائشة, وهو سالم أبو عبد الله المَدَني, وسَالم مَوْلَى مالك بن أوْس, وسَالم مَوْلى شَدَّاد بن الهَادِ, وسَالم مَوْلى النَّصْريين, وسَالم مَوْلى المَهْري, وسَالم سَبْلان, وسَالم أبو عبد الله الدَّوْسي, وسَالم مَوْلى دَوْس, وأبو عبد الله مَوْلَى شَدَّاد. ومثلهُ سالم الرَّاوي عن أبي هُرَيرة وأبي سعيد الخُدْري وعائشة وسعد بن أبي وقَّاص وعُثمان بن عفَّان رضي الله تعالى عنهم. وهو سالم أبو عبد الله المدني. و هو سالم مولى مالك بن أوس بن الحَدَثان النَّصري. و هو سالم مولى شَدَّاد بن الهَاد النَّصري, الَّذي روى عنهُ أبو سَلَمة بن عبد الرَّحمن ونُعيم المُجْمر. و هو سالم مولى النَّصريين بالمهملة والنُّون, الذي روى عنه عمران بن بشير. و هو سالم مولى المَهْري الَّذي روى عنه عبد الله بن يزيد الهُذَلي. و هو سالم سَبْلان بفتح المهملة والموحدة, الَّذي روى عنه عمران بن بشير. و هو سالم أبو عبد الله الدَّوسي الَّذي روى عنه يحيى بن أبي كثير. و هو سالم مولى دوس الَّذي روى عنه يحيى أيضًا. و هو أبو عبد الله مولى شدَّاد الَّذي روى عنه محمَّد بن عبد الرَّحمن, وأبو الأسود. وهو عبد الله الَّذي روى عنه بُكَير بن الأشج. ومثلهُ محمَّد بن أبي قَيْس الشَّامي المَصْلُوب في الزَّنْدقة, وكان يضع الحديث قال ابن الجَوْزي: دُلِّس اسمه على خمسين وجهًا. وقال عبد الله بن أحمد بن سَوَادة: قلبُوا اسمه على مئة اسم وزيادة, قد جمعتها في كتاب. انتهى. فقيل فيه: محمَّد بن سعيد, وقيلَ: محمَّد مولى بني هاشم, وقيلَ: محمَّد بن أبي قيس, وقيلَ: مُحمَّد بن الطبري, وقيلَ: مُحمَّد بن حسَّان, وقيلَ: أبو عبد الرَّحمن الشَّامي, وقيلَ: مُحمَّد الأردني, وقيلَ: مُحمَّد بن سعيد بن حسَّان بن قيس, وقيلَ: مُحمَّد بن سعيد الأسدي, وقيلَ: أبو عبد الله الأسدي, وقيلَ: مُحمَّد بن أبي حسَّان, وقيلَ: مُحمَّد بن أبي سهل, وقيلَ: مُحمَّد الشَّامي, وقيلَ: مُحمَّد بن أبي زينب, وقيلَ: مُحمَّد بن أبي زكريا, وقيلَ: مُحمَّد بن أبي الحسن, وقيلَ: مُحمَّد بن أبي سعيد, وقيلَ: أبو قيس الدِّمشقي, وقيلَ: عبد الرَّحمن, وقيلَ: عبد الكريم على معنى التعبد لله, وقيلَ غير ذلك. وزعم العُقَيلي أنَّه عبد الرَّحمن بن أبي شميلة, ووهَّموه. واسْتَعملَ الخَطِيب كثيرًا مِنْ هَذَا في شُيُوخه. واستعمل الخَطِيب كثيرا من هذا في شُيوخه فيروي في كتبه عن أبي القاسم الأزهري, وعن عُبيد الله بن أبي الفتح الفارسي, وعن عُبيد الله بن أحمد بن عُثْمان الصَّيرفي, والكل واحد. وتبعَ الخَطِيب في ذلك المُحدِّثون خُصوصًا المُتأخِّرين, وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حَجَر, نعم لم أر العِرَاقي في أماليه يصنع شيئا من ذلك.
هُو فَنٌّ حَسنٌ يُوجدُ في أوَاخِرَ الأبْوابِ, وأُفرِدَ بالتَّصْنيف, وهُو أقْسَام: الأوَّل: في الأسْمَاء, فمن الصَّحَابة: أجْمَدُ – بالجيم- بنُ عُجْيَان, كسُفيان, وقيلَ: كعُليان. النَّوع التاسع والأرْبَعُون: معرفة المفردات من الأسماء والكنى والألقاب, في الصَّحَابة والرُّواة والعُلماء. وهو فنٌّ حسن يُوجد في أواخر الأبواب من الكتب المُصنَّفة في الرِّجَال, بعد أن يذكروا الأسماء المُشتركة. وأُفرد بالتصنيف أفردهُ البَرْديجي, واستدركَ عليه أبو عبد الله بن بُكَير مواضع ليست بمفاريد, وأخر ألقابًا لا أسماء, كالأجلح. وهو أقسام : الأوَّل: في الأسماء, فمن الصَّحَابة: أجمد بالجيم وضبطه القاضي أبو بكر بن العربي بالحاء المهملة, فوهم ابنُ عُجيان بضم المُهْملة وسُكون الجيم وتحتية كسُفيان وقيلَ: بالضم والفتح والتَّشديد وقيلَ: كَعُليان همداني شهد فتح مصر, قال ابن يُونس: لا أعلم له رواية. جُبَيب, بضم الجيم, سَنْدر, شَكَل, بفتحهما, صُدى أبو أُمَامة, صُنَابح بن الأعْسَر. جُبيب بن الحارث بضم الجيم وموحدتين, وغلط ابن شاهين فجعله بالخاء المُعجمة, وغلط بعضهم فجعله بالرَّاء آخره. سَنْدر بفتح المُهملتين, بينهما نُون ساكنة, الخَصي, مولى زنباع الجُذَامي, نزل مصر, ويُكنى أبا الأسْود, وأبا عبد الله باسم ابنه, وظنَّ بعضهم أنهما اثنان. فاعْتُرض على ابن الصَّلاح في دعوى أنَّه فرد, وليس كذلك كما قال العِرَاقي. شَكَل بفتحهما ابن حُميد العَبْسي من رهط حُذيفة, نزل الكُوفة, روى حديثه أصحاب «السنن». صُدى بالضم والفتح والتشديد, ابن عجلان أبو أُمَامة البَاهلي. صُنابح بالضم, آخره مُهملة ابن الأعْسَر البَجَلي الأحمسي. قال العِرَاقي: وقد اعتُرض بأنَّ أبا نُعيم ذكر في الصَّحَابة آخر اسمه صُنابح. والجَوَاب أنَّه بعد أن ذكره قال: هو عندي المُتقدِّم.
تنبيه: قال ابن عبد البر: ليسَ الصُّنابح هو الصُّنابحي الَّذي روى عن أبي بكر, لأنَّ هذا اسم, وذاك نسب, وهذا صحابي, وذاك تابعي, وهذا كوفي, وذاك شامي. وقال شيخ الإسلام: في «الإصابة» قيل في كل منهما: صُنابح وصُنابحي, لكن الصَّواب في ابن الأعْسر: صُنابح, وفي الآخر: صُنابحي, ويظهر الفرق بينهما بالرُّواة عنهما, فحيث جاءت الرِّواية عن قيس بن أبي حازم عنه, فهو ابن الأعسر, وهو الصحابي, وحديثه موصول, وحيث جاءت عن غير قيس عنه, فهو الصُّنَابحي, وهو التَّابعي, وحديثه مُرسل. قلت: أضبط من هذا: أنَّ الصُّنَابح لم يرو غير حديثين, فيما ذكر ابن المَدِيني, وزاد الطَّبراني ثالثًا من رِوَاية الحارث بن وهب, وغلط فيه بأنَّه الصُّنابحي. كَلَدة, بفتحهما ابنُ حَنْبل, وَابِصَةُ بن مَعْبد, نُبَيْشة الخَيْر, شَمْغُون أبو رَيْحَانة, بالشِّين والغين المُعْجَمتين, ويُقَال: بالعين المُهْملة. كلدة بفتحهما ابن حنبل بلفظ جد الإمام أحمد. وابِصَة بكسر الموحدة ومهملة ابن معبد. نُبيشة الخير بضم النُّون وفتح الموحدة وسكون التحتية ومعجمة. قال العِرَاقي: وليس فردًا, ففي الصَّحَابة نُبيشة غير المذكور في حديث الحج. ونُبيشة بن أبي سلمى, رجل روى عنه رُشَيد أبو مَوْهب ذكره ابن أبي حاتم. شَمْغُون بن يزيد القُرَظي أبو رَيْحانة بالشين والغين المُعجمتين, ويُقال بالعين المُهْملة. وبذلك جزمَ ابن الصَّلاح أولاً, ثمَّ حكى الثَّاني بصيغة: يقال, وقال: إن ابن يُونس صحَّحه. وحكى فيه شيخ الإسلام قولاً ثالثًا: أنَّه بالمُهملتين, وأنَّه أزدي, ويقال: أنصاري, ويقال: قُرشي, ويقال له: أسْدِي بِسُكُون السِّين المُهملة. قال شيخ الإسلام: الأسد لُغة في الأزد, والأنصار كلهم من الأزد, ولعله حالف بعض قُريش, فتجتمع الأقوال, نزل الشَّام وله خمسة أحاديث. هُبَيبٌ, مُصَغَّر بالمُوَحَّدة المُكَرَّرة, ابن مُغْفل, بإسكان المُعجمة, لُبَي باللام كأُبَي, ابن لَبَا, كعصا. ومن غير الصَّحَابة: أوْسَطُ بن عَمْرو, تَدُوم بفتح المُثنَّاة من فوق, وقيلَ: من تحتٍ وبضمِّ الدَّال, جَيْلانُ بِكَسْرِ الجيم, أبو الجَلدِ بفتحها, الدُّجَين بالجيم مُصغَّر. هُبيب, مصغر بالموحدة المُكررة, ابن مُغْفِل بإسكان المعجمة وضم الميم وكسر الفاء, الغِفَاري. لُبَي باللام أوله مصغر كأُبي بن كعب, وغلط ابن قانع فسماه أُبيا ابن لَبَا بالفتح والتخفيف كعصا من بني أسد. ومن غير الصَّحَابة: أوسط بن عَمرو البجلي تابعي. تَدُوم, بفتح المثناة من فوق, وقيلَ: من تحت وبضم الدَّال ابن صُبح الكَلاعي. جيلان بكسر الجيم ابن فَرْوة. أبو الجَلْد بفتحها الأخباري. الدُّجَين بالجيم مُصغَّر ابن ثابت أبو الغُصْن. قال ابن الصَّلاح: قيل: إنَّه جُحا المعروف. والأصح أنَّه غيره, وعلى الأوَّل مَشَى الشِّيرازي في «الألقاب» ورواه عن ابن مَعِين, وأختار ما صحَّحه ابن حبان وابن عَدي, وقد روى عنه ابن المُبَارك, ووكيع, ومسلم بن إبْرَاهيم, وغيرهم, وهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جُحَا. وما ذُكر من أنَّه فرد, قاله أيضًا البُخَاري وابن أبي حاتم وغيرهما, وهو دُجين العُريني الَّذي حدَّث عنهُ ابن المُبَارك. زِرِّ بنُ حُبَيش, سُعَير بن الخِمْسِ, وُرْدَان, مُسْتمر بن الرَّيان, عَزْوان, بفتح المُهْملة وإسْكَان الزَّاي. زر بن حُبيش التَّابعي الكبير. قال العِرَاقي: في عَدِّه في الأفراد نظر, فإنَّهم غير واحد يُسمُّون هكذا, منهم: زِر بن عبد الله الفُقَيمي, صحابي ذكرهُ أبو مُوسى المَدِيني, وابن فَتْحُون, والطَّبري. وزر بن أربد بن قَيْس, ابن أخي لَبِيد بن ربيعة. وزر بن مُحمَّد التَّغْلبي, شاعران ذكرهما ابن ماكولا. قال العِرَاقي: ولا يُردان على ابن الصَّلاح, لأنَّه ترجم النَّوع للصحابة والرُّواة والعُلماء, فخرَّجَ الشُّعراء الَّذين لا صُحْبة لهم, فيرد عليه الأوَّل فقط. سُعَير مُصغَّر بمُهملتين ابن الخِمْس بكسر المُعْجمة وسُكُون الميم ومُهملة قال ابن الصَّلاح: انفرد في اسمه واسم أبيه. وقال العِرَاقي: لم يَنْفرد في اسمه, ففي الصَّحَابة: سُعير بن عَدَّاء البَكَّائي, ذكرهُ ابن فتحُون. وسُعير بن سَوَادة العَامري ذكره ابن مَنْده وأبو نُعيم. قلتُ: وسُعَير بن خَفَّاف التَّميمي, ذكره سيف في الفُتوح, وأنَّهُ كان عاملاً للنَّبي صلى الله عليه وسلم على بُطُون تميم, وأقرَّهُ أبو بكر, اسْتدركه شيخ الإسلام في «الإصَابة». وُرْدان بالضم, وهذا مزيد على ابن الصَّلاح. مُستمر بصيغة الفاعل من استمر ابن الرَّيان تابعي رأى أنسًا. قال العِرَاقي: وليس فردًا, فلهم المُستمر النَّاجي, والد إبْرَاهيم, روى له ابن ماجه حديثًا, وكلاهما بصري. عَزْوان, بفتح المُهْملة وإسْكَان الزَّاي بن يزيد الرَّقَاشي, وقد اعتُرض هذا بأمرين: أحدهُمَا: أنَّه لا يُعرف له رِوَاية, وإنَّما روى عن أنس شيئا من قوله. الثَّاني: أنَّ لهم عزوان آخر لم يُنسب. وأُجيب بأنَّ ابن ماكولا بعد أن ذكره قال: لعلَّه الأوَّل. نَوْف البِكَاليُّ, بكسر المُوحَّدة وتخفيف الكاف, وغلبَ على ألسنتهم الفَتْح والتَّشديد, ضُرَيب بن نُقَير بن سُمَير, مصغرات, ونُقَير بالقاف, وقيلَ: بالفاء, وقيلَ: نفيل بالفَاء واللام, هَمَذَانُ, بريدُ عُمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه بالمُعْجمة وفتح الميم, كالبَلْدة, وقيلَ: بالمُهملة وإسْكَان الميم كالقَبِيلة. نَوْف بالفتح والسُّكون ابن فَضَالة البِكَالي, بكسر الموحدة وتخفيف الكاف, وغلب على ألسنتهم الفتح والتَّشديد والصَّواب الأوَّل, ونسبته إلى بني بِكَال ابن دعمي, بطن من حِمْير, وهو ابن امرأة كعب الأحبار, وقيلَ ابن أخيه. قال العِرَاقي: وليسَ فردًا, بل لهم نوف بن عبد الله, رَوَى عن علي بن أبي طالب, وعنهُ سالم بن أبي حَفْصة, وفَرْقد السَّبخي, وذكره ابن حبَّان في «الثقات». ضُريب بالمُعجمة والرَّاء بن نُقَير بن سُمير الثَّلاثة مُصغَّرات, ونُقَير والده بالقاف, وقيلَ: بالفاء, وقيلَ: نفيل بالفاء واللام. هَمَذان, بريد عُمر بن الخَطَّاب رضي الله عنه، بالمعجمة وفتح الميم كالبَلْدة, وقيلَ: بالمهملة وإسكان الميم كالقبيلة. القِسْمُ الثَّاني: الكُنَى: أبُو العُبَيدين, بالتَّثنية والتَّصْغير, اسمهُ مُعَاوية بن سَبْرَة, أبو العُشَراء أُسَامةُ, وقيلَ: غيرُ ذلكَ, أبو المُدِلَّة, بكسر المُهْملة وفتح اللام المُشدَّدة, لم يُعرف اسمهُ, وانفردَ أبو نُعَيم بتسميته عُبيد الله بن عبد الله, أبُو مُرَايةَ بالمُثنَّاة من تحت وضمِّ الميم وتخفيف الرَّاء, اسمهُ عبد الله بن عَمْرو, أبو مُعَيْد مُصغَّر, حفصُ بن غَيْلان. القسم الثَّاني: الكُنَى: أبو العُبَيدين, بالتثنية والتَّصغير, اسمه مُعَاوية بن سبرة من أصحاب ابن مَسْعُود, له حديثان أو ثلاثة. أبو العُشَراء الدَّارمي اسمه أسامة بن مالك بن قِهْطم, بكسر القاف, فيما ذكر ابن الصَّلاح في النَّوع الخامس والأربعين أنَّه الأشهر. وقيلَ غير ذلك فقيل: يَسَار بن بكر بن مَسْعُود, وقيلَ: عُطَارد بن بكر, وقيلَ: ابن برز, براء ساكنة, وقيلَ: مفتوحة ثمَّ زاي. أبو المُدلَّة, بكسر المهملة وفتح اللام المُشدَّدة, لم يعرف اسمه, وانفرد أبو نعيم بتسميته عُبيد الله بن عبد الله كذا قالهُ ابن الصَّلاح أيضًا. قال العِرَاقي: وليس كذلك, بل سمَّاه كذلك ابن حبَّان في «الثِّقات». وقال أبو أحمد الحاكم: هو أخو سعيد بن يسار, وأخطأ إنَّما ذاكَ أبو مُزرد, وهو أيضًا فرد, واسمهُ عبد الرَّحمن بن يَسَار. قال ابن الصَّلاح في أبي المُدلة: روى عنه الأعمش وابن عُيَينة وجماعة. قال العِرَاقي: وهو وهمٌ عَجِيب, فلم يرو عنه واحد منهم أصلاً, بل انفردَ عنهُ أبو مُجَاهد سعد الطَّائي, كما صرَّح به ابن المَدِيني, ولا أعلمُ في ذلك خلافًا بين أهل الحديث. أبو مُراية, بالمُثناة من تحت وضم الميم وتخفيف الرَّاء, اسمه عبد الله بن عَمرو تابعي, روى عنه قَتَادة. أبو مُعَيْد مصغَّر مخفَّف الياء حفص بن غَيْلان الهمداني, روى عن مكحول وغيره. القِسْمُ الثَّالث: الألقابُ: سَفِينةُ مَوْلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، مِهْرَان, وقيلَ غيرهُ, مِنْدل, بكسرِ الميم عن الخَطِيب وغيره, ويقولونه بفتحها, اسمهُ عَمرو, سَحْنُون, بضم السِّين وفتحها, عبد السَّلام, مُطَيَّن, ومُشْكدَانه, وآخَرُون. القسم الثَّالث: الألقاب: سَفِينة, مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لقب فرد, اسمه مِهْران بالكسر وقيلَ غيره وسيأتي في النَّوع الآتي, وسبب تلقيبه أنَّه حمل متاعًا كثيرًا لرفقته في الغزو, فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم: «أنتَ سَفينة». مِنْدل, بكسر الميم عن الخَطِيب وغيره, ويَقُولونه بفتحها. قال الحافظ أبو الفضل ابن ناصر: وهو الصَّواب, نقلهُ العِرَاقي في نكته اسمه عَمرو بن علي. سحنُون بضمِّ السِّين وفتحها, عبد السَّلام بن سعيد التنوخي القيرواني, صاحب «المدونة». مُطين مُصغَّر الحَضْرمي. ومُشْكدانه بضم الميم وسُكُون المعجمة, وفتح الكاف والمهملة بعد الألف نون وآخرُون. ينبغي أن يُزاد في هذا قِسْمٌ رابع في الأنساب.
صَنَّفَ فيهِ ابن المَدِيني, ثمَّ مُسْلم, ثمَّ النَّسَائي, ثمَّ الحَاكم أبو أحمد, ثمَّ ابن مَنْده وغيرهم. والمُرَاد منهُ بَيَانُ أسْمَاء ذَوي الكُنَى, ومُصَنِّفهُ يُبوِّب على حُروفِ الكُنَى. النَّوع الخمسون: في الأسماء والكنى. أي: مَعْرفة أسْمَاء من اشْتُهر بكنيته, وكُنَى من اشتهر باسمهِ. ويَنْبغي العِنَاية بذلك, لئلا يُذكر مرَّة الرَّاوي باسمه, ومرَّة بكنيته, فيظنها من لا معرفة له رَجُلين, وربَّما ذُكر بهما معا, فيُتوهَّم رَجُلين, كالحديث الَّذي رواه الحاكم من رِوَاية أبي يُوسف, عن أبي حنيفة, عن موسى بن أبي عائشة, عن عبد الله بن شَدَّاد, عن أبي الوليد, عن جابر مرفوعًا: «مَنْ صَلَّى خلفَ الإمام, فإنَّ قِرَاءتهُ لهُ قِرَاءة». قال الحاكم: عبد الله بن شدَّاد هو أبو الوليد, بيَّنه ابن المَدِيني. قال الحاكم: ومن تَهَاون بمعرفة الأسَامي أورثهُ مثل هذا الوهم. قال العِرَاقي: وربَّما وقع عكس ذلك, كحديث أبي أُسَامة عن حمَّاد بن السَّائب السَّابق, أخرجه النَّسَائي وقال: عن أبي أُسامة حمَّاد بن السَّائب, وإنَّما هو عن حمَّاد, فأسقط: عن, وخفي عليه أنَّ الصَّواب: عن أبي أُسامة حمَّاد بن أُسَامة. قال: ولقد بَلَغني عن بعض من دَرَس في الحديث أنَّه أرادَ الكشف عن ترجمة أبي الزِّناد, فلم يهتد إلى موضعه من كتب الأسْمَاء, لعدم مَعْرفته باسمه. قال المُصنِّف: صنَّف فيه أي: في هذا النَّوع جماعة, منهم: على ابن المَدِيني, ثمَّ مسلم بن الحجَّاج ثمَّ النَّسَائي, ثمَّ الحاكم أبو أحمد وهو غير أبي عبد الله صاحب «علوم الحديث» و«المستدرك» ثمَّ ابن منده, وغيرهم كأبي بشر الدُّولابي. قال العِرَاقي: وكتاب أبي أحمد أجل تصانيف هذا النَّوع, فإنَّه يذكر فيه من عرف اسمهُ ومن لم يعرف, وكتاب مسلم والنَّسائي لم يذكر فيه إلاَّ من عرف اسمه. والمراد منه بيان أسماء ذوي الكُنَى, ومُصنَّفه يُبوِّب تصنيفه على حُروف المُعجم في الكُنَى ويذكر أسماء أصحابها, فيذكر في حرف الهمزة أبا إسْحَاق وفي البَاء أبا بِشْر ونحوها. وهو أقْسَامٌ: الأوَّل: من سُمِّيَ بالكُنْية لا اسْمَ لهُ غيرُهَا, وهُو ضَرْبَان: مَنْ لهُ كُنيةٌ, كأبي بَكْر بن عبد الرَّحمن, أحد الفُقَهاء السَّبْعة, اسمهُ أبو بَكْر وكُنْيتهُ أبو عبد الرَّحمن, ومِثْلهُ أبو بَكْر بن مُحمَّد بن عَمرو بن حَزْم, كُنْيتهُ أبو مُحمَّد, قال الخَطِيب: لا نَظِير لَهُما, وقيلَ: لا كُنْية لابن حَزْم. وهو أقْسَام تِسْعة, ابتكرها ابن الصَّلاح: الأوَّل: من سُمِّي بالكُنية, لا اسمَ لهُ غيرها, وهو ضَرْبان: من له كنية أُخرى زيادة على الاسم. قال ابن الصَّلاح: فصار كأنَّ لكنيته كنية, قال: وذلك ظريف عجيب. كأبي بكر بن عبد الرَّحمن بن الحارث بن هِشَام المخزومي أحد الفُقهاء السَّبعة بالمدينة اسمهُ أبو بكر, وكنيته أبو عبد الرَّحمن. قال العِرَاقي: وهذا قولٌ ضعيف, ورواه البُخَاري في «التاريخ» عن سُمي مولى أبي بكر, وفيه قولان آخران: أحدهما: أنَّ اسمهُ مُحمَّد, وأبو بكر كنيته, وبه جزم البُخَاري. والثَّاني: أنَّ اسمه كُنيته, وهو الصَّحيح, وبه جزم ابن أبي حاتم وابن حبَّان, وقال المِزِّي: إنَّه الصَّحيح. ومثلهُ أبو بكر بن مُحمَّد بن عَمرو بن حزم الأنصاري كُنيته أبو مُحمَّد, قال الخَطِيب: لا نظير لهما في ذلك. وقيلَ: لا كُنية لابن حزم غير الكنية الَّتي هي اسمه. الثَّاني: مَنْ لا كُنْيةَ لهُ, كأبي بِلال عن شَرِيكٍ, وكأبي حَصَين بفتح الحَاء, عن أبي حَاتم الرَّازي. القِسْم الثَّاني: من عُرفَ بِكُنيتهِ, ولم يُعْرف ألَهُ اسْمٌ أم لا؟ كأبي أنَاسٍ, بالنُّون, صَحَابي, وأبي مُوَيْهبة, مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي شَيْبةَ الخُدْري, وأبي الأبْيَض عن أنَسٍ, وأبي بَكْر بن نَافع مَوْلى ابن عُمر, وأبي النَّجِيب بالنُّون المَفْتوحة, وقيلَ: بالتَّاء المَضْمُومة, وأبي حَرِيز, بالحَاء والزَّاي, المَوْقِفي, والمَوقِف مَحلَّة بِمصْر. الثَّاني من الضَّربين من لا كنية له غير الكُنية الَّتي هي اسمه كأبي بلال الأشْعري الرَّاوي عن شريك. وكأبي حَصِين بفتح الحاء يحيى بن سليمان الرَّاوي عن أبي حاتم الرَّازي. قال كل منهما: اسمي وكنيتي واحد, وكذا قال أبو بكر بن عيَّاش المقرئ, ليس لي اسم غير أبي بكر. القِسْم الثَّاني: من عُرف بكنيته, ولم يُعرف أله اسم ولكن لم نقف عليه أم لا اسم له أصلا كأبي أنَاسٍ, بالنُّون صحابي كِنَاني, ويقال: ديلي. وأبي مُويهبة مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وأبي شيبة الخُدْري الَّذي مات في حصار القُسْطنطينية. وأبي الأبيض التَّابعي الرَّاوي عن أنس بن مالك. وقال العِرَاقي: سمَّاه ابن أبي حاتم في الكُنَى, وفي «الجرح والتعديل» في الأسماء: عيسى, لكن أعادهُ في آخره في الكُنَى الَّذين لا تُعرف أسماؤهم, وقال: سمعتُ أبي يقول: سئل أبو زُرْعَة عن أبي الأبيض فقال: لا نعرف اسمه. قال ابن عساكر: ولعلَّ ابن أبي حاتم وجدَ في بعض رواياته أبو الأبيض عبسي, فتصحَّف عليه بعيسى. وأبي بكر بن نَافع مَوْلَى ابن عُمر. وأبي النَّجيب, بالنُّون المفتوحة, وقيلَ: بالتاء الفوقية المضمومة. قال ابن الصَّلاح: مولى عبد الله بن عَمرو بن العاص. وقال العِرَاقي: بل مولى عبد الله بن سَعْد بن أبي سَرْح بلا خِلاف, قال: وقد جزم ابن ماكُولا بأنَّ اسمهُ ظُليم, وحَكَاهُ قبلهُ ابن يُونس. وأبي حَرِيز بالحاء المفتوحة والرَّاء المكسورة والزَّاي آخره المَوقِفي بفتح الميم وسُكون الواو وكسر, القاف ثمَّ فاء والموقف محلَّة بمصر. القِسْمُ الثَّالث: من لُقِّب بكُنْيةٍ ولهُ غيرهَا اسمٌ وكُنْيةٌ, كأبي تُرَاب عليِّ بن أبي طَالبِ أبي الحَسَن, وأبي الزِّنَاد عبد الله بن ذَكْوان أبي عبد الرَّحمن, وأبي الرِّجَال مُحمَّد بن عبد الرَّحمن أبي عبد الرَّحمن, وأبي تُمَيلة يَحْيى بن وَاضِح, وأبي الآذَان الحافظ عُمر بن إبْرَاهيم أبي بَكْر, وأبي الشَّيْخ الحَافظ عبد الله بن مُحمَّد أبي مُحمَّد, وأبي حَازم العَبْدُووِيِّ عُمر بن أحمد أبي حَفْص. القسم الثَّالث: من لُقِّب بكنية وله غيرها اسم وكنية, كأبي تُراب علي بن أبي طالب اسما أبي الحسن كنية, لقَّبه بذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له: «قُمْ أبا تُراب» وكان نائمًا عليه. وأبي الزِّناد عبد الله بن ذكوان أبي عبد الرَّحمن. وأبي الرِّجال مُحمَّد بن عبد الرَّحمن أبي عبد الرَّحمن لُقِّب بذلك لأنَّه كان له عشرة أولاد رجال. وأبي تُميلة بضم الفوقية مُصغَّر يحيى بن واضح. وأبي الآذان بالمد, جمع أُذن الحافظ عُمر بن إبْرَاهيم أبي بكر لُقِّب به لأنَّه كان كبير الأُذنين. وأبي الشَّيْخ الحافظ, عبد الله بن مُحمَّد بن حيَّان الأصبهاني أبي مُحمَّد. وأبي حازم العبدُووي بضم الدال, نسبة إلى عبدويه جده عُمر بن أحمد أبي حفص. الرَّابع: من لَهُ كُنْيتان أو أكْثرُ, كابن جُرَيج أبي الوَليد وأبي خَالد, ومنصُور الفرَاوي أبي بَكْر وأبي الفَتْح وأبي القَاسم. الخَّامسُ: من اخْتُلفَ في كُنيته, كأُسَامة بن زَيْد أبي زَيْد, وقيلَ: أبو مُحمَّد, وقيلَ: أبو عبد الله, وقيلَ: أبو خَارجة, وخلائق لا يُحْصونَ, وبعضهم كالَّذي قبله. السَّادسُ: من عُرفت كُنيتهُ واخْتُلفَ في اسْمهِ, كأبي بُصْرة الغِفَاريِّ, حُمَيلٌ بضمِّ الحَاء المُهْملة على الأصح, وقيلَ: بجيم مَفْتُوحة, وأبي جُحَيفة وَهْب, وقيلَ: وَهْب الله, وأبي هُرَيرة عبد الرَّحمن بن صَخْر, على الأصح من ثَلاثينَ قولاً, وهو أوَّل مَكْنىٌّ بهَا. القسم الرَّابع: من له كُنيتان أو أكثر, كابن جُرَيج أبي الوليد وأبي خالد, ومنصور الفَرَاوي شيخ ابن الصَّلاح أبي بكر وأبي الفتح وأبي القاسم وكان يُقال له ذو الكُنَى. القسم الخامس: من اخْتُلف في كُنيته دون اسمه, وقد ألَّف فيه عبد الله بن عطاء الهروي مُؤلفًا. كأُسامة بن زَيْد الحب أبي زَيْد وقيلَ: أبو مُحمَّد, وقيلَ أبو عبد الله, وقيلَ: أبو خَارجة. وخَلائق لا يُحْصون كأُبي بن كَعْب أبو المُنْذر, وقيلَ: أبوالطُّفيل. وبعضهم كالَّذي قبله عبارة ابن الصَّلاح, وفي بعض من ذُكر في هذا القسم من هو في نفس الأمر مُلْتحقٌ بالَّذي قبله. القِسْم السَّادس: من عُرفت كُنيته, واخْتُلفَ في اسمه, كأبي بُصْرة الغِفَاري بلفظ البلد. حُميل, بضم الحاء المُهملة مُصغَّرًا على الأصح, وقيلَ: بجيم مفتوحة مُكبرًا. وأبي جُحيفة وَهْب, وقيلَ: وَهْب الله. وأبي هُرَيرة عبد الرَّحمن بن صَخْر, على الأصح من ثلاثين قولاً في اسمه واسم أبيه, وهذا قول ابن إسْحَاق, وصحَّحه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» والرَّافعي في «التهذيب» وآخرون. ونقله المُصنِّف في «تهذيب الأسماء» عن البُخَاري والمُحقِّقين والأكثرين. روى الحاكم في «المستدرك» من طريق ابن إسْحَاق قال: حدَّثني بعض أصحابي, عن أبي هُرَيرة قال: كان اسمي في الجَاهلية عَبْد شَمْس بن صَخْر, فسُميت في الإسْلام عبد الرَّحمن. وقيلَ: اسْمهُ عُمير بن عامر, قاله: هِشَام بن الكلبي, وخليفة بن خيَّاط, وصحَّحهُ الشَّرف الدِّمياطي أعلم المُتأخِّرين بالأنساب. وقيلَ: عبد الرَّحمن بن غنم, وقيلَ: عبد الله بن عائذ, وقيلَ: عبد الله بن عامر, وقيلَ: عبد الله بن عَمرو, وقيلَ: سُكين بن دومة, وقيلَ: سُكين بن هانئ, وقيلَ: سُكين بن مل, وقيلَ: سُكين بن صخر, وقيلَ: عامر بن عبد شمس, وقيلَ: عامر بن عُمير, وقيلَ: يزيد بن عشرقة, وقيلَ: عبد نهم, وقيلَ: عبد شمس, وقيلَ: غنم, وقيلَ: عُبيد بن غنم, وقيلَ: عَمرو بن غنم, وقيلَ: عَمرو بن عامر, وقيلَ: سعيد بن الحارث. هذه عِشْرون قولاً اقتصر على حكايتها الحافظ جمال الدِّين المِزِّي. وقال القُطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه نحو أربعين قولاً مذكُورة بالسَّند في ترجمته في «تاريخ» ابن عَسَاكر. وهو أوَّل مَكْنى بها روي عنه: إنَّما كُنيت بأبي هُرَيرة, لأنِّي وجدتُ أولاد هرة وحشية, فحملتها في كُمِّي, فقيل: ما هذه؟ فقلتُ: هِرَّة, قيل: فأنت أبو هُرَيرة. وقيلَ: وكان يُكنى قبلها أبا الأسود. وقال ابن سَعْد في «الطبقات» حدَّثنا رُوح بن عُبَادة, حدثنا أُسامة بن زيد, عن عبد الله بن رافع, قال: قلتُ لأبي هُرَيرة لِمَ كَنُّوك أبا هُرَيرة؟ قال: كانت لي هُرَيرة صغيرة, فكنت إذا كان الليل وضعتها في شجرة, فإذا أصبحت أخذتها, فلعبتُ بها, فكنُّوني أبا هُرَيرة. وأبي بُرْدة بن أبي مُوسَى. قال الجمهُور: عامر, وابن مَعِين: الحَارث, وأبي بَكْر بن عَيَّاش المقرئ فيه نَحْو أحَدَ عَشَرَ, قيل: أصَحُّها شُعْبة, وقيلَ: أصَحُّها اسمهُ كُنْيته. السَّابع: من اخْتُلف فيهما, كسَفِينة مولَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: عُمَير, وقيلَ: صَالح, وقيلَ: مِهْران أبو عبد الرَّحمن, وقيلَ: أبو البَخْتري. وأبي بُرْدة بن أبي مُوسى الأشْعَري قال الجمهُور اسمهُ عَامر, و قال يَحْيى ابن معين: الحارث. وأبي بَكْر بن عَيَّاش المُقرئ, فيه نحو أحد عشر قولاً, وقيلَ: أصحها شُعْبة عِبَارةُ ابن الصَّلاح: قال ابن عبد البر: إن صحَّ له اسم فهو شُعْبة لا غير, وهو الَّذي صحَّحه أبو زُرْعَة. وقيلَ: أصحها اسمهُ كُنيته قال ابن عبد البر: وهذا أصح إن شاء الله تعالى, لأنَّه رُوي عنه أنَّه قال: مَا لي اسمٌ غير أبي بكر, وصحَّحه المِزِّي. وقيلَ: اسمهُ مُحمَّد, وقيلَ: عبد الله, وقيلَ: سالم, وقيلَ رُؤبة, وقيلَ: مُسلم, وقيلَ: خِدَاش, وقيلَ: حَمَّاد, وقيلَ: حبيب, وقيلَ: مُطرِّف. السَّابع: من اخْتُلف فيهما أي: اسمه وكُنيته معا كسَفِينة مولى رَسُول صلى الله عليه وسلم قيل : اسمه عُمير, وقيلَ: صالح, وقيلَ: مهران وقيلَ: بحران, وقيلَ: رومان, وقيلَ: قيس, وقيلَ: شَنْبَة, بفتح المعجمة والموحدة بينها نون ساكنة, وقيلَ: سَنبة, بالمهملة, وقيلَ: طهمان, وقيلَ: مروان, وقيلَ: ذكوان, وقيلَ: كيسان, وقيلَ: سُليمان, وقيلَ: أيمن, وقيلَ: أحمر, وقيلَ: أحمد, وقيلَ: رَبَاح, وقيلَ: مفلح, وقيلَ: مرقبة, وقيلَ: معقب, وقيلَ: عبس, وقيلَ: عيسى. فهذه اثنان وعشرون قولاً, حكاها شيخ الإسلام في «الإصابة» إلاَّ القول الثَّاني. وكُنيتهُ أبو عبد الرَّحمن, وقيلَ: أبو البختري. الثَّامن: من عُرِفَ بالاثنين, كآباء عبد الله أصْحَاب المَذَاهب: سُفْيان الثَّوري, ومَالك, ومُحمَّد بن إدريس الشَّافعي, وأحمد بن حَنْبل, وغيرهم. التَّاسع: من اشْتُهر بهما مع العِلْمِ باسْمهِ, كأبي إدْريس الخَوْلاني عائذ الله, رَضي الله عنهم أجْمَعين. القسم الثَّامن: من عُرف بالاثنين ولم يُختلف في واحد منهما كآباء عبد الله أصْحَاب المَذَاهب: سُفْيان الثَّوري, ومالك, ومحمَّد بن إدريس الشَّافعي وأحمد بن حنبل وكأبي حَنِيفة النُّعْمان بن ثابت وغيرهم مِمَّن لا يُحصى. ومن الصَّحَابة: الخُلفاء الأرْبَعة: أبو بَكْر عبد الله, وأبو حفص عمر, وأبو عَمرو عُثمان, وأبو الحسن علي. القسم التَّاسع: من اشتهرَ بها أي: بكُنيته مع العلم باسمه, كأبي إدريس الخولاني عائذ الله بالمعجمة ابن عبد الله, وكأبي إسْحَاق السَّبيعي عَمرو, وأبي الضُّحى مسلم. قال ابن الصَّلاح: ولابن عبد البر فيه تأليف مليح, فيمن بعد الصَّحَابة منهم.
مِنْ شَأنهِ أنْ يُبَوَّب على الأسْمَاء, فمن يُكْنَى بأبي مُحمَّد من الصَّحَابة رَضِي الله تعالَى عَنْهُم: طَلْحة, وعبد الرَّحمن بن عَوْف, والحَسَن بن عليِّ, وثَابت بن قَيْس, وكَعْب بن عُجْرة, والأشْعَث بن قَيْس, وعبد الله بن جَعْفر, وابن عَمرو, وابن بُحَينة, وغيرهم. النَّوع الحادي والخَمْسُون معرفة كنى المعروفين بالأسماء. قال ابن الصَّلاح: وهذا من وجه ضد النَّوع الَّذي قبله. ومن وجه آخر: يصح أن يجعل قسمًا من أقْسَام ذلك, من حيث كونه قسمًا من أقسام أصحاب الكُنى, وألَّف فيه ابن حبَّان. انتهى. وعلى الاصطلاح الثَّاني مَشَى ابن جماعة في «المنهل الروي» فعدَّ أقسامه عشرة, وتبعه العِرَاقي قال: لأنَّ الَّذين صنَّفوا في الكنى جمعوا النَّوعين معا. وعلى الأوَّل قال المُصنِّف كابن الصَّلاح: من شأنه أن يُبوب على الأسماء ثمَّ يُبين كُنَاها بخلاف ذلك. فممن يُكنى بأبي مُحمَّد من الصَّحَابة رضي الله تعالى عنهم: طلحة بن عُبيد الله وعبد الرَّحمن بن عوف, والحسن بن علي, وثابت بن قيس بن الشماس, فيما جزمَ به ابن مَنْده, ورجَّحه ابن عبد البر, وقيلَ: كُنيته أبو عبد الرَّحمن, ورجَّحه ابن حبَّان والمِزِّي. فعلى هذا هو من أمثلة القِسْم الخامس السابق وكعب بن عُجْرة, والأشعث بن قيس, وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال العِرَاقي: في هذا نظر, فإن المعروف أن كُنيته أبو جعفر, وبذلك كنَّاهُ البُخَاري في «التاريخ»، وحكاهُ عن ابن الزُّبَير وابن إسْحَاق, وتبعهُ ابن أبي حاتم, والنَّسائي, وابن حبَّان, والطَّبراني, وابن مَنْده, وابن عبد البر. قال: وكأنَّ ابن الصَّلاح اغترَّ بما وقع في «الكُنى» للنَّسائي في حرف الميم. أبو مُحمَّد عبد الله بن جعفر ثمَّ روى بإسناده أنَّ الوليد بن عبد الملك قال لعبد الله بن جعفر: يا أبا مُحمَّد, مع أنَّه أعاده في حرف الجيم, فذكره أبا جعفر. قال: وابن الزُّبَير أعرف بعبد الله من الوليد, إن كان النَّسَائي أراد بالمذكور أولاد ابن أبي طالب وهو الظاهر, وإن أراد به غيره, فلا يخالفه. و عبد الله بن عمرو بن العاص و عبد الله بن بُحينة وغيرهم. وبأبي عبد الله: الزُّبَير, والحُسَين, وسَلْمان, وحُذيفة, وعَمرو بن العَاص, وغيرهم. ومِمَّن يكنى بأبي عبد الله من الصَّحَابة: الزُّبَير بن العوَّام والحسين بن علي وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليَمَان وعَمرو بن العاص, وغيرهم. وعدَّ منهم ابن الصَّلاح: عمارة بن حزم. قال العِرَاقي: وفيه نظر, فلم أر أحدًا ذكر له كنيته. وعُثمان بن حنيف, قال: وتبع في ذلك ابن حبَّان, والمشهور أنَّ كنيته أبو عَمرو, ولم يذكر المِزِّي غيرها. والمُغيرة بن شُعْبة, قال: وتبع في ذلك البُخَاري وابن حبَّان وابن أبي حاتم, والمشهور أنَّ كُنيته أبو عيسى, كذا جزمَ به النَّسَائي وأبو أحمد الحاكم. ومَعْقل بن يَسَار, وعَمرو بن عامر, المُزَنيين, قال: وفيهما نظر, فالمَشْهُور أنَّ كُنْية معقل: أبو علي, وبه قال الجمهور, علي بن المَدِيني, وخليفة, والعجلي, وابن منده, والبُخَاري, وابن أبي حاتم, وابن حبَّان, والنَّسائي, زاد العجلي: ولا نعلم أحدًا في الصَّحَابة يُكنى أبا علي غيره. قال العِرَاقي: بل قيس بن عاصم, وطَلْق بن علي, يُكْنيان بذلك, كما جزمَ به النَّسَائي. قال: وأمَّا عَمرو بن عامر, ففي الصَّحَابة اثنان فقط. أحدهما: ابن ربيعة بن هَوْذة, أحد بني عامر بن صعصعة, ليس مزنيًا, ولا يكنى أبا عبد الله. والثَّاني: ابن مالك بن خنساء المازني, أحد بني مازن بن النجَّار, يُكنى أبا داود, ذكره ابن منده وسمَّاه ابن إسْحَاق عُميرًا, وهو الصَّواب, فليس بعمرو, ولا مُزني, بل مازني, ولا يُكنى أبا عبد الله. قال: والظَّاهر: أنَّ ما ذكرهُ ابن الصَّلاح سبق قلم, وإنَّما هو عَمرو بن عوف المُزَني, فإنَّه يُكنى بذلك. وبأبي عبد الرَّحمن: ابن مَسْعُود, ومُعَاذ بن جبل, وزَيْد بن الخَطَّاب, وابن عُمر, ومُعَاوية بن أبي سُفْيان, وغَيْرهُم, وفي بعضهم خِلافٌ. و مِمَّن يكنى بأبي عبد الرَّحمن من الصَّحَابة: عبد الله ابن مسعود, ومُعاذ بن جبل, وزيد بن الخَطَّاب أخو عُمر, وقِيلَ: كُنيته أبو عبد الله و عبد الله ابن عُمر, ومُعاوية بن أبي سُفْيان وغيرهم. وفي بعضهم أي: المَذْكورين في هذا النَّوع خلاف كما تقدَّم في ثابت بن قيس, وعَمرو بن العاص, وزيد بن الخَطَّاب. قال العِرَاقي: واللائق بهؤلاء أن يُذكرُوا في القِسْم الخامس.
وهِيَ كثيرةٌ, ومَنْ لا يعرفُهَا قَدْ يَظُنُّها أسَامِيَ, فيَجْعل مَنْ ذُكِرَ باسْمهِ في مَوْضع, وبِلَقَبه في آخَرَ شَخْصين, وألَّف فيه جَمِاعةٌ. النَّوع الثَّاني والخَمْسُون: الألقاب. أي: معرفة ألقاب المُحدِّثين, ومن يُذكر معهم, كما ذكره ابن الصَّلاح وهي كثيرة, ومن لا يعرفها قد يظُنها أسامي, فيجعل من ذُكر باسمه في موضع, وبلقبه في آخر شَخْصين كما وقعَ ذلك لجماعة من أكابر الحُفَّاظ, منهم ابن المَدِيني, فرَّقُوا بين عبد الله بن أبي صالح, أخي سُهيل, وبين عباد بن أبي صالح, فجعلوهما اثنين, وإنَّما عباد, لقب لعبد الله, لا أخ له, باتِّفاق الأئمة. وألَّف فيه جَمَاعة من الحُفَّاظ, منهم أبو بكر الشِّيرازي, وأبو الفضل الفلكي, وأبو الوليد الدبَّاغ, وأبو الفرج بن الجَوْزي, وآخرهم شيخ الإسلام أبو الفضل بن حَجَر, وتأليفه أحسنها وأخصرها وأجمعها. ومَا كَرِههُ المُلَقَّب لا يَجُوز, ومَا لا فيَجُوز, وهذه نُبذٌ منهُ: مُعَاويةٌ الضَّال, ضَلَّ في طريق مَكَّة, عبد الله بن مُحمَّد الضَّعيف, كانَ ضَعيفًا في جِسْمهِ. وما كرههُ المُلقَّب به من الألقاب لا يَجُوز التَّعْريف به وما لا يَكْرهُ فيَجُوز التَّعريف به. كذا جزمَ به المُصنِّف هنا تبعًا لابن الصَّلاح, وتبعهما العِرَاقي, وليس كذلك, فقد جزم المُصنِّف في سائر كتبه كالرَّوضة و«شرح مسلم» و«الأذكار» بجوازه للضَّرورة, غير قاصد غيبة, وقد سبق على الصَّواب في آداب المُحدِّث, ثمَّ ظهرَ لي حمل ما هنا على أصل التلقيب, فيَجُوز بما لا يكره دون ما يكره. قال الحاكم: وأوَّل لقب في الإسلام لُقِّب أبي بكر الصِّديق, وهو: عَتِيق, لُقِّب به لعتاقة وجهه, أي: حُسْنه. وقِيلَ: لأنَّه عَتيق الله من النَّار. ثمَّ الألقاب, منها ما لا يعرف سبب التلقيب به, وهو كثير, ومنها ما يعرف, ولعبد الغني بن سعيد فيه تأليف مُفيد, وهذه نُبذ منه أي: نوع الألقاب على غير ترتيب. مُعاوية بن عبد الكريم الضَّال, ضلَّ في طريق مَكَّة فلُقِّب به, وكان رَجُلا عظيمًا. عبد الله بن مُحمَّد الضَّعيف, كان ضعيفًا في جِسْمه لا في حديثه. وقِيلَ: لُقِّب به من باب الأضْدَاد, لشدَّة إتْقَانه وضَبْطه, قالهُ ابن حبَّان. وعلى الأوَّل قال عبد الغني بن سعيد: رَجُلان جَليلان, لزمهما لقَبَان قَبِيحان: الضَّال والضَّعيف. مُحمَّد بن الفَضْل أبو النُّعْمان عَارمٌ, كانَ بَعيدًا من العَرَامة, وهي الفَسَاد, غُنْدر, لُقِّبَ جَمَاعة كُل منهم مُحمَّد بن جَعْفر, أوَّلهم صَاحبُ شُعْبة, والثَّاني يَرْوي عَنْ أبي حاتم, والثَّالث عنهُ أبو نُعَيم, والرَّابع عن أبي خَليفةَ الجُمَحي وغَيْره, وآخَرُون لُقِّبوا بِهِ. قال ابن الصَّلاح: وثالث وهو مُحمَّد بن الفضل أبو النُّعمان السَّدوسي عَارم, كان عبدًا صالحا بعيدًا من العَرَامة, وهي الفساد. ونظير ذلك أبو يونس الحسن بن يزيد القوي, يروى عن التَّابعين, وهو ضعيف, وقِيلَ: له القوي لعبادته. ويُونس بن مُحمَّد الصَّدوق, من صِغَار الأتْبَاع, كذَّاب. ويُونس الكَذُوب في عصر أحمد بن حنبل ثقة, وقِيلَ: له الكَذُوب, لحفظه وإتقانه. غُندر لُقِّب جماعة, كل منهم مُحمَّد بن جعفر أوَّلهم مُحمَّد بن جعفر البَصْري أبو بكر صاحب شُعْبة قدم ابن جُرَيج البَصْرة, فحدَّث بحديث عن الحسن البَصْري, فأنكروه عليه, وأكثر مُحمَّد بن جعفر من الشَّغب عليه, فقال له: اسْكُت يا غُنْدر. قال ابن الصَّلاح: وأهل الحجاز يُسمُّون المُشغب: غُندر. والثَّاني أبو الحُسين الرَّازي نَزْيل طَبرستان روى عن أبي حاتم الرَّازي. والثَّالث أبو بكر البَغْدادي الحافظ الجَوَّال الورَّاق, جده الحسين, سمع الحسن بن علي المَعْمري, وأبا جعفر الطَّحاوي, وأبا عَرُوبة الحرَّاني, حدَّث عنهُ أبو نُعيم الأصْبَهاني, والحاكم, وابن جُميع, وأبو عبد الرَّحمن السُّلمي, مات سَنَة سبعين وثلاث مئة. والرَّابع أبو الطَّيب البَغْدادي, جده دران, صوفي مُحدِّث جَوَّال, روى عن أبي خليفة الجُمَحي وغيره وأبي يَعْلى المَوْصلي, وعنه الدَّارقُطْني, توفَّى سَنَة تسع وخمسين وثلاث مئة. وآخرون لُقِّبوا به مِمَّن ليس بمحمد بن جعفر. قلت: بقي مِمَّن لُقِّب به واسمه مُحمَّد بن جعفر اثنان: أبو بكر القاضي البَغْدادي, يروي عن أبي شاكر مسرة بن عبد الله, وأبو بكر مُحمَّد بن جعفر بن العبَّاس النجَّار, سمع ابن صاعد وعنه الحسن بن مُحمَّد الخلال, مات في المُحرم سَنَة تسع وسبعين وثلاث مئة, ذكرهما الخَطِيب. ومِمَّن لُقِّب به وليس اسمه ذلك: أحمد بن آدم الجُرْجَاني الخلنجي, يروي عن ابن المَدِيني وغيره. ومحمد بن المُهلَّب الحراني أبو الحسين, ذكره الشِّيرازي, قال ابن عَدي: كانَ يَكْذب. ومُحمَّد بن يوسف بن بشر بن النَّضْر بن مِرْداس الهَرَوي, حافظٌ فقيه شَافعي, سمعَ الرَّبيع المُرَادي, روى عنهُ الطَّبراني, ووثَّقه الخَطِيب, ومات في رمضان سَنَة ثلاث وثلاث مئة, عن مئة سَنَة. غُنْجَارٌ: اثْنَانِ بُخَاريَان: عيسَى بن مُوسَى عن مَالك والثَّوري, والثَّاني صَاحبُ تَاريخهَا. غُنْجار: اثْنَان بُخَاريان: عيسى بن مُوسى التَّيْمي أبو أحمد روى عن مالك والثَّوري قال ابن الصَّلاح: لُقِّب به لِحُمرة وَجْنتيه. والثَّاني أبو عبد الله مُحمَّد بن أحمد الحافظ صاحب تاريخها أي بُخَارى مات سَنَة ثنتي عشرة وأربع مئة. صَاعِقةُ مُحمَّد بن عبد الرَّحيم لِشدَّة حِفْظهِ, عنهُ البُخَاري, شَبَابٌ لقبُ خَليفَةَ صَاحب «التاريخ»، زُنَيج بالزَّاي والجيم, أبو غَسَّان مُحمَّد بن عَمْرو شَيْخُ مُسْلم, رُسْته عبد الرَّحمن الأصْبَهاني, سُنَيد الحُسَين بن دَاود, بُنْدَار مُحمَّد بن بَشَّار, قَيْصَر أبو النَّضر هاشمُ بن القَاسم. صاعقة مُحمَّد بن عبد الرَّحيم الحافظ أبو يحي, لُقِّب به لشدَّة حفظه ومُذاكراته, روى عنه البُخَاري. شباب بلفظ ضد الشيخوخة, ابن خياط لقب خليفة العصفري صاحب التاريخ. زُنيج بالزَّاي والجيم والنُّون مُصغَّرًا أبو غَسَّان مُحمَّد بن عَمرو الرَّازي شيخ مسلم. رُسْته بالضمِّ وسُكون المُهْملة وفتح الفَوْقية عبد الرَّحمن بن عُمر الأصْبَهاني. سُنيد مُصغَّر لقب, وله تفسير مسند, هو الحسين بن داود المِصيصي. بُنْدار مُحمَّد بن بَشَّار البَصْري شيخ الشَّيخين والنَّاس. قال ابن الصَّلاح: قال ابن الفَلَكي: لُقِّب بهذا لأنَّه كان بُنْدار الحديث, أي: حافظه. وذكر الحافظ ابن حَجَر أنَّه لُقِّب به أيضًا جماعة منهم: أبو بكر مُحمَّد بن إسماعيل البَصْلاني شيخ أبي بكر الآجري. وأبو الحُسين حامد بن حمَّاد, روى عن إسْحَاق بن سيَّار وغيره. والحسين بن يوسف بُنْدار, روى عن أبي عيسى التِّرمذي, وعنه ابن عَدي في «الكامل». قَيْصر أبو النَّضر هاشم بن القاسم المعروف شيخ أحمد بن حنبل وغيره. الأخْفَشُ نَحْويُّون: أحمدُ بن عِمْران مُتقدِّم, وأبو الخَطَّاب المَذْكُور في سِيبَوَيه, وسَعِيد بن مَسْعَدة الَّذي يُروى عنهُ كِتَابُ سِيبَوَيه, وعَليِّ بن سُلَيمان صاحبُ ثَعْلَب والمُبَرِّد. الأخفش لُقِّب به جماعة نحويُّون ولهم رِوَاية أيضًا, كما خرجتُ ذلك في «طبقات النُّحاة». أوَّلهم: أحمد بن عِمْران البَصْري النَّحوي مُتقدم روى عن زيد بن الحُبَاب وغيره, وله «غريب الموطأ», وذكره ابن حبَّان في «الثقات» ومات قبل الخمسين ومئتين. و الثَّاني: الأكبر أبو الخَطَّاب المذكور في كتاب سيبويه وهو شيخه, عبد الحميد بن عبد المجيد, أخذ عن أبي عَمرو بن العلاء, وهو أوَّل من فسَّر الشِّعر تحت كل بيت, ورعٌ ثقة. و الثَّالث: الأوسط سعيد بن مسعدة أبو الحسن البلخي, ثمَّ البصري الَّذي يُروى بالضم عنه كتاب سيبويه وهو صاحبه, روى عن هِشَام بن عروة والنَّخعي والكلبي, وعنه أبو حاتم السجستاني, وله «معاني القرآن» وغيره, مات سَنَة عشر, وقِيلَ: خمس عشرة, وقِيلَ: إحدى وعشرين ومئتين, وهو المراد حيث أُطلق في كتاب النحو. و الرَّابع: الأصغر علي بن سُليمان بن الفضل أبو الحسن صاحب ثعلب والمُبرِّد مات في شعبان سَنَة خمس عشرة وثلاث مئة. وفي النُّحاة أخفش خامس: وهو أحمد بن مُحمَّد الموصلي, شافعي, في أيام أبي حامد الإسفرايني, قرأ عليه ابن جني. وسادسٌ: وهو خلف بن عُمر البَلَنسي أبو القاسم, مات بعد السِّتين وأربع مئة. وسابعٌ: وهو عبد الله بن مُحمَّد البغدادي أبو مُحمَّد, روى عن الأصمعي. وثامنٌ: وهو عبد العزيز بن أحمد الأندلسي أبو الأصبغ, روى عنه ابن عبد البر. وتاسعٌ: وهو علي بن مُحمَّد المغربي الشَّاعر, أبو الحسن الشريف الإدريسي, كان حيًّا سَنَة ثنتين وخمسين وأربع مئة. وعاشرٌ: وهو علي بن إسماعيل بن رجَاء الفَاطمي أبو الحسن. وحادي عشر: وهو هارون بن مُوسى بن شَريك القَارئ, قرأ علي ابن ذكوان, وحدَّث عن أبي مسهر الغَسَّاني, ومات سَنَة إحدى, وقِيلَ: اثنتين وتسعين ومئتين. وقد بسطت تراجم هؤلاء في «طبقات النُّحاة». مُرَبَّع, مُحمَّد بن إبْرَاهيم, جَزَرة, صَالح بن مُحمَّد, عُبَيدٌ العِجْلُ, بالتَّنْوين, الحُسين بن مُحمَّد, كَيْلجة, مُحمَّد بن صَالح, مَا غَمَّهُ, هو علاَّن, وهو علي بن الحَسَن بن عبد الصَّمد, ويُجْمع بَيْنهُمَا, فيُقَال: علاَّن ما غَمَّه, سَجَّادة المشهُور, الحَسَن بن حَمَّاد, وسَجَّادة, الحُسَين بن أحمد. مُربَّع بفتح الباء المشدودة مُحمَّد بن إبْرَاهيم الحافظ البغدادي. جَزَرة بفتح الجيم والزاي والرَّاء صالح بن مُحمَّد البغدادي الحافظ لُقِّب بها لأنَّه لمَّا قدم عَمرو بن زراة بغداد سمع عليه في جُملة الخلق, فقيل له: من أين سمعت؟ فقال: من حديث الجزرة, يعني حديث: عبد الله بن بُسْر, لأنَّه كان يرقى بخرزة, فصحَّفها. عُبيدٌ العجل, بالتنوين ورفع العجل لا بالإضافة الحُسين بن مُحمَّد بن حاتم البغدادي الحافظ. كَيْلجة, مُحمَّد بن صالح البَغْدادي الحافظ, ويُقال اسمه أحمد. ويُلقَّب كَيْلجة أيضًا: أبو طالب أحمد بن نصر البَغْدادي, شيخ الدَّارقُطْني, ذكره الحافظ ابن حجر في ألقابه. ما غَمَّه بلفظ النَّفي لفعل الغم هو علاَّن, وهو علي بن الحسن بن عبد الصَّمد الحافظ البغدادي ويجمع فيه بينهما أي: اللَّقبين فيُقال: علاَّن ما غمَّه. سَجَّادة بالفتح المشهور بهذا اللَّقب الحُسين بن حمَّاد من أصحاب وكيع و يُلقَّب سَجَّادة أيضًا الحُسين بن أحمد شيخ ابن عَدي. عَبْدان, عبد الله بن عُثْمان وغيره, مُشْكدانه ومُطَيَّن. عبدان, عبد الله بن عُثْمان المروزي, صاحب ابن المُبَارك, لُقِّب به فيما نقله ابن الصَّلاح عن أبي طاهر, لأنَّ اسمه عبد الله, وكنيته أبو عبد الرَّحمن, فاجتمع فيهما العبدان. قال ابن الصَّلاح: وهذا لا يصح, بل ذلك من تغيير العامة للأسماء, كما قالوا في علي: علاَّن, وفي أحمد بن يُوسف السلمي: حمدان, وفي وهب بن بَقِية الواسطي: وهبان. وغيره أيضًا لُقِّب عبدان منهم: عبد الله بن أحمد بن مُوسَى العسكري الأهوازي, وعبد الله بن مُحمَّد بن يزيد العسكري, وعبد الله بن يوسف بن خالد السلمي, وعبد الله بن خالد القرقساني أبو عُثْمان البجلي, وعبد الله بن عبدان بن مُحمَّد بن عبدان, أبو الفضل الهمداني, وعبد الله بن مُحمَّد بن عيسى المروزي, وعبد الله بن يزيد بن يعقوب الدَّقيقي. مُشْكَدانه بضم الميم وسُكون المعجمة وفتح الكاف, قال ابن الصَّلاح: ومعناهُ بالفارسية حبة المسك, أو وعاؤه, لقب عبد الله بن عمر بن مُحمَّد بن أبَان القُرشي الأموي أبي عبد الرَّحمن. ومُطيَّن بفتح الياء, لقب أبي جعفر الحضرمي. قال ابن الصَّلاح: خاطبهما بذلك الفضل بن دكين, فلقِّبَا به. زاد غيره في الأوَّل: لأنَّه كان إذا جاءه يلبس ويتطيَّب, وفي الثَّاني: لأنَّه كان وهو صغير يلعب مع الصِّبيان في المَاء فيُطينُون ظهره, فقال له أبو نُعيم: يا مُطيَّن لمَ لا تحضر مجلس العلم.
|