الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: بيان مشكل الآثار **
حَدَّثَنَا بَكَّارَ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكَيْسَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ لِي أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَاحْتَجْنَا أَنْ نَقِفَ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قِيلَ مَا قِيلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَطَلَبْنَا ذَلِكَ فَوَجَدْنَا الْكَيْسَانِيَّ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْت عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام كَأَنَّهُ عَنْ اللهِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَزَادَ قَدْ سَبَّحَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الظُّلُمَاتِ. فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمَعْنَى الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ تَفَرَّدَ يُونُسُ بِالْمَعْنَى الَّذِي قِيلَ مِنْ أَمْرِهِ مِنْ أَجْلِهِ مَا قِيلَ مِمَّا قَدْ رَوَيْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْبَابِ وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْقَوْلُ كَانَ مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ تَفْضِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إيَّاهُ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ مِمَّا سَنَذْكُرُ مِمَّا رُوِيَ فِيهِ فِيمَا بَعْدُ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى, وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. حَدَّثَنَا بَكَّارَ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ قَالَ سَمِعْت أَنَسًا يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا خَيْرَ الْبَرِّيَّةِ فَقَالَ ذَاكَ أَبِي إبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم. حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْبَصْرِيَّانِ جَمِيعًا ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانَ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَانَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُحْتَمِلاً عِنْدَنَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، أَنْ يَكُونَ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلُ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ اللَّهُ خَلِيلاً وَلَمْ يَكُنْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَلِيلاً حِينَئِذٍ غَيْرَ إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إبْرَاهِيمُ يَفْضُلُهُ حِينَئِذٍ بِالْخُلَّةِ وَكَانَتْ الْخُلَّةُ الْمَحَبَّةَ الَّتِي لاَ مَحَبَّةَ فَوْقَهَا فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ لَهُ صلى الله عليه وسلم يَا خَيْرَ الْبَرِّيَّةِ وَاسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَخْتَصُّ لِمَحَبَّتِهِ مَنْ فِي عِبَادِهِ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ قَالَ لَهُ ذَاكَ أَبِي إبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ خَلِيلاً عَادَ بِالْخُلَّةِ مِنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إلَى الْمَعْنَى الَّذِي كَانَ إبْرَاهِيمُ اسْتَحَقَّ بِهِ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَيْنَا مَا ذُكِرَ اسْتِحْقَاقُهُ فِيهِ ثُمَّ صَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَلِيلاً كَمَا كَانَ إبْرَاهِيمُ خَلِيلاً لَهُ فَصَارَا جَمِيعًا مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الْخُلَّةِ مِنْهُ وَاخْتَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ دُونَ إبْرَاهِيمَ بِذِكْرِهِ فِيمَا لاَ يُذْكَرُ إبْرَاهِيمُ فِيهِ فِي التَّأْذِينِ فِي الصَّلاَةِ وَالإِقَامَاتِ بِهَا بِأَنْ جَعَلَهُ صلى الله عليه وسلم مَذْكُورًا فِيهَا بِعَقِبِ ذِكْرِهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا فَكَانَتْ هَذِهِ مَنْزِلَةً فُضِّلَ بِهَا صلى الله عليه وسلم عَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَأَعْطَاهُ فِي الآخِرَةِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي لَمْ يُعْطِهِ غَيْرَهُ. كَمَا حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْجُرْجُسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى قَلٍّ فَيَكْسُونِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ حُلَّةً خَضْرَاءَ ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. وَكَمَا حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيَّانِ قَالاَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ. وَكَمَا حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إبْرَاهِيمَ عَنْ دَاوُد بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَ إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم خَلِيلاً وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ ثُمَّ قَرَأَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَانَ ذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودَ مِمَّا اخْتَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ فِي الآخِرَةِ فَلَمْ يُؤْتِهِ أَحَدًا سِوَاهُ مِنْ أَنْبِيَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى غَبَطَهُ صلى الله عليه وسلم بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ. كَمَا حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْت حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ سَمِعْت عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ وَقَالَ إنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الآُذُنِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ لَسْت صَاحِبَ ذَاكَ ثُمَّ بِمُوسَى صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الْخَلْقِ فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْجَنَّةِ فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَكَانَ مِمَّا اخْتَصَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ سِوَى ذَلِكَ. كَمَا حَدَّثَنَا الْمُزَنِيّ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَنُصِرْت بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَأُرْسِلْتُ إلَى الأَحْمَرِ وَالأَبْيَضِ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ. قَالَ لَنَا الْمُزَنِيّ قَالَ الشَّافِعِيُّ ثُمَّ جَلَسْت إلَى سُفْيَانَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ثُمَّ ذَكَرَهُ. وَكَمَا حَدَّثَنَا فَهْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلاَثٍ جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلاَئِكَةِ وَجُعِلَتْ لَنَا الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا وَجُعِلَ تُرَابُهَا لَنَا طَهُورًا إذَا لَمْ نَجِدْ الْمَاءَ وَأُوتِيتُ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ: خَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلاَ يُعْطَاهَا أَحَدٌ بَعْدِي.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَفِيمَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذَا تَصْدِيقُ مَا قَدْ رَوَيْنَاهُ فِي. وَفِي مَا قَدْ رَوَيْنَاهُ فِيهِ قَوْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه مِمَّا لَمْ يَقُلْهُ إِلاَّ تَوْقِيفًا لأَنَّ مِثْلَهُ لاَ يُقَالُ إِلاَّ بِالتَّوْقِيفِ وَأَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أَكْرَمُ الْخَلاَئِقِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَفِيمَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا قَدْ دَلَّ أَنَّ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَوَابًا لِلَّذِي قَالَ لَهُ يَا خَيْرَ الْبَرِّيَّةِ ذَاكَ أَبِي إبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم وَمَا قَدْ رَوَيْنَاهُ فِي الْبَابِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ بَعْدَهُ مِنْ قَوْلِهِ لاَ تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم وَمِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي الْبَابِ الآخَرِ مِنْ قَوْلِهِ لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى إنَّمَا كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ إعْطَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إيَّاهُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ إعْطَائِهِ إيَّاهُ فِي هَذَا الْبَابِ الْعَطَايَا الَّتِي فَضَّلَهُ بِهَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ حَتَّى صَارَ بِذَلِكَ فَاضِلاً لأَوَّلِهِمْ وَلِآخِرِهِمْ صلى الله عليه وسلم وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. وَقَدْ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فُضِّلْت عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلاَمِ وَنُصِرْت بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْت إلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِي النَّبِيُّونَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَفِي هَذَا ذِكْرُ تَفْضِيلِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّبِيِّينَ وَفِيهِمْ إبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ. حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنِي الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ فِيهِ لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَكَانَ هَذَا عَنَدْنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى التَّفْضِيلِ بَيْنَهُمْ وَعَلَى التَّخْيِيرِ بَيْنَهُمْ بِآرَائِنَا وَبِمَا لَمْ يُوقِفْنَا عَلَيْهِ وَلَمْ يُبَيِّنْهُ لَنَا فَأَمَّا مَا بَيَّنَهُ لَنَا وَأَعْلَمَنَا فَقَدْ أَطْلَقَهُ لَنَا وَعَادَ مَا نَهَى عَنْهُ فِي هَذَا الْبَابِ إلَى مَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَنَا وَلَمْ يُطْلِقْ لَنَا الْقَوْلَ فِيهِ بِمَا قَدْ تَوَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنَعَنَا مِنْهُ, وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. حَدَّثَنَا بَكَّارَ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْغُلاَمُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ أَوْ قَالَ بِعَقِيقَةٍ تُذْبَحُ يَوْمَ السَّابِعِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى. قَالَ قُرَيْشٌ وَأَنْبَأَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ الْحَسَنَ مِمَّنْ سَمِعَ حَدِيثَهُ فِي الْعَقِيقَةِ قَالَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ سَمِعْته مِنْ سَمُرَةَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَذَهَبَ قَوْمٌ إلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ عَادَ كُلُّهُ إلَى سَمُرَةَ فَتَأَمَّلْنَا ذَلِكَ فَوَجَدْنَاهُ مُحْتَمِلاً لِغَيْرِ مَا قَالُوا لأَنَّ ابْنَ سِيرِينَ إنَّمَا أَمَرَ حَبِيبًا أَنْ يَسْأَلَ الْحَسَنَ مِمَّنْ سَمِعَ حَدِيثَهُ فِي الْعَقِيقَةِ فَكَانَ ذَلِكَ قَصْدًا مِنْهُ إلَى الْعَقِيقَةِ لاَ إلَى مَا سِوَاهَا مِمَّا فِي حَدِيثِ قُرَيْشٍ هَذَا فَطَلَبْنَا ذَلِكَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ لِنَقِفَ عَلَى مَأْخَذِهِ عَنْ سَمُرَةَ هَلْ فِيهِ تَسْمِيَةُ الْمَوْلُودِ يَوْمَ سَابِعِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ تَوْقِيفًا مِنْهُ لِلنَّاسِ عَلَى ذَلِكَ أَمْ لاَ؟ فَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّ غُلاَمٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَةٍ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَلَمْ يَكُنْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ لِوَقْتِ تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ ذِكْرٌ ثُمَّ تَأَمَّلْنَا ذَلِكَ هَلْ نَجِدُهُ فِي غَيْرِهِ مِمَّا قَدْ رُوِيَ عَنْ سَمُرَةَ فَوَجَدْنَا إبْرَاهِيمَ بْنَ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ كُلُّ غُلاَمٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ فَتُذْبَحُ عَنْهُ وَيُسَمَّى وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَانَ فِي هَذَا تَسْمِيَتُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ غَيْرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي قُلُوبِنَا لأَنَّ الَّذِي رَوَاهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ إنَّمَا هُوَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَسَمَاعُ رَوْحٍ مِنْ سَعِيدٍ إنَّمَا كَانَ بَعْدَ اخْتِلاَطِهِ فَطَلَبْنَاهُ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ سِوَاهُ مِمَّنْ سَمَاعُهُ مِنْهُ كَانَ قَبْلَ اخْتِلاَطِهِ. فَوَجَدْنَا أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالاَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ أَنْبَأَ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ كُلُّ غُلاَمٍ رَهِينٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي حَدِيثِ بَكَّارَ عَنْ قُرَيْشٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ الْحَسَنِ قَدْ عَادَ كُلُّهُ إلَى سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ رِوَايَةِ مَنْ لاَ طَعْنَ فِي رِوَايَتِهِ بِسَمَاعٍ فِي حَالِ اخْتِلاَطٍ وَلاَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ ثُمَّ نَظَرْنَا هَلْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ. فَوَجَدْنَا إبْرَاهِيمَ بْنَ مَرْزُوقٍ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانَ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وُلِدَ اللَّيْلَةَ لِي غُلاَمٌ فَسَمَّيْته بِأَبِي إبْرَاهِيمَ. وَوَجَدْنَا فَهْدَ بْنَ سُلَيْمَانَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ أَنَسٌ لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ يَا أَنَسُ لاَ يَطْعَمُ شَيْئًا حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ يَبْكِي فَلَمَّا أَصْبَحْت غَدَوْت بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ أُمُّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ فَقُلْت أَجَلْ فَقَعَدَ وَجِئْت حَتَّى وَضَعْته فِي حِجْرِهِ فَدَعَا بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلاَكَهَا فِي فِيهِ فَلاَكَهَا حَتَّى ذَابَتْ ثُمَّ لَفْظَهَا فِي فَمِهِ وَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اُنْظُرُوا إلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ وَمَسَحَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. وَوَجَدْنَا مُحَمَّدَ بْنَ خُزَيْمَةَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ ذَهَبْت بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ وُلِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ فَقَالَ أَمَعَك تَمَرَاتٌ فَقُلْت نَعَمْ فَلاَكَهُنَّ ثُمَّ أَوْجَرَهُنَّ إيَّاهُ فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. حَدَّثَنَا بَكَّارَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ ابْنَهَا عَبْدَ اللهِ لَيْلاً فَكَرِهْت أَنْ أُحَنِّكَهُ حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكُهُ فَغَدَوْت وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ فَأَتَيْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يَسِمُهَا فَقُلْت يَا رَسُولَ اللهِ وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَكَرِهْت أَنْ أُحَنِّكَهُ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ تُحَنِّكُهُ فَقَالَ أَمَعَك شَيْءٌ؟ قُلْت تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ فَأَخَذَ مِنْ بَعْضِ ذَلِكَ التَّمْرِ فَمَضَغَهُ فَجَمَعَهُ بِرِيقِهِ فَأَوْجَرَهُ إيَّاهُ فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُبُّ الأَنْصَارِ لِلتَّمْرِ قُلْت سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ هُوَ عَبْدُ اللهِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَفِيمَا رَوَيْنَا تَسْمِيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَهُ إبْرَاهِيمَ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ بِاسْمَيْهِمَا هَذَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ سَابِعِهِمَا فَنَظَرْنَا فِي ذَلِكَ لِنَعْلَمَ مَا الآُولَى مِنْ الرِّوَايَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ سَابِعِهِ وَمِنْ تَقْدِيمِ ذَلِكَ قَبْلَ سَابِعِهِ. فَوَجَدْنَا أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمَرْوَزِيِّ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إذَا وُلِدَ لَنَا غُلاَمٌ ذَبَحْنَا عَنْهُ شَاةً وَلَطَّخْنَا رَأْسَهُ بِدَمِهَا ثُمَّ كُنَّا فِي الإِسْلاَمِ إذَا وُلِدَ لَنَا غُلاَمٌ ذَبَحْنَا عَنْهُ شَاةً وَلَطَّخْنَا رَأْسَهُ بِالزَّعْفَرَانِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ فِي يَوْمِ سَابِعِ الْمَوْلُودِ هُوَ عَلَى مِثْلِ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَّ الَّذِي كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي ابْنِهِ إبْرَاهِيمَ وَفِي عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ مِنْ تَسْمِيَتِهِ إيَّاهُمَا قَبْلَ يَوْمِ سَابِعِهِمَا وَقَبْلَ ذَبْحِ عَقِيقَةٍ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْهُ بِأَنَّهَا لَمْ يُنْسَخْ أَنْ يَكُونَ يَوْمَ سَابِعِهِ كَانَ طَارِئًا عَلَى ذَلِكَ وَنَاسِخًا لَهُ فَكَانَ أَوْلَى مِمَّا كَانَ قَبْلَهُ مِمَّا يُخَالِفُهُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. حَدَّثَنَا يُونُسَ قَالَ أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَنْبَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ أَنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ عَقَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ بِكَبْشَيْنِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُد بْنِ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمُنْقِرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ كَبْشًا وَعَنْ الْحُسَيْنِ كَبْشًا.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَفِيمَا رَوَيْنَا مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الَّذِي يُذْبَحُ عَنْ الْمَوْلُودِ الذَّكَرِ يَوْمَ سَابِعِهِ شَاةٌ وَاحِدَةٌ كَمَا يُذْبَحُ عَنْ الآُنْثَى وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ وَأَنَّهُ يُذْبَحُ عَنْ الذَّكَرِ شَاتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. كَمَا حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَهُ مِنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ الَّتِي تُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَنْ الْغُلاَمِ شَاتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ لاَ يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أَوْ إنَاثًا. وَكَمَا حَدَّثَنَا يُونُسُ وَعَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْخُزَاعِيَّةِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَنْ الْغُلاَمِ شَاتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ الْمَكِّيُّ قَالَ سَمِعْت ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ نُفِسَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ غُلاَمٌ فَقِيلَ لِعَائِشَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عُقِّي عَنْهُ جَزُورًا فَقَالَتْ مَعَاذَ اللهِ وَلَكِنْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ. وَكَمَا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَرَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْعَقِيقَةِ فِي الْغُلاَمِ شَاتَانِ وَفِي الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَبَا عُبَيْدِ اللهِ بْنَ أَبِي يَزِيدَ. وَكَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعَقَّ عَنْ الْغُلاَمِ شَاتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ. وَكَمَا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ وَفِي الْجَارِيَةِ شَاةٌ. وَكَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خُشَيْشٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ ابْنَةِ خُثَيْمٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلَ عَنْ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ فِي الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ وَفِي الْجَارِيَةِ شَاةٌ. وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمِّيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْغُلاَمِ عَقِيقَتَانِ وَلِلْجَارِيَةِ عَقِيقَةٌ. فَفِيمَا رَوَيْنَا فِي هَذَا الْفَصْلِ الثَّانِي الْمُخَالَفَةُ بَيْنَ مَا يُذْبَحُ عَنْ الذَّكَرِ يَوْمَ سَابِعِهِ وَبَيْنَ مَا يُذْبَحُ عَنْ الآُنْثَى يَوْمَ سَابِعِهَا وَأَنَّهُ يُذْبَحُ عَنْ الذَّكَرِ شَاتَانِ وَعَنْ الآُنْثَى شَاةٌ وَاحِدَةٌ وَلَوْ خُلِّينَا وَآرَاءَنَا فِي ذَلِكَ لَكَانَ لاَ فَرْقَ بَيْنَ مَا يُذْبَحُ عَنْ الْغُلاَمِ وَبَيْنَ مَا يُذْبَحُ عَنْ الْجَارِيَةِ فِي ذَلِكَ كَمَا لاَ فَرْقَ بَيْنَ مَا يُذْبَحُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الأَضَاحِيِّ. وَكَمَا لاَ فَرْقَ بَيْنَ مَا يُذْبَحُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الْمُتَعِ وَفِي الْقِرَانِ وَفِيمَا يَلْزَمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِيمَا يُصِيبُهُ فِي إحْرَامِهِ مِنْ الدِّمَاءِ وَلَكِنَّا لَمْ يُخَلَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ذَلِكَ وَرَدَّدْنَا إلَى مَا وَقَفْنَا عَلَيْهِ مِمَّا قَدْ رَوَيْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ هُوَ الأَوْلَى بِنَا وَكَانَ مَا رَوَيْنَاهُ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي مِنْ هَذَا الْبَابِ أَوْلَى الأَشْيَاءِ أَنْ نَسْتَعْمِلَهُ لأَنَّ فِيهِ الزِّيَادَةَ عَلَى مَا رَوَيْنَاهُ فِي الْفَصْلِ الأَوَّلِ مِنْهُ فَيَكُونُ مَا أُمِرْنَا بِهِ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَى مَا أُمِرْنَا بِهِ فِي الْفَصْلِ الأَوَّلِ مُسْتَعْمَلاً وَيَكُونُ أَبَدًا عَلَى مَا أُمِرْنَا بِهِ فِي الْفَصْلِ الأَوَّلِ وَأَنْ لاَ نَجْعَلَ مَا فِي الْفَصْلِ الثَّانِي مِنْ الزِّيَادَةِ مَنْسُوخًا بِمَا فِي الْفَصْلِ الأَوَّلِ حَتَّى نَقِفَ عَلَى أَنَّهُ فِي الْحَقِيقَةِ كَذَلِكَ وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَنْبَأَ قَتَادَةَ وَأَيُّوبُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ وَحَبِيبٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ قَالَ سَمِعْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَعَ الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَانَ فِيمَا رَوَيْنَا أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُمَاطَ عَنْ الْمَوْلُودِ الأَذَى وَذَلِكَ مِمَّا قَدْ أَشْكَلَ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ مَا هُوَ؟ حَتَّى لَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ مَا. قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى. قَالَ مُحَمَّدٌ فَحَرَصْت أَنْ أَعْلَمَ مَا أَمِيطُوا عَنْهُ فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرْنِي قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ثُمَّ تَأَمَّلْنَا نَحْنُ ذَلِكَ الأَذَى الَّذِي أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِهِ فِي الْمَوْلُودِ لِنَعْلَمَ مَا هُوَ؟ فَوَجَدْنَا فِي حَدِيثٍ قَدْ رُوِيَ، عَنْ عَائِشَةَ فِي هَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ يُونُسُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْيَافِعِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ عَقَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ يَوْمَ السَّابِعِ وَسَمَّاهُمَا وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رَأْسِهِ الأَذَى يَعْنِي عَنْ رُءُوسِهِمَا أَنَا أَقُولُ ذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ الإِمَاطَةَ الَّتِي أَرَادَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هِيَ الإِمَاطَةُ عَنْ رَأْسِ الصَّبِيِّ الْمَذْبُوحِ عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا يُذْبَحُ عَنْهُ فِيهِ وَقَدْ وَجَدْنَا فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ الْمَرْوِيِّ عَنْهُ مَا قَدْ زَادَ فِي الدَّلاَلَةِ عَلَى الإِمَاطَةِ الْمُرَادَةِ فِي ذَلِكَ مَا هِيَ؟ كَمَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمَرْوَزِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إذَا وُلِدَ لَنَا غُلاَمٌ ذَبَحْنَا عَنْهُ شَاةً وَلَطَّخْنَا رَأْسَهُ بِدَمِهَا ثُمَّ كُنَّا فِي الإِسْلاَمِ إذَا وُلِدَ لَنَا غُلاَمٌ ذَبَحْنَا عَنْهُ شَاةً وَلَطَّخْنَا رَأْسَهُ بِالزَّعْفَرَانِ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ الأَذَى الَّذِي أُمِرَ بِإِمَاطَتِهِ عَنْ رَأْسِ الْمَوْلُودِ هُوَ الدَّمُ الَّذِي كَانَ يُلَطَّخُ بِهِ رَأْسُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَكَمَا حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدٍ الْمُزَنِيّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يُعَقَّ عَنْ الْغُلاَمِ وَلاَ يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ فَكَانَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ زِيَادَةً فِي الْكَشْفِ عَنْ الَّذِي يُمَاطُ عَنْ رَأْسِ الْمَوْلُودِ فِي يَوْمِ سَابِعِهِ مَا هُوَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الأَذَى الَّذِي يُمَاطُ عَنْ رَأْسِهِ هُوَ حَلْقُ الشَّعْرِ الَّذِي عَلَيْهِ كَمِثْلِ الْمُرَادِ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ رَوَيْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي هَذِهِ الأَبْوَابِ فِي الذَّبَائِحِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْمَوْلُودُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى وُجُوبِ ذَبْحِهَا وَقَدْ رُوِيَ فِيمَا يُؤَكِّدُ ذَلِكَ: مَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَالِسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسٍ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَمَا جَاءَتْهُ النُّبُوَّةُ. وَمَا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَانَ فِيمَا رَوَيْنَا مِنْ هَذَا تَوْكِيدُ وُجُوبِهَا ثُمَّ نَظَرْنَا هَلْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ أَمْ لاَ, فَوَجَدْنَا أَحْمَدَ بْنَ شُعَيْبٍ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الرَّهَاوِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُد بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ لاَ أُحِبُّ الْعُقُوقَ وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الاِسْمَ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إنَّمَا نَسْأَلُك عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ قَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَنْسُكْ عَنْهُ عَنْ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَ دَاوُد فَسَأَلْت زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ عَنْ الْمُكَافَأَتَيْنِ قَالَ الشَّاتَانِ الْمُشْبِهَتَانِ يُذْبَحَانِ جَمِيعًا. وَحَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ مَا تَرَى فِي الْعَقِيقَةِ فَقَالَ لاَ أُحِبُّ الْعُقُوقَ وَمَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ. وَوَجَدْنَا عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ أَبِي عَقِيلٍ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْعَقِيقَةِ فَقَالَ لاَ أُحِبُّ الْعُقُوقَ وَلَكِنْ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَانَ مَا فِي هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ قَدْ دَلَّ أَنَّ أَمْرَهَا قَدْ رُدَّ إلَى الاِخْتِيَارِ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَرَادَ أَوْ أَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ. وَكَانَ مَا قَدْ رَوَيْنَاهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي تَوْكِيدِ أَمْرِهَا هُوَ عَلَى حَسَبِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ, ثُمَّ جَاءَ الإِسْلاَمُ فَأُقِرَّتْ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا قَدْ خَالَفَ ذَلِكَ كَانَ طَارِئًا عَلَيْهِ وَنَاسِخًا لَهُ وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكَيْسَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ فِي إمْلاَئِهِ عَلَيْهِمْ قَالَ وَذَبْحٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً وَهِيَ الرَّجَبِيَّةُ كَانَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَذْبَحُونَهَا فَيَأْكُلُونَ وَيَطْبُخُونَ وَيُطْعِمُونَ. وَالْعَتِيرَةُ كَانَ الرَّجُلُ إذَا وُلِدَتْ لَهُ النَّاقَةُ أَوْ الشَّاةُ ذَبَحَ أَوَّلَ وَلَدٍ تَلِدُهُ لَهُ فَأَكَلَ وَأَطْعَمَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ عَنْ الْعَتِيرَةِ فَقَالَ أَنْ يَدَعَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَنْحَرَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ وَتَكْفَأُ إنَاءَك وَتُولِهُ نَاقَتَك. وَسَمِعْت الْمُزَنِيّ يَقُولُ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالْعَتِيرَةُ هِيَ الرَّجَبِيَّةُ وَهِيَ ذَبِيحَةٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَبَرَّرُونَ بِهَا يَذْبَحُونَهَا فِي رَجَبٍ فَكَانَ فِيمَا رَوَيْنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ الْعَتِيرَةَ خِلاَفُ الرَّجَبِيَّةِ. وَكَانَ فِيمَا رَوَيْنَا عَنْ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الْعَتِيرَةَ هِيَ الرَّجَبِيَّةُ وَلَمَّا اخْتَلَفَا فِي ذَلِكَ طَلَبْنَا حَقِيقَتَهَا فِي الآثَارِ الْمَرْوِيَّةِ فِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِنَقِفَ بِذَلِكَ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ اللَّذَيْنِ قِيلاَ فِيهَا. فَوَجَدْنَا عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو رَمْلَةَ عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ وَنَحْنُ وُقُوفٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَفَةَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ قَالَ فَلاَ أَدْرِي مَا كَانَ مِنْ رَدِّهِمْ عَلَيْهِ قَالَ هِيَ الَّتِي يَقُولُ النَّاسُ الرَّجَبِيَّةُ. وَوَجَدْنَا صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ أَبِي رَمْلَةَ الْكِنْدِيِّ عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَتَيْنَاهُ فِي وَفْدِ غَامِدٍ فَقَالَ إنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أَضْحَاةً وَعَتِيرَةً قَالَ فَقُلْنَا مَا الْعَتِيرَةُ قَالَ الرَّجَبِيَّةُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَعَقَلْنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْعَتِيرَةَ هِيَ الرَّجَبِيَّةُ وَوَجَدْنَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى إيجَابِهَا كَإِيجَابِ الآُضْحِيَّةِ فَاحْتَجْنَا إلَى الْوُقُوفِ عَلَى مَا رُوِيَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ وَعَلَى اسْتِعْمَالِ أَحَدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ إيَّاهُ. فَوَجَدْنَا فَهْدَ بْنَ سُلَيْمَانَ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ وَهُوَ لَقِيطُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إنَّا كُنَّا نَذْبَحُ ذَبَائِحَ فِي رَجَبٍ فَنُطْعِمُ مَنْ جَاءَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ بَأْسَ قَالَ وَكِيعٌ لاَ أَتْرُكُهَا أَبَدًا. وَوَجَدْنَا عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ كَانَ يَعْتِرُ قَالَ مُعَاذٌ وَكَانَ ابْنُ عَوْنٍ يَعْتِرُ قَالَ مُعَاذٌ الْعَتِيرَةُ شَاةٌ تُذْبَحُ فِي رَجَبٍ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ثُمَّ نَظَرْنَا هَلْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَنْسَخُ ذَلِكَ أَمْ لاَ فَوَجَدْنَا يُوسُفَ بْنَ يَزِيدَ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ فَرَعَةَ وَلاَ عَتِيرَةَ قَالَ سُفْيَانُ يَقُولُ فِي الإِسْلاَمِ ثُمَّ قَالَ لَنَا الزُّهْرِيُّ الْفَرَعَةُ أَوَّلُ النَّتَاجِ وَالْعَتِيرَةُ شَاةٌ كَانُوا يَذْبَحُونَهَا فِي رَجَبٍ. وَوَجَدْنَا يُوسُفَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ عَتِيرَةَ فِي الإِسْلاَمِ وَلاَ فَرَعَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ نَفْيُ الْعَتِيرَةِ وَقَدْ يَحْتَمِلُ نَفْيُهَا الْمَذْكُورُ فِيهِ نَفْيَ الْوُجُوبِ وَلاَ يَمْنَعُ ذَلِكَ أَنْ يَفْعَلَ فِعْلاً لاَ مَعْصِيَةَ فِيهِ وَلاَ خِلاَفَ لِمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَدْ يُحْتَمَلُ خِلاَفُ ذَلِكَ فَنَظَرْنَا فِي ذَلِكَ فَوَجَدْنَا الْمُزَنِيّ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ سَمِعْت عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ عَبْدِ الْمَجِيدِ يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي رَجَبٍ فَمَا تَأْمُرُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ وَبَرُّوا اللَّهَ وَأَطْعِمُوا. سَمِعْت الْمُزَنِيّ يَقُولُ وَبَرُّوا اللَّهَ أَوْ أَوْثِرُوا اللَّهَ, الشَّكُّ مِنْ الْمُزَنِيّ. وَوَجَدْنَا يُوسُفَ بْنَ يَزِيدَ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ سَأَلْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْت يَا رَسُولَ اللهِ إنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ وَبَرُّوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَطْعِمُوا قَالَ وَقُلْت يَا رَسُولَ اللهِ إنَّا كُنَّا نُفَرِّعُ فَرَعًا لَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ مَاشِيَتُك فَإِذَا اسْتَكْمَلَ ذَبَحْته فَتَصَدَّقْت بِلَحْمِهِ قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ عَقَلْنَا بِهِ أَنَّ أَمْرَ الْعَتِيرَةِ رُدَّ إلَى الاِخْتِيَارِ وَنَفْيِ الْوُجُوبِ وَأَنَّهُ بَرَّ مَنْ أَخَذَ بِهِ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ نَكِرَهُ لَمْ يَحْرَجْ. وَوَجَدْنَا إبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي دَاوُد قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ السَّهْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي زُرَارَةُ بْنُ كَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَتَيْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمِنًى وَعَرَفَاتٍ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ النَّاسُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ الْعَتِيرَةِ فَقَالَ مَنْ شَاءَ أَعْتَرَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ وَمَنْ شَاءَ فَرَّعَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يُفَرِّعْ وَقَالَ فِي الْغَنَمِ أُضْحِيَّتُهَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ وَعَطَفَ طَرَفَهَا شَيْئًا. وَوَجَدْنَا عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانَ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زُرَارَةَ بْنِ كَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو السَّهْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ الْحَارِثِ أَنَّهُ لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ فَقُلْت يَا رَسُولَ اللهِ الْفَرَائِعُ وَالْعَتَائِرُ قَالَ مَنْ شَاءَ أَفْرَعَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يُفْرِعْ وَمَنْ شَاءَ عَتَرَ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ فِي الْغَنَمِ أُضْحِيَّتُهَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَشَفَ لَنَا هَذَا الْحَدِيثُ عَمَّا الْتَمَسْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي هَذَا الْبَابِ وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ رَوَيْنَا فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي هَذِهِ الأَبْوَابِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفَرَعِ مَا قَدْ رَوَيْنَاهُ عَنْهُ فِيهَا فَأَرَدْنَا أَنْ نَعْلَمَ مَا ذَلِكَ الْفَرَعُ؟ فَوَجَدْنَا الْمُزَنِيّ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ فِي تَفْسِيرِ الْفَرَعَةِ هُوَ شَيْءٌ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَطْلُبُونَ بِهِ الْبَرَكَةَ فِي أَمْوَالِهِمْ فَكَانَ أَحَدُهُمْ يَذْبَحُ بِكْرَ نَاقَتِهِ أَوْ شَاتِهِ وَلاَ يَغْذُوهُ رَجَاءَ الْبَرَكَةِ فِيمَا يَأْتِي بَعْدَهُ فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ فَرِّعُوا إنْ شِئْتُمْ أَيْ اذْبَحُوا إنْ شِئْتُمْ وَكَانُوا يَسْأَلُونَهُ عَمَّا كَانُوا يَصْنَعُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَوْفَ أَنْ يُكْرَهَ فِي الإِسْلاَمِ فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لاَ مَكْرُوهَ عَلَيْهِمْ فِيهِ وَأَمَرَهُمْ اخْتِيَارًا أَنْ يَغْذُوهُ ثُمَّ يَحْمِلُوا عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوحَى إلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ فَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَلَّيْت يَا عَلِيُّ؟ قَالَ لاَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ إنَّهُ كَانَ فِي طَاعَتِك وَطَاعَةِ رَسُولِك فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَرَأَيْتهَا غَرَبَتْ, ثُمَّ رَأَيْتهَا طَلَعَتْ بَعْدَمَا غَرَبَتْ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ, قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ بِالصَّهْبَاءِ ثُمَّ أَرْسَلَ عَلِيًّا عليه السلام فِي حَاجَةٍ فَرَجَعَ, وَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ فَلَمْ يُحَرِّكْهُ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ إنَّ عَبْدَك عَلِيًّا احْتَبَسَ بِنَفْسِهِ عَلَى نَبِيِّك فَرُدَّ عَلَيْهِ شَرْقَهَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَطَلَعَتْ الشَّمْسُ حَتَّى وَقَعَتْ عَلَى الْجِبَالِ وَعَلَى الأَرْضِ, ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى الْعَصْرَ, ثُمَّ غَابَتْ وَذَلِكَ فِي الصَّهْبَاءِ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَاحْتَجْنَا أَنْ نَعْلَمَ مَنْ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَذْكُورُ فِي إسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ فَإِذَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَدَنِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْفِطْرِيِّ وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي رِوَايَتِهِ وَاحْتَجْنَا أَنْ نَعْلَمَ مَنْ عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ فِيهِ فَإِذَا هُوَ عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَاحْتَجْنَا أَنْ نَعْلَمَ مَنْ أُمُّهُ الَّتِي رَوَى عَنْهَا هَذَا الْحَدِيثَ فَإِذَا هِيَ أُمُّ جَعْفَرٍ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ قَائِلٌ كَيْفَ تَقْبَلُونَ هَذَا وَأَنْتُمْ تَرْوُونَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يَدْفَعُهُ فَذَكَرَ مَا حَدَّثَنَا بِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ, قَالَ حَدَّثَنَا شَاذَانُ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ تَحْتَبِسْ الشَّمْسُ عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ لِيُوشَعَ, وَمَا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الأَعْرَجُ, قَالَ حَدَّثَنَا شَاذَانُ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ تُرَدَّ الشَّمْسُ مُنْذُ رُدَّتْ عَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ لَيَالِيَ سَارَ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ تَعَالَى وَعَوْنِهِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ اخْتَلَفَ عَلَيْنَا رَاوِيَاهُ لَنَا فِيهِ عَلَى مَا قَدْ ذَكَرْنَا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِمَّا قَدْ رَوَاهُ لَنَا عَلَيْهِ فَأَمَّا مَا رَوَاهُ لَنَا عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَهُوَ أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَحْتَبِسْ عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ عَلَى يُوشَعَ فَإِنْ كَانَ حَقِيقَةُ الْحَدِيثِ كَذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهِ خِلاَفٌ لِمَا فِي الْحَدِيثَيْنِ الأَوَّلَيْنِ; لأَنَّ الَّذِي فِيهِ هُوَ حَبْسُ الشَّمْسِ عَنْ الْغَيْبُوبَةِ وَاَلَّذِي فِي الْحَدِيثَيْنِ الأَوَّلَيْنِ هُوَ رَدُّهَا بَعْدَ الْغَيْبُوبَةِ وَأَمَّا مَا رَوَاهُ لَنَا عَنْهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا فَهُوَ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تُرَدَّ مُنْذُ رُدَّتْ عَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونٍ إلَى الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ لَهُمْ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْقَوْلَ فَذَلِكَ غَيْرُ دَافِعٍ أَنْ تَكُونَ لَمْ تُرَدَّ إلَى يَوْمِئِذٍ, ثُمَّ رُدَّتْ بَعْدَ ذَلِكَ, وَهَذَا غَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ مِنْ أَفْعَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَدْ رُوِيَ فِي حَبْسِهَا عَنْ الْغُرُوبِ لِمَعْنًى احْتَاجَ إلَيْهِ بَعْضُ أَنْبِيَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَبْقَى عَلَيْهِ مِنْ أَجْلِهِ. كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ, قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ يَعْنِي الْقَوَارِيرِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إنَّ نَبِيًّا مِنْ الأَنْبِيَاءِ غَزَا بِأَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ: لاَ يَتْبَعُنِي رَجُلٌ بَنَى دَارًا لَمْ يَسْكُنْهَا أَوْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَدْخُلْ بِهَا أَوْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الرُّجُوعِ فَرَأَى الْعَدُوَّ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ فَقَالَ لَهُمْ: إنَّهَا مَأْمُورَةٌ وَإِنِّي مَأْمُورٌ حَتَّى يُقْضَى بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قَالَ فَحَبَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فَفَتَحَ عَلَيْهِ فَغَنِمُوا الْغَنَائِمَ فَلَمْ تَأْكُلْهَا النَّارُ وَكَانُوا إذَا غَنِمُوا الْغَنِيمَةَ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا النَّارَ فَأَكَلَتْهَا فَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إنَّكُمْ قَدْ غَلَلْتُمْ فَلْيَأْتِ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فَلْيُبَايِعْنِي قَالَ فَأَتَوْا فَبَايَعُوهُ فَأُلْزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِيَدِهِ, فَقَالَ لَهُ إنَّ أَصْحَابَك قَدْ غَلُّوا فَلْيَأْتُوا فَلْيُبَايِعُونِي فَأَتَوْهُ فَبَايَعُوهُ فَأُلْزِقَتْ أَيْدِي رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ بِيَدِهِ فَقَالَ لَهُمَا: إنَّكُ مَا قَدْ غَلَلْتُمَا قَالاَ أَجَلْ غَلَلْنَا صُورَةَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَتَيَا بِهَا فَأَلْقَيَاهَا فِي الْغَنَائِمِ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا النَّارَ فَأَكَلَتْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَطْعَمَنَا الْغَنَائِمَ رَحْمَةً رُحِمْنَا بِهَا وَتَخْفِيفًا لِمَا عَلِمَ مِنْ ضَعْفِنَا.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَكُلُّ هَذِهِ الأَحَادِيثِ مِنْ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ, وَقَدْ حَكَى لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لاَ يَنْبَغِي لِمَنْ كَانَ سَبِيلُهُ الْعِلْمَ التَّخَلُّفُ عَنْ حِفْظِ حَدِيثِ أَسْمَاءَ الَّذِي رَوَاهُ لَنَا عَنْهُ; لأَنَّهُ مِنْ أَجَلِّ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُوَ كَمَا قَالَ وَفِيهِ لِمَنْ كَانَ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِمَا دَعَا لَهُ بِهِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ الْمِقْدَارُ الْجَلِيلُ وَالرُّتْبَةُ الرَّفِيعَةُ; لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ صَلاَتَهُ تِلْكَ الَّتِي احْتَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ فِي وَقْتِهَا عَلَى غَيْرِ فَوْتٍ مِنْهَا إيَّاهُ. وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى التَّغْلِيظِ فِي فَوْتِ الْعَصْرِ وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَوَقَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلِيًّا عليه السلام ذَلِكَ لِطَاعَتِهِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِمَّا يَجِبُ أَنْ يُوقَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ إبَاحَةُ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ إذْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ ذَلِكَ عِنْدَهُ مَكْرُوهٌ. كَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ فُلَيْحٍ الْخُزَاعِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ, قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ رَأَيْت اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ وَقَدْ رَاحَ إلَى الْمَسْجِدِ قَرِيبًا مِنْ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ لَهُ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ مَا لِي أَرَاك يَا أَبَا الْحَارِثِ مُهَيَّجَ الْوَجْهِ, فَقَالَ إنِّي صَلَّيْت صَلاَةَ الْعَصْرِ ثُمَّ انْصَرَفْت إلَى مَنْزِلِي فَنِمْت ثُمَّ رُحْت هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ أَوَمَا قَدْ عَلِمْت. مَا قَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَالَ اللَّيْثُ لاَ فَقَالَ بَكْرٌ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ فَقَالَ اللَّيْثُ مَا سَمِعْت بِهَذَا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مُنْقَطِعًا. وَكَانَ مَا رَوَيْنَاهُ قَبْلَهُ أَوْلَى مِنْهُ لاِتِّصَالِهِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ جَابِرٍ الرَّشِيدِيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَابْنُ لَهِيعَةَ قَالاَ أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّ أَبَا فِرَاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: النَّوْمُ ثَلاَثَةٌ فَنَوْمٌ خُرْقٌ وَنَوْمٌ خُلُقٌ وَنَوْمٌ حُمْقٌ, فَأَمَّا نَوْمَةُ الْخُرْقِ فَنَوْمَةُ الضُّحَى يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ, وَأَمَّا نَوْمَةُ خُلُقٍ فَنَوْمَةُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ, وَأَمَّا نَوْمَةُ حُمْقٍ فَنَوْمَةٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَوَاتُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ غَيْرَ أَنَّ قَوْمًا قَدْ خَرَّجُوا مَا فِي حَدِيثِ أَسْمَاءَ وَمَا فِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ وَإِنْ كَانَ مُنْقَطِعًا إذْ كَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ احْتِمَالُ الْمُنْقَطِعِ عَلَى التَّصْحِيحِ لَهُمَا, وَعَلَى أَنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَعْنًى غَيْرَ مَعْنَى الْحَدِيثِ الآخَرِ فَجَعَلُوا حَدِيثَ أَسْمَاءَ عَلَى أَنَّ مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَكُنْ بِاخْتِيَارِهِ, وَإِنَّمَا كَانَ مِمَّا احْتَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ لِيُوجِبَهُ إلَيْهِ, وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ النَّوْمِ فِي شَيْءٍ وَجَعَلُوا حَدِيثَ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِ النَّوْمِ فَكَرِهُوا بِهِ النَّوْمَ بَعْدَ الْعَصْرِ, وَشَدَّ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ مَا قَدْ رَوَيْنَاهُ فِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَمَا رُوِيَ فِيهِ عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ كَمَا حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ نَوْمُ أَوَّلِ النَّهَارِ خُرْقٌ وَوَسَطَهُ خُلُقٌ وَآخِرَهُ حُمْقٌ. وَمَا حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ مُنْذِرٍ قَالَ كُنْتُ نَائِمًا بَعْدَ الْعَصْرِ بِدَابِقٍ فَأَتَانِي مَكْحُولٌ فَرَكَسَنِي بِرِجْلِهِ رَكْسَةً, ثُمَّ قَالَ قُمْ فَقَدْ عُوقِبْت, قُلْت: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ قَالَ: إنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ فِيهَا خُرُوجُ الْقَوْمِ, وَفِيهَا انْتِشَارُهُمْ يَعْنِي الْجِنَّ, وَفِي هَذِهِ الرَّقْدَةِ تَكُونُ الْخَبَلَةُ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَقَدْ رُوِيَ فِي النَّوْمِ فِي النَّهَارِ شَيْءٌ يُوجِبُ الْكَرَاهَةَ سِوَى مَا ذَكَرْت قِيلَ لَهُ: قَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. مَا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إنَّ الصُّبْحَةَ تَمْنَعُ بَعْضَ الرِّزْقِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ غَيْرَ أَنَّ أَهْلَ الإِسْنَادِ يُضَعِّفُونَ هَذَا الإِسْنَادَ; لأَنَّهُ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ وَإِنْ كَانُوا لاَ يَتَحَامَوْنَ رِوَايَتَهُ فَإِنْ قَالَ فَهَلْ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قِيلَ لَهُ قَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ, مَا حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: يَا عُبَيْدُ بْنَ عُمَيْرٍ أَمَا عَلِمْت أَنَّ الأَرْضَ عَجَّتْ إلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ نَوْمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالضُّحَى مَخَافَةَ الْغَفْلَةِ عَلَيْهِمْ, وَفِيمَا ذَكَرْنَا مَا يُوجِبُ اجْتِنَابَ مَا فِيهِ هَذَا الْخَوْفُ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ وَمَا سِوَاهُ فِي مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِيهِ, وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ. حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ سَأَلْت سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ هَكَذَا يُحَدِّثُ شُعْبَةُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ لاَ يَتَجَاوَزُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَمَّا الثَّوْرِيُّ فَكَانَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ شَيْخٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ سِمَاعَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ فَيَرْوِي مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ رَفَعَهُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَرْوِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ أَوْقَفَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُكَيْبٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سِمَاعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ وَإِنْ كَانَ لَمْ يَبْلُغْهَا فِي الْعَمَلِ لِيُقِرَّ بِهِمْ عَيْنَهُ ثُمَّ قَرَأَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَسَدِيُّ فَلَمْ يَتَجَاوَزْ بِهِ ابْن عَبَّاسٍ كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِهِ عَنْ الْفِرْيَابِيِّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سِمَاعَةَ وَزَادَ ثُمَّ قَرَأَ
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهَذَا الْحَدِيثُ فَنَحْنُ نُحِيطُ عِلْمًا وَلَوْ لَمْ نَجِدْ أَحَدًا مِنْ رُوَاتِهِ رَفَعَهُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمْ يَأْخُذْهُ إِلاَّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ كَانَ الَّذِي فِيهِ إخْبَارٌ عَنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمُرَادِهِ فِي الآيَةِ الْمَذْكُورَةِ فِيهِ وَذَلِكَ مِمَّا لاَ يُؤْخَذُ مِنْ غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ تَأَمَّلْنَا نَحْنُ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَجَدْنَا فِيهِ رَفْعَ اللهِ تَعَالَى ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ بِإِيمَانٍ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِينَ هُمْ ذُرِّيَّتُهُ لِيُقِرَّ بِهِمْ عَيْنَهُ وَإِلْحَاقَهُ إيَّاهُمْ بِهِ, وَوَجَدْنَا غَيْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَدْخَل فِي ذَلِكَ مِنْهُمْ, وَأَنَّهُ فِي إلْحَاقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ذُرِّيَّتَهُ الْمُتَّبِعَةَ لَهُ بِالإِيمَانِ بِهِ لِيُقِرَّ عَيْنَهُ بِذَلِكَ أَوْلَى مِنْ سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ سِوَاهُ, وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لِسَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ سِوَاهُ لِيُقِرَّ بِهِ أَعْيُنَهُمْ كَانَ لَهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْمُتَّبِعَةِ لَهُ بِالإِيمَانِ أَوْلَى, وَكَانُوا بِذَلِكَ مِنْهُ أَحْرَى, وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.
|