الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»
.تفسير الآية رقم (15): {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)}{مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا} بإحسانه وبره. {نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} نوصل إليهم جزاء أعمالهم في الدنيا من الصحة والرئاسة وسعة الرزق وكثرة الأولاد. وقرئ: {يوف} بالياء أي يوف الله و{نُوَفّ} على البناء للمفعول و{نُوَفّ} بالتخفيف والرفع لأن الشرط ماض كقوله:{وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ} لا ينقصون شيئاً من أجورهم. والآية في أهل الرياء. وقيل في المنافقين. وقيل في الكفرة وغرضهم وبرهم. .تفسير الآيات (16- 22): {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (17) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (20) أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (21) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (22)}{أُوْلَئِكَ الذين لَيْسَ لَهُمْ في الآخرة إِلاَّ النار} مطلقاً في مقابلة ما عملوا لأنهم استوفوا ما تقتضيه صور أعمالهم الحسنة وبقيت لهم أوزار العزائم السيئة. {وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا} لأنه لم يبق لهم ثواب في الآخرة، أو لم يكن لأنهم لم يريدوا به وجه الله والعمدة في اقتضاء ثوابها هو الإِخلاص، ويجوز تعليق الظرف ب {صَنَعُواْ} على أن الضمير ل {الدنيا}. {وباطل} في نفسه. {مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} لأنه لم يعمل على ما ينبغي، وكأن كل واحدة من الجملتين علة لما قبلها. وقرئ: {باطلاً} على أنه مفعول يعملون و{مَا} إبهامية أو في معنى المصدر كقوله:وبطل على الفعل {أَفَمَن كَانَ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ} برهان من الله يدله على الحق والصواب فيما يأتيه ويذره، والهمزة لإنكار أن يعقب من هذا شأنه هؤلاء المقصرين هممهم وأفكارهم على الدنيا وأن يقارب بينهم في المنزلة، وهو الذي أغنى عن ذكر الخبر وتقديره أفمن كان على بينة كمن كان يريد الحياة الدنيا، وهو حكم يعم كل مؤمن مخلص. وقيل المراد به النبي صلى الله عليه وسلم وقيل مؤمنو أهل الكتاب. {وَيَتْلُوهُ} ويتبع ذلك البرهان الذي هو دليل العقل. {شَاهِدٌ مّنْهُ} شاهد من الله يشهد بصحته وهو القرآن. {وَمِن قَبْلِهِ} ومن قبل القرآن. {كِتَابُ موسى} يعني التوراة فإنها أيضاً تتلوه في التصديق، أو البينة هو القرآن {وَيَتْلُوهُ} من التلاوة والشاهد جبريل، أو لسان الرسول صلى الله عليه وسلم على أن الضمير له أو من التلو والشاهد ملك يحفظه. والضمير في {يتلوه} إما لمن أو للبينة باعتبار المعنى {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ موسى} جملة مبتدأة. وقرئ: {كِتَابٌ} بالنصب عطفاً على الضمير في {يتلوه} أي يتلو القرآن شاهد ممن كان على بينة دالة على أنه حق كقوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِى إسراءيل} ويقرأ من قبل القرآن التوراة. {إِمَاماً} كتاباً مؤتماً به في الدين. {وَرَحْمَةً} على المنزل عليهم لأنه الوصلة إلى الفوز بخير الدارين. {أولئك} إشارة إلى من كان على بينة. {يُؤْمِنُونَ بِهِ} بالقرآن. {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب} من أهل مكة ومن تحزب معهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. {فالنار مَوْعِدُهُ} يردها لا محالة. {فَلاَ تَكُ في مِرْيَةٍ مّنْهُ} من الموعد، أو القرآن وقرئ: {مُرْيَةٍ} بالضم وهما الشك. {إِنَّهُ الحق مِن رَّبّكَ ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} لقلة نظرهم واختلال فكرهم.{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً} كأن أسند إليه ما لم ينزله أو نفى عنه ما أنزله. {أولئك} أي الكاذبون. {يُعْرَضُونَ على رَبّهِمْ} في الموقف بأن يحبسوا وتعرض أعمالهم.{وَيَقُولُ الأشهاد} من الملائكة والنبيين أو من جوارحهم، وهو جمع شاهد كأصحاب أو شهيد كأشراف جمع شريف. {هَؤُلاء الذين كَذَبُواْ على رَبّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ الله عَلَى الظالمين} تهويل عظيم مما يحيق بهم حينئذ لظلمهم بالكذب على الله.{الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله} عن دينه. {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} يصفونها بالانحراف عن الحق والصواب أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالردة. {وَهُمْ بالآخرة هُمْ كافرون} والحال أنهم كافرون بالآخرة وتكريرهم لتأكيد كفرهم واختصاصهم به.{أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ في الأرض} أي ما كانوا معجزين الله في الدنيا أن يعاقبهم. {وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاء} يمنعونهم من العقاب ولكنه أخر عقابهم إلى هذا اليوم ليكون أشد وأدوم. {يُضَاعَفُ لَهُمُ العذاب} استئناف وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب {يُضَّعف} بالتشديد. {مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السمع} لتصامهم عن الحق وبغضهم له. {وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ} لتعاميهم عن آيات الله، وكأنه العلة لمضاعفة العذاب. وقيل هو بيان ما نفاه من ولاية الآلهة بقوله: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مّن دُونِ الله مِنْ أَوْلِيَاء} فإن ما لا يسمع ولا يبصر لا يصلح للولاية وقوله: {يُضَاعَفُ لَهُمُ العذاب} اعتراض.{أُوْلَئِكَ الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ} باشتراء عبادة الآلهة بعبادة الله تعالى.. {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} من الآلهة وشفاعتها، أو خسروا بما بدلوا وضاع عنهم ما حصلوا فلم يبق معهم سوى الحسرة والندامة. {لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ في الآخرة هُمُ الأخسرون} لا أحد أبين وأكثر خسراناً منهم. .تفسير الآية رقم (23): {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)}{إِنَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَأَخْبَتُواْ إلى رَبّهِمْ} اطمأنوا إليه وخشعوا له من الخبت وهو الأرض المطمئنة. {أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون} دائمون..تفسير الآية رقم (24): {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)}{مَثَلُ الفريقين} الكافر والمؤمن. {كالأعمى والأصم والبصير والسميع} يجوز أن يراد به تشبيه الكافر بالأعمى لتعاميه عن آيات الله، وبالأصم لتصامه عن إسماع كلام الله تعالى وتأبيه عن تدبر معانيه، وتشبيه المؤمن بالسميع والبصير لأن أمره بالضد فيكون كل واحد منهما مشبهاً باثنين باعتبار وصفين، أو تشبيه الكافر بالجامع بين العمى والصمم والمؤمن بالجامع بين ضديهما والعاطف لعطف الصفة على الصفة كقوله:وهذا من باب اللف والطباق. {هَلْ يَسْتَوِيَانِ} هل يستوي الفريقان. {مَثَلاً} أي تمثيلاً أو صفة أو حالاً. {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} بضرب الأمثال والتأمل فيها. .تفسير الآية رقم (25): {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25)}{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إلى قَوْمِهِ إِنَّى لَكُمْ} بأني لكم. قرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة بالكسر على إرادة القول. {نَذِيرٌ مُّبِينٌ} أبين لكم موجبات العذاب ووجه الخلاص..تفسير الآية رقم (26): {أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26)}{أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} بدل من {إِنِّي لَكُمْ}، أو مفعول مبين، ويجوز أن تكون أن مفسرة متعلقة ب {أَرْسَلْنَا} أو ب {نَّذِيرٍ}. {إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} مؤلم وهو في الحقيقة صفة المعذب لكن يوصف به العذاب وزمانه على طريقة جد جده ونهاره صائم للمبالغة..تفسير الآية رقم (27): {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}{فَقَالَ الملا الذين كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مّثْلَنَا} لا مزية لك علينا تخصك بالنبوة ووجوب الطاعة. {وَمَا نَرَاكَ اتبعك إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا} أخساؤنا جمع أرذل فإنه بالغلبة صار مثل الاسم كالأكبر، أو أرذل جمع رذل. {بَادِيَ الرأي} ظاهر الرأي من غير تعمق من البدو، أو أول الرأي من البدء، والياء مبدلة من الهمزة لانكسار ما قبلها. وقرأ أبو عمرو بالهمزة وانتصابه بالظرف على حذف المضاف أي: وقت حدوث بادي الرأي، والعامل فيه {اتبعك}. وإنما استرذلوهم لذلك أو لفقرهم فإنهم لما لم يعلموا إلا ظاهراً من الحياة الدنيا كان الأحظ بها أشرف عندهم والمحروم منها أرذل. {وَمَا نرى لَكُمْ} لك ولمتبعيك. {عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} يؤهلكم للنبوة واستحقاق المتابعة. {بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذبين} إياي في دعوى النبوة وإياهم في دعوى العلم بصدقك فغلب المخاطب على الغائبين..تفسير الآية رقم (28): {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)}{قَالَ يَا قَوْمٌ أَرَءيْتُمْ} أخبروني. {إِن كُنتُ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّي} حجة شاهدة بصحة دعواي. {وَآتَانِي رَحمةً مِن عِندِه} بإيتاء البينة أو النبوة. {فَعُمّيَتْ عَلَيْكُمْ} فخفيت عليكم فلم تهدكم وتوحيد الضمير لأن البينة في نفسها هي الرحمة، أو لأن خفاءها يوجب خفاء النبوة، أو على تقدير فعميت بعد البينة وحذفها للاختصار أو لأنه لكل واحدة منهما. وقرأ حمزة والكسائي وحفص {فَعُمّيَتْ} أي أخفيت. وقرئ: {فعماها} على أن الفعل لله. {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} أنكرهكم على الاهتداء بها. {وَأَنتُمْ لَهَا كارهون} لا تختارونها ولا تتأملون فيها، وحيث اجتمع ضميران وليس أحدهما مرفوعاً وقدم الأعرف منهما جاز في الثاني الفصل والوصل..تفسير الآية رقم (29): {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)}{وَيَا لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على التبليغ وهو وإن لم يذكر فمعلوم مما ذكر. {مَالاً} جعلا: {إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى الله} فإنه المأمول منه. {وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الذين ءامَنُواْ} جواب لهم حين سألوا طردهم. {أَنَّهُم ملاقوا رَبّهِمْ} فيخاصمون طاردهم عنده، أو أنهم يلاقونه ويفوزون بقربه فكيف أطردهم. {ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} بلقاء ربكم أو بأقدارهم أو في التماس طردهم، أو تتسفهون عليهم بأن تدعوهم أراذل..تفسير الآية رقم (30): {وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)}{وياقوم مَن يَنصُرُنِى مِنَ الله} بدفع انتقامه. {إِن طَرَدتُّهُمْ} وهم بتلك الصفة والمثابة. {أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} لتعرفوا أن التماس طردهم وتوقيف الإيمان عليه ليس بصواب..تفسير الآية رقم (31): {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)}{وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَائِنُ الله} رزقه وأمواله حتى جحدتم فضلي. {وَلا أَعْلَمُ الغيب} عطف على {عِندِي خَزَائِنُ الله} أي: ولا أقول لكم أنا أعلم الغيب حتى تكذبوني استبعاداً، أو حتى أعلم أن هؤلاء اتبعوني بادي الرأي من غير بصيرة وعقد قلب، وعلى الثاني يجوز عطفه على أقول. {وَلا أَقُولُ إِنّى مَلَكٌ} حتى تقولوا ما أنت إلا بشر مثلنا. {وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِى أَعْيُنُكُمْ} ولا أقول في شأن من استرذلتموهم لفقرهم. {لَن يُؤْتِيَهُمُ الله خَيْرًا} فإن ما أعده الله لهم في الآخرة خير مما آتاكم في الدنيا. {الله أَعْلَمُ بِمَا في أَنفُسِهِمْ إِنّى إِذًا لَّمِنَ الظالمين} إن قلت شيئاً من ذلك، والازدراء به افتعال من زرى عليه إذا عابه قلبت تاؤه دالاً لتجانس الراء في الجهر وإسناده إلى الأعين للمبالغة، والتنبيه على أنهم استرذلوهم بادي الرؤية من غير روية بما عاينوا من رثاثة حالهم وقلة منالهم دون تأمل في معانيهم وكمالاتهم..تفسير الآية رقم (32): {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}{قَالُواْ يا نُوحٌ قَدْ جَادَلْتَنَا} خاصمتنا. {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} فأطلته أو أتيت بأنواعه. {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} من العذاب. {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في الدعوى والوعيد فإن مناظرتك لا تؤثر فينا..تفسير الآية رقم (33): {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}{قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ الله إِن شَاء} عاجلاً أو آجلاً. {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ} بدفع العذاب أو الهرب منه.
|